شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
كيف نبني بلادنا؟
قال صاحبي: قرأت في أخبار بعض الدول الأوروبية أن غرف التجارة والصناعة في بعض مدنها أخذت تنشىء لحسابها ورشاً صناعية لتدريب مَن يرغب التدريب من طلاب المدينة. وإن الفكرة ما لبثت أن انتشرت من مدينة إلى أخرى.. فما يمنعنا كأمة نامية أن نجرب هذا التقليد؟
قلت: إن من مشاكلنا التقليدية أننا نعتمد في أكثر مرافقنا الحيوية على ما تقدمه الحكومة. وهو تقليد لا تستسيغه الأمم التي أدركت حقوق بلادها عليها.. فبيوت التجارة عندهم، وأصحاب الثراء، وأرباب المصانع، والشركات الفنية، ترى فرضاً عليها أن تجعل في موازنتها بنداً خاصاً لخدمة البلاد وفائدة مواطنيهم فيها.
هناك مدارس تُشاد لحسابهم، وجامعات تُؤسس بأموالهم، وملاجئ، ومستشفيات وعشرات من أعمال السير على هذا الغرار ينفقون عليها من سعة كاعتراف بفضل بلادهم على ما حازوا من ثروات، وتقديراً لمواطنيهم الذين أباحوا لهم فرص النجاح بإقبالهم على ترويج أعمالهم، ومساعدتهم في سائر ظروف العمل والإنتاج.
ولقد قرأت موضوع الخبر الذي ترويه عن البلد الذي اهتمت غرفته التجارية بتأسيس ورشة تتعهد طلاب المهن بما يساعد على بناء مستقبلهم، كما قرأت أخبار المدن التي تابعت أخبار هذه الغرفة، وشرعت بالعمل على فهمها فأعجبتني هذه اليقظة وأعجبني هذا الوفاء، وتمنيت لو استطاعت الفرق التجارية في بلادنا، واستطاعت بيوت المال، ورجال الأعمال وأصحاب الثروات الكبيرة تقليد العاملين لبلادهم على هذا النحو.. إذن لضمنوا لبلادهم ازدهاراً مطرداً، وضمنوا لأعمالهم مكاسب مضاعفة.. لأن اعتمادهم على أيدي العاملين من مواطنيهم يوفر عليهم مبالغ طائلة ينفقونها في سبيل الاعتماد على خبرة الأجنبي. أضف إلى هذا ما يكسبونه من إخلاص المواطن مما يعز توافره في كثير من الأجانب الوافدين.
والعجيب مما قرأته في أنباء هذا الخبر الذي ترويه أن مؤسسات الورش التي تحدثت عنها رأت أخيراً أن تزوّد غرف التمرين فيها بأدمغة إلكترونية ليتدرب الطلاب على استفتائها في العمليات الدقيقة التي تواجه بعض أعمالهم، وتساعدهم على التخطيط السوي إذا استعصى عليهم التخطيط، أو زحمتهم ظروف عاجلة لا تتسع لإعمال الذهن التي تحتمل الخطأ كما تحتمل الصواب.
إنّها جهود تدل على مبلغ عنايتهم بتهيئة بلادهم للأعمال المنتجة وتهيئة ناشئتهم لسد الفراغ في سائر المجالات التي تتطلبها حياة الأمم في الأوساط الراقية.
نريد للثروات التي مدت أعناقها في محيط بلادنا وتطاولت.. نريدها لتعرف كيف تبذل في سبيل دعمها وبناء صرحها عالياً، شامخ الذرى.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :327  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 64 من 156
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الخامس - لقاءات صحفية مع مؤسس الاثنينية: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج