شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة معالي الدكتور عبد الله بن بيه))
الحمد لله رب العالمين، اللهم صلي وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أعذروني إذا كان صوتي خفيضاً، فلا أستطيع أن أصل بصوتي إلى صوت أخي الدكتور محمد سليم العوا، في الحقيقة، لا أود الخرجة كما قلت، اتصل بي أخي العزيز معالي الشيخ عبد المقصود خوجه ليخبرني بحضور الدكتور محمد سليم العوا، وافقت على ذلك، وتمثلت في نفسي ببيت ابن الفارض:
وسر زميلاً وانهض كثيراً فحظك
البطانة إن أخرت زما لصحتي
فقلت لا عطر بعد عروس، وعروس هذه الليلة هو أخي فضيلة الدكتور محمد سليم العوا، لا أدري كيف أتحدث عنه، أنا من بين الذين أتحدث عنه، كنت من آخره، ولكن أدعي أن التأخر في الزمن قد لا يكون ضرورة سبباً للتأخر في المعرفة، الدكتور محمد سليم العوا يجمع العوالم الثلاثة البارزة، في شخصه، هو الفكر القانون الشريعة، ولكن هناك العالم العملي، وهو أنه مهندس لكثير من المؤسسات التي تهتم بشأن الأمة، وهو مسكون في أعماله النظرية والعملية، بهم الأمة، كأنه يمتثل حديث: من لم يهتم بشأن المسلمين، فليس منهم، سأذكر قليلاً نزراً، ولكنه يعبر عن أشياء أعلمها شخصياً، في سنة 2002م وطرحت فكرة إنشاء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، طرحها أخونا العلامة الشيخ يوسف القرضاوي، وخاطبنا فيها، وقلنا إننا نوافق على إيجادها، لكن كيف تتحقق هذه الفكرة في وقت الحملة شديدة جداً، وأنتم تعرفون ذلك، الحملة البوشية على العالم الإسلامي، على كل ما هو إسلامي، وعلى كل تنظيم، أو للدعاة أو للدعوة في العالم، أي أرض تقلنا حتى نشكل هذا الاتحاد، على أشهر قام هذا الرجل بعمل صامت، لم يتحدث، وما تحدث عنه، حتى أتانا بشيء من الترتيب، ليهيئ لنا مقراً، ويهيئ لنا اعترافاً، لأنه لا يمكن أن نعقد مؤتمراً بدون وجود اعتراف، وهكذا عن طريق المراوغات والوسائل القانونية، هو وفريقه حصلوا على اعتراف في دولة أوروبية، في إيرلندا، بعد هذا الاعتراف، استطعنا أن نعقد في سنة 2004م مؤتمرنا في لندن، كانت بعض الأصوات الصهيونية تندد بهذا المؤتمر وبرئيس المؤتمر، ولم تكن راضية على عقد هذا المؤتمر، ولكننا كنا مزودين باعتراف وبمقر معترف به، وبالتالي استطعنا من خلال ذلك أن نقوم بهذا العمل، هذا العمل أتصور كان عملاً كبيراً في وقت لم يكن من الممكن أن نعقد مؤتمراً بهذا الحجم ونعلن تنظيماً بهذا الحجم، في هذا الوقت وفي هذا الظرف، بالذات، لم يكن ذلك أمراً يسيراً، وهكذا بقيادته، على الأقل بقيادته إدارياً، لنا ثلاثة مقرات الآن في العالم الإسلامي، بالإضافة إلى المقر الرسمي، ونحن نعقد ولله الحمد اجتماعاتنا في كل مكان وهذا بفضل الله سبحانه وتعالى، وبفضل جهود الدكتور محمد سليم العوا الذي لم يكن وحده، ولكن كان عمله بارزاً في هذا المجال، الدكتور محمد سليم العوا فيه صفات بارزة ومميزة، قد نقول إنها صفات بشرية عامة، فهو قد يرد الفعل سريعاً، لا يسكت عن ما يرى أنه ليس صحيحاً، أو ليس حقاً أو ليس مصلحة، وهذه صفة إسلامية بل نقول صفة عمرية، لكن صفة أخرى هي صفة الرجوع إلى الحق وهي أيضاً صفة عمرية بامتياز، أو إلى المصلحة، وعندي أمثلة من هذا النوع يرجع فيها وهذا أمر شاق وصعب على النفوس البشرية، لذلك تتسامى إلى طلب الحق وطلب المصلحة، وتتجرد، وأكبرت فيه هذا الرجوع إلى الحق، يقول العلماء رضي الله عنهم: كان أمير المؤمنين عمر رجاعاً إلى أقوال إخوانه من الصحابة، طبعاً رجع في مسألة نكاح المدخول بها في العدة، وقال: أيها الناس ردوا اجتهاداتي إلى السنة، ورجع عن مسألة إخراج حاطب من السوق، وقال يا حاطب إنها كأن لم تكن، رجع في كثير من المسائل وكان عمر يرجع ويقولها على الملأ، أخونا الدكتور قد لا تعرفون ذلك، لأننا نحن نتواصل بالرسائل، يرجع ويكتب، كنت مخطئاً في ذلك، وإني أرجع عنه، إني أقدر فيه هذه الروح، وأقدر فيه هذا الانضباط، وأقدر فيه هذا النظام، وأقدر فيه رؤيته، وأقدر فيه حسن علاقاته، إنني أحببت الرجل، أختلف معه، ولكننا ننسجم، نتباين لكننا ننتظم، ويبدو أن الوقت لا يسمح لي بأكثر من هذا، وشكراً والسلام عليكم ورحمة الله.
أيها السيدات والسادة الآن الدور على الشيخ محمد لطفي الصباغ، وأرجو أن يتحفنا بكلمات قصيرة ولكن ذات معنى ومدلول كبيرين، وذلك لضيق الوقت، شكراً لك.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :468  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 154 من 223
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء التاسع - رسائل تحية وإشادة بالإصدارات: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج