شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
علينا أن نواجِه مُقدَّراتنا بفهم الحصيف
(2)
قلت لصاحبي: وكنا في صدد خصوم الإسلام الذين تكالبوا علينا واستطاعوا أن يهيمنوا على مقدراتنا وأن يقيدوا أفهامنا بهم دون أن نتبين وجه الحق في غمار ما يضللون به علينا.
قلت له: ليس بيننا وبين أن ندعم شخصيتنا في مجالي الحياة إلاّ أن نعرف مدى مسؤوليتنا حيال أحداث الحياة ونتبنى نوع الواجبات التي يفرضها علينا ديننا لنأخذ دورنا وافياً بين الأمم.
علينا أن نبعث الروح التي عاشت أحقاباً طويلة تخطط مسيرة آباء لنا أثبتوا ذاتيتهم وحققوا من أمانيهم ما شهد به تاريخهم الناصع.
وليس هذا بعزيز علينا إذا تضافرنا على العمل الجاد، وتعاونت سائر قوانا في المجامع والمدارس والمساجد ودور المصانع وغرف المساجد.. الإمام في مصلاه، والعالم في حلقة درسه، والتاجر في منصة متجره، والعامل إلى جواره سنداً له، والمزارع بين رفشه ومحراثه، والمتسوّق في أقصى زاوية من سوقه أن عليه لعزة دينه واجبات لا يجوز بحال أن يتخلى عنها أو يتراخى عن العمل في سبيلها.
علينا أن نتنكر لكل أجنبي عن الإسلام يحاول الهيمنة على مقدراتنا أو يحتال ليسيطر على أفهامنا ويكبل عقولنا بما يضمن له النجاح في توجيهها التوجيه الذي يقيدنا به ويربطنا بعجلته.
لقد تناولنا في بعض ما قلنا قبل اليوم قصص المستشرقين الذين يأبون أن يناقشوا مبادئ الإسلام إلاّ بالصورة التي تمليها أهواؤهم، وقلنا إنه إذا كان البعض قد خدم النقاش بروح علمية بحتة فإن كثيراً منهم أضلّهم الهوى فناقشوا أكثر مباحثهم بروح تتنافى وحقائق العلم، فثمة نظريات أكدوها كمبادئ وراحوا يؤولون في تفسيرها عشرات النصوص ويحرفون من معانيها ما يدعم تأويلهم وبذلك أوهموا كثيراً من شباب المسلمين بأن مفاهيم الإسلام لا تتماشى مع الحياة، فضللوا بذلك طوائف لا يحصى عددها زلزلت بعض عقائدهم. ولو تحرّى هؤلاء الشباب ما زيف به عليهم وكلفوا أنفسهم دراسة الحقائق في مظانها الصحيحة لكان شأنهم غير هذا الشأن.
إن في المكتبة الإسلامية ألوف المجلدات التي عاشت مدفونة لا يعرف الشاب حتى ولا أسماءها وليس بينه وبين أن يتفهم حقائق دينه ومعالم تاريخه الناصع إلاّ أن ينبش عنها ويعكف على قراءتها ليرى أية دراسات عني علماؤه ببحثها بصور لا تدع مجالاً لمرتاب.
لقد نسينا كل هذه الذخائر وتقاعسنا عن نبشها، وتركنا لخصومنا من كل لون وجنس أمر العناية بها فاطلعوا وتوسعوا في الاطلاع، وعرفوا كيف تؤكل الكتف واستطاعوا أن يخرجوا علينا بما استنتجوا في أساليب لحمتها التشويه وسداها الزيف.
غضبة يا قوم تفتح عيونكم على حقائق ما ضللوا وزيفوا.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :396  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 139 من 156
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الأول - مقالات الأدباء والكتاب في الصحافة المحلية والعربية (1): 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج