شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة الدكتور حمد المرزوقي ))
- أما الآن فالكلمة لسعادة الدكتور حَمَد المرزوقي المثقف المعروف الذي حضر من الرياض من جملة من حضروا للاحتفاء بضيفنا الكريم، وهو من زملاء العمل مع الضيف.
- بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد ابن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان.
أيها الاخوة: أولاً أشكر أستاذنا عبد المقصود خوجه على هذه الليلة المباركة، أشكره مرتين: المرة الأولى بالنسبة للاثنينية بصفة عامة، لأنها تكرِّم الكثيرين، وهي سنة حميدة، وطبعاً الشيء الذي يخصنا الليلة تكريم د. إبراهيم محمد العواجي، وهذا أيضاً تكريم نعتز به وله مكانةٌ خاصة في نفوسنا، خاصة أولئك الأشخاص الذين كانوا على صلة وثيقة بالدكتور إبراهيم. أيضاً أشكره على دعوته لي للمشاركة بكلمة بسيطة.
الحقيقة أني في موقف عاطفي، أريد أن أقول كلمات مختصرة، لأن علاقتي بالدكتور إبراهيم علاقة عمل على مدى أربعة عشر عاماً، عرفته عن كَثَب في لجان ومؤتمرات دولية وعمل مستمر، وتعلَّمت منه أشياء كثيرة، وأحمل له الود الخاص، ولا أريد أن يفسر بعض الأخوة كلامي على أنه خرج عن إطار العقل المتوازن إلى إطار العاطفة المجنَّحة، ولكني في هذه الليلة أريد أن أسجل كلمة للحقيقة، لأني أعرف أن الإخوان يسجلون، وهناك كاميرات فيديو، فستبقى وثيقة يعني قد يجدها مؤرخ بعد 50 سنة أو 100 سنة، فأريد أن أثبت في جملة نقاطٍ من تجربتي بالعمل مع الدكتور إبراهيم، لا أريد أن أتحدث عنه كشاعر أو كفنان أو كأديب، ولكن في علاقتي معه في إطار العمل..
علمت من د. إبراهيم معنى الانتماء لهذا الوطن عقيدة وشريعة وإنساناً وتاريخاً وهوية ثقافية وفكرية، أشهد الله عليها. وتعلّمت منه معنى الوفاء، وتعلَّمت منه معنى أن يكون الإنسان مواطناً صالحاً صادقاً مخلصاً، يعمل ويستطيع أن يتحمل أعباء الآخرين ويمتص مشاكلهم في أقسى اللحظات وأعنفها، الذين لم يعملوا بالأجهزة ذات العلاقة بالجمهور قد يتخيلون أو لا يتخيلون حجم المشاكل التي يتعرض لها الجمهور المراجع من هذا المسؤول أو هذا المسؤول من المراجع. عندما يأتي الموضوع مرتبطاً بوازرة حساسة كبيرة المسؤوليات متعددة المهام كوزارة الداخلية يدرك الإنسان معنى هذا الكلام.
د. إبراهيم العواجي كان ينتقل من مشاكل الأديب والمثقف إلى الذي جاءه يراجعه في قضية، إلى ابن القرية، إلى من لديه مشكلة معينة، وكان يمتص الجميع ويرضيهم، وأشهد الله أيضاً أن حواسه كفنان تتركز في لحظة من اللحظات لتجد دائماً مخرج الخير في أعقد الأمور معه وأكثرها إحكاماً. وأعْرِفُها بممارسة طويلة مع د. إبراهيم، يجد المخرج ويهندس المخرج لخدمة الحق طبعاً وَتَلُّمس المصلحة العامة، لكن أيضاً دائماً بالميل إلى الخير وأهله ومن يمثله.
د. إبراهيم الآن ليس على رأس العمل وهنا مكان الكلام الصحيح للتاريخ. الرجل عمل بوزارة الداخلية قرابة ربع قرن، لن أقول عنه أكثر مما قاله وزير الداخلية، كلكم قرأتم ما قاله سمو وزير الداخلية ونشر في الصحف، ساهم في حركة التنمية في هذا البلد، وإذا جاء مؤرخ بعد 50 سنة وكتب عن هذه الحقبة من 75 إلى 95 سيجد إسهامات د. إبراهيم العواجي، سواء في محاضر لجان، أو في أوراق قُدِّمت للخبراء في مجال التنمية العامة لهذا الوطن واضحة وبارزة، ثم أيضاً عمل في إطار تحديث الأنظمة والإدارة وما في حكمها، وفي هذا لم يفقد دائماً صفة الفنان الشاعر، كان دائماً يتعامل مع البيروقراطية بحسِّ الفنان، كيف تستطيع أن تتخيل أنظمة وبيروقراطية وأجهزة وفنَّان؟ يعني أحياناً يقول الواحد الموافقة بين الجانبين صعبة، لكن إبراهيم العواجي أستاذ يمكن أن يكون فناناً في أعتى ظروف البيروقراطية، يعني لم يفقد حسَّ الفنَّان فيه، ومن هنا كنت دائماً أُشْدَهُ أحياناً في مواقف كثيرة، وتخريجاته لها، وتخليصه لها، وأُشْدَه بقدرته العجيبة بالاحتفاظ دائماً بثوابته الرئيسية، وأداء عمله بأمانة شديدة وإخلاص.
د. إبراهيم أيضاً يسهم دائماً في مجالات العمل الدولي، وكنت دائماً أتشرف بمرافقته في محافل دولية كثيرة، كان دائماً يمثل هذا البلد وما يرمز إليه من استقامة خلق وتوازن في المنطق وحجة وأصالة وأدب، كان يرأس جلسات في الأمم المتحدة ويستطيع أن يهندس الصراعات والخلافات، بما يشعرك وأنت ابن هذا الوطن أنك تستمع إلى شخص يدير حواراً معقداً بين أطراف أوروبية وشرقية ولاتينية، ويستطيع دائماً أن يجد الحلول والمخارج لحل هذه الإشكالات وشهدت هذا الموضوع في أكثر من مؤتمر.
الإشادة بالدكتور إبراهيم ليست في الحقيقة كالإشادة بأي شخص، لقد لمس وشعر بالتقدير من هذا المجتمع، من المسؤولين أولاً، ومن المجتمع ثانياً منذ أن ترك العمل، واستأذن أستاذنا وشيخنا ابن إدريس، فما كنت أودُّ أن يعيد علينا مقاطع مما كتبه صديقنا الأخ إدريس، وكنت أود لو رأيت الأخ إدريس بَعْدَ كتابة المقال الذي كتبه لأعاتبه. الحقيقة أن د. إبراهيم العواجي بقيت مكانته كما هي بعد أن ترك الوظيفة في كثرة الأصدقاء الذين يترددون على بيته. هذه حقيقة، أنا ذهبت إلى بيته مراراً والناس تعرف.
ثم إن هذا وطن فيه أوفياء، ليست العلاقات علاقات مناصب إنما العلاقات علاقات مبادئ وعقيدة وأخلاق وقيم، وليس بالضرورة أن الواحد إذا ترك منصبه تركه أصدقاؤه.. إن وُجد أصحاب مصالح يوجدون حول أي مسؤول، ولكن يجب أن يكونوا الاستثناء وليس القاعدة، فالدكتور إبراهيم ترك الوزارة برغبته واختياره وبتكريم من رئيسه والمسؤولين، وهذا التكريم الذي حدث له من الأستاذ عبد المقصود ما حدث للكثيرين، ولكن هذا شيء يشعرنا كلنا بأنه في هذا البلد نحن أسرة متحابة مسؤول ومواطن.
الشيء الذي أريد أن أختم به حديثي، الأستاذ عبد المقصود يقول: المتحدثون كثيرون، ولا أريد أن أطيل، أريد أن أقول د. إبراهيم العواجي حينما عمل في الخمس وعشرين سنة الأخيرة في وزارة الداخلية كان دائماً مع الخير ومع قضاء حاجات الناس، وكان يبتسم للصغير والكبير، وعلى المستوى الشخصي لم يكن هذا الرجل يعاملنا كرئيس وإنما كان يعاملنا كزميل وكصديق، لا تشعر معه بأي فرق في المعاملة. آمل أن تسمحوا لي قليلاً إذا تعرضت إلى جانب شخصي في تكريم كهذا، لكن علم الله أن ما أشعر به تجاه هذا الرجل وما لمست أن الجميع بفضل الله يشاطرونه.
أشكر لكم جميعاً، وأشكر الأستاذ عبد المقصود أن أتاح لي على الأقل أن أعبر عن جانب وجهة نظري وليس شعوري، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
* * *
- الآن ننتقل من الكلمات النثرية إلى القصائد الشعرية ونبدأ بقصيدة للأستاذ أحمد سالم باعطب:
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1545  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 9 من 187
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتورة مها بنت عبد الله المنيف

المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني للوقاية من العنف والإيذاء والمستشارة غير متفرغة في مجلس الشورى والمستشارة الإقليمية للجمعية الدولية للوقاية من إيذاء وإهمال الطفل الخبيرة الدولية في مجال الوقاية من العنف والإصابات لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة الصحة العالمية، كرمها الرئيس أوباما مؤخراً بجائزة أشجع امرأة في العالم لعام 2014م.