شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
قصَّة غِذاء الإنسَان
قال صاحبي: ما خبر يقول إن عالماً من أبرز علماء الطبيعة أعلن في مؤتمر جامع أن الجنس البشري قد يبيد وينقرض إذا استمر العدد البشري في ارتفاعه واطراد الزيادة في نفوسه بينما تظل مواد الغذاء الطبيعية محتفظة بنسبتها على وجه الأرض.
قلت: ويرى غيره أن ثمة أخطر من هذا ذلك أن المواد الغذائية الطبيعية لم يثبت احتفاظها بالنسبة الأصلية بل على العكس فقد اعتراها من أسباب النقص والفناء ما قضى على بعض هذه النسبة من جراء التصرفات السيئة التي يمارسها الإنسان والتجارب الكيميائية الخطيرة التي يتهالك الأقوياء على التوسع في أعمالها.
ولكن ثمة أفكار لا تتشاءم بهذا القدر المخيف. فهنالك عالِم من هولندا يقول إن العلاقة ثابتة منذ القديم بين عدد السكان على وجه الأرض وبين ما تنتجه الأرض من مواد غذائية.
وأحسبه يعني بهذا أن ملايين البشر الذين تقصفهم الحروب وتقضي عليهم الكوارث وتبيدهم الأوبئة في بعض المناطق المتخلّفة من الأرض تنظم هذا التوازن وتحفظ نسبته بشكل متعادل.
وهناك رأي لا يجادل في حقيقة الخطر ولكنه يدلي برأيه في تحاشٍ وهو لعالم ألماني يقول فيه إن في استطاعتنا ترويض الحيوانات المتوحشة واستخدام لحومها لتغذية الناس.. إنه يرى أن تصرّف الإنسان نحو الوحوش في الغابات تصرّف أخرق لا بد أن ينتهي عند حد.. لا بد أن يكف الإنسان عن صيدها ليترك لها الحرية كاملة ولذلك لا تلبث أن تألف الإنسان وتعيش إلى جانبه شأن سائر المواشي الداجنة فلا يصعب عليه أن يستفيد من لحومها إلى أن يقول إن الاختبار دلّ على أن الحيوانات الطليقة تأكل ما يتيسر لها في البيئة الطبيعية وليس لها مطالب كثيرة رغم أنها تنتج من اللحم أكثر مما تنتجه الحيوانات الداجنة ومن أهم ما قرأته عن عناية العلماء المختصين بفكرة الغذاء وتوفيره ليسد حاجة الناس إليه خبر عن مؤتمر عقد في باريس من شهور حضره نحو 300 عالم ندبتهم حكوماتهم من شتى أقطار الأرض ليناقشوا الموضوع تحت إشراف هيئة اليونسكو. وقد ذكر المعلقون ومراسلو وكالات الأنباء أن نقاشهم الذي دام نحو نصف شهر أسفر عن مقترحات لها قيمتها وأنهم انفضوا على موعد من العام الجديد ليستأنفوا دراساتهم.
وليس لمثلي أن يشك في كفاءتهم وقدرتهم على استنتاج ما يكفل للإنسان عيشه على الأرض إذا خلصت النية، وتضافرت الجهود واستجاب العاملون في الإنتاج الغذائي في سائر الحكومات للعمل الموحد الذي تتفق عليه آراء العلماء من كل قطر إذا ثبتت فعاليته.
وهناك رأي قديم كان ينادي به بعض المتعمقين يتلخص في أن تساعد الحكومات الغنية غيرها في الأراضي المتخلّفة بما يعينها على استصلاح الأراضي البور في بلادها لتعطي نتاجاً وفيراً.. ورأى آخر أحسبه أقدم من سابقه تأريخياً كان ينادي بعلاج التلوث الصناعي الذي أصبح يسمم الجو والماء ويخلق للدود بيئات صالحة لنموه وتكاثره بصورة تركت أثرها مريعاً في القضاء على جزء كبير من الإنتاج الزراعي.. إننا نؤمل أن تسفر البحوث العلمية عن نتائج تحفظ النسبة بين عدد السكان المتزايد وبين ما تنتجه الأرض.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :340  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 126 من 156
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج