شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
تيَار الحيَاة لا يصيخ لنقاش
قال صاحبي: مررت اليوم بكسارة ميكانيكية في أحد جبالنا الشامخة تؤدي عملها بشكل جبار يفصل الصخور، ويطعن الأحجار فتداعت الأفكار في رأسي: ترى كم عامل استغنى عنه صاحب هذه الكسارة وتركه لا يجد عملاً؟
قلت: إنها فكرة إذا اتخذتها مقياساً هدمت الحياة، وحطمت عجلة التطور، وعشت في أول كهف يصادفك كما عاش أجدادك يوم نشأت الحياة.
تستطيع أن تطبق آراءك على أحدث الآلات الزراعية فتلغيها، وعلى وسائل المواصلات بأنواعها فتمحوها، وعلى سائر بيوت الصناعة الميكانيكية فتهدمها.. لتجد اليد العاملة في رأيك ميدانها واسعاً، ولا تنس بعد هذا أو قبله إن شئت أن تمنع آلات الطباعة أن تدور ليجد النساخون والمسوِّدون سبيلهم إلى الإرتزاق.
سلام على ألوف الكتب وملايين الصحف والمجلات والنشرات وفي هذا سلام على الثقافة في أوسع مجالاتها التي تلفظها المطابع مع طلوع كل شمس لتغذي عقولنا بالكثير الذي ليس له مدى.
أنا لا أستبعد وجود أفراد مهما قلوا يعيشون على مثل هذه الأفكار.. ولكن تيار الحياة في طريقه لا يبالي بالأخذ والرد.
لا.. لا يا صاحبي ليس لك أن تفلسف معطيات الحياة على هذا النحو الجامد.. ليس لك أن تجدف على الكسارة أو الآلة مهما كان نوعها وإلاّ كان على جدك أن يلعن الأزميل والرفش لأن آباءه كانوا لا يعرفونه قبل أن تتطور بهم الحياة..
ثق إن تيار الحياة لا يعرف الفلسفة، ولا يصيخ لنقاش فحذارِ أن تقف في مجراه صلداً يابساً أو تعرض نفسك لإعصاره الجبار.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :387  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 44 من 156
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج