شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((الحوار مع المحتفى به))
الدكتور عبد الله مناع: الكلمة الآن للقسم النسائي. تفضلن.
الأستاذة نازك الإمام: شكراً للدكتور عبد الله.. بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، أصحاب المعالي أصحاب السعادة السيدات والسادة الحضور الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يشكل ضيفنا المكرم اليوم سعادة الدكتور عبد الرحمن طه بخش أحد أعمدة الصحة بالمملكة العربية السعودية، فهو صاحب عدة مستشفيات والداعم الأول لتأسيس عدد من المراكز الطبية في عدد من مدن المملكة. نرحب بسعادته بيننا وقد استفدنا ونهلنا من تجربته العصامية في مجال الصحة والطب، ونتمنى أن يتسع صدره للإجابة عن استفساراتنا هنا في الجانب النسائي. بداية لدي سؤال من الدكتورة انتصار العقيل، فلتتفضل بإلقاء سؤالها على الدكتور عبد الرحمن طه بخش.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. الدكتور عبد الرحمن بخش يسعدني أن أشارك معك بهذه الكلمة. لقد تمتعت حقيقة في الترحال معك في رحلة كفاح أيام العمر، وأشهد أنك نقلت لنا صورة صادقة وجميلة عن مكة المكرمة وشخصك وبيئتك وأسرتك الفاضلة آل بخش وإن أعرفهم حق المعرفة، من خلال صلة الرحم ومن خلال معرفتي الشخصية بك.. إن كتابك جميل لا أريد أن أجاملك فيه فأي كلمة أقولها فيه لن تفيه حقه. لقد استمتعت بالقراءة إلى درجة أنني أنهيته في جلسة واحدة، لكني ككاتبة مشاغبة بعض الأحيان لفت نظري عدم ذكرك ولو اسماً واحداً لأي امرأة من أسرتك، خاصة أخواتك وبناتك الحاصلات على أعلى الدرجات العلمية.. وهنا العتب عليكم أيها الرجال، علماً أننا جميعاً نساءً ورجالاً يوم الحشر سينادى على أسمائنا مقرونة بأسماء أمهاتنا، وكمسلمين نعرف اسم أم الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام وزوجاته وبناته، فلماذا يا دكتور هذا التحفظ ولماذا الامتناع عن ذكر أسماء النساء يا أبا رانية في كتاب يوثق سيرتك الذاتية ودمت لنا طيباً وسالماً.
الدكتور عبد الله منّاع: يا دكتورة انتصار ملاحظة جميلة جداً، تفضل يا دكتور عبد الرحمن بخش.
الدكتور عبد الرحمن بخش: لديك الحق يا أخت انتصار هي غلطة والحقيقة أن لولا النصف الآخر لما كان نصفنا نحن، وأنا أدين لزوجتي ووالدتي وأخواتي البنات بفضل كبير في حياتي، هو خطأ أعترف به ولو تنبهت له في وقتها ما كان ليمنعني من أن أكتب.
معالي الدكتور محمد عبده يماني: صححه في الطبعة الثانية.
الدكتور عبد الرحمن بخش: وسنصححه في الطبعة الثانية كما يشاء معالي الدكتور محمد عبده يماني، وشكراً جزيلاً.
الدكتور عبد الله مناع: السؤال الآن من الأستاذ إحسان طيب تفضل بطرح سؤالك.
بسم الله الرحمن الرحيم تحية مضاعفة للدكتور عبد الرحمن بخش في هذا المساء الطيب الجميل، وأود أن نعرف منه كيفية تخلصه من الالتحاق بالحكومة عندما تخرج، وهذه لها قصة ليتنا نسمعها منه، خاصة أنه شرد منها بأسلوب لطيف، أتمنى أن يرويها كما حصلت معه فذلك أفضل لأن فيها عبرة للسامعين.
الدكتور عبد الرحمن بخش: في الحقيقة ما كنت أريد أن أجيب عن هذا السؤال في جلسة عمومية، كل الذي حصل أنني يوم عدت إلى الوطن كنت أرغب بالعمل في مكة، كان الدكتور حسين جزائري بصدد افتتاح كلية للطب في الرياض، ففاتحني بحاجته إلى خريجين من إنجلترا كي يعملوا لديه في الكلية. ولما كنت لا أريد الاستقرار في الرياض، لحاجة والديّ إليّ بعد كبرهم، ولحاجة مكة وأهلها إليّ كذلك، ذهبت إلى وزارة المعارف وقابلت الموظف المسؤول عن ملفي وشرحت له أنني لا أريد الارتباط مع الوزارة وطلبت الاطلاع على الملف، فوجدت أن أوراقه تثبت أنني أدرس على حساب الحكومة منذ ابتعاثي إلى مصر وحتى تخرجي من إنكلترا. فقلت لهذا الشخص الذي لا أريد أن أذكر اسمه وكان وكيل مساعد وزارة المعارف: كيف التصرف لإيجاد مخرج من الوزارة؟ فقال لي: اذهب أنت وأنا أتولى الأمر. والذي حصل، ببساطة، هو أنه أضاع الملف، وهكذا اختفى الملف مرة واحدة من الوزارة.
الأستاذة نازك الإمام: الميكروفون مع الدكتورة هالة بخش.
هي مداخلة بسيطة إني لا أريد أن أدافع عن أخي وأبي الدكتور عبد الرحمن بخش لكن أود الرد على الأستاذة انتصار العقيل. إن الأمر بالفعل لا يعدو كونه سهواً، لأن الوالد رحمه الله قد بعث بنا منذ الصغر لنتعلم في مصر، وأدخلنا هناك مدارس مختلطة بنين وبنات. وبعد وفاته المبكرة، قام أخوتي بتربيتنا -وخاصة أخي عبد الله- على نهج الوالد نفسه، فتركوا لنا حرية الذهاب والسفر إلى حيثما شئنا لحضور مؤتمرات أو ندوات، كما ومحادثة الأساتذة أو الدكاترة خلال وجودهم، فليس عندنا أي رجعية في ما يتعلق بهذه النواحي. وأنا أحمد الله أنه جعلني من هذه العائلة ومنحني هذا الأب وهؤلاء الأخوة رحم الله من غادرنا منهم.
الدكتور عبد الله مناع: هذه شهادة براءة للدكتور عبد الرحمن في ما حدث، والسؤال للدكتور عبد العزيز معتوق حسنين أستاذ الباطنية والسكري تفضل.
الدكتور عبد الرحمن بخش: دقيقة فقط كي أرد على شقيقتي. لعلمكم إن والدي كان جاهلاً لم يتعلم، حتى أنه لم يأخذ الشهادة الابتدائية، لكنه حرص على تعليمنا أعلى درجات التعليم، فاثنان من أخواتي أستاذات في جامعة أم القرى، وبقية أخواتي أقل وحدة فيهن حائزة على التوجيهية، ورغم أن سننا كبير الحمد لله حصلن على أعلى الشهادات وأعلى المراتب العلمية التي يمكن الوصول إليها.
الدكتور عبد الله مناع: الدكتور عبد العزيز معتوق حسنين يسأل:
والحقيقة أن السؤال طويل جداً، لذلك نختصر، حيث إن اللائحة التنفيذية للنظام الصحي التعاوني الصادر ضمن المادة الرابعة للنظام الصحي الصادر بمرسوم ملكي بتاريخ كذا، حيث أن هذه اللائحة بعد مرور سبع سنوات على تنفيذها قد أثبتت عدم جدواها وعدم قناعة مقدم الخدمات الصحية وشركات التأمين والمواطنين باللائحة، ونظراً لأنكم أقدم وأرقى من قدّم الخدمات الصحية في القطاع الخاص، القطاع الخاص للخدمات الصحية فلماذا لا تقترحوا على الوزير الجديد معالي الدكتور عبد الله الربيعة الأخذ بعين الاعتبار الضمان الصحي البريطاني الذي أثبت جدواه، والكل في بريطانيا مقتنع به. شكراً.
الدكتور عبد الرحمن بخش: إن العلاج أو التأمين الصحي موجود ومعتمد في الحقيقة، لم يضعه الوزير الحالي إنما وُضع من أيام الدكتور أسامة شبكشي، وخَلَفه الدكتور المانع. لكن النظام الصحي هو تطبيق للنظام المالي الموجود، وأنت تعلم أن التأمين الصحي في كل العالم له مميزاته وله عيوبه، وأنا أعتقد أن المميزات في التأمين الصحي أكثر من العيوب، لأن الطبقة التي تستفيد من التأمين الصحي هي الطبقة العاملة والطبقة الفقيرة، أما طبقة الأغنياء فلا تستفيد كثيراً من التأمين الصحي، لذا فإني أرى أن فائدة هذا التأمين الصحي للبلد أكثر من عبئه عليه، وإذا كنت تريد أن نتكلم في الموضوع هذا في جلسات خاصة فليس لدي أي مانع، وسوف أعطيك كل المعلومات.
الأستاذة نازك الإمام: السؤال هنا مع الطالبة صفاء عبد المجيد، تفضلي.
بسم الله الرحمن الرحيم، صفاء عبد المجيد الزهراء طالبة جامعية. لا أحد ينكر فضل الطب النبوي وفاعليته وفوائده.. والسؤال هو هل دعمتم أبحاثاً في هذا المجال؟ وهل تم التوصل إلى نتائج إيجابية تساعد المرضى للاستشفاء بالطب النبوي؟ وشكراً.
الدكتور عبد الرحمن بخش: لا شك في أن الطب النبوي أكبر من أن أتكلم فيه أو أمدحه أو أعيبه، لكنني أثرت هذا الموضوع مع الدكتور أسامة طيب مدير الجامعة وأعتقد أنه كلف لجنة لبحث ودراسة الموضوع هذا وأخبرني أنه إن شاء الله سيسلمني تقريراً بنتيجة ما توصلت إليه اللجنة هذه، وسيعلن عنه في وقته إن شاء الله.
الدكتور عبد الله منّاع: الدكتور حسن بلخي له سؤال. تفضل.
بسم الله الرحمن الرحيم، تجربة الدكتور عبد الرحمن تجربة غنية جداً وقد قرأت كتابه "أيام العمر" من مكة إلى أدنبره، وهي مرحلة جميلة جداً تشكل نبراساً لشبابنا بنات وأولاد. هناك نقطة معينة يحتاج الدكتور عبد الرحمن في تصوري أن يلقي عليها بعض الضوء؛ لقد ذكرتم يا دكتور عبد الرحمن أنكم أعدتم الامتحان الأولي للزمالة مرات عديدة، ولكن امتحانكم النهائي للزمالة وفقتم فيه من أول مرة، هل السبب برأيك هو اللغة أم التغير البيئي والثقافي؟ أرجو أن تعلقوا على هذا السؤال ليستفيد منه شبابنا أولاداً وبنات، ونستفيد منه في تعليم الطب.
الدكتور عبد الرحمن بخش: إن السبب في فشلي في الحصول على امتحان الزمالة الأول يعود إلى الوقت الذي كنا فيه ندرس في لندن؛ فعبد الناصر كان قد أمم قناة السويس وكان الإنجليز غاضبين من العرب وبالذات من المصريين، وبحكم أننا متخرجون من مصر فكانت المعاملة معنا قاسية، وكان الامتحان في جزء منه شفهياً وفي الجزء الآخر منه تحريرياً، في الجزء الشفوي كان الدكاترة الممتحنون دائماً من الإنكليز يمتحنوننا في مسائل من غير المفروض أن تكون الإجابة عليها سهلة، فقد دخلت مرة امتحاناً شفهياً في التشريح، فسألني: فيمَ ستتخصص؟ فأجبته: سأتخصص في المسالك البولية، فأبرز إلي قطعة من المخ وقال: سمِّ لي هذه. فأجبته: قلت لك متخصص في المسالك البولية فتسألني سؤالاً عميقاً وغريباً في المخ؟ معنى أنهم غير راضين عنا ولا يريدون عرباً بينهم، هذا سبب، أما السبب الثاني فهو صعوبة الحصول على الزمالة، إذ كانت نسبة النجاح محصورة بـ 14% من كانوا يستحقوا النجاح أم لا، وطبعاً يأتي الإنجليز في الطليعة ومن ثم الأسكتلنديون ثم الكومنولث ثم أستراليا ومن ثم كندا، ويأتي العرب في الدرجة الأخيرة، وكانوا يعتبروننا مصريين لأننا تخرجنا من هناك. لكن في الحقيقة هناك أشخاص دخلوا الامتحان الأولي ونجحوا من المرة الأولى، أذكر منهم الدكتور حسين جزائري والدكتور أمين سراج، لكن أنا تعثرت فيه.
الدكتور عبد الله منّاع: إذاً هي معاناة من التأميم.. السؤال للسيدات.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الأخت منى مراد من جريدة البلاد.. تفضلي أخت منى.
تدور هذه الأيام أحاديث عن مرض انفلونزا الخنازير، فهل بالإمكان إعطائنا معلومات مختصرة عن هذا المرض الذي أرعب العالم بظهوره، وما هي استعدادات دور الشفاء وبخش والجزيرة لاحتواء هذا الخطر القادم إلينا من الخارج قبل انتشاره في المملكة العربية السعودية؟
الدكتور عبد الرحمن بخش: أولاً أنا تركت مهنة الطب من سنين عديدة فأنا أضعف من أن أتكلم في هذا الموضوع؛ لكن أنا أستغل وجود الدكتور عبد العزيز حسنين هنا، وهو متخصص ويمارس المهنة بكفاءة. والنقطة الثانية التي أريد الإشارة إليها إن إنفلونزا الخنازير لم تصل والحمد لله بلدنا ووضع الحجاج ووضع مكة بمنأى عن ذلك باعتبارها وادياً، والميكروب لا يعيش في درجة حرارة عالية، فأعتقد أن هذه رحمة من عند ربنا للحجاج ولأهل مكة.. تفضل يا دكتور عبد العزيز اشرح لنا الناحية العلمية في إنفلونزا الخنازير.
الدكتور عبد العزيز حسنين: ما أكتبه عن هذا المرض هو أنه مرض عام، مرض إنفلونزا الخنازير أولاً كما ذكرت في إحدى مقالاتي لا علاقة له بالخنزير هذه أول نقطة، النقطة الثانية أن نسبة الوفاة من جراء الإصابة به ضئيلة جداً ونسبة الشفاء منه عالية جداً، ولا يوجد له دواء أو لقاح حتى الآن، ولا يخيف إلى درجة كبيرة، والدليل أن منظمة الصحة العالمية ورئيستها الأستاذة الدكتورة مارجريت لم تقتنع حتى الآن أن ترفع درجة الإنذار إلى 6 وهي الدرجة العليا للوباء العالمي، رغم أن عدد المرضى الذين ثبت إصابتهم بهذا المرض زاد عن خمسين ألف حالة.
الدكتور عبد الله منّاع: الكلمة الآن لمعالي الدكتور محمد عبده يماني وهي طبعاً مختصرة لأنه أخذ جزءاً كبيراً من الكلام.
معالي الدكتور محمد عبده يماني: ما هي بكلمة ولكنه سؤال وقد سأله الدكتور حسن جزاه الله خيراً، وبالتالي لا أحتاج إلى هذا الوقت. شكراً.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الأخت أمينة الطريفي، تفضلي.
السلام عليكم.. أمينة الطريفي مديرة القسم الإذاعي بمدارس المجد السعيدة النموذجية. دكتور بخش معروف عنك تشجيع الكادر النسائي للعمل، وجميع مستشفياتك تضم العديد من النساء العاملات. السؤال هل يمكن للمرأة أن تنجح كمديرة مستشفى؟ إذا الإجابة نعم فما هي النصائح التي تقدمها لنا في هذا المجال، وشكراً.
الدكتور عبد الرحمن بخش: لكي تكون الإجابة موفقة ووافية سوف أحيلها إلى من هو أفضل مني في هذا المجال. لو حولنا الميكروفون لمعالي الدكتور محمد عبده يماني كي يجيب عن هذا السؤال.
معالي الدكتور محمد عبده يماني: أنا في الحقيقة أنظر إلى هذا السؤال باستهجان؛ إذ لا أدري لمَ نفرق في الأمور بين المرأة والرجل عندما يكونوا بالمستوى التعليمي نفسه، وبالكفاءة نفسها، إننا لا يجب أن ننظر إلى المرأة نظرة ذكورية على أنها إنسانة أنثى، لأن الإسلام دقق وقال: ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف، فالكثيرات نجحن كإداريات لأن عندهن القدرة الإدارية فلا يصح أن نفكر هكذا طويلاً، لو أعطيناهن الفرصة لنجحن كمديرات مستشفى كما نجحن كمديرات معارف، وليس أدل على ذلك أن خادم الحرمين الشريفين عندما قدم الدكتورة نورة الفايز في التربية والتعليم تتطلع إلى أن تكون في الوزارات القادمة سيدة، إذاً نحن لا ننظر إلى هذه المسألة كما لو أن المرأة عاجزة، فما دامت لديها القدرة أعطوها الفرصة وستثبت قدرتها.
الدكتور عبد الله مناع: الكلمة للسيدات..
الأستاذة نازك الإمام: في الحقيقة هناك سؤال جماعي.
لقد بدأت عصامياً في تحقيق حلمك بأن تصبح طبيباً ثم صاحب مستشفيات لعلاج المرضى، فهل ذلك بناء لرغبة أحد أفراد أسرتك بأن تصبح طبيباً أم كانت رغبة شخصية لك؟
الدكتور عبد الرحمن بخش: كوني أصبحت طبيباً فهذا يرجع لواقعتين في حياتي: الواقعة الأولى أنه حين كان والدي مسافراً ونحن صغار لا يتعدى أكبرنا العاشرة من العمر، مرضت والدتي مرضاً شديداً بدت لنا حينها على وشك الموت. فنزلت وأخي عبد الله ليلاً لنأتي لها بطبيب اسمه عبد الحميد عالم في باب زيادة، فبعد أن اهتدينا إلى منزله قيل لنا: "لقد صعد إلى غرفته لينام". فصعدنا بإثره الدرج وتعثرنا وتحطم الفانوس الذي كنا نحمله. فأكملنا مسعانا في الظلام وأيقظناه وأتينا به إلى أمي، فحقنها بإبرة أعادت إليها الروح، ورأينا به إذاك ملاكاً نزل من السماء وشفى أمي من مرضها. فأثرت هذه الحادثة في نفسي وزينت لي مهنة الطب كرسالة إنسانية سامية. أما الواقعة الثانية فكانت عندما أتى والدي بالطبيب إلى بيته ليزيل له لحمية في منخريه، وما إن بدأ العملية تحت بنج موضعي حتى تفرّق إخوتي فيما بقيت أنا إلى جانبه، أناوله شاشة حيناً أو قطنةً حيناً آخر، حتى إذا انتهى الطبيب قال لي: يجب أن تصبح طبيباً عندما تكبر. وكان لكلامه هذا تأثير شديد في نفسي ما جعلني أتمنى أن أصبح طبيباً. أما ثالثة الوقائع فقد منّ بها الله عليّ: إذ كنا كطلاب توجيهية منهمكين في التحضير لاجتياز مباراة الاشتراك في البعثات التي تعدّها الحكومة للدراسة في الخارج، وكان الطلاب يأتون من الطائف ومن الرياض ومن الإحساء، فكانت المنافسة شديدة والطلاب المسموح لهم بدراسة الطب على حساب البعثة هم الستة الأوائل الفائزون في الامتحان، من بين خمسة وعشرين طالباً في التوجيهي العلمي. وكنت في غاية القلق فصليت العصر وطلبت من الله تعالى أن أكون من الستة الأوائل وقلت بالحرف الواحد: حتى لو أكون السادس، وفعلاً ظهرت النتيجة وكنت السادس. وهذه معونة من الله سبحانه وتعالى.
الدكتور عبد الله منّاع: لكن تبقى قصة ذلك الطبيب الذي ذهبتم إليه في الليل وفي الظلام الشديد أنت وشقيقك ومعكم الفانوس، تعثرتم في الأرض ووقع الفانوس وانكسر، هذا الطبيب الذي جاء في الليل ودخل إلى غرفة والدتك التعبانة والمريضة ثم أعطاها إبرة فشفاها الله بعد ذلك، هذا الطبيب هذا القدوة هذه الإبرة هي أحد أهم الأسباب التي جعلت العشرات بل المئات بل الآلاف من الناس يتوجهون لكلية الطب حتى يصبحوا أطباء، حتى يصبحوا ذلك الرجل الذي يأتي في الظلام وفي الليل ليعطي أحداً الإبرة فيشفى. شكراً لكم وإذا كان هناك من سؤال أخير.. نشكر في البدء الدكتور عبد الرحمن طه بخش على حضوره وعلى هذه القصة التي قدمها لنا عن حياته مواطناً وطبيباً وخريجاً، ورائداً من روّاد العمل الخيري.. إن الدكتور عبد الرحمن روى قصصاً جميلة وقصص كثيرة جداً، لكن يبقى ما لم يخبره الليلة وهو مذكور في الكتاب. نشكر الدكتور عبد الرحمن مرة أخرى ونتمنى له حياة سعيدة دائماً وأبداً، وأنا أعتقد أنه أيضاً من خلال حياته ترك نموذجاً لحياة يمكن أن تحسب له، وحياة ليس من الممكن أن تعود، نتمنى التوفيق للجميع والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
والشيخ عبد المقصود يقدم الهدية المعتادة.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :667  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 194 من 223
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج