شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة الأستاذ الدكتور جميل محمود مغربي))
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأزواجه وذريته وسائر الأنبياء والمرسلين، يقول المتنبي:
هو الجد حتى تفطن العين أختها
وحتى يكون اليوم باليوم سيدا
ونحن في يوم الإثنين في يوم مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولذلك قال شوقي بكل التوفيق:
يوم يتيه مع الزمان صباحه
ومساؤه بمحمد وضاء
صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ونحن على ضفاف ذكرى مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفارسنا قدم من السودان من البلد الذي تفانا في حب الله وفي حب رسوله صلى الله عليه وسلم، درج ذلك من الخلوة، امتداداً ولم ينته حتى عند مدارج ومنابر الجامعة، بل يستمر مع المرء طوال حياته وطوال عمره، ولم يقاصر هذا الحب على فئة من السودان وإنما تسرب في دواخل كل نفس سودانية، حتى في الأدب السوداني، تستحضره في روايات الطيب صالح، تستحضره أيضاً في شعر الفيتوري وهو في جزء منه سوداني أو أغلبه سوداني في تصوري.
في حضرة من أهوى عبثت بي الأشواق
حدقت بلا وجه ورقصت بلا ساق
فالسودان عريق في ذلك، وقد عشت مع كتاب شخصية أجلها، هو شيخ علماء السودان رحمه الله، الأستاذ عبد الله عبد الماجد الأستاذ الدكتور، وتحدث كثيراً عن دور العلم في السودان وعن دور الخلوة في السودان، وهو لا يحتاج في الواقع إلى تدليل لأننا ندرك جميعنا ونعرف هذا، وفارس هذه الأمسية، قيض الله أن ينال شرف التفاني في خدمة الحديث، وفي سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن حسن الطالع أن نحتفي به وأن يكرمنا بحضوره في هذه الأمسية، لأننا في مرحلة نحن فيها في عوز إلى كثير من المراجعة، وإلى كثير من التبصير حيال عقيدتنا، وحيال مواقفنا وحيال سلوكنا وحيال الفصل بين العقيدة كسلوكيات وكمنهج، وعلى انتهاج العقيدة على أنها مجرد طقوس نؤديها في حركات وسكنات وفي لبس وفي هيئة، نحن في عوز للعودة إلى ذلك، وحينما نجد أن الأمانة، قد تقلصت في المجتمع، نحن في عوز العودة إلى منهج النبي صلى الله عليه وسلم، حينما نجد أن المجتمع وقد انسلخ من كثير من القيم، لا زلت أذكر ذلك الموقف قبل عقدين من الزمن حينما كنت مع زملائي في بريطانيا للدراسة، وكنت أتحدث عن موقف قد لا يمر على ذهن الكثيرين بشيء من الاهتمام، أو قد يمرون به مرور الكرام، وفي حديث تعرفونه جميعاً، هو حينما بال ذلك العربي في المسجد، الرسول صلى الله عليه وسلم، تركه يكمل بوله، وهذه رحمة الرسول صلى الله عليه وسلم، لأنها تتصل بجانب طبي محض، وماذا قال الرسول بعد ذلك؟، نهى الصحابة عن أن ينهروه، وقال لهم مقولة استوقفتني وأجد أننا في عوز إلى دراسة هذه المقولة، لفصل دراسي، أريقوا على بول أخيكم فكل شخص منا يحرص على مواراة سوءة أخيه، وإخفاء عيوب أخيه، الرسول أكسبهم الأجر، وأيضاً حفظ للرجل كرامته، فقال لهم أريقوا على بول أخيكم هذه المواقف لا أود أن أستفيض، لكنني وددت أن أعرج عليها في مثل هذه المناسبة ونحن نستضيف شخصية وقفت حياتها وجهدها على دراسة آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم، حديثه وسيرته، وأرجو أن نستمتع معه في هذه الليلة بشيء من هذه السيرة العطرة، نحن دأبنا في يومنا وليلتنا على تعطير أفواهنا بالصلاة عليه صلى الله عليه وسلم، وبذكره صلى الله عليه وسلم، فآن لنا في هذه الليلة المباركة أن نوقد المجامر، وأن نبث المباخر لنعيش في ضوء ذكراه صلى الله عليه وسلم، أشكر للضيف الكريم استجابته لدعوة الاثنينية وأشكر لشيخنا الجليل هذا التنبه لمثل هذه الدعوة الكريمة، في مثل هذه المناسبة، وجعلنا الله جميعاً ممن يسير في ركاب رسول الله، وجمعنا وإياكم وإياه في فردوسه الأعلى، إنه على ما يشاء قدير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عريف الحفل: شكراً للأستاذ الدكتور جميل محمود مغربي على هذه الكلمة الضافية، ومرحباً مرة أخرى أيها السيدات والسادة بضيفنا وفارس أمسيتنا هذه الليلة، الأستاذ الدكتور يوسف محمد صديق، الوقت الآن والكلمة لسعادة الأستاذ الدكتور يوسف محمد صديق، وكلنا اشتياق إلى الإنصات إليه في هذه الليلة المباركة فليتفضل.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :741  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 127 من 223
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ عزيز ضياء

[الجزء الخامس - حياتي مع الجوع والحب والحرب: 2005]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج