((كلمة سعادة الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه))
|
الحمد لله المتفرد بالكمال والجلال، والصلاة والسلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آل بيته الطاهرين، وصحابته أجمعين. |
الأستاذات الفضليات |
الأساتذة الكرام |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: |
نلتقي الليلة في أمسية مختلفة.. يطغى فيها الجانب الإنساني على جوانب العطاء الفردي أو التميز الأكاديمي والعلمي والإبداعي الذي ظل القاسم المشترك بين معظم احتفاليات "الاثنينية".. مكان حفاوتنا الليلة الأستاذة الدكتورة سامية بنت محمد عبد الرحمن العمودي، استشارية نساء وتوليد وعقم وأطفال أنابيب، وعضو هيئة التدريس بكلية الطب والعلوم الطبية بجامعة الملك عبد العزيز، وصاحبة مركز الدكتورة سامية العمودي الطبي بجدة.. فأهلاً وسهلاً ومرحباً بها في هذه الأمسية التي تزدهي بحضورها وتجربتها الإنسانية المميزة. |
"مرض السرطان رسالة حب من الله" بهذه الكلمات تقبلت ضيفتنا الفاضلة قدرها مع مرض سرطان الثدي الذي تصر على تسميته باسمه، نائية بنفسها عن بعض عاداتنا الموغلة في الهروب نحو التجاهل وكأنه المنقذ الذي سوف ينتشل آمالنا نحو القمة.. فترى البعض يسمي مرض السرطان بغير اسمه تماهياً مع المجهول، في الوقت الذي تعاملت فيه ضيفتنا الكريمة مع الأمر بكثير من الشفافية.. حيث بدأت قصتها مع هذا المرض إثر تشخيص ذاتي قامت به على نفسها مما أكد لها الإصابة، ومن هنا كانت ضراوة المعركة التي جمعت بين الجانب الإنساني، والديني، والطبي. |
سرطان الثدي معروف لدى الإناث خاصة بعد سن الخامسة والثلاثين أو الأربعين، وينتشر بينهن بنسبة 70٪ وبالتالي فإنه كمرض عام ليس جديداً على الساحة الصحية في المملكة أو دول العالم الأخرى.. كما أن التعامل معه يتم في المملكة وفق أعلى المعايير الطبية العالمية، غير أن الخوف يكمن في النفس البشرية بصفة عامة.. وبعض المرضى لا يخافون المرض في حد ذاته بقدر خوفهم من تداعياته وتأثيره السلبي على أفراد الأسرة خاصة الأطفال.. فقد أبدت ضيفتنا الكريمة جانباً مشرقاً في الشجاعة ورباطة الجأش في التعامل مع هذا الابتلاء وسمت روحها المضمخة بالإيمان الراسخ في الحق سبحانه وتعالى لتقول عبارتها الأنيقة التي أشرت إليها آنفاً.. فقد مارست ضبط النفس، مع نظرة تفاؤل وقوة عزيمة استقتها من تخصصها كطبيبة تعرف المعلومات التي تحيط بالمرض أكثر من الشخص العادي.. فآلت على نفسها أن تستوعب من حولها تدريجياً في ذات التوجه والسمو الروحي، خاصة ما يتعلق بابنيها: عبد الله، وإسراء، وتفاعلهما مع الأزمة التي حلت بالأسرة الصغيرة الهادئة.. فالمسألة أكبر من مجرد معلومة طبية، بقدر ما هي ارتباطات اجتماعية، وتأثيرات تختلج في نفوس المحبين حول المريض وعائلته، وقد يكون انعكاسها السلبي الذي ينطلق من حسن النوايا أكبر بكثير من جوانبها الإيجابية.. وفي هذا الإطار الإنساني البحت استطاعت ضيفتنا الكريمة أن تكرس وقتها وعلمها وواسع أفقها لتعالج الجانب الاجتماعي في خط مواز للجانب العلاجي الطبي. |
الألم شيء خاص.. وقد استطاعت فارسة أمسيتنا أن توظفه ليكون جسر تواصل، ولسان فرد يجمع حوله مشاعر الآخرين بكثير من الصدق، والحميمية، والمشاعر المشتركة التي تعبر عن الهم الإنساني في صورة لا تتكرر كثيراً.. ومن هذا التفرد استحقت التكريم من البيت الأبيض بتاريخ 16/2/1428هـ الموافق 5/3/2007م كواحدة من أشجع عشر نساء في العالم.. وهو في الواقع تكريم للمرأة السعودية في كل مواقعها كربة منزل وفي مساراتها العلمية والعملية. |
لقد أنجزت فارسة أمسيتنا عدة مؤلفات تشكل رافداً مهماً في مجال التوعية الطبية، وبأسلوب سهل ممتنع، وحبذا لو عملت وزارة الصحة، بالتعاون مع المؤلفة، ووزارة الثقافة والإعلام، وغيرها من الجهات ذات العلاقة، على تحويل هذه الأعمال إلى شكل من أشكال الدراما أو البث التلفزيوني لتكون أعمق تأثيراً في القطاعات المستهدفة، فما أشد الحاجة إلى مثل هذه المبادرات التي آمل أن تجد طريقها إلى التنفيذ بما يعود بالفائدة على الوطن والمواطنين. |
إن إيمان ضيفتنا الفاضلة بالدور الذي تقوم به لنشر الوعي يجعلها ضمن طلائع السيدات الفضليات القائمات على مفهوم العمل الطوعي الاجتماعي، وهو جهد يحتاج إلى بلورة ثقافة جديدة، واستقطاب الخبرات والإمكانات المتاحة من قبل الجنسين لأداء واحد من أهم الواجبات المنسية في معترك الحياة.. وإنها لقادرة إن شاء الله، مع غيرها من سيدات المجتمع الرائدات، في اختراق جدار الصمت، وتقديم نموذج يحتذى في هذا المضمار. |
أتمنى لكم وقتاً طيباً في معية ضيفتنا الكريمة، مع تمنياتنا لها ولكل المرضى بما فيهم مرضى السرطان بالشفاء العاجل، وأن يجعل الحق سبحانه وتعالى ما يلاقون في ميزان حسناتهم.. إذ المؤمن إن أصابته سراء شكر، وإن أصابته ضراء صبر. |
سعداء أن ترعى هذه الأمسية بجميل فضلها الأستاذة الدكتورة سميرة إبراهيم إسلام، رائدة علم الأدوية في المملكة، ومن أوائل أعضاء هيئة التدريس بجامعة الملك عبد العزيز.. وعلى أمل أن نلتقي الأسبوع القادم للاحتفاء بسعادة الأستاذ الدكتور محمد الحبيب الهيلة، الأكاديمي والمؤرخ التونسي المعروف، أستاذ الدراسات العليا بالجامعة التونسية ثم بجامعة أم القرى، والذي صدر له أكثر من أربعين مؤلفاً في التحقيق والدراسات التاريخية والحضارية.. والجدير بالذكر إنه من مواليد عام 1931م، أي ناهز الثمانين عاماً، وصدر له العام الماضي (2008م) أربعة مؤلفات.. وما زال عطاؤه زاخراً إن شاء الله.. كما إنه من أكثر المعاصرين كتابة عن التراث الإسلامي المتعلق بمكة المكرمة سواء كان فيما يتعلق بالحج، أو الأوقاف العلمية، أو العائلات المكية.. فإلى لقاء يتجدد وأنتم بخير. |
والسلام عليكم ورحمة الله،،، |
عريفة القسم النسائي: شكراً لسعادة الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه على هذه الإضاءات الجميلة، ويسرنا الآن أن ننقل لاقط الصوت إلى راعية هذه الأمسية الأستاذة الدكتورة سميرة إسلام الرائدة المعروفة في مجال علم الأدوية. |
|