شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مِن أجل مُتابعَة الأَقمار الصِّناعيَّة
قال صاحبي: وصاحبي في هذه المرة من الذين لا تتجاوز ثقافتهم ما تحت المتوسط. قال وهو يستنكر قصة ما يسمع عن الأقمار الصناعية وجولتها في الفضاء؛ كيف نستطيع تصديق ما يذاع عن أقمارهم وليس لدينا ما يؤكد وقوعه.
قلت: إن الدولة التي تطلق قمراً لا تعيش وحدها في الكون، ولا تتميز وحدها بالكفاءة العلمية وهي إلى هذا تعرف أن لها أكثر من خصم في مجال السياسة يراقب سائر حركاتها، ويتجسس على كل دقيقة من دقائق أعمالها. فهي لهذا لا تجرؤ أن تتبجح بما لا تفعل وإلاّ عرضت سمعتها لفضائح لا يُستهان بمداها.
وليس من يجهل أن مراقبة هذه الأقمار في أبعد آفاقها بات أمراً عادياً لا يكلف الأمم التي تقدمت علمياً إلاّ أن تتابع خطواتها على صفحة الرادار أو عدسات المراصد الجبارة وتساير حركاتها في صورة مكشوفة لا يخفى منها دقيق ولا جليل. وربما سبقت الأمة المترصدة أصحاب القمر الصناعي أنفسهم إلى إذاعة تفاصيل حركاته ونشر صوره ومسيرة دورانه.
ولقد قرأت آخر ما قرأت أن إحدى الدول المتقدمة علمياً استخدمت لتصوير الأقمار عدسة دقيقة عملاقة قيل إن زجاجها يكلف ما قيمة وزنه ذهباً وأنها في سبيل أن تتابع سير الأقمار الصناعية في الفضاء أنشأت مراكز للمراقبة في نصف الكرة الأرضية الغربي بلغت نحو 22 مركزاً جهزتها بأحدث أجهزة التصوير، واستعانت فيها بالعدسات العملاقة الجديدة فأصبح في استطاعتها التقاط صور الأقمار في شتى مداراتها، وليدلل الخبر على قوة هذه الأجهزة ودقة التقاط العدسة الجديدة ذكروا أن بعض الأقمار الصناعية ربما كان حجمها لا يزيد عن حجم كرة القدم، ومع هذا استطاعت العدسة أن تؤدي وظيفتها وأن تتابعها في وضوح رغم أن مركزها ربما بلغ بعده عن القمر الصناعي ما يزيد عن مئات الكيلومترات.
وتعلق بعض الأخبار العلمية على آخر أنباء هذه العدسة العملاقة التي طوقت مراكزها نصف كرة الأرض، فتقول إن بعض كبار العلماء من المهتمين بطبقات الفضاء استطاعوا الحصول على معلومات هامة قيّمة عن الطبقة الهوائية خارج مدار الأرض. فقد تبين من دقة تصوير العدسة للأقمار الصناعية خلال سيرها في مجراها بأنه يجري تمدد وتقلص في هذه الطبقة خارج مدار الأرض، وتدل هذه الظاهرة فيما يراه العلماء على قوة جاذبية الأرض وتبسطها عند القطبين واتخاذ شكل الإجاصة.
نريد أن نستخلص من هذا أن أجهزة الرصد والمراقبة تتابع سير أصغر قمر صناعي ينطلق إلى الآماد البعيدة، وأن المجال العلمي لا يتسع لمن يتلاعب بأخبار الفضاء أو يدّعي شوطاً في مداه يعجز عن تحقيقه.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :363  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 147 من 156
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأربعون

[( شعر ): 2000]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج