(( كلمة صاحب الاثنينية سعادة الشيخ عبد المقصود خوجه ))
|
- والآن الكلمة لصاحب الاثنينية الأستاذ عبد المقصود خوجه: |
|
بسم الله الرحمن الرحيم
|
- الحمدُ لله الذي علَّم بالقلم، علَّم الإنسانَ ما لم يعلَمْ، والصلاةُ والسلامُ على خيرِ من عُلم، وأعلم من عَلّم، وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعين. |
الإخوةُ الأكارم: |
السلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاتُه: |
|
يطيبُ لي أن أرحِّبَ بكم أجملَ ترحيب، وباسمِكُمْ جميعاً أحييِّ ضيفَنا الكبير سعادةَ الأستاذِ الدكتورِ زهيرِ أحمد السباعي، وزميليه الكريمين الدكتورين نبيل يس قرشي، وحسن بَلَّهْ الأمين، حيث تكبدوا جميعاً مشقةَ السَّفَرِ من الدَّمِام ليُسْعِدَنا الضيفُ بتكريمه، ويشاركنا زميلاه في هذه الأمسيةِ التي تأتلقُ بوجوهِكُم النَّيِّرة. |
|
أيها الأحبة: نَسْعَدُ الليلة بتكريمِ صاحبِ المنارتين، منارةِ العلمِ الذي تعلَّمَهُ وبثَّهُ بين تلاميذِه، ومنارةِ الطِّبِّ الذي سَعَى به بينَ الناسِ شافِياً ومؤاسياً بإذن الله.. |
|
وكما تعلمون فإنَّ لكلِّ شيءٍ شرفٌ وقِمَّة، وأحسَبُكم توافقوني على أَنَّ شرفَ المِهَنِ جميعِها يأْزِرُ إلى مهنةِ التعليم، بما له من أهميةٍ في تنشئةِ الأجيالِ التي ستَحْمِلُ مسؤوليةَ البناءِ في المستقبلِ بإذنِ الله. |
نحن اليوَم نحتفي بأحدِ الأساتذةِ الكبارِ الذين غَرَسُوا، ورَعَوْا، وشَقُّوا تُربةَ الجهلِ بمعاولِ الصِّبرِ وقوةِ العزيمةِ ونَفَاذِ البصيرة، حتى أينعَ غَرْسُهُم، وتناثَرَتْ ثمارُ عطائِهم في شرقِ البلادِ وغرِبها، شمالِها وجنوبِها.. |
ساعِينَ بين النَّاس بِقَسَمِ (بوقراط) وجاعلين من أَنَاملِهِمْ وعِلْمِهِمْ بلسماً يشفي العليل ويواسِي الكَلِيم. |
ونحتفي في الوقتِ نفسه برجلِ الطِّب، ذلك العَلَمُ الذي تسنَّمَ ذروةَ المجِد في المهن الإنسانية، فالطِّبُّ في كلِّ درجاتِهِ إنسانيُّ الطَّابعِ والعطاءِ والنتائج، ولذلك فإنَّ ضيفَنا صاحبُ منارتين في عطائِه علماً وتعليماً، وممارسةً في حياته اليومية.. لم يُقِم سياجاً حول نبعِ فَضْلِه، بل تكرَّم بنشرِهِ على الجميعِ حُبّاً وكرامة.. |
جَالَسَ كُلِّ الناس عَبْرَ أجهزةِ الإعلامِ المختلفة، وفيهم الأميُّ، ونَصفُ المتعلِّمِ، والمُتَعاِلم، والمتعلم.. |
وقد أفاد الكلَّ تقريباً من طروحاته التي تَمَسُّ كلَّ إنسان بطريقٍ مباشرٍ أو غيرِ مباشر، واستطاعَ أن يطوِّع علمَه لمخاطبةِ الجميعِ بأسلوبهِ السَّهلِ الممتنع. |
وليسَ بمستغربٍ على ضيفِنا الكريم أن يمتلكَ ناصيةَ البيان، فوالدُه المعلِّمُ الأديبُ الكبيرُ الشيخُ أحمد السباعي، الذي كانَ صديقاً لوالدي، ومن قبله السباعي الكبير الذي كان صديقاً لجدي، رحمهُمُ الله رحمةَ الأبرار، وشقيقُهُ الأستاذ أسامةُ السباعي، رئيسُ تحريرِ جريدةِ "المدينة" الغراء.. |
فهو من بيتِ علمٍ وأدب، نَهَلَ من مَنْبع السِّباعي، واتحدت روحُهُ بالكلمةِ منذُ بواكيرِ صِباه، فالسباعي رحمَهُ الله موسوعُةُ زمانِه التي تمشي على قدمَيْن، وقد تفوِّق على أقرانِه وبزَّهم في كثيرٍ من المعارف، ولم يَكُنِ السباعيُّ الكبيرُ متميزاً بأدبه فقط، بل بأولوياتِهِ الكثيرة، فهو مثلاً أَوَّلَ من أنشأ مسرحاً في المملكةِ العربيةِ السعودية له مَعٍْظَمُ مقوُّماتِ المسرحِ المتعارفِ عليها.. |
ونالَ ترخيصاً من الجهاتِ المختصَّةِ في وقتٍ لم تَكُنِ الناسُ تحلَمُ بأَمْرٍ كهذا.. كما إنه صاحبُ أولِ كاركاتير نُشرَ في الصحفِ المحلية، وصاحبُ أوَّلِ مثل شعبي يصدر بشكل متتابع في الصحف، وهو أوَّلُ من كتبَ المقالةَ الشعبية.. |
وقد عرفتُ أخي الدكتورَ زهيرَ السباعي دائماً متيَّماً بالكلمةِ الجميلة، يستطيعُ التعبيرَ عن مكنونِ ذاتِه بأسلوبِه المتميز، ويَصِلُ بسهولةٍ ويسرٍ إلى المتلقي، فلا تَجِدُ في صُورَةِ ما نَقَلَهُ عِوَجَاً ولا أَمْتاً.. يُحسِنُ الرسمَ بالكلمات، ويجيدُ التعبيرَ عن المسائلِ العِلميةِ الشائكةِ بسلاسةٍ فائقة.. |
وقد تشرَّفْنا بهذا الإرثِ في مجالِ الصداقةِ التي نعتزَّ بِها ونسألُ الله سبحانَه وتعالى أن يُديمَ علينا نعمةَ الإخاءِ والفَضْلِ والأحسان. |
إنَّ الحديثَ عن ضيفِنا يطولُ أيُّها الأحبة.. ولنْ استأثر بَه وإنْ كانَ في النفسِ شيءٌ من حَتَّى.. |
وأتركُ المايكرفون لأخوةٍ أفاضلَ ليمتعونا بحديثِهِم الشيَّق عن الأستاذ الدكتور زهير السباعي، وليحدثنا شخصياً عن ذكرياتِه وإنجازاتِه التي تَوَّجهَا بعضويةِ مجلسِ الشُّورى، ضارباً أروعَ الأمثالِ في التَّفَاني من أجلِ العَمَل والعطَاء لِخْيرِ الوَطَنِ والمواطنين. |
أشكر جمعَكم الميمونَ أَيُّها الإخوةُ للمشاركةِ في تكريمِ عَلَمٍ من ذوي الفَضْلِ والاحسان.. |
متمنياً لكم أمسيةً سعيدةً ماتعةً مليئةً بالفائدة، كعادة لقاءات ضيفِنا الكريم/ التي يندُرُ أن يخرجَ منها أيُّ إنسانٍ دون أن يتزَّودَ بشيءٍ من عِلْمِهِ الغزير، سائلين الله سبحانَهُ وتعالى أن يجعلَ ذلكَ في مِيزَانِ حسناتِه وينفعَ به، إنه سميعٌ مجيب. |
وأُحِبُّ أَنْ أذكِّرَكُمْ بأنَّ ضيفَ الاثنينيةِ القادمةِ فضيلةُ العلامةِ الشيخِ الدكتورِ محمد نمر الخطيب.. |
وهو من الرعيلِ الأوَّلِ الذي نَثَر كنانَةَ فَضْلِه وعِلْمِه على أجيالٍ من أبناءِ هذه البلادِ الطاهرة.. |
ومن الذين نَذْكُرُهم فنذكُرُ معهمَ فضيلة الشِّيخَ الدكتور مصطفى الزرقاء، وسعادةَ الدكتورِ منيرِ العجلاني، وسعادةَ الدكتور مصطفى البارودي.. |
ممن سبق لهم وعَطَّرُوا أمسياتِ هذا المنتدَى بسابغِ فَضْلِهِمْ وكريمِ سَجَاياهم.. آمِلاً أن نْحظَى بتشريفِكُم حَفْلَ تكريمِهِ.. |
مؤكِّداً مَّرةً بعد مَرَّة أن اثنينيَّتَكمُ ليس لَهَا رقاعُ دَعْوة، كما يحلو للبعضِ أن يذكُرَ بينَ وقتٍ وآخر.. فمرحَباً بكم جميعاً، وأهلاً وسهلاً ومرحباً بضيوفِنا الكرام. |
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. |
|
|