شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الدكتور عبد الله مناع))
أسعد الله مساءكم بكل خير، في هذا القسم وفي القسم النسائي، الحقيقة مضى من الليل كثيره، ولا نريد أن نعطل على أحد برنامجه وترتيباته، ولكن الحقيقة الدكتور عدنان أثار فيما قاله كثيراً من النقاط التي نختلف معه عليها، أولاً: بيني وبين الدكتور عدنان تشابه في العمر، فهو يكبرني بعام وأنا أصغره بعام، وهذا يعني أنني كنت معاصراً للمرحلة التي عاشها الدكتور عدنان من أولها حتى يومنا هذا، وقد لفت انتباهي فيما قاله وكان في كثير مما قاله جميل وعظيم، لكني ومن هذا الجميل حديثه عن النصوص الأدبية التي كان يشكو منها لأن الطلبة كانوا يتلقون نصوصاً أدبية ليست تلك النصوص الجميلة والرائعة التي يمكن أن تستقر في وجدانهم وفي عقولهم وقلوبهم، ولكنها اختيار أساتذة ومعلمين وليست اختياراً جميلاً أو كما يجب أو كما يصح، وأنا أتفق معك في هذا وأنا كنت أشكو من هذا الأمر بدليل أنني أنا عندما أنهيت دراستي الثانوية، ما أذكر أني حفظت بيتاً من تلك النصوص إلا بيتين، لأنها كانت نصوصاً رديئة، لا تحمل الإنسان لا على حفظها ولا على تذكرها قصيدة:
أضحى التنائي بديلاً عن تدانينا
وناب عن طيب لقيانا تجافينا
هذه واحدة، والأخرى:
ليت الذي بيني وبينك عامر
وبيني وبين العالمين خراب
إذا صح منك الود فالكل هين
وكل الذي فوق التراب تراب
ما عدا ذلك لم يبق في ذاكرتي من تلك النصوص الرديئة حقيقة، والتي كنت أشعر بأن اختيارها كان اختياراً مقصوداً، وليس اختياراً عفوياً، وهذه نقطة أتفق مع الدكتور عدنان فيها، ولكنني أختلف معه عن مراثي شوقي، وقد قال إن مرثية شوقي في أستاذي هي أعظم مراثيه، وهو قول اختلفوا حوله، فماذا نقول عن أمسيته التي يقول فيها:
المشرقان عليك ينتحبان
قاصيهما في مأتم والداني
في مصطفى كامل، هذه نقطة، أما النقطة الأخيرة فهي خاصة بمنحة الدكتور طه حسين، الجائزة التقديرية في الآداب لعام 1959م قبل العقاد وقول الدكتور عدنان بأن أسباب المنح هي مرض الدكتور طه حسين وخوفاً من أن يموت منحت له الجائزة في ذلك الوقت، وأنا أقول بأن هذا الكلام مرفوض كله من أوله إلى آخره، لأنني كنت أحضر ذلك الزمان وأعيش تلك الأيام وكنت أحد السعداء ببدء ما سمي جائزة العلم أو عيد العلم الذي كان عبد الناصر أقامها في عام 59م ومنحت فيها جائزة الدولة التقديرية للآداب للدكتور طه حسين، ومنحت فيها أيضاً للأستاذ محمد عبد الوهاب الجائزة التقديرية في الفنون، وكذلك أم كلثوم، لم يمنح طه حسين لأنه كان على شفير الموت وكسباً للوقت، والذي سبب منحه أن الدكتور طه حسين كان أديباً حقيقياً في حياته، العقاد الذي يبدو أن الأستاذ الدكتور عدنان شديد الإعجاب به وأنا أقاسمه نصف اقتسام هذا الإعجاب، لكنني أختلف معه بأن الدكتور طه حسين كان أديباً ليس باحثاً وناقداً ومفكراً كما هي حال العقاد، وأظن أننا نذكر دعاء الكروان، المعذبون في الأرض، الوعد الحق، أعمال طه حسين الأدبية كانت أوضح، ولعلنا نذكر أيضاً نذكر أن الأستاذ العقاد مات عن رواية واحدة هي "سارة" وكثيرون لا يعطونها الحق والقيمة التي احتفل بها كاتبها، وأنا أعتقد أن منحها للدكتور طه حسين كان عن جدارة، وليس لأنه كان على شفير الموت، وحتى أن يحصل على الجائزة قبل أن يموت، بدليل أن الأستاذ الدكتور طه حسين مات في 16 أكتوبر 1973م بعد موت الأستاذ العقاد بعشر سنوات، شكراً وتحيتي للأستاذ الدكتور عدنان وإعجابي بكل ما قاله والتمنيات للجميع.
الشيخ عبد المقصود خوجه: أنا أجد من حق ضيفنا الكريم أن أعطيه التعقيب وبشرط ننهي الحوار حول هذا الموضوع، فليتفضل.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :433  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 121 من 223
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج