شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
-8-
أخي:
سلمت وسعدت.
أيهولك أن تتصل أسبابي بأسباب فتاة جنّية، وأن تسكن إليها نفسي سكون الأليف إلى خِلِّه الودود!!
إنها أظرف ممّا يتصوره خيالك الترابي، وإن في عينيها الواسعتين، وأنفها القاني، وشفتيها الرقيقتين فتنة لا تكاد تصافحك في واحدة من المليون من بنات الإنس!!
أترى أنه الإفراط تأبى عدواه إلاَّ أن تنالني رغم ما أنكرته منه في رسالتي السالفة؟
لا تستبعد فلست إلاَّ من غزية وقد غوت فغويت.. ودعني أنتهِ بك إلى ما انتهى إليه شأني!
شهدتها مقبلة على ندوتنا تتخطر في مشية القطا، وتنثني في أعطافها كما تنثني الأغصان المائسة على شطآن الوادي.. وما أخذتها عيناي حتى شعرت باختلاجة تواثَب لها قلبي، وتهادت في خطر المتهافت حتى اختلطت بالجالسين في حلقة الأستاذ، وافتر ثغرها عن بسمة حلوة تحيي بها من يليها من الجالسين.. فكانت إيذاناً لها بالتوسعة في الصف الذي يقابلني من المجلس.
وأشرق عليّ من محيّاها جبين ناصع، وتهدلت على حاشيته خصلة رقيقة من الشعر في لون الذهب، ولامست أطرافها أهداباً ذابلة فتكسرت تكسر الواله، ومرت بأنامها على حاشية جبينها، وشرعت تقيم بأطرافها ما تهدل على الأهداب، فتفتحت أجفانها عن مثل أحقاق الزهر.. فرأيتني في إغفاءة أشبه ما تكون بإغفاءة المأخوذ انتهيت بعدها على حفيف أثوابها وهي تتهادى في خطواتها مع المنصرفين من حلقة الأستاذ.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :408  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 91 من 114
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعيد عبد الله حارب

الذي رفد المكتبة العربية بستة عشر مؤلفاً في الفكر، والثقافة، والتربية، قادماً خصيصاً للاثنينية من دولة الإمارات العربية المتحدة.