شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
-18-
زوَّج جاري أختاً له.. وكانت أرباحه اليومية لا تتجاوز عشرة ريالات، فأبى إلاَّ أن يقترض ليبسط يده في حفل الزواج!! وكان في استطاعته ألاَّ يتوسع فيما يقترض ليضمن سداداً في نطاق دخله المحدود، ولكنه أبى إلاَّ أن يقلد الموسرين ويجاري المترفين.
ومع هذا فأنا وحدي المجنون.
ودعا الكثير من جيراني إلى حفل العرس، فلمست أثراً لحركة فيما يجاورني من بيوت، وأخذت أسمع ألواناً من المشادة والصخب تضج بها عائلاتهم.
هذا عبده النجار تأبى زوجه إلاَّ ثوباً من النوع الممتاز الغالي.. ويحاول النجار أن يقنعها بمركزه كنجار، ولكنها لا تقنع، فتتأزم الأمور!!
وهذا صالح (المطبقاني) تفرض ابنته عليه أن يشتري لها ثوباً وشّاه أصحابه بالقصب البراق، وعرضوه للأجرة بأثمان لا تتفق مع أسعار التكاليف.. فيعارض في هذا الغبن فتقوم المشادة!!
وهذا سليم الطباخ، تحاوله أمه ليفاوض أصحاب الزفة، لأن أخواته الصغيرات (على وش فرح)، وتسرد له قائمة بأسماء المشتريات التي يجب أن يعدها ليوم الفرح.. فيعتذر بضيق اليد فلا ينهض ضيق اليد بالعذر، فيعلن الصخب!!
وهذا محسن (كمساري خط البلدة) يملي عليه أهلوه أسماء الحلِي التي يتعين عليه أن يستحضرها من مؤجري الحلي، فلا تطاوعه نفسه لاستجابة ما يطلبون.. لأن قطعة الماس التي ضاعت في عرس زميل له في العمل من عامين، لا يزال إلى اليوم يئن تحت وطأة ديونها! ولكن هذا لا يقنعهم ليتنازلوا عن فروض تقليدية فيثور الخصام!!
ويطيع النجار والطباخ والكمساري ما ليس لطاعته من بد، ويحاول صاحب العرس أن يستعصي على ما ينوء بثقله.. فيجد الجد، وتثور الفتنة!! ولا ينقشع الغبار حتى يظفر الباطل لتقاليده، فيُملي أحكامه من غير قيد ولا شرط.
وهكذا يبوء المحتفلون بديونهم المثقلة، ويعود أصحاب العرس ليواجهوا حياة الشظف ومع هذا فليس بين جيراني مجنون غيري.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :416  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 51 من 114
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج