شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
إذا عَوّدْناهم القراءة الحُرّة
قال صاحبي: ما بال الكثير من شبابنا لا يتعشق المطالعة الحرة، ولا يبذل في سبيلها جهداً يذكر.. وهو إذا قرأ لا يقرأ الدسم النافع.. أما أمهات الكتب العربية فقل أن يعرف عنها شيئاً يستحق الذكر!!
قلت: إنها أحاسيس السن المشبوب لا يصح أن تطالبها لتتعقل عقال الكهل، وتلتمس الفائدة للفائدة لنفسها كما يعقل أمثالك وقد شارف الخمسين!!
إنهم في حاجة إلى ألوان من سياسة الإغراء وغير قليل من أساليب التشويق خصوصاً فيما يتعلق بنفائسنا القديمة.. أترى هذه الكتب التافهة والقصص الرخيصة؟ إنها تغريهم بما تتفنن من أساليب العرض حتى تربطهم بعجلتها فيسيرون في ركابها وهم يظنون أنها أمتع ما يقرأ.. مما يصادف في نفوسهم هوى!!
إننا نستطيع أن نساير هذا الهوى المشبوب إلى حد يمكننا أن نحتال عليه فنغريه.. ثم لا نلبث بشيء من التشويق أن نمتلك ناصيته.
إن الأدب العربي القديم مفعم بمئات الكتب التي تقص علينا من الطرائف والقصص العاطفية ما يشوق الشاب لمتابعتها إذا عرفنا كيف نغريه بقراءتها.
إن أول ما يرعى نظره في نفائسنا القديمة غلاف يتراءى أمامه باهتاً في لون الأكفان.. وعهده بالكتب المشوقة يتألق فن الشياطين في أغلفتها بكل ما يملك الشياطين من ألوان الإغراء!!
فإذا نحن حاولناه ليتخطى الغلاف إلى ما وراءه من الرائع المستظرف ليدرج من قصة، إلى طرفة، إلى حكمة، حتى يندمج فإذا اندمج خسره فن الغلاف بكل ما يملك الغلاف من أفانين الشيطنة وكسبته القراءة نفسها.
لا يا صاحبي.. لا يجب أن نغالط أنفسنا فنلحى الشباب وحدهم!! إذا اختلط عليهم الطريق.. عليك أن تلحانا إلى جانبهم!! ما دمنا لم نقدر جذوة السن المشبوب!! ونعرف كيف نحتال لتوجيه طاقته الموقدة.
إننا بعد أن قنعنا بإلغاء العصا شرعنا نتفنن في أساليب التوبيخ والتقريع.. وربما كان فيهما بعض الخير لو قصرناهما على مثل الملح في الطعام وعرفنا مدى السوء كلما بالغنا فيهما!!
لندع كل هذا.. ولنفتح أمامهم الطريق مشوقاً، ونختار لهم من الكتب ما تغريهم طرائفها.. حتى إذا اندمجوا أضفنا غيرها حتى تصبح القراءة هوى لذاتها، ثم وسيلة للمفيد النافع!!
لقد كنت فتى وكان لا يلذ لي أن أقرأ إلاّ للتسلية والتسلية وحدها في قصص تافهة أو روايات ضاحكة ولكني ما عتمت أن ألفت القراءة فرأيتني أنتقل من التافه الضحل إلى المفيد الخفيف الظل الذي لا يكلفني عنتاً في الفهم ثم ما لبثت أن استمرأت القراءة للقراءة ذاتها.. فحاول أن تغري ابنك بقراءة كل ما يصادف هواه ليستمرئ القراءة.. ومن ثم سيمضي إلى نهاية الشوط الذي تتمناه.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :330  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 52 من 156
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج