شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الأستاذ الدكتور جميل مغربي))
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله، الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه وأزواجه وذريته، وسائر الأنبياء والمرسلين.
يبدو أن هذه الليلة بدرنا على الأرض قد اكتمل قبل بدر السماء، ونحن لا زلنا في عوز إلى أن نصغي لشيء من شعره، لكن أود أن أعرج لحقائق علمية حقيقة، لضرورة التفريق بين ما هو الشعر الغنائي، والشعر للغناء، الشعر للغناء عرفناه في مكة والمدينة، وهذه من الأوليات التي تتضمن مفارقة علمية أن مكة والمدينة عرفت فن الغناء، عرفنا معبد إبن سريج، عبد الرحمن القس ومحبوبته وسلامة القس التي اشتهر بها، وصاحب الأغاني ذكر عدة أسماء في هذا المجال، لكن إذا أردنا أن نتحدث عن الشعر الغنائي، أو نتحدث عن العامية، وبدء ظهورها، الحقيقة لا بد أن نتذكر الطرفة التي عرفت عن أحد الخلفاء العباسيين، عندما اشترى جارية فسألها هل أنت بكر أم "إيش"، فقالت له: أنا "إيش"، من هنا ندرك أن كثيراً من الألفاظ العامية قد بدأت في تلك الحقبة، والحقيقة الشعر الغنائي يبدأ من الأزجال من ابن قزمان كما نعلم، تطور في صور أخرى وفي شكل آخر، في بعض الفنون الشعرية المعروفة القومة والكانوكان، "القومة" مثلاً يبدو لي أنها كانت تضاهي فكرة المسحراتي، واشتهرت في شخصية شعرية اسمها ابن أبي نقطة، وعندما توفي أتى ابنه إلى إيقاظ الخليفة في السحر للتسحر، فقال له، يا سيد السادات.. ليك في الكرم عادات، أنا ابن نقطة.. تعيش أبونا مات، هذه أيضاً نلاحظ أنها كأنها شعر غنائي أو أنها أقرب إلى العامية.
ابن قزمان هو سيد الزجالين، والبدء والإنطلاقة منه، والأزجال عرفت في المنطقة العربية كما تعلمون، الشعر الحميني والبند والملحون في بلاد المغرب، وهذه المسائل كلها أضحت معروفة ومقننة علمياً، وأنا حقيقة من أراد أن يقرأ عن الغناء وظهوره يحسن أن يعود إلى شوقي ضيف في هذا الجانب، لكن الشعر كشعر للغناء نحن نتذكر شخصية شعرية لم تحظ بما يليق بها، مع أنها تنتمي لنا في أرضنا عمر ابن أبي ربيعة.
الدكتور جميل: ما علينا، أنا أقصد أن سمو الأمير يتمنى أن يكرس الجهد للوصول إلى اللغة التي ننشدها الآن في الاقتراب من الفصحى لأن لغة الشعر الآن بدأت تنطلق، لا بد أن أذكر أيضاً أن هناك شعراء في الحجاز كُثر، إبراهيم خفاجي، محمد طلعت، أحمد صادق، لكن الأمير بدر أيضاً اشتهر بتوليد الصوت، فأنا أتمنى من الأمير خالد والأمير بدر، وبقية شعراء الأغنية الموجودين أن يتبنوا فكرة الصعود إلى اللغة التي تقترب من الفصحى، ونحن الآن لحسن الحظ نستطيع أن نتفهم بما لم يكن متاح قبل ستين عاماً في معرفة من يتكلم في منطقة أخرى من البلاد.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :445  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 204 من 223
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور عبد الله بن أحمد الفيفي

الشاعر والأديب والناقد, عضو مجلس الشورى، الأستاذ بجامعة الملك سعود، له أكثر من 14 مؤلفاً في الشعر والنقد والأدب.