((كلمة سعادة الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه))
|
أحمدك اللّهم كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، وأصلّي وأسلّم على خير خلقك، سيدنا محمد، وعلى آل بيته الكرام الطاهرين، وصحابته الميامين. |
الأستاذات الفاضلات |
الأساتذة الأكارم |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: |
يسعدنا الليلة أن نستضيف الأخ الدكتور عبد الرحمن طه بخش، من روّاد الطب الحديث في بلادنا، لتحتفي به "الاثنينية" وتسهم في توثيق مسيرته، تعبيراً عن وفاء مجتمعه كفاء ما قدّم لوطنه ومواطنيه. |
مُقلٌّ في الحديث، زاهدٌ في الأضواء، وهبَ من عمره وجهده ليرى المهنة التي أحب ترتقي سلم العطاء والرقي والتطور.. اختصر بستان مشاوير حياته العلمية والعملية "بعطر العصامية".. تستدعي الذاكرة فوراً البدايات الصعبة التي وسمت ذلك الزمان الجميل.. تحديات ترسم خطوط المستقبل وفق معادلات شديدة الغموض.. فهناك بيادر شاسعة من الآمال والأفكار والرؤى.. تواكبها معطيات مادية وبشرية شحيحة.. ويستطيع المتتبع لنهضتنا الحديثة أن يرى صعاب الروّاد والمبدعين في مجالات الإعلام والصحافة، والأدب، والهندسة، والطب، والتعليم، والتجارة، وغيرها.. دون تذمر أو شكوى، بل كانت متعتهم تنبع من ذلك الصراع الذي يستغرق نهاراتهم ويمتد لساعات طوالٍ من ليالي حياتهم المترعة باليقين والإيمان بالعمل الذي تصدوا إليه. |
ضيفنا الكبير ليس بدعاً من أولئك، فقد هزّه الشوق إلى تحقيق طموحاته الكبيرة في وقت كانت معظم التنقلات قبل أربعين سنة تعتبر سفراً؛ فالقادم من الرياض أو المتّجه إليها تكتب عنه الصحف، والمسافر إلى القاهرة أو بيروت يحتاج إلى ترتيبات من الوقت والجهد ورصد المعلومات ممن سبق لهم خوض تجربة الغربة.. أما عندما "يشطح" المرء ويفكر في "لندن" و "أدنبره" فذلك شأن آخر!! |
أحياناً تفرز مدرسة الحياة مادة أغزر بكثير مما تتيحه مناهج الجامعات والدراسات العليا.. وقد استطاع فارس أمسيتنا أن ينهل من ينابيع الحياة المختلفة، ويشكل رصيده الخاص كتوجّه عملي وفكري غذاه بجذوره الضاربة في عمق أصالة تراث مكة المكرمة وإشراقات البيت العتيق.. فاتجه إلى العمل الحر دون أن يتجرد من انعكاسات "حلف الفضول" وسائر مكارم الأخلاق التي نشأ وتربى عليها، ومما لا شك فيه أن نبل مهنة الطب، وبعدها الإنساني، أمدّته بوشائج متينة جعلت المادة لا تطغى على مواقفه الكريمة. |
هذه السانحة تقودني إلى ما تثيره الصحافة أحياناً بشأن النهم المادي الذي يسيطر على الدخلاء على مهنة الطب والشَّره في التكالب على جمع الثروات مهما كانت الوسائل غير حضارية، مما يشكل وصمة في جبين هذا القطاع المهم، بالإضافة إلى الأخطاء الطبية التي تثيرها وسائل الإعلام المختلفة بين فترة وأخرى، وكلها تجعل من القطاع الطبي عرضة لعدم الثقة وتكريس هجرة المرضى إلى الدول الغربية وبعض دول الجوار رغم أن ما نملكه يوازي إن لم يتفوّق على كثير من إمكانيات منافسينا في هذا المضمار الحيوي.. إنها وقفة تستحق الكثير من التأمل والعمل على إيجاد الآليات التي تمكن الغيورين من ردع هذه الإفرازات غير المرغوبة. |
لقد حقق ضيفنا الكريم نجاحات مشكورة في مجال عمله.. والأهم أنه حافظ على قيمه، ومثله وتقاليده الرفيعة، فهي إن لم تزده رفعة لم تؤثر سلباً قط في مسيرته، وبهذا يضرب المثل العملي مؤكداً أن طريق النجاح الخالي من الشوائب ممهد لكل من يسعى إليه بجد واجتهاد.. وهو نهج اتّسم به نفر كرام من رجالات هذا الكيان الحبيب سواء في مجالات الطب أو غيرها من ضروب الحياة، وتبقى الصورة مشرقة إلى حد كبير في خطوطها العريضة، ونأمل أن تعالج البثور والتشوّهات التي تظهر هنا أو هناك قبل أن تستفحل وتصبح ظاهرة يصعب التعامل معها. |
أتمنى لكم أمسية ماتعة، سعيداً أن يرعى هذه الأمسية الأخ الدكتور عبد الله مناع، وقد سبق له أن أسهم -بصورة أو بأخرى- في صياغة كتاب "أيام العمر" الذي رصد فيه ضيفنا الكريم أهم ملامح قصة حياته وكفاحه. |
وعلى أمل أن نلتقي الأسبوع القادم لنحلّق مع صاحب السمو الملكي الأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن "مهندس الكلمة الشعرية"، الذي زيّن المكتبة بدواوينه: "ما ينقش العصفور في تمرة العذق" و "رسالة من بدوي" و "لوحة ربما قصيدة".. كلماته ألحان، ولوحاته قصائد. |
فإلى لقاء يتجدد وأنتم على خير ما أحبّ لكم. |
عريف الحفل: شكراً لسعادة الأستاذ الشيخ عبد المقصود خوجه على هذه الكلمة الضافية التي تحدث فيها عن مراحل حياة ضيفنا وعن عظيم إنجازاته التي استحق بها الجلوس على منصة التكريم. الكلمة الآن أيها السيدات والسادة لراعي أمسية هذه الليلة الدكتور عبد الله مناع، وقبل أن نعطي الكلمة للدكتور عبد الله مناع الكلمة الآن لمعالي الدكتور محمد عبده يماني المفكر الإسلامي المعروف وزير الإعلام السابق. |
الشيخ عبد المقصود خوجه: لا تنسى أن الدكتور رئيس مجلس رعاة الاثنينية وشكراً لك. |
|