شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
بسم الله الرحمن الرحيم
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الأَخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ * يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَآءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الغَفُورُ (سبأ: 1-2).
هديتي..
إلى.. (الكجا..!!)
ولستُ أجد أحق منك في هذه الفصول. فقد كنتَ إلى حد ما -في رأيي- تمثل صورة من ((فلسفة الجن)) في الحياة، وتعشق بعض مبادئهم فيها!!.
شهدتك مرة، وصبيان الشوارع يتجمعون حولك في زفة.. فأعجبني أن ضحكاتك كانت تعلو أصواتهم، وأن ضجتك كانت تطغى على زفتهم؛ فأكبرت فيك صمودك وثباتك لأوباش الحياة وأرذالها.
ورأيتك في أخرى وبعض المارة، والمتفرجين يعبثون بك، فأدهشني أن حركاتك البهلوانية كانت تنطق بأروع معاني الاستهانة بما يعنون، وأن نغماتك المرجعة في تساوقها المنظَّم كانت، رغم إعجامها، تصيب أهدافها من أوضاع الحياة بما لا تصيبه السهام المسدّدة.. فوددتُ لو أملك مثل هذه القدرة على تحدّي أوضاع الحياة.
وعشت بعد هذا لا تصادفني مناسبة (أتعجرف) فيها، أو أعني نفسي ببعض الشكليات المتكلّفة.. إلاَّ ذكرت (الكجا) في عبثه الساخر، وضحكاته المدوية.
ولا تثقلني أوصاب الحياة، وترهقني أحداثها الجامحة.. إلاَّ ذكرت (الكجا) في صموده لمآتي الأحداث وسموِّه على أوضارها.
وعشت لا أرى متكبراً يرتهك ويستكين تحت ضغط أوهامه الطائشة.. إلاَّ ذكرت (الكجا) في حركاته البهلوانية العابثة..
ولا أرى (متكلفاً) تعنيه بعض الأوضاع المقلوبة، أو مجنوناً ترهف أحاسيسه صروف الحياة.. إلاَّ ذكرت (الكجا) في أنغامه المرجَّعة لا يشغله إلاَّ أن يساوقها في ترتيل منظَّم، ويهزج بها في نشوة الطروب الساخر.
* * *
أخي.. (الكجا).
أتدري أنك فصل في كتاب الحياة، يستحق الدراسة؟!
وأن دراستك موضوع يهم المتعجرفين، والمتكبرين، والمجانين.. كما يهم المتكلفين، من أوضاع الحياة، ما يطيلون به عناءهم.
وأنك، في عبثك، واستخفافك تمثل صورة من أفكار عقلاء الجن.
وأنك لهذا كنتَ أحق من أهديه هذه الفصول من ((فلسفة الجن))..!!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :700  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 82 من 114
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ محمد عبد الرزاق القشعمي

الكاتب والمحقق والباحث والصحافي المعروف.