شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
-4-
صديقي:
سلمت.. أتحسب أن للقوم هنا مدارس لتثقيف النشء وتعليمه بالصورة التي ألفتموها في دنياكم؟
كنتُ تخيلت هذا وأنا أتحدّث إلى رفيق لي من حمّال الأخشاب.. فحملق في وجهي بالعين الواحدة التي يملكها في متوسط جبهته، وقال:
((فيم ابتُدِعت المدارس؟ إنها ولا ريب تلوي في دنياكم عن الأغراض التي من أجلها ابتُدِعت.
* أفي تعليم القراءة حكمة إلاَّ أن يُضيف المرء إلى تجاربه الخاصة وآرائه في الحياة تجارب وآراء يقرأها عن غيره ليعادِل بينهما ويُفاضل؟؟
* وهل في الكتابة حكمة أكثر من أن يدوِّن المرء بها نتيجة تجاربه، ويعرضها في سوق النقد لكل القارئين؟
* لا أفهم معنى للتعليم غير هذا؟ ولا أعرف غرضاً لأول شخص ابتدع القراءة والكتابة غير هذا الغرض. فهل تؤدي المدارس في دنياكم هذه الرسالة، وتبني صروحها لهذا الغرض السامي؟
* أم إنها لوت إلى غير هذا الغرض، وشرعت تؤدي رسالتها في غير هذا الوجه؟ ثم قال:
* إنني كجني اختلطت بأدراج الفصول في مئات المعاهد والمدارس، واندسست في (ياقات) ألوف المدرِّسين في أكبر دور التعليم.. فلم أجد التعليم يزيد عن مواد أُحكم تأليفها، وفُصّلت بنودها، وأُعدت في أساليب صالحة للشحن والتفريغ، فلا تكاد تبدأ مواعيد الدراسة في المدارس حتى تبدأ معها عمليات النقل من الرؤوس إلى الرؤوس، ومن الكتب إلى الكرّاسات. في أوضاع لا يحسها العقل أو يشارك فيها.. فأين هذا من أغراض التعليم الأساسية؟؟
* كل معلومات الحياة لا تعدو حالين، هما:
تقرأ لتفهم آراء غيرك، وتجد الفرصة لمناقشتها.. وتكتب لتعطي غيرك فرصة لفهم آرائك، وتبيح له مناقشتها.
* ما يمنعكم أن تهدموا مدارسكم على أنقاضها، وتقضوا بجرَّة قلم على كل النظم المتَّبعة فيها، وتبنوا على تلال هذه الأنقاض مدارس أخرى قوامها سبورة وأقلام من الطباشير وأساتذة، يناقشون أكثر ممّا يعلِّمون، ويمرِّنون طلابهم على الاستنتاج أكثر ممّا يلزمونهم بواجب أو فرض)).
 
طباعة

تعليق

 القراءات :388  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 87 من 114
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة الدكتورة عزيزة بنت عبد العزيز المانع

الأكاديمية والكاتبة والصحافية والأديبة المعروفة.