شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
-44-
إن في وقائع القصة ما يدلل على تفاهتها.. فنحن لم نصادف إلى اليوم إنساناً يستخذى للحب في مثل ما استخذى صاحبنا المجنون في قصته المشهورة، ولم نستمع إلى مثل حكايته من رأي شاهد موثوق عاين مثلها في جميع ما نسمع من أخبار الحياة.
إنهم أرادوا أن يعطوا فكرة الحب لمعة رائعة.. فاخترعوا لها قصة المجنون، وبذلك أساءوا إلى حقيقة الحب في نظر الحياة، كما أساءوا إلى سمعة الجنون إن كان للمجنون حقيقة، وتركوه يعيش عاراً بين المجانين..
إنني أفهم الحب كفكرة يخفق بها قلب رقيق، فيهفو في تشوُّق وصبابة إلى هدف أضفى عليه ألوان الجمال.. أمّا أن يستخذى لهذا الهدف ويترك شخصيته تتحلل إلى عناصر لها قيمة التراب.. فهذا ما لا ينتظم مع المعاني السامية التي يتصبب إليها القلب الرقيق.
لحى الله المختلقين بما أساءوا، وجزاهم بما شوهوا من سمعة المجانين.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :385  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 77 من 114
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة الدكتورة عزيزة بنت عبد العزيز المانع

الأكاديمية والكاتبة والصحافية والأديبة المعروفة.