شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
علينا أن نَدرس فُروع الفِكر عِند الأُمم
(2)
قال صاحبي: وكنا في صدد ما يتعين علينا لندب طلابنا الجامعيين ليدرسوا فروع الفكر في أهم الأمم التي تعاصرنا أصدقاء كانوا أم أعداء ليقدموا للمكتبة العربية أبحاثاً غنية بتفصيلاتها تدرس حقائق هذه الأمم وتكشف لنا من مناحيهم كل ما له علاقة بمقدراتنا في الحياة.
قلت له: ولا يجب أن نقف بطلابنا الجامعيين عند هذا الحد. فأدبنا لا يزال إلى اليوم أدباً محلياً وكان يتعيّن تصديره إلى سائر بلادنا الشقيقة لتصل أصواتنا إلى أسماعهم ويعرفوا مقدار مساهمتنا في نهضتهم، وهذا لا يتأتى في الغالب الأعم إلاّ لجامعي درس أصول الأدب دراسة منهجية.
والأديب الجامعي لا نقنع بجهوده في هذا المضمار. فهو يجيد لغة أجنبية أو أكثر ونهضتنا الجديدة في أشد الحاجة إلى الأجنبي الذي يتفهم حقائقها وهو نزيل بيته في أقصى مدينة من أوروبا والصين. نحن في حاجة لأن نكتب له بلغته لنصل بها إلى قلبه. فليس كلغة الأجنبي سلاح نستطيع أن نغزو به عواطفه ونحتل مكاننا من فؤاده.
ومثل هذه الآمال تناط أكثر ما تناط بطالب الجامعة الموهوب الذي يستطيع أن يقدم أمته أفكارها وآدابها وآمالها في الحياة ومساهمتها الجديدة في بناء الحضارة يقدم كل هذا للأجنبي في بلده في بيته في صحيفته في مجلته ليعرف أية أمة هذه التي تنوي مساهمته في مضمار الحياة.
إن قصيدة عامرة أو بحثاً وافي العناصر أو قصة محبوكة الأداء أو قطعة موسيقية تخاطب القلب أو لوحة فنية معبرة هي سفير دبلوماسي بارع يعرف كيف يربط بين وجداننا ووجدانهم مهما نأت بنا الأبعاد وانقطعت بيننا الأواصر، وهي قاسم مشترك يجمع القلوب إلى القلوب ويعطي فكرة واضحة عن حياتنا الجديدة.
إن طلابنا الجامعيين في أكثر بلاد أوروبا وولايات أمريكا يتفرقون في كل صيف إلى كل قارة، فيتغلغلون في مجاهل إفريقيا ودساكر وقرى الهند والصين وجزائر جاوه لينقلوا أفكارهم وأحاسيسهم وحقائق مقدراتهم إلى من يجهلها، فلا أقل من أن نندب سفراءنا في شخص نتاجنا الأدبي أو الشعري أو القصصي أو العلمي ليصبح مقروءاً في كل أمة بلغتها أو بأية لغة حية ذائعة.
لا يعجز الدارس الجامعي أن يفلسف الأفكار التي يغزونا بها كاتب أوروبي ويناقش البحوث التي تنشرها مجلة علمية أجنبية يناقشها بلغتها في أسلوب هادئ علمي رزين، وعبارة راقية تقنع ولا تهوش ويبعث بها إلى أكثر صحيفة رواجاً لها مركزها العالمي لتكون لنا بمثابة من يقول نحن هنا لنا آراؤنا ولدينا من أبواب المعرفة ما نستطيع أن نساهم به في مجالاتكم.
لا أذكر أن جامعاتنا في سبيل أن تنشط في مثل هذه الميادين، لا بد لها أن تجد من بيوت المال عندنا ما يشدّ عزمها ويقوي إسارها ويهيئها للعمل الجاد المثمر، فعسى أن يتضافر القادرون على تشجيعها لتؤدي رسالتها في الحياة كاملة.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :363  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 123 من 156
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج