شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
شجرة الكهف
ها هنا.. كم شيّد الطفل
أمانيه رمالاً.. وتلالاً من ترابِ
ها هنا.. كم جئت
والأمس، فتى غضّ الرغابِ
فتغنّيت بعينيكِ، بحبي، بعذابي
ها هنا.. أدركت أعماقي التي تجهل ما بي
.. لا تهابي!!
بلند الحيدري
(1)
أسمّيك شجرة الكهف
كل الأشياء التي ولدت في حضورِكْ.. أسقطها الجفاف بعد رحيلك!
أشقُّ طريقاً في صدري.. فيُصبح الصدر غابة، وليالي!
ولا أملك -كإنسان- إلاّ أوْبة تعطيني جواز سفر إلى تلك الأشياء التي لها وجها العملة!
مَن هؤلاء البشر: أنتِ.. وأنا؟!
يتصاعد الخطأ منّا إلى مستوى الجرح، ونفقد الشعور.. نفقد الالتزام به!
(2)
كل شيء فكرتُ فيه من أجلك.. وأشياء كثيرة انتصَبَتْ في صدري ضدك، وخذَلْتُها بشيء بسيط.. لكنه غامر، وعظيم.
شيء اسمه: الثقة.. الثقة!
في كلمة واحدة.. انطلقت من بين ضلوعك كطير حبيس!
لكننا -في أنقى ما يشعر به أحدنا نحو الآخر- تتسلل ملوحة حِيتَاننا إلى أعماقنا.
حينذاك.. نغرق.. نغرق!
(3)
عندما تودِّعين بصري، وتغيبين عن رؤيتي.. يشيخ في صدري الفرح.
يُغطّي اليابس نشوتي.
يغتالُ الغياب حضور الحياة في عينيّ، ونبضي!
أتحوّل إلى هذا المترمّد في ظلال الأمسيات.. أكتب حزني وشماً فوق كل نجمة!
وأترقّب متى يشبّ الفرح في صدري.. من جديد؟!
ما أصعب إرغام القلب على التوقف عن التلفّت نحوك.. نحو دروبكِ!
ما أقسى هذا العشق الذي يجعل التعبير عنه مُجسداً في التلفُّتِ الدائم إليكِ!
يكاد القلب أن يصاب بدوار بحورك الغريقة.. والمسافة بيني وبينك بحر متلاطم، أشقّ أمواجه.. وآتيك بحّاراً.. تحطمَتْ سفينته في القاع!
(4)
أعرف أن كلماتي في سمعك، وتحت بصرك، تحوَّلت إلى شظايا.. جرحت إصغاءك، وتأملاتك!
لكنّ هذه الشظايا.. تبقى حطام شيء ثمين في صدري.
تبقى هي: النزف، والحزن.. واليأس منك!
أعرف أن الأصداء التي تجمّعت في نبرتك، وأطلَقْتِها إلى سمعي، مسدّدة، قاتلة.. كانت معاناتك في إصراري معك على إخراج السيف من غمده!
ليس يكفي -سيدتي- أن أكون سيفاً لك، ومحكوماً عليه بالاختباء خارج ضلوعك!
إما أن أكون سيفك.. أو لا أكون قاطعاً!
إما أن تكون معاناتك حزني.. وتكون معاناتي احتراقك.
أو.. لا يكون شيء بيننا!
إن الشظايا التي جرحت إصغاءك.. قتَلَتْ كل همسي، وشراييني!
(5)
توقَّفْتُ أمام بوّابات النسيان.
حاولتُ طردك من بهاء عمري، وأحلامي.
حاولتُ تبديدك من خواطري، وذكريات الزمان الذي لا يعود!
حاولتُ التفوّق عليكِ.. بالاحتفاظ بوعود وعهود، حسبتها ذات زمن أنها جوهر في أعماقنا.. لا يصدأ، ولا يخون!
وجدتُ التفوق بلا مقابل.. لا يُجدي!
وأنتِ -وحدك- تمثّلين المقابل لكل مشاعري، وصدقي!
إن خيانة الزمن، والوعد.. قد تهون، لكنّ خيانة الصدق في العمر.. هي الأفدح في الوفاء!!
(6)
أقسى سهرٍ صرتُ أعانيه.. عندما أنام!
أراكِ في الأحلام.. كأنني مُسهد لم يغمض لِيَ جفن!
وأشيخ.. أشيخ.. أشيخ!
كأنني شجرة تقف على ظلها.. تلك التي وصفها ((جبران)) فقال:
- إنها الشجرة التي تنبت في الكهف.
تلك التي لا تُعطي ثمراً!!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :487  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 111 من 144
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج