|
((كلمة الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه))
|
| بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، خير من تعلم وأعلم بالله عز وجل، وعلى آل بيته وصحابته السادات الغرر. |
| الأستاذات الكريمات |
| الأساتذة الأفاضل |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: |
| نسعد الليلة بلقاء العالم الجليل الأستاذ الدكتور محمد الحبيب الهيلة، التربوي الفاضل، والباحث المحقق، والمؤرخ الثبت، والعالم الفقيه، والأكاديمي البارز.. قدم إلينا من تونس الخضراء خصيصاً ليمتعنا بسويعات في صحبته الماجدة، ننهل من فيض علمه، ونفيه بعض ما يستحق تكريماً وحفاوة نجده أهلاً لها في كل منحى من حياته الزاخرة بالعطاء. |
| ارتبط ضيفنا الكريم ارتباطاً عاطفياً وعملياً بمكة المكرمة، بالإضافة إلى الارتباط الروحي الذي يمتزج في كيانه مع ملايين المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.. إذا ذكرت مكة المكرمة استغرقته الذكريات المضمخة بالحب، الموشاة ببريق العلم والثقافة والفكر، المرصعة بنجوم الصداقة والمودة والإخاء.. عاشها في أعطافه ألقاً من الماضي الذي ينسكب بين الفينة والأخرى قطرات طلٍّ يزهو في جوانحه.. وتفتحت أكمامها حبراً عطَّر به مؤلفاته العديدة حول مكة المكرمة التي نشرتها مؤسسة الفرقان برعاية معالي الشيخ أحمد زكي يماني، منها: "فهرس مخطوطات مكتبة مكة المكرمة قسم التاريخ"، و "التاريخ والمؤرخون بمكة من القرن الثالث الهجري إلى القرن الثالث عشر" و "كتاب نيل المنى بذيل بلوغ القرى -تاريخ مكة في القرن العاشر الهجري"، و "أثر الحج في الحياة الثقافية والاجتماعية عبر العصور" وهو بحث شارك به في ندوة الحج الكبرى عام 1423هـ/2003م، و "الحوليات ضمن إنتاج المدرسة المكية التاريخية" بحث في ندوة الحج الكبرى عام 1426هـ/2005م، ومؤلفات وبحوث تحت مظلات أخرى منها دراسة وتحقيق كتاب "مثير شوق الأنام إلى حج بيت الله الحرام -لمحمد علان المكي" و "رسالة عن العائلات المكية للشيخ عبد الله غازي" و "الأوقاف العلمية بمكة المكرمة خلال القرن التاسع الهجري". |
| تراه متحدثاً عن "أثر الحج في الحياة الثقافية والاجتماعية"، أو محققاً كتاب "رحلة المحدث الأندلسي محمد بن رشيد الفهري، المتوفى عام 721هـ/1321م"، وكأنه يجسد شخصية الرحالة الشهير في رحلته البحرية، أو خلال تجواله بين المشاعر، أو أثناء بقائه بمكة المكرمة ملتقياً بعلماء الأمة من الهند، واليمن، والعراق، ومصر، والشام، والمغرب، وتكريس أوقاته للاستفادة من علماء الحرم المكي الشريف.. إسقاط ليس ببعيد عن واقع حال ضيفنا الكبير وهو يمحض مكة المكرمة هذا الحب الخالص لتبقى وشائجه تشد أمراسها حول صواري علمه وأدبه وفضله، فيتحفنا بما فتح الله به عليه من زاكي النباريس وهجاً يحيل عتمة الأوقات صباحات ندية، وإشراقات بهية.. هذا التجمع والتلاقح المعرفي الذي امتاز به الإسلام وسبق عصر "الإنترنت" بمئات السنين، يمثل تحدياً يستوجب الاستمرار والبحث دوماً عن تطوير وسائل التمازج الحضاري وفق الآليات التي أقرها علماء الأمة. |
| إن تحقيق كتب التراث يخضع عند ضيفنا الكريم لكل المعايير الصارمة التي تعلمها وعلمها في هذا الحقل المهم.. وقد أسهم بقدر وافر وأنجز الكثير من الدراسات التي تقف شامخة في بابها.. ولم يقتصر التحقيق بالنسبة إليه عند طرح التراث فقط، بل أسرج ليله، وشد إزاره، ليقف منافحاً كـ "زيتوني" أصيل عن الفقه الإسلامي في صلابة لا تكسر، ولين لا يعصر، رافعاً لواء الوسطية كمبدأ يتماهى مع روح العصر في الوقت الذي تضرب جذوره في عمق الأصالة. |
| هذه الوسطية نظل أحوج ما نكون إليها عندما ترتفع أصوات الشنشنة قدحاً في الشريعة الغراء، لينبري علماء الأمة تقويماً وتشذيباً وتنويراً وشحذاً للهمم بشأن واقع الحال الذي يكتنف الفتوى لدراستها من زوايا حقيقتها وآدابها ومراحلها، والفتاوى الشاذة وخطرها على المجتمع، وتغيير الفتوى وضوابطها وتطبيقاتها في الفقه الإسلامي، وأثر الفتوى في تأكيد وسطية الأمة والتصدي للغلو والتطرف، ومزالق الفتوى في عالمنا المعاصر.. هذه المكونات تشكل في مجملها المنصة الجامعة المانعة التي ينبغي التزود منها باستمرار لرأب أي صدع في بنيان الأمة، والالتفاف حولها لمناظرة من يقدح في الفقه الإسلامي ويتهمه بالجمود وعدم مسايرة مستجدات العصر.. ولضيفنا الكبير مواقف تذكر فتشكر في المنافحة عن الفقه الإسلامي وتطوره مع الحضارة الإنسانية. |
| أستاذنا الجليل الدكتور عبد الوهاب أبو سليمان، عضو هيئة كبار العلماء، حملني رسالة كريمة لعلامتنا الهيلة، معرباً عن أسفه الكبير عدم حضوره الاحتفاء به، عارفاً فضله وما له من حقوق عليه وعلى الكثير من الأعلام، بما زرعه من فضل وعلم في مدارج الجامعات، ومنها جامعة أم القرى التي حظيت به، لضرورة مشاركته في "مجلس التفاهم العالمي بمدينة الملك عبد الله الاقتصادية"، وعدم تمكنه من التخلف باعتباره عضواً في المجلس. |
| متمنياً لجمعكم الكريم أمسية ماتعة مع ضيفنا الكبير، سعداء أن يرعى هذه الأمسية معالي الأستاذ الدكتور محمد عبده يماني، المفكر الإسلامي المعروف، وزير الإعلام الأسبق.. وعلى أمل أن نلتقي الأسبوع القادم لتكريم سعادة الدكتورة ثريا أحمد عبيد، المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان، الذي يشكل أكبر مصدر متعدد الأطراف في العالم للمساعدات السكانية.. وشغلت هذا الموقع اعتباراً من أول يناير 2001م.. وهي أول مواطن سعودي يعين رئيساً لوكالة تابعة للأمم المتحدة.. فإلى لقاء يتجدد وأنتم على خير ما أحب لكم. |
| والسلام عليكم ورحمة الله،،، |
|
عريف الحفل: شكراً لسعادة الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه، مؤسس هذا الكيان الثقافي الكبير الاثنينية وقد ألقى كلمة ترشيدية ضافية، والكلمة الآن أيها السادة والسيدات لفضيلة الأستاذ الدكتور عبد الوهاب أبو سليمان، عضو هيئة كبار العلماء وراعي هذه الأمسية، فليتفضل. |
|
الأستاذ الدكتور عبد الوهاب أبو سليمان: أيها السادة أرجو المعذرة من الأساتذة الكرام الذين هم أحق مني بهذا التقديم، والأحق من كل هؤلاء أستاذي ورئيسي الجليل الأستاذ الدكتور محمد عبده يماني حفظه الله، فأرجو أن يتحفنا ببعض الكلمات، وشكراً. |
|
|
شارع عبد المقصود خوجة
00966-12-6982222 - تحويلة 250
