شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ليس لنا أن نبيعَ أطفالنا
قال صاحبي: ما يمنعني أن أثني على أريحية صديقي وعنايته بالبذل في سبيل طفله الذي أرسله أخيراً إلى بلد أجنبي ليبدأ دراسته في جو خاص يتفرغ فيه لأعمال الدراسة بعيداً عنه.
قلت: أمّا أنا فأرى الخطأ كل الخطأ في هذا الذي نسميه عناية بالبذل.. إنه سيبيع طفله الحدث إلى البلد الأجنبي الذي اختاره.. سيتركه يتشبع بالروح الأجنبية التي سترعى طفولته وتشرف على تنشئته وسيعود إليه، إذا عاد، فتى أو شاباً لا يشعر بشعور أهله ولا يحس بإحساسهم وربما استهجن كل تقاليد أهله وأعرافهم وسخر بكل ما يمت إلى حياتهم بأي صلة.
وعندئذٍ سيدرك مبلغ الجناية التي جناها على بلاده عندما جعلها تفقد عضواً ربما كان له أثر نافع في تقدمها وسيدرك مدى الإساءة التي أساء بها إلى فتاه عندما هيأه ليعود إلى بلاده غريباً عنها يحيا في غير حياتها.
ترى أي عامل يدفعه لأن يجني مثل هذه الجناية ما دام طفله حدثاً، وما دامت بلاده تستطيع أن تتولى تربيته وتعليمه إلى درجة عالية المستوى.
ربما كان له عذره لو استوفى ابنه كل معلومات بلاده وتعذر عليه أن يتخصص في فن خاص لا مكان له في بلاده أن يندبه إلى البلد الذي يُعنى بذلك الفن.
سيرى غداً أصدقاءه الأطفال محفوفين برعاية آبائهم مغمورين بعطف أمهاتهم وينظر فلا يرى حوله من يعطف عليه عطف الأم أو حدب الأب فيترك هذا في نفسه أسوأ الأثر وسينشأ وفي أعماقه أكثر من عقدة تضطرب لها حياته وتحول دون الكثير مما نرجو لنجاحه.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :336  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 78 من 156
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأربعون

[( شعر ): 2000]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج