شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((الحوار مع المحتفى به))
الأستاذة منى مراد: بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه أجمعين، أصحاب المعالي، أصحاب السعادة، السيدات الفضليات، السادة الأفاضل، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، إن حاجتنا اليوم إلى حفظ التاريخ الإسلامي، والدراسات التاريخية والحضارية، دفعت كثيرين ممن حباهم الله سبحانه وتعالى في التبحر في هذه العلوم التي أصبحنا في أمس الحاجة للحفاظ على ملامح وهوية تاريخنا القديم، والذي سبقنا في حفظها من الإندثار من سبقونا في عالمنا العربي والإسلامي، وضيفنا اليوم سعادة الأستاذ الدكتور محمد الحبيب الهيلة، أحد هؤلاء المؤرخين، في العالم العربي الذي وضع بصمته الواضحة في تلك العلوم القيّمة، إلى جانب اهتمامه جزاه الله خيراً في الكتابة عن العائلات المكية، في منطقة مكة المكرمة، نرحب به الليلة في أمسيتنا ونشكره لتفضله بالاستماع والاستمتاع بتجربته الثرية، الحقيقة قبل أن نطرح الأسئلة على سعادة الدكتور محمد الحبيب الهيلة، نحب أولاً أن نرحب بحرمه الدكتورة عفيفة العشيري التي قدمت معه من تونس الخضراء لتشاركه لحظة التكريم اليوم في اثنينية الشيخ عبد المقصود خوجه العامرة، نبدأ أسئلتنا اليوم بسؤال من الشاعرة "جروح نورة تركي القحطاني" تقول:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أسعد الله مساءكم بخير، وإن هذا المساء له الأثر الكبير في مسائنا، فقد بدأناه بقطرات من المطر، وانتهى بنا المشوار بدمعات في أعينكم يا سعادة الدكتور، ولقد كان لها الأثر الكبير من الوفاء الذي لاحظناه من خلال خطابكم، سؤالي لك هو إن لكتاباتك عن العائلات المكية في منطقة مكة المكرمة، لها بصمة في تاريخ مؤلفاتك، فما هو الهدف من تلك الكتابات لشخصكم الكريم؟، مع أنني من المنطقة الجنوبية، ولكن للحجاز أثرها يا دكتور على أنفسنا، وشكراً للشيخ عبد المقصود خوجه لسعة صدره لنا، والسلام عليكم.
الدكتور الهيلة: الأمر الذي كنت أتحدث عنه من خصائص مكة، ما هو؟ التكامل بين مختلف الأجناس والأنواع والأنماط، ولذلك كانت عنايتي أن أبرز هذا الجانب المتين الذي أعتبره مثالياً في التعامل داخل العائلة المكية، لأن هذا التعاون هو الذي يكون طبيعة أهل مكة، هكذا كان في التاريخ، وهكذا ما زال اليوم، ولذلك أردت أن أضيف ولو أن العائلات المكية قد تجد فيما أشرت إليه من تحقيقي لكتاب "نيل المنى" لجار الله بن فهد، أو كذلك فيما أشرفت فيه على بعض الرسائل، أو فيما نشرته من كتيب صغير لرجل مكي كبير وهو الشيخ عبد الله غازي في العوائل المكية الذي طبع منذ وقت غير بعيد، فالذي أقصده هو هذا الجانب الذي لا أجده متوفراً في العواصم الأخرى، انظروا إلى مجتمع العاصمة المصرية، ومجتمع العاصمة التونسية، ومجتمع العاصمة السورية، ستجدون أن هناك فارقاً بين ذي الأصل التركي، والثاني الذي هو من قبيلة في الجنوب، إذاً دائماً هناك انقطاع، وكذلك في المجتمع التونسي الذي أعرفه جيداً أيضاً توجد هذه القضايا، في مكة لم تكن موجودة، حتى وإذا وجدت تكون على سبيل الفكاهة، ونحن نعرف فكاهات أهل مكة، أعرف الكثير منها، أعرف منها الجيد والعيانة، هذا السبب الذي جعلني أريد أن أثبت هذا المعنى، الذي لم يثبت في بقية العواصم الإسلامية، لعله يثبت هنا ولعل الله ييسر أن يرى من يأتي بعدي هذا الجانب واضحاً.
معالي الأستاذ الدكتور سهيل قاضي: لا عطر بعد عروس، ولكن كلمتي وأبدأ بسم الله الرحمن الرحيم، رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ المُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (إبراهيم: 37)، لقد رزقنا الله بثمرة من هذه الثمرات، إنه الأستاذ الجليل الزيتوني محمد الحبيب الهيلة في مكة، ونحن نحمد الله كثيراً فيما أنعم به علينا من هذه الثمار، أرخ لمكة، ونعاهده أننا سنؤرخ له لقاء ما قدمه، نسأل الله أن يضاعف له الأجر والمثوبة، ولكم الشكر والسلام عليكم.
الدكتور محمد عبده يماني: أنا شخصياً كنت أتوقع أنني أستمع إلى هذا الرجل الذي قرأت له في التاريخ، وفي عمق الدراسات التاريخية وفي من قدم سواء في مكة أو حتى في المغرب، لكنني فوجئت بك تقدم موضوعاً فلسفياً، وسببت لنا قلقاً لا نعرف كيف نتخلص منه، لأنه في الحقيقة يا دكتور هي أنك أثرت في موضوع أم القرى، وكأنك أشعلت هذه المسألة من جديد، أن صلاحنا يكون بمقدار التفافنا حول أم القرى، وفلسفة أم القرى، وأنها تجعل أفئدة الناس تهوي إليها، وكأنها وكلنا نتذكر أمنا هاجر عندما جاءت وجاءت جرهم، كانت واضحة، تشربون ولا تملكون، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم يأتي في فتح مكة ويقول لبلال قم وأذن فوق الكعبة، فكأن القضية هنا امتزاج في هذه المرحلة يشعر كل مكي معه أن القضية خطيرة، إما أن تشعروا بأنكم قلب العالم، وتؤدوا هذا الحق، وإلا فثقوا أنكم لم تؤدوا حقوق أم القرى، هذا شيء خطير أنت لمحت له، ثم موضوع القراءات وأنا ممن استمتع بملاحظتك للقراءات، لكننا وبكل أسف يا دكتور اليوم قراءاتنا الحجازية أصبحت تعارض وتحارب بجهل من رجال لا يعرفون معنى هذه القراءات، ويظنها تغني بالقرآن، ولهذا انقطع كثير من ذلك المدد القرآني حتى تجد بعض الناس قلة، هم الذين يتابعون تلك القراءات فشرقت وغربت، فأنا في نفس الوقت أشكرك، وأقول لك عفا الله عنك أثرت في نفوسنا كثيراً من القضايا التي توجب علينا أن نعود إلى الإلتفاف حول أم القرى وأن نؤدي لهذه المدينة العظيمة حقها، في أن نلتف حولها وحول أصولها، واحترام من يأتي إليها واختيار من يعيننا على الانطلاقة ولا نخجل من أن نقبل على أي معين يأتينا لأن هنا مربط الفرس، وشكراً لكم.
الدكتور محمد الحبيب الهيلة: أنا يا سيدي كنت مخلصاً ولله الحمد ولذلك قلت ما يجب أن يقال وأحسسته، وخشيت مما يمكن أن يفرق بين وحدة المجتمع المكي، مع مكة يجب أن تنتفي كل العناصر وكل العنصريات وكل المؤثرات الخارجية، هذه مكة، هل تقبلون أن تكونوا مكيين أم لا؟ فأنا مرآة لعلي ما كنت متأدباً كثيراً ولكنني أنا مرآتك وصديقك هو مرآتك، وشكراً.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :443  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 171 من 223
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج