شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
-11-
صديقي:
أرجو لك الخير.
تركتك من أيام وأنت تشهد الحبيبة تضع يدها في يدي لتقول لي: إلى الملتقى.. ولتعدني ببحوث تتوالى كلّما جمعتنا الفرصة وواتتنا الظروف.
فدعني اليوم أفضُّ إليك بعض ما انتهى إليه أمري في شأنها.. فقد مضت الأيام الثلاثة الأولى وأنا لا أعثر لها على أثر.. وناجيت الجبال، والأثلة الكبيرة التي ضمني المجلس بها تحت أغصانها، فلم يسمعني مجيب، ولم يهدني إلى أخبارها هادٍ.
ومضيت البارحة أجوس خلال الأثلات على كثب من مجتمعنا للدرس فرأيتني أناجي خيالها:
هنا كانت تتهادى في قضيبها الممشوق.. وبين يدي هذه الصخرة العظيمة وقفت تتثنى على عطفيها، من هنا خطت تتقدمني إلى حيث أشرت، وخصلة من شعرها الذهبي تتهدَّل على كتفها، فتجمعها بأطراف أناملها لتصلح من وضعها بين الغدائر المرسلة على عنقها الوضيء.
على هذا الرمل الناعم استراح قوامها اللدن، وفي هذه البقعة كان مجلسي منها.. هنا اتكأت.. وعلى هذه الحرملة استندت، وصوتها الرخيم يملأ الجو بأنغام كأنها ألحان قيثارة، ولهاثها يعطر الأرض والسماء حولنا بمثل شذى زهور الربيع.
أيتها الحرملة على حاشية الرمال..
وأيتها الرمال على حدود الأثلات..
وأيتها الأثلات على حوافي الوادي، ويا أيُّها الوادي بحزنه وسهله، بصخوره وروابيه.. أستودعكم الله أسرار حبي، وأستشهدكم على مبلغ ما لوّعني فراقها، ومناني بعادها.
* * *
يا للويل!! أتراني يا صديقي صبأت واستأنفت أيام الجهل، وعاودتني أشجان القلب المبتل؟
اللهم إنها نكسة لا ترضيك!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :415  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 94 من 114
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور زاهي حواس

وزير الآثار المصري الأسبق الذي ألف 741 مقالة علمية باللغات المختلفة عن الآثار المصرية بالإضافة إلى تأليف ثلاثين كتاباً عن آثار مصر واكتشافاته الأثرية بالعديد من اللغات.