شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
إلى أيّ حَدٍّ فهمنا مَعَاني الحج؟
قال صاحبي: ترى إلى أي حد استطاعت هذه الجموع الحاشدة التي وفدت للحج أن تحقق حكمة الحج في هذا التجمع؟
قلت: لو تهيأ للمسلمين في زماننا أن يحققوا حكمة ما يفرض عليهم من فروض لكان لهم شأن غير هذا الشأن الذي انتهوا إليه من شتات وفرقة وتخلف.
إن مبلغ ما نهتم به اليوم من شؤون الحج أن يقال عن أحدنا لقد حج فلان وعاد بسلامة الله. أما كيف أدى هذا الحج؟ وبمن تعارف في صعيده وهل ناقش أو اتصل أو شارك في بحث له علاقته بأمور المسلمين؟ فذلك آخر ما يدور في خلد الحاج أو يمر بمخيلته.
وكيف تدور في خلد حجاجنا أمثال هذه الأمور وأكثريتهم لا تتسع ذهنياتهم لمثل هذه الأمور الدقيقة. وإذا تراءى لنا أن نحصي الواعين منهم الذين تتسع مفاهيمهم لمثل هذه المعاني فسوف لا نعثر إلاّ على أقليات لا يكفي عددهم لتمثيل المسلمين تمثيلاً صحيحاً يسع أجناسهم ومختلف أوطانهم وسائر مشاكلهم التي تعايش بلادهم.
لقد تهيأ لبعض الواعين أكثر من اجتماع اهتبلوا فرصتها بين أحضان هذه المشاعر، ولكن آثارها كانت محدودة وستظل محدودة مهما قيل في شأنها كما قلت لا تمثل سائر أجناس هذا الحشد المائج بصورة عملية فعّالة.
إن المسلمين بما تهيأ لهم من فرصة الحج يملكون من أسباب التجمهر والتجمع ما لم يتهيأ لأمثالهم في سائر الأديان والأمم.. وإذا قيل إن لبعض الأمم مناسبات ربما كانت قريبة الشبه بمناسبة الحج عندنا فصحيح.. ولكنها لا تبلغ مهما بلغت جزءاً من أهمية الحج ومداه الواسع.
ولست أغالي إذا ادّعيت أن بعض الأمم الواعية تتمنى لو تهيأت لها مثل هذه الفرصة التي يهيئها الحج للمسلمين في كل عام لتتقارب في إطاره وتتفاهم في دائرة نطاقه.
فما يمنع المسلمين أن يغتنموا فرصتهم في الحج بعد أن تكالبت عليهم أكثر الأمم، ما يمنع كبراءهم وأصحاب الرأي فيهم أن يفتقوا وعيهم على معاني الحج ومشروعية الحج.. ما يمنع علماءهم وهم يفصّلون لهم واجبات الحج ومحرماته أن يحدّثوهم طويلاً عن الحكمة في هذا التجمع الفريد من نوعه ليعرفوا كيف يستفيدون من مشروعيته.
إننا بهذا نستطيع أن نجمع المسلمين على كلمة واحدة وهدف واحد.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :396  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 95 من 156
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

ترجمة حياة محمد حسن فقي

[السنوات الأولى: 1995]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج