شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
انطِلاقة الصُّحف
قال صاحبي: ألا تؤمِّل لصحافتنا أن تبلغ في أحد الأيام مبلغ غيرها من الصحف العالمية واسعة الانتشار، فتتوسع في تعليقاتها وأخبارها وتتصدى لسائر الحوادث الداخلية والخارجية بصورة تشبع نهم القارئ المتطلع؟
قلت: وما يمنعني أن أؤمل هذا ونحن على أبواب نهضة عامة، وفي رأيي أن من الإنصاف أن لا ننسى أن صحافتنا لا تزال وليدة أعوام لا تقاس بغيرها إذا عنّ لك استقصاء القياس، وهي إلى هذا صنيعة القارئ المتهم!! كما هي صنيعة التاجر المودرن الذي يحبس ثلث رأس المال على الدعاية والإعلان وهو يعرف مدى أثر ما تفعل الدعاية والإعلان.
إن الأمم التي بلغت اليوم أوج حضارتها لا يعرف الفرد فيها كيف يصافح مائدة إفطاره قبل أن يقرأ أهم أخبار الصحف، ولا يعرف التاجر معنى للرواج قبل أن يبذل المئات أو الألوف في سبيل الدعاية لها والصحف مع هذا تصدر في مجتمعات وأوساط يتجاوز إحصاؤها عشرات الملايين أو مئاتها، فإذا أعطيتني مثل هذه الأوساط الواسعة وهيأت لي من أفرادها من ليس بينهم من يستغني عن تتبع الصحف مهما ضعف شأنه، وأقنعت بيوت المال بفوائد البذل في سبيل الإعلان فثق أني سأضمن لصحافتك نتائج تجاري نظائرها في أرقى بلاد العالم.
لقد قرأت عن صحيفة عادية ذكروا أنها توزع يومياً 130 ألف نسخة ومنها تستطيع أن تقدر عدد سكان المنطقة! كما ذكروا أن دخلها من بند الإعلانات التجارية يوازي مائة ضعف بالنسبة لحصيلتها من البيع فما يمنع مثل هذه الصحيفة أن تنفق عن سعة في سبيل إعدادها؟
ذكروا أن هذه الصحيفة تستخدم ثلاثة مخبرين لتغطية أخبار الحكومة في المدينة، وثلاثة مخبرين لتغطية أخبار الحكومة والمدارس في الضواحي، ومخبراً لتغطية أنباء المدارس والكليّات في المدن، ومخبراً لأخبار المحاكم العليا، وآخر لأخبار المحاكم العامة، وثلاثة مخبرين لتغطية نشاط الشرطة، وستة مخبرين للرياضة، ومخبراً للشؤون الدينية، وخمسة لتغطية أنباء المجتمع والسيدات، ومخبرين للمزارع يعهد إليهم بمهام عامة، ومثلهم يتولون الأعداد الخاصة وأعداد أيام الآحاد، وستة مصورين.
من هذا ترى أن بند المنصرفات بند واسع، ومنه تعلم دون شك أن مثل هذه المنصرفات لا يغطيها إلاّ دخل أوسع، وأن هذا الدخل الواسع يعتمد كل الاعتماد على القارئ النهم الذي باتت الصحيفة جزءاً من حياته كما يعتمد بيوت المال التي تفهم قيمة الإعلان وأثره الحيوي في رواج سلعته.
لا يجب يا صاحبي أن تستعجل الأمر فانطلاقتنا في الحياة لا تزال جديدة. ولقد مرت الأمم الصاعدة قبلنا بمثل ما نمر به اليوم حتى انتهت إلى غايتها، وأنت إذا بدا لك أن تقيس خطوتنا بالنسبة إلى من تقدمنا على الدرب ستجد في مداها الواسع ما يطمئنك على مستقبلنا، وحسبك تأكيداً ما تشاهده من انتشار المدارس هذا الانتشار الواسع الذي عم المملكة من أقصاها إلى أقصاها وفي هذا أفضل ركيزة للبناء الشامخ.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :498  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 40 من 156
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج