شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ليتَ لنا مِثل عنايتهِم
قال صاحبي: إن تعجب فأعجب لألماني مستشرق لم يتجاوز سن الشباب، صادفته وبعض أصدقائي في بلد عربي، فلما علم أنّا من مكة شرع يحدّثنا عن قصة الرومية التي استدعاها معاوية -رضي الله عنه- يوم جاء مكة ليسألها لِمَ انحازت لجيش عليّ -كرم الله وجهه- ضده؟ فكانت صريحة صادقة لم تكتم شيئاً ممّا اعتقدت. وكان معاوية أمام تصريحاتها مثالاً للديمقراطية الحقة بما أولاها من حلمه وسعة صدره.. فأي عناية هذه جعلت الأجنبي البعيد يتغلغل في تاريخنا بهذه الصورة الواسعة؟
قلت: لا عجب في هذا. فإن أكثر الجامعات الراقية في أكثر بلاد أوروبا وأمريكا تُعنى عناية خاصة بالدراسات الإسلامية.. إنهم يبذلون جهوداً كبيرة في سبيل أن يتفهم الطالب في قسم الدراسات الإسلامية أهم الأدوار التي مرت بتاريخ الإسلام، ويتعرف على كافة المجالات والعلوم التي جال فيها علماء الإسلام، وهم في سبيل هذا يعقدون الندوات لبحث المواضيع العامة التي كان لها أثرها في تنظيم المجتمع الإسلامي في عهوده الذهبية، ويستضيفون في ندواتهم كبار المتعمقين في الدراسات الإسلامية وأكثرهم من المستشرقين ليناقشوهم فيما يغمض عليهم من دقائق علوم الإسلام ويفسحون المجال أمام طلاب هذه الأقسام ليتحدثوا فيما يهمهم من شؤون الإسلام على أن يدعم الطالب حديثه بمستندات علمية يستقيها من أمهات الكتب العربية الموثوقة، أو مؤلفات بعض المستشرقين الذين يعنون بأمثال هذه البحوث.
وكثيراً ما تتسع بحوثهم لدراسة النظم الإدارية التي كانت تسود دول الإسلام ومراجع الفقه التي كانوا يستنبطون منها أحكامهم وأساليب الحياة التي كانوا يعيشونها.
وتعتمد أكثر هذه الجامعات على مكتبات واسعة تضم آلاف المجلدات من أوثق ما ألَّف علماء العربية في عهودهم بين مخطوط ومطبوع إلى جانب ما تضمه من مؤلفات المستشرقين في بحوث إسلامية تعددت لغاتها بتعدد أجناس مؤلفيها، وأخذت مكانها بين رفوف الأقسام العربية في هذه الجامعات.
لا أقول إن كل ما يدرس في هذه الأقسام من هذه الجامعات يعطي الإسلام حقه من الإنصاف، ولا أقول إن كل هذه الندوات التي تناقش تاريخه تعتمد الحق فيما تناقش. فثمة رجال من نوع عرفت لا تضيرهم كلمة الحق بينما في البيداء رجال لا يهمهم إلاّ أن يضربوا في كل وادٍ بما يشتهون.
لسنا في صدد صحة ما يقال أو رده، فذلك موضوع له بحثه ولكننا اليوم في شأن هذه العناية التي نتمنى لشبابنا أن يتوافروا عليها يخدمون بها دينهم وعروبتهم.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :361  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 144 من 156
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

جرح باتساع الوطن

[نصوص نثرية: 1993]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج