شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الأستاذ عبد الفتاح أبو مدين تلقى نيابةً عنه ))
- ضيفنا العزيز، أيها الإخوة الحضور، الحقيقة يشاركنا هذه الليلة سعادة الأستاذ عبد الفتاح أبو مدين بكلمة بعث بها مكتوبةً نظراً كما ذكر في رسالته أو في كلمته بأنه مرتبط بموعد آخر، وإليكم كلمة سعادته التي عنوانها (تحية القلم) يقول فيها:
 
أخي الفاضل الأستاذ عبد الله الشباط. كان ينبغي أن أكون بين الحاضرين أو أحدهم في يوم تكريمك والإحتفاء بك، في هذه الدار العامرة، التي ورث صاحبها خصلة من الخصال الكريمة والحميدة، وهو تقدير الرجال والاحتفاء بهم، وأنا أردد مع أمير الشعراء أحمد شوقي رحمه الله:
إنما يَقْدُرُ الكرامَ كريمٌ
ويُقيمُ الرجالُ وزنَ الرجالِ
 
وهذا هو الإيثار والوفاء والجود. فشكر الله فضل صاحب هذه الدار الحفيلة بالمُثل والقيم ومكارم الأخلاق، لأن صاحبها الأخ الأستاذ عبد المقصود خوجه رعاه الله، فُطر على هذه القيم، فلا أقل من أن نشكره، وهو شكرٌ لا يؤدي شيئاً، ولكن أقل ما فيه أنه اعتراف بالجميل.
 
أعود إلى القول.. بأنه كان يجب أن أكون معك الليلة، متحدثاً ومشاركاً في الاحتفاء بك، إلا أن ارتباطاً مُسبَّقاً، بعيداً عن جدة، وهو ما حال بيني وبين ما أشتهي. فأعتذر إليك، وأعتذر منك، وأعتذر كذلك من أخي الرجل المضياف في هذا الغياب.. الذي اضطررت إليه اضطراراً، وما غبت عن يوم الإحتفاء بك بمَلْكي. فعذراً يا أخي العزيز، وفي الصفوة التي حولك، مشاركة في تقديرك خير مني، فهم أبلغُ لساناً، وأسْحَرُ بياناً، وأقدر خطاباً.
 
ولعلَك تأذن لي أن نتذاكر تلك الأيام الخوالي، حين كُنْتَ وكنْتُ نشارك في مهنة البحث عن المتاعب بذلك الجهد المتواضع الشجاع.. في العمل الصِّحافي، أيام كنا نملك صُحفاً، ونتولى أمرها، ونكتب ونعبر، مشاركين في البناء وما زلنا، لأن للوطن حقاً على أبنائه، وإذا كان يُفدَّى بالأرواح، فإن المشاركة بالرأي والقلم جزءٌ من الواجب الكبير، بعيداً عن المزايدات.
وأنت تُدرك أن الكلمة الصادقة المَخْلَصُ فيها أداءٌ لرسالة القلم، لأن الصحافة رسالة مثل التعليم، وليست وظيفةً تُؤدى على نحو ما، وشتان ما بينهما. وإن الكلمة الشجاعة الملتزمة، مردها شجاعة الكاتب، ووفاؤه وصدقه وإخلاصه.
وإن الكلمة التي لا تأثير لها، ولا تشارك في بناء ولا إصلاح ولا نصيحة، هي كلمة لا معنى لها، ولا غنىً فيها، ولا خير فينا إذا لم نقلها. بتجرد بعيداً عن الهوى، لأنه يُضل عن سبيل الله.
إنَ الكلمة أمانة، وإنَّ الأمانة ثقيلة، أبت السموات والأرض والجبال أن يحملنها، وحملها الإنسان، إنه كان ظلوماً جهولاً، كما يُعلن الكتاب العزيز.
وما زلتَ أنت وأنا وآخرون يشاركون بالرأي عبر الكلمة المكتوبة، حسبما يتاح لنا، لنقول الرأي الصادق الأمين للوطن العزيز الكريم، لأن ذلك قدرنا، ولأن كلاً ميّسرٌ لما خلق له، كما يقول من لا ينطق عن الهوى رسُولنا صلى الله عليه وسلم. نرجو الله أن يُعيننا على أنفسنا حتى لا نضل.
وما الإحتفاء بك الليلة.. إلا تقدير لدورك في بث الكلمة الصادقة المخُلَص فيها عبر منابر الصِّحافة التي عشقناها معاً. ووقفنا جهودنا لها، ارتقاء وتعبيراً وأداءاً، ونشهد الله الذي لا تخفى عليه خافية، أننا كنا وما زلنا مخلصين لهذه الرسالة السامية، رسالة القلم الذي أقسم به الحق سبحانه وتعالى، لأنه لا خير فينا إذا لم نكن أوفياء للحق، والأمانة، والوطن وأُولي الأمر فينا، ونحن إن شاء الله حراصٌ أن نكون مع الصادقين، لأن الصدق يقود إلى البر، وإن البر يقود إلى الجنة.
 
وإنا لندرك ذلك التوجيه النبوي الكريم: "لا قولَ إلا بعمل، ولا عملَ إلا بنية، ولا نيّةَ إلا ما يوافق السنة".
وينبغي أن نلتزم بقول الحق سبحانه: يا أيها الذين آمنوا لمَ تقولون ما لا تفعلون، كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون. وصدق الله القائل: لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس.
 
والحديث يا أخي ذو شجون. كما يقول الدكتور زكي مبارك، ولكني الليلة لا أريد أن استأثر به، فإن غيري ممن حولك وأولهم المحتفي بك في داره، أكثر قدرةً على بث المشاعر والتحية والترحيب بك مني، وهذه الكلمات العابرات، شكراً للمحتفِي الكريم بك، وتحية لك وأنت تزرع الأرض من الخليج إلى جدة.. في ليلة عرسك، وأنت حقيقٌ بذلك، وأهلٌ له، لأنك وفيٌ لرسالة القلم في صدق وإخلاص والتزام وتواصل، لا استخذاءَ فيه ولا تراجع، ولا انهزام، وتلك هي خصال الأوفياء القادرين، فلا يطالهم الإتهام بالتقصير. لك خالص الود والتقدير. والدعاء بالعون والسداد. والحمد لله رب العالمين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :622  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 36 من 187
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور معراج نواب مرزا

المؤرخ والجغرافي والباحث التراثي المعروف.