شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((الحوار مع المحتفى به))
سؤال من سعادة الأستاذة فريدة الفارسي:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، باسم السيدات هنا نشكر الشيخ عبد المقصود على هذه الأمسية التي ستكون عروس الاثنينية لهذا العام، أنا من المتابعات لكل أنشطة ضيفنا لهذه الأمسية الدكتور محمد سليم العوا، ومتابعة إنتاجه سواء الكتابي سواء على التلفزيون في خدمة وتمثيل حقيقة هذا الدين فكراً وعملاً، وقد أسعدنا هذه الأمسية بما قاله عن الحراك الذي بدأه في مصر، البلاد التي لها الفضل على البلاد العربية كلها، ولا ينكر فضلها إلا جاحد، لقد قام دكتورنا، تحقيق وصية سيدنا رسولنا صلى الله عليه وسلم، إذا كانت في يد أحدكم فسيلة، وقامت القيامة فليغرسها، أو كما قال عليه الصلاة والسلام، ونحن نشاهد اليوم أن القيامة قد قامت على المسلمين ويقوم سليم العوا بغرس هذه الفسيلة التي ستتحول بإذن الله إلى غابة سنستظل بها جميعاً، فجزاه الله عنا خير الجزاء، الأخوات هنا يسألن عن مركز تحقيق مقاصد الشريعة الإسلامية، أين هذا المركز؟ وكيف يمكن الاتصال به؟ أو التواصل معه؟
الأستاذة نازك الإمام: شكراً لسعادة الأستاذة فريدة فارسي، الكاتبة وصاحبة مدارس الحمراء، وهي طبعاً طرحت السؤال الأول، لتفضل ضيفنا الكريم بالإجابة عليه.
الدكتور العوا: شكراً، بسم الله الرحمن الرحيم، وشكراً الأستاذة فريدة وجزاها الله خيراً عما قالته، مركز دراسات مقاصد الشريعة الإسلامية، هو أحد نشاطات مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي وهي مؤسسة أسسها معالي الشيخ أحمد زكي يماني، ومقرها في لندن ولها موقع على الإنترنت كل من يستطيع أن يستخدم الإنترنت يجده، لمركز المقاصد أيضاً موقعاً، وقد أصدر مركز المقاصد حتى الآن أكثر من أربعين كتاباً منها الدليل الإرشادي لمقاصد الشريعة الإسلامية الذي صدرت منه مجلدات ثلاثة، وهو الآن في طريقه إلى الانتهاء بالمجلدين الرابع والخامس، ويضم أكثر من ألف مصدر قديم وحديث مخطوط ومطبوع، تتعلق بمقاصد الشريعة الإسلامية، الطريق للوصول إليه سهل عبر الإنترنت، ثم التواصل معهم سهل جداً بعد ذلك.
شكراً للدكتور محمد، الآن ننتقل لقسم الرجال، ونعطي المكرفون للأخ الشريف عبد الله فراج، لكي يلقي سؤاله.
بسم الله الرحمن الرحيم، سيدي الدكتور لا يزال الاختلاف حول مسائل الاعتقاد والعمل عند المسلمين وخاصة في هذا العصر، يقود إلى مواقف سياسية تؤدي في الغالب إلى فتن تفرق جمع المسلمين، ما الخطوات الفكرية الناجعة لدرء الخطر من وجهة نظرك؟ تلميذك عبد الله الشريف.
الدكتور العوا: شكراً سيدي عبد الله، طبعاً أنت أدرى مني بأنه السؤال يحتاج إلى كتب ولا يمكن أن يجاب عنه في لحظات، ولكنني أوجز أشد الإيجاز، وأقول إن الاجتماع تلتم حوله هذه الأمة هو ما ذكرته قبل قليل في الإيمان بالأركان الخمسة والأركان الستة، ومن جمع هذه الأركان فهو من هذه الأمة، وكل اختلاف بعد ذلك فأمره هين، مهما يكن في نظر أصحابه مؤثراً أو كبيراً، لا حل له إلا بالنقاش أو الحوار والجدال بالتي هي أحسن، ثم إذا يئسنا من أن نحقق ما نظن أنه حقاً، فلنترك الناس إلى رب العالمين، (يوم يجمع الناس جميعاً)، فهو سوف يجمع الناس جميعاً، لا يجمع واحداً دون واحد، ولا قبيل دون قبيل، ولا مذهب دون مذهب، إنما مهمتنا في الدنيا أن نعمرها، (هو الذي أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها)، نحن ليست مهمتنا في الدنيا أن نتخانق على الآراء والمعتقدات والمذاهب، وإنما مهمتنا أن نعمرها، فكل من يستطيع أن يصنع شيئاً في عمارتها، فأهلاً وسهلاً به، وهذا هو الحل، الذين يشتغلون بالعمارة لا يجدون وقتاً للخلاف، أما الذين لا يعملون، فهم الذين يختلفون ويتكلمون طول النهار وطول الليل.
سؤال من الأستاذة نورة القحطاني:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنار الله قلوبنا وقلوبكم بنوره، فضيلة الدكتور، هل من الممكن إقامة تلك الدورات في مدينة جدة وذلك بما سمعنا منكم لكثرة العدد المطلوب لهذه الدورات، وشكراً للجميع، وأشكر الشيخ عبد المقصود خوجه على سعة صدره لنا، وجزاكم الله خيراً.
الدكتور العوا: جزاك الله خيراً الأستاذة نورة، طبعاً نحن لسنا فقط على استعداد، بل على شوق أن نقيم هذه الدورات في كل مدينة إسلامية، ولكن على الذين يدعوننا لإقامتها أن يوفروا لنا بالنسبة للمملكة أمرين، إذن الجهات المختصة لأن هناك نظاماً ينبغي أن يتبع، وتأشيرات الدخول، لأن تأشيرات الدخول للمملكة من أصعب تأشيرات الدخول في العالم، فأنا أرجو أن ييسروا لنا هذا، ونحن نأتي لهم بالعلماء إلى دارهم، وتتم إجراءات الدورة إن شاء الله.
الدكتور حسين سندي:
سؤالي حقيقة مبني عن استنتاج، بأن مشروعكم الفكري إن صح أن أسميه، ذو رأسين، رأس يركز على ترشيد الصحوة، ورأس آخر يعزز الوحدة الوطنية، فهذه الحقيقة من أجمل وأفضل وأعظم المشاريع الفكرية التي عرفت عنها، لكن لي أمنية، هل يمكن أن نضيف رأساً ثالثاً، وهو تبني العلم، وأقصد به العلم التقني، لأنني أعتقد إن 90% من الأمن في الحل سيأتي في التقنية، نحن نعرف عن مشروع منهاتن، الذي خرج من معمل أبحاث (لاس ألاموس) في مدينة سان إيفي بولاية نيو ميكسيكو، هذا المشروع مجهود فردي لعالم أنتج قنبلتين نوويتين أنهت الحرب العالمية الثانية، وخر إمبراطور اليابان أمام الجنرال ماكهرتي، الحقيقة هل نستطيع أن نزرع هذا الرأس، ونستفيد من الأسلوب الجميل في الكتابة التي تتمتع بها، والخطابة الممتعة، بأن نركز ونبعث إكليلاً عن الحوارات المذهبية، والدينية والتوجه نحو الحل العملي، الغرب فاز علينا بالعلم، ولكنه يفتقد للأخلاق والقيم التي يأتي بها الدين، نحن والحمد لله نتمتع بالدين، الآن نحتاج التوجه القوي نحو العلم التقني، وشكراً لك.
الدكتور العوا: شكراً سيدي العزيز، المشروع الذي تفضلت بالإشارة إليه، هو مشروع له رأس واحد ولكن له يدان، وأهل البحر يقولون: المركب التي فيها رئيسان تغرق، فما بالك إذا كان فيها ثلاثة رؤساء، ستغرق بالثلث، فنحن لن نزرع رأساً ثانية ولا ثالثة، ولكننا ندعو إخواننا العلماء من أمثالكم، أن يقوموا في مجالتهم بأكثر وأضعاف مما يستطيع العلماء النظريين للغة والعلوم الدينية أن يقوموا به، لا يمكن أن تكلف مؤسسة واحدة بأن تفعل كل شيء لنهضة الأمة، لكن هذه الأمة مليئة بالثغرات، أو أحوالها الآن مليئة بالثغرات، كل امرء منكم على ثغرة من ثغور الإسلام، فليحذر أن يؤتى الإسلام من قبله، نحن نحاول أن نسد الثغرة التي أمامنا، ونرجو من علمائنا التطبيقيين والعلميين والتطبيقيين، أن يقوموا بما يستطيعون أيضاً، وإن شاء الله يفتح الله من رحمته للجميع.
الدكتورة أفنان الريس، تقول:
في رأيك دكتور ما أهمية حقوق الملكية الفكرية الفردية على الصعيد الوطني والدولي، باعتبارها أداة فعالة في التنمية الاقتصادية والفكرية، وشكراً لكم.
الشيخ عبد المقصود خوجه: أستاذة نازك، ما شاء الله الدكتورة متكلمة ومتحدثة، لماذا تلقي السؤال عبر الورقة، لماذا لا تتفضل وتلقي السؤال بنفسها، اللائي يستطعن إلقاء السؤال فلتتفضلن، ومن لا تستطع نعفيها.
الدكتور العوا: موضوع الملكية الفكرية موضوع في غاية من الأهمية ليس فقط للتنمية، وإنما لحقوق المبدعين الذين يفنون أعمارهم في الإنشاء، والإبداع والتأليف، ثم يأتي لصوص الكتب، أو لصوص المخترعات التقنية، ويسرقون هذا الإنتاج، ويكسبون منه الملايين، ويبقى صاحبه حائراً لا يستطيع أن يسترد حقه، وأنا لا أنسى أبداً مؤسسة كبرى إسلامية في إحدى البلاد المشهورة بتمسكها بدينها طلبت طباعة كتاب من تسعة أجزاء، فلما طبعته دار النشر وأتت به لتبيعه، قال له: لا والله لا نريده، فقالوا: كيف نحن طبعناه بإذنكم وبأمركم ولحسابكم، قال له نعم، ولكن أرسلتم إلينا النسخة الأولى، فلما أعجبتنا صورناها ووزعناها على الطلاب، قال: طيب وحقوق التأليف، قال: أية حقوق تأليف، هذه كتب دينية ليس فيها حقوق تأليف، طبعاً لا توجد قاعدة شرعية تقول هذا، هناك كلام فقهي يقول: بأن كتب العلم والمصاحف، لا تقطع فيها اليد، لأنها تفتقر إلى الثمينة، لأنه لا يمكن أن يقال هذا نصاب، أو ليس نصاباً، هذه مسألة مختلفة تماماً، الأخ المسئول في تلك المؤسسة العلمية، حرف هذه القاعدة، واستولى على هذا الكتاب بالتسعة مجلدات، وأعطاها لطلابه، وضيع حق دار النشر، أرجو أن يكون الله قد عوض عليها، لكن نحن إذا لم يكن في بلادنا اعتراف بحقوق الملكية الفكرية، وقوانين تحمي أصحاب الرأي والفكر والإبداع من أن يستلب إنتاجهم، فلن نستطيع أن نتقدم ثقافياً، ليست مسألة اقتصادية، هذه مسألة ثقافية من المقام الأول.
خالد الأصور باحث بمركز الدراسات والأبحاث بجريدة عكاظ:
خلال السنوات الأخيرة، صار الجدل حول مؤتمرات الحوار الإسلامي المسيحي، خاصة أن هذه كانت بموازاة إساءات كثيرة للإسلام وشرائعه ورسول الله صلى الله عليه وسلم، والسؤال هو الإمام عبد الحليم محمود شيخ الأزهر الأسبق، رفض مثل هذه المؤتمرات، والسؤال لسيادتكم، هو كيف تكون الاستعدادات لمثل هذه المؤتمرات؟، شروطها ووسائلها وأهدافها؟ وهل هي تعقد لمجرد التلاقي فقط؟ شكراً.
الدكتور العوا: موضوع الحوار بين أصحاب أهل الأديان، وأنا أحرص أن تذكر عني أنني قلت حوار بين أهل الأديان، الأديان لا تتحاور، الأديان مطلقات عند أهلها، صائبة كلها، مسلمة جميعها، ولا يمكن لأحد أن يتنازل عن ذرة من دينه، وإلا خرج منه، الحوار يجري بين أهل الأديان، وأهل العلم الإسلامي فريقان، فريق ومنهم أخونا العزيز الدكتور حامد الرفاعي رأيته قبل قليل هنا، يرى أن الحوار ينبغي أن يستمر تحت جميع الظروف، ويجب أن نظل مع تواصل مع هؤلاء القوم المخالفين لنا في الدين وفي الفكرة وفي كل الأمور لأن هذا الحوار يؤدي إلى نتائج طيبة في حقنا، وفريق أنا منهم يرى أن الحوار حواران، حوار داخلي بين أبناء الوطن الواحد من أجل عيش واحد، يشمل المسلمين والمسيحيين في البلاد التي فيها تعدد الأديان مثل مصر والسودان والأردن وسوريا ولبنان وغيرها، وحوار آخر مع أهل الأديان غير الإسلامية ممن هم في ما يسمى اختصاراً بالغرب، هذا الحوار من شرطه الأول أن يكون هناك احترام متبادل منهم لنا، قبل أن يكون منا لهم، لأننا نحترمهم بنص قرآننا، نحن لا نستطيع أن نحتقر دينهم أو أنبياءهم، لكنهم منذ أن فعل البابا بنديكتو السادس عشر ما فعل في محاضرته المشهورة في ألمانيا، الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، أوقف كل التعامل مع الفاتيكان، وأوقف كل حوار مع الكاثوليك، ولا نتحاور إلا مع أبناء أوطاننا الذين يعيشون معنا من أجل أن نحمي الوطن من الفتن، أما الحوار العالمي فهذا لا ندخل فيه، ولا نرى له جدوى على الأقل الآن، ولكن الإخوان القائمين به، يقومون به بإخلاص وبجدية وبعمل منتج، وهم يرون نتائج ما لا نرى، من لا يمارس الشيء كما قلت قبل قليل لا يستطيع أن يحكم عليه، ولإخواننا موقف نحن نقدره، وندعو لهم بالتوفيق، وكل ميسر لما خلق له.
صفية الجفري: طالبة ماجستير وباحثة إسلامية، سؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم، ذكرت في كتابك تجديد الفقه الإسلامي، أنه بالنسبة لآية الدين، ذكرت أن واحدة شاهدة، والثانية مذكرة، يعني ليست شاهدة، أنا لم أفهم مقصدك، لأنه في النهاية لا بد من إثنين، يعني في النهاية نتيجة واحدة، هذا بالنسبة للسؤال الأول، والسؤال الثاني لو تكرمت، الإمام الغزالي في المستصفى ذكر أن ما ذهب إليه الجاحظ أن من اجتهد في طلب الحق، ثم لم يصل إليه فهو معذور، هو ذكر أن هذا تخالفه أدلة سمعية ضرورية، سؤالي هو الأدلة الواردة في الموضوع في أن الرسول صلى الله عليه وسلم، قتل الكفار، حتى أنه كان يكشف ليرى من بلغ ليقتله، أليست هذه أدلة نظرية وبالتالي يمكن أن تحمل على حال الحرب، طيب من يحدد ما هي الأدلة السمعية الضرورة، والأدلة النظرية، وجزاكم الله خير؟.
الدكتور العوا: شكراً جزيلاً للأستاذة صفية، وواضح أنك أنت لست طالبة ماجستير، أنت إما لديك الدكتوراه، أو إما أستاذة جامعية، لأنك تسألين أسئلة شديدة العمق، وشديدة الجدية، أنا أولاً أحب أن أخبر حضرتك أن كتابي أنا أدعو على أن أسمي شيئاً أكتبه تجديداً، ولا حتى تجديد ملابسي، أنا لا أستطيع أن أقول جددت ملابسي، إنما هو كتاب يرصد مواقف التجديد لعلماء المسلمين من أهل السنة ومن الشيعة في الخمسين سنة الأخيرة، وقد رصدت حوالي ستين موقفاً تجديدياً مخالفاً لما كان عليه الفقه التقليدي، بقصد القول إن هذا الفقه متحرك مع حاجات الناس، والقاعدة القديمة التي قالها الفقهاء، الأحكام المبنية على الأعراف أو على المصالح تتغير بتغير هذه المصالح والأعراف، والتي اختصرها المتغيرون فقالوا: لا ينكر تغير الأحكام بتغير الزمان، القاعدة هي أصلها الذي قلت: الأحكام المبنية على العرف أو على المصلحة تتغير بتغير العرف والمصلحة، ليس كل حكم إسلامي نغيره بتغير الزمان، القرآن نغيره، السنة نغيرها، هذا ليس صحيحاً، هذه واحدة، فأنا كتابي هو "الفقه الإسلامي في طريق التجديد" محاولة للرفض، الأمر الثاني أن موضوع شهادة النساء، موضوعاً ليس نظري، هذا موضوع عملي، وأنا دعوت كثيراً أي أحد يتشكك فيما فهمته من الموضوع أن يدخل إلى محكمة شرعية من غانا إلى فرغانة كما كان يقول مهدي السودان رحمه الله، يدخل إلى محكمة شرعية في أي بلد إسلامي، فيجد القاضي، إذا دخلت عنده امرأتان، سألها: أيتكما الشاهدة، وأنا رأيت القضاة وأراهم حتى اليوم في مصر التي سادت فيها العامية، وكادت أن تختفي من مجالسها كلها اللغة الفصحى، لا يزالون يسألون بهذه الطريقة حتى الأمس، يقول لها: أيتكما الشاهدة، وأيتكما المذكرة، فتقول إحداهما أنا الشاهدة، فيقول تقدمي، ويقول للمذكرة كوني وراءها، فإذا أردت أن تذكريها بشيء، فارفعي إصبعك، يسأل القاضي الشاهدة عما يريد، ويوجه لها المحامون الأسئلة كما يريدون، كلما أرادت المذكرة أن تصنع شيئاً، رفعت إصبعها ويسجل القاضي، رفعت إصبعها عند ذكر لون الملابس، رفعت إصبعها عند ذكر التوقيت، رفعت إصبعها عند ذكر الأثر الذي أحدثه الضرب إذا كان وقع الضرب، فإذا انتهت الشاهدة دعى المذكرة ماذا تريدين أن تقولي، قالت والله هي قالت الساعة ستة، والساعة كانت سبعة ونصف، فيسألها في أي شهر كان هذا، فتقول شهر أغسطس، فيشطب على السؤال، هذا لا يهم لأن في شهر أغسطس المغرب الساعة ثمانية ونصف، فست أو سبعة ونصف، نحن لا زلنا في النهار، قالت لون الفستان كان أخضر، ولكن هو في الحقيقة كان أحمر، آه هذه مهمة، لأنه لو كان اللون.. فهل أنت تعرفين الأحمر والأخضر؟ فيمتحن الشاهدة، ويسألها، ثم يتبين ما إذا كان لسؤالها وجوابها دلالة في القضية، فيضيف إلى قول الشاهدة ما قالته المذكرة، ويقول: انتهت المذكرة إلى كذا، وفي نهاية محضره يقول: والمحكمة قررت الأخذ بشهادة الشاهدة وإهمال ما قالته المذكرة، أو الأخذ بشهادة الشاهدة معدلاً بما قالته المذكرة، إذاً هنا شاهدة واحدة وليستا شاهدتين، وهذا أمر عملي وليس نظري، والقضاة والمحامون موجودون معنا يرونه كل يوم في المحاكم، المذكرة منة من الله تبارك وتعالى على النساء، ينبغي عليهن أن يشكرنه لها، لأن الرجل إذا أخطأ في حرف، وقال نسيته، أبطلت شهادته كلها وعندنا قضية مشهورة جداً في بلدنا مصر، في مدينة مشهورة اسمها سوهاج، وقف المحامي يترافع، والشاهد جالس، فلما انتهت المسألة وبدأوا يسألون الشاهد، قال القاضي: هل رأيت القاتل؟ قال: نعم، قال القاضي: ماذا كان يرتدي؟. قال: جبة بنية، وعمامة لونها كذا، ونعلاً، اسمها بلغة في مصر، بلغة لونها كذا، فسمعه القاضي، ارتاح، الشهادة أصبحت جاهزة، والرجل عرف القاتل 100%، سيحكم فوراً بالإعدام، فالمحامي عنده روب يلبسه، فقال المحامي: سيادة الرئيس أريد أن أسأل الشاهد، ما لون ربطة العنق التي أرتديها؟، فقال القاضي: لماذا؟، قال: هذا سؤال أريد أن أوجهه له؟ فقال له القاضي: هل رأيت المحامي؟، قال الشاهد: نعم، قال القاضي: ما لون ربطة العنق؟ فقال: زرقاء، فكشف فإذا هي صفراء. فأبطل شهادة الشاهد كلها، وذهب، هذا لو كان عنده مذكرة، كان يستطيع أن يستعين بها، لكن الرجل حرم من هذه الاستعانة، والمرأة أعطيت هذه الاستعانة، الآية التي جاءت في هذه المسألة هي آية الدين، ضَعِيفًا أَوْ لاَ يَسْتَطِيعُ أَن يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ مِن رِّجَالِكُمْ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَآءِ أَن تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى (البقرة: 282) ويأتي شيخ الإسلام ابن تيمية، الذي لا ينكر أحد في هذا البلد فضله وعلمه، فيقول إن هذا في الشهادة المعدة لإبرام العقود وإثباتها، أما الشهادة على الوقائع فأمر وراء ذلك، فأنا أرجو من أخواتي وإخواني المشتغلين والمشتغلات بالفقه الإسلامي، أن ينظروا إليه نظراً علمياً، قلت إن هذا الدين عمره 1443 سنة، وهو مطبق منذ نزل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، لا يجوز أن نفصله عن التطبيق، ونقرر بأن معنى الآية كذا، برأينا أو بمزاجنا، هذا هو الموضوع الأول، الموضوع الثاني من اجتهد في طلب الحق فهو معذور، هذا المسلم المجتهد كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمرو بن العاص، اقض بينهما، قال: أقضي بينهما وأنت حاضر، قال: نعم، إن الحاكم إذا حكم فاجتهد، فأصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد فأخطأ فله أجر، هذا المسلم المجتهد في معرفة الحكم الشرعي، فإذا أراد مراد الله وأخطأه، أخذ ثواباً على إرادته مراد الله، وعلى اجتهاده فيه، أما الكفار والمشركين ومحاربي الإسلام وعبدة الأوثان، فهؤلاء لم يكونوا يجتهدون في طلب الحق، هؤلاء وصفهم ربنا بقولهم (إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون)، هؤلاء مقلدون لا يجتهدون ولا ينطبق عليهم القاعدة الإسلامية العظيمة التي لا مثيل لها في نظم الحكم والقانون كلها، أن المجتهد المخطئ مأجور وليس مأزوراً.
الدكتور أشرف سالم:
بسم الله الرحمن الرحيم، سعادة الدكتور نريد كما أثلجتم صدورنا بما ألقيتموه من ضوء على الجهود التثقيفية الممتازة المباركة، نريد إلقاء الضوء على جهود عملية في مجال ترشيد الصحوة لأنه أمر مهم جداً بالنظر، نحن نرى مراجعات كبرى ثم نجد أيضاً نتوءات كبرى، حتى أن الأمر أصبح دوامة، الأمر الثاني فضلاً لا أمراً، لا نريد أن نتجاوز ما طرحه الشيخ عبد المقصود خوجه عن الآفاق العلمية بالذات فيما يتعلق بالجهود المستقبلية لاتحاد علماء المسلمين حتى لا يتحول إلى كيان كبير وكهرم يدار وأثر يدعى له، شكراً.
الدكتور العوا: شكراً دكتور أشرف، أنا أستسمحك عذراً، وأستأذنك وأستأذن إخواني أن نسكت سنة أو سنتين على مسألة ترشيد الصحوة في مسألة ما يتعلق بمراجعات ونتوءات، العمل في هذا الموضوع مستمر على قدم وساق، والجهد المبذول فيه نسأل الله أن يكتبه لأصحابه يوم القيامة، لأنه جهد لا يستطيع إلاّ من مارسه وعاش فيه أن يعرف مقداره، والعقول التي يتعامل المصلحون معها في هذا الباب، عقول لا تستطيع حضرتك ولا كثير من إخواني أن يتخيلوا مدى اليبوسة التي أصابتها قبل أن يبدأ الجهد العظيم الجبار الذي بدأ بظهور المراجعات، الأمة محتاجة إلى هذا الجهد وإلى أن يتم في هدوء لأن الإعلام يفسد كل عمل صالح، ولما بدأ هذا الجهد أول مرة، ونشرت إحدى الصحف الكبرى بياناً بما جرى كله، في اليوم التالي مباشرة أمر المسؤولون الذين بدأوه بأن يكفوا، وفي الأسبوع الذي بعده أقيل الوزير الذي كان قد بدأه من منصبه، فتأخرنا إحدى عشرة سنة، لو أنهم تركونا أن نعمل في صمت كما رجوناهم لكنا وصلنا إلى وفاق قبل ذلك، أنا أسأل الله أن تنجح هذه الجهود، وأن تذوب هذه النتوءات أو تشفى بالمراهم التي تعمل للنتوءات في الجسم، وتحقق المسألة نتيجتها، فسامحني في موضوع ترشيد الصحوة، أما موضوع الاتحاد أطول مما أستطيع أن أقوله، ولكنه مهموم بأمر واحد، وهو جمع هذه الأمة على كلمة تستطيع بها أن تكون كلمة واحدة في وجه مخالفيها وأعداءها صوتاً واحداً، إذا نجحنا في ذلك فنسأل الله لنا الثواب، إذا أخفقنا في ذلك، فأنا والله لا يقلقني الإخفاق، والله لا أخاف من الإخفاق، لأننا إذا أخفقنا سيستبدل الله بنا قوماً غيرنا، ثم لا يكونون أمثالنا، لكن يجب على كل واحد منا أن يقبض على الجمرة التي في يده ما استطاع، حسن البنا لما قالوا له أن يقبض الزائر أخذ يفعل هكذا، ضل يرمي بالجمرة إلى الأعلى وينزلها نحو الأسفل، نحن على هذه الجمرة، نسأل الله أن يثبتنا إن شاء الله.
منى مراد من جريدة البلاد ومجلة إقرأ:
كونك محامياً وناشراً ومؤلفاً، كيف نحمي حقوق العلماء والمسلمين، واختراعاتهم العلمية من السرقة والاقتباس، خاصة وأن كثيراً من تلك الحقوق نسبت للغرب كاختراعات وأعمال إسلامية قديمة، وهل من طريقة لاسترجاعها عن طريق القانون الدولي من تلك الدول؟ وشكراً.
الدكتور العوا: شكراً للأخت الأستاذة منى، وأحب أن أبشرك بأن أخاً حبيباً وعزيزاً لنا، هو الدكتور سليم الحسني، أستاذ الهندسة في جامعة مانشستر قد قام بهذا العمل منذ بدايته، وسجل تسجيلاً عملياً قانونياً، ألف اختراع واختراع من اختراعات المسلمين الأولى، وأعد عنها عدة كتب، أحدها اسمه "قتنون في المخترعات الإسلامية" التي طبقت في الغرب، وطاف به بلاداً كثيرة من بلاد الدنيا، هذا الجهد مستمر، ويحتاج إلى مؤسسة ترعاه، ويؤسفني أن أقول لكم بأن سليم الحسني حتى اليوم لم يجد راعياً رجلاً أو امرأة، ليس مؤسسة ترعاه، وهذا كما تفضلتي جهد العلماء المسلمين، من أول البوصلة والاسطرلاب والمزولة لمواقيت الصلاة إلى آخر ما نعرفه من المخترعات الرياضية، رشدي راشد الذي نعرفه كلنا وفاز بجائزة الملك فيصل السنة الماضية أو التي قبلها أظن، له مجموعة من التحقيقات في مجال العلوم الرياضية والفيزياء هائلة ولم تجد من يعنى بها إلا الشيخ أحمد زكي يماني، هو الذي نشرها في مؤسسة الفرقان، وحتى التي نشرتها مؤسسة الفرقان، نجد أن الجامعات لم تقبل أن تشتريها، فهي نشرت على نفقته، ولا يزال أغلبها في مخازن الفرقان في لندن، نحن في حالة من النسيان كبيرة لما ينبغي أن نقوم به لكن هناك أناس يقومون بالمجهود ونسأل الله أن يوفق أمثالك لنشر هذه الأفكار والدعوة إلى تبنيها.
الشيخ عبد المقصود خوجه: أستاذنا الدكتور سليم الحسني، كان ضيفاً على الاثنينية منذ فترة قريبة، وفي الحقيقة سعدت أن الشيخ محمد جميل رعى ما أفضلتم به برعايته، وأسأل الله سبحانه وتعالى في القريب العاجل سترون هذا النتاج، لذلك أحببت أن لا تمر الفرصة دون أن أوضح لكم هذا، فكلنا سعداء بهذا.
الدكتور عبد الرحيم ملا زاده البلوشي: السلام عليكم من سنة إيران، ومنذ سنين وأنا أبحث عنكم معالي الدكتور، ومع الأسف لم أجدكم إلا الآن، هذه أول مرة أتشرف بلقائكم، بارك الله فيك، ولكن أعتذر أولاً، سؤالي يغرد خارج السرب، ولكنكم قلتم تمنيتم تحدياً فكرياً، فهذا خفف عني، والسؤال:
أنتم حتى في هذه الجلسة لمستم وغمستم السنة بشتى جوانبها، من طالبان الحنفية إلى بعض السلفية، ولكن سنة غيران يذبحون ويشردون ومساجدهم تهدم وعلماؤهم يقتلون منذ تسعة وعشرين عاماً وأنتم ونهجكم سامحني معالي الدكتور، أنتم ونهجكم مشاركون فيها بسكوتكم وبتأييدكم لهم، حيث قلتم قناة الجزيرة أن هناك 27 مسجداً في طهران وأنا اتصلت بكم، وأنا عشت في طهران، وعشت في إيران، فأنا إيراني، لا يوجد مسجد واحد ولكنهم يخدعونكم، والله ثم والله، يخدعونكم، وقلت هذا للشيخ سيد شعبان، وفعلاً تحقق ما قلت، يأتون بالناس مثلاً في غرفة يصلون معكم، وأنتم تظنون أن هذا مسجد هو من السنة، الآن لو تتصل بالسفارة الإيرانية هنا أو بأي بلد، لا تتجرأ أن تقول أن هناك 27 مسجداً، بل لا يوجد مسجد واحد.
معالي الدكتور محمود سفر: من فضلك يا أخي الفاضل، اختصر كثيراً، وتجنب الخوض في أمور الفتن، وفي أمور حزازات وأمور سنة وشيعة، فنحن لسنا في موقف لنتحدث عن ذلك، نحن نريد أن نصلح بين المسلمين وندرأ فتنهم، فإذا لديك سؤال محدد فاذكره، ذكرت عن المساجد سيرد عليك الشيخ، إذا كان لديك سؤال آخر، اختصر فيه. سؤالي:
اتقوا الله، ولا تمهدوا لدولة صفوية جديدة، ولا لدولة فاطمية جديدة، وأنتم كلكم مسؤولون يوم القيامة.
معالي الدكتور محمود سفر: شكراً لك هذا ليس سؤالاً، ولكن تعليقاً لا نقبله بالبساطة التي طرحتها، وعلى كل حال، نتيح المجال الآن للأخ الدكتور العوا لكي يرد عليك، تفضل يا دكتور.
الدكتور العوا: شكراً دكتور محمود، وشكراً للدكتور عبد الرحيم البلوشي من سنة إيران، أنا لم أقل 27 مسجداً، أنا قلت 21 مسجداً وأنا زرتها واحداً واحداً مع الشيخ عبد الرحمن الديراني وهو من سنة إيران، وليس من سنة العفاريت، هو من سنة إيران، وصليت معه في هذه المساجد، وفي بعضها خطبت الجمعة، وهذا لم يكن خديعة، أنا خطبت بنفسي، وصليت بالناس بنفسي، وحدثت النساء المسلمات بنفسي، وحدثت الرجال بنفسي، وكان معي شاهد عدل هو الأستاذ فهمي هويدي، ولم أكن لوحدي، وفي الزيارة الأولى التي زرنا فيها أول مسجد، كان معي شاهد أعدل منه، ولكن أنا للأسف لا أستطيع أن أستشهد به هو بين يدي ربه، هو شيخنا العلامة الشيخ محمد الغزالي رحمة الله عليه، وكان معنا أيضاً من إخواننا الزيدية، الأخ قاسم الوزير، وله أقارب وأهل وعمل في جدة معروف، ويوجد معنا هنا شقيقه إبراهيم، فنحن لا نتكلم دفاعاً عن أحد ولا هجوماً على أحد، وإنما نشهد بما علمنا، ونحن ما شهدنا إلا بما علمنا، أما ما خفي فالله تعالى أعلم به، موضوع سنة إيران يذبحون ويقتلون منذ 29 سنة وما إليه، هذا أنا أمر لا نعرفه، كل ما يتكلم بما يعرف، أريد أن أخبرك بخبر يا أخ عبد الرحيم، أن موضوع السنة أو الشيعة العمل فيه يجب أن يكون كالعمل في موضوع الصحوة سراً، كسريان الماء في الصحراء، وإلا لو أعلنا كل ما يعمل وكل ما يقال، سيفسد، وقد أفسدنا جزءاً كبيراً جداً من عملنا بموافقتنا على أمر علني، كنا نتمنى أن لا يقع، لكن أخطأنا فوافقنا عليه فوقع، فأفسد كثيراً من عملنا، أنا أرجو من إخواني الذين يرون مصلحة هذه الأمة في أمر ما، أن يعملوه بالكتمان، وأن يعملوه بغير إعلام، وأن يعملوه بغير إعلان، تأتي النتائج إن شاء الله طيبة، أما الذين يتصدون لكي يذروا حول كل جهد غباراً، وحول كل عمل شبهات، فالله أدرى بهم، أما دعوتك لنا أن نتقي الله فنحن نقبلها منك ونشكرك عليها، ونسأله أن يكتبنا من المتقين إن شاء الله.
الدكتورة ميسون الدخيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، حضرتك ذكرت حماية الوطن من الفتن، وأنا سأمسكها في حماية الأمة من الفتن، قبل قليل سمعت الأخ الذي تكلم هو أعطى رأيه طبعاً، وأنت أجبته، وبالنسبة للذي بودي أن أذكره وأشكرك عنه، هو للمكتب الذي يسمى إنترناشيونال روليجيون فريدوم (International Religion Freedom) والذي يقول إنه يحاول أن يساعدنا ويقدم لنا خدمات، ما رأيك نحن كيف يمكننا أن نواجه هكذا مكاتب من أجل حماية الوطن من الفتن، أنا برأيي هناك فتنة داخل هذه المكاتب، ما رأيك بها؟
الدكتور العوا: شكراً أستاذة ميسون، هل تقصدين إنترناشيونال روليجيون فريدومInternational Religion Freedom التابع للكونجرس الأمريكي الذي يديره مصطفى المصمودي، أنا لا أنصح مسلماً عاقلاً أن يتعامل مع هذا المكتب ولا مع غيرها من هذه المكاتب، هذه مكاتب قد تكون تحتها ألف خط، قد تكون نيات القائمين عليها حسنة، ولكن الذين أنشأوها ويمولونها يستحيل أن تكون نياتهم بالنسبة إلينا حسنة، ونحن نستطيع أن نصلح فيما بيننا، وَإِن طَآئِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُواْ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُواْ الَّتِي تَبْغِي (الحجرات: 9)، الله رسم لنا الطريق في القرآن نفسه، لا نحتاج إلى إنترناشيونال روليجيون فريدوم، ولا إلى إخواننا الذين يعملون مع الكونجريس، خلي الكونجريس يصلح أحوال المسلمين الذين هم في أمريكا، ويترك أحوال المسلمين الذين هم خارج أمريكا لكي نصلحها نحن.
خالد المحاميد من جريدة الوطن:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، سعادة الدكتور الأستاذ الكبير المفكر الإسلامي الذي نتشوق دائماً إلى سماعه، سؤالي هو يتعلق بموقف الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أثناء الهجمة الإسرائيلية على غزة، كنتم قد زرتم عدداً من العواصم العربية، حتى أن إحداها منعتكم من الدخول، أريد أن أعرف ما مدى تأثيركم الفعلي على المستوى السياسي على القيادات العربية والإسلامية، وهل أثمر ذلك في مساعدة أهل غزة؟ شكراً.
الدكتور العوا: شكراً لك جزيلاً سيدي، أنا أحب أن أقول لك أن الوفد الذي زار عدداً من العواصم العربية والإسلامية لقي من زعماء هذه البلاد ورؤسائها كل ترحيب وكل روح طيبة، ولكن هذا لم يكن عمل الاتحاد، هذا كان إعلام الاتحاد قام به رئيس الاتحاد وبعض نوابه وبعض أعضائه، أعضاء مجلس أمنائه المرموقين، أما عمل الاتحاد فكان في قلب الحدث ولا أستطيع أن أقول عنه أكثر من ذلك، كان في قلب الحدث طيلة شهر ويومين، ثم كان في قلب الحدث إلى أول أمس، بين القاهرة وعواصم عربية أخرى، نحن للاتحاد جهد نسأل الله أن ينجحه، فإذا أنجحه فسنرى الثمرات، أما ما قام به أستاذنا وأخونا الكبير العلامة الشيخ القرضاوي، وفضيلة الشيخ بن بيه، وبعض الأعضاء الكرام في الاتحاد فكان عملاً ضرورياً لإقامة الحجة على هؤلاء الذين زاروهم، وبإبلاغهم بالموقف الذي ينبغي أن يقفوه، ولإخلاص النية في ما يقومون به من عمل إن كان لديهم ما يقومون به، وهم أدوا ما عليهم والدور والباقي على الذين لا يؤدون ما عليهم.
مريم إبراهيم، أستاذة جامعية من السودان مقيمة في المملكة العربية السعودية:
بسم الله الرحمن الرحيم، سؤالي لسعادة الدكتور محمد سليم العوا، نحن نعلم أن هنالك نموذجاً مالياً إسلامياً اقتصادياً متكاملاً يفيد العالم حالياً في أزمته المالية، أتساءل ما دور علماء المسلمين في طرح هذا النموذج الرائع وإخراج العالم من ظلمات الربا والغلاء والبلاء، إلى هذا النظام الرائع الذي يطالب به الغرب؟ وشكراً جزيلاً.
الدكتور العوا: شكراً للأخت العزيزة الأستاذة مريم، وحيا الله السودان وأهله، لكن أنا أريد أن أستأذن في أنني أختلف معك في أن لدينا نظاماً نموذجياً اقتصادياً مالياً متكاملاً رائعاً جاهزاً للتطبيق، هذا ليس لدينا، لدينا قواعد وموجهات أساسية وقيم عليا ينبغي أن يلتزم بها المسلم في العمل الاقتصادي، لكن علماء الاقتصاد المسلمين لا أقول العلماء الشرعيين، لا أقول الفقهاء لا أقول المحدثين، لا أقول الأصوليين، علماء الاقتصاد المسلمين، أساتذة الاقتصاد في الجامعات لم يقوموا بالدرس الوافي الكافي لهذه القواعد ليخرجوا منها نظاماً اقتصادياً حتى الآن وما يسمى بالبنوك الإسلامية، يقوم بعمل جيد وجليل في نفس الفكرة، لكن في عمله الداخلي هناك محفظات كثيرة، وأنا عشت إحدى عشرة سنة عضواً في مجموعة تسمى المجموعة الاستشارية القانونية لأكبر مجموعة من البنوك الإسلامية، واستقلت بعد أن تبينت أنني أعمل في مؤسسة بنكية عادية، لا لأنني أرى أنها جريمة ولا أنها حرام، أو أنها ستدخل النار أو الجنة، لا أعرف من سيدخل النار أو سيدخل الجنة، لكن أنا لم أستطع أن أستمر بعد أن اكتشفت أنها مثل بنك (دو باريس) أو بنك (باركز) أو أي بنك، وأنا أيضاً أشتغل مع هذه البنوك، فلماذا أشتغل مع هذه البنوك التي تسمي نفسها باسم معين، الأستاذة مريم نحن نحتاج إلى مجهود هائل لإخراج النظام الاقتصادي الإسلامي الذي هو موجود في بطون قواعدنا العامة إلى صورة تطبيقية، وأرجو أن تعلمي أنه لا يوجد نظام متكامل نموذجي في الدنيا، لا في الاقتصاد ولا في السياسة ولا في الثقافة، توجد أنظمة متعددة بتعدد اجتهادات البشرية، والله تبارك وتعالى تعبدنا بأن نجتهد في طلب الحق، ولم يتعبدنا بنموذج معين أنزله إلينا، نحن متعبدون بطلب الحق وعلينا أن نطلبه، وأنا أرجو من علماء الاقتصاد أن يعتنوا بهذه المسالة أن لا نقع فريسة أن لدينا نظام الغرب لا يطبقه، لدينا نظام الحكومة واقفة ضده، لدينا نظام البنوك الإسلامية، لا ليس لدينا نظام، حتى بنوكنا المسماة بالإسلامية تعمل بنفس القواعد وتحت ظل ذات القوانين التي تعمل بها البنوك الأخرى، ولما صدر في الكويت قانون البنوك الإسلامية، لما تقرؤه وتقرأ قانون البنوك الأخرى تجد المصطلحات مغيرة، أما النظام الأساسي لعمل البنك فهو هو، وأنا لذلك أجد في نفسي من الجرأة أن أطلب من إخواني وأخواتي المشتغلات في الاقتصاد أن يعطوا هذا الأمر حقه من الأهمية، وعيب جداً أن يقول رأس من رؤوس الكنيسة الغربية على الاقتصاديين الغربيين أن يدرسوا الاقتصاد، فندعى، وأنا مدعو حتى إلى أربع ندوات في أوروبا عن نظام الاقتصاد الإسلامي، وأنا اعتذرت عنها كلها، لأنني لست مختصاً في الاقتصاد، وإنما ندعى فوراً لأربع ندوات اقتصادية في أربع جامعات أوروبية، ولا تتقدم جامعة عربية إسلامية واحدة لعقد لقاء، تقول للناس أين هذا النظام الاقتصادي المتكامل؟ أنا أدعوكم أن تدرسوا هذا، وهو أفضل من أن نمدح أنفسنا بما لم نحققه بعد من النتائج.
معالي الدكتور محمود سفر: شكراً لك دكتور محمد الحقيقة الوقت انتهى، ولكن تحت إلحاح الشيخ محمد علي الصابوني، سأعطيه الكلمة ليلقي سؤالاً مختصراً، وأرجو من ضيفنا الكريم أن يختصر في إجابته، تفضل يا شيخ الصابوني.
الشيخ محمد علي الصابوني:
بسم الله الرحمن الرحيم، أخوكم محمد علي الصابوني خادم الكتاب والسنة، لم تظهر معجزة القرآن الكريم في عصر من العصور مثلما ظهرت في هذا العصر في الفلك في الطب في التشريح وفي كل الأمور، هذا الوباء الذي داهم العالم كله، هذه الكوليرا التي انتشرت وباء إنفلونزا الخنازير، هذا نفح لدين الله، انتصار لشريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم، حينما يحدثنا رسول الله عن أمور لم تحدث في زمانه، يخبرنا عما يكون في المستقبل، فيقول صلوات الله عليه، ما ظهرت الفاحشة في قوم قط، فاحشة يعني فاحشة الزنا، يعلنوا عنها، إلا ظهر فيهم الطاعون، والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم، هذا يدلنا على أن ديننا مبني على أسس شرعها الله وبينها الله وجاءت سنة رسول الله لتتحدث عنها، ألا تشاطرني يا سيادة الدكتور أن هذا الوباء الذي انتشر أولاً الخنازير لا يأكلها المسلمون، وبابا شنودة سمعته يقول: نحن الأقباط لا نأكل الخنزير، واليهود عندهم محرم لحم الخنزير، اليهود أشد تديناً من النصارى في هذا الأمر، لا يأكلون الخنزير، فلمن تربى هذه الخنازير؟ ومن يأكلها؟ أليست هذه معجزة رسول الله عندما يتحدث لنا عما سيكون في المستقبل؟.
الدكتور العوا: لو لا أن الدكتور محمود سفر رئيسي هذه الليلة، لما سمعت كلامه لما قال: خلي العوا يختصر في الإجابة، لأن هذا الكلام مثير للأشجان وينبغي أن يرد عليه أو يناقش معه في كلام طويل وجميل، أولاً أنا أبصم بأصابعي العشرة أن معجزة القرآن تظهر في كل عصر على نحو يظن أهل هذا العصر أنها لم تظهر بمثله في عصر سبقه.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :456  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 158 من 223
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

يت الفنانين التشكيليين بجدة

الذي لعب دوراً في خارطة العمل الإبداعي، وشجع كثيراً من المواهب الفنية.