((كلمة سعادة الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه))
|
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، خير من تعلم وأعلم بالله عز وجل، وعلى آله وصحبه أجمعين. |
الأستاذات الفضليات |
الأساتذة الكرام |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: |
يسعدني أن أرحب باسمكم جميعاً بضيفنا الكريم الأستاذ الدكتور عدنان محمد زرزور، الأستاذ بقسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية بكلية الآداب بجامعة البحرين.. والذي قدم خصيصاً من المنامة تلبية لدعوة اثنينيتكم التي يسرها الاحتفاء به وبمشروعه الفكري الذي ينهض به من خلال مؤلفاته العديدة. |
نحتفي به الليلة ونقدر له احتضان فلذات أكبادنا، وإسهامه في تشكيل فكرهم وتعزيز مسيراتهم العلمية متسلحين بالعلم والوسطية التي تنأى بهم عن مراتع التطرف الوخيمة.. فالزاد العلمي والمعرفي لم يعد مؤطراً للأداء التربوي الذي يأخذ على عاتقه مهمة التفكير لخروج أجيال تعي متطلبات المرحلة وتتقد في ذهنها الأخطار الجسيمة التي تحيط بالأمة، إذ ليس بالضرورة أن يأتي الخطر من الخارج قافزاً بنية الغزو والاحتلال.. إن محاولة غرس العدو نبتة البغضاء بين أبناء الأمة يصل دون عناء إلى حالة التفتت والتآكل الداخلي الذي يمهد له طريق تحقيق طموحاته.. فللتربوي دور لا يقل أهمية عن الدروع الأمنية التي تقي مصارع الفتن والتفلت من براثن التطرف والعنف، أو التغريب والانقياد الأعمى لطروحات الآخر. |
إن مؤلفات ضيفنا الكريم تعتبر من الموارد العذبة التي تنقسم إلى ثلاثة أقسام رئيسة: أولها يدور حول الشأن الأكاديمي الذي يوفر للطالب والمتخصص مراجع لا غنى عنها للبحث الجاد، كما توفر الوقت والجهد من ناحية شموليتها ودقتها واعتمادها على عدد كبير من المراجع، وفي ذات الوقت لا تخل بالمنهج العلمي المتعارف عليه في الأوساط الأكاديمية لأن اختصار أمهات الكتب عند ضيفنا الكريم يعني ضمناً التركيز على الأصل العلمي، ونصاعة اللغة والبيان، وشرف القصد والنية، وبموجب هذه المكونات استطاع أن يخدم طلاب العلم وكرس مواهبه العديدة خاصة في علم الآلة، وهي تبحره في اللغة العربية، وحس البلاغة الذي مكنه من تشذيب كثير من المصنفات الكبيرة ليعود بها زاهية سهلة التناول بالنسبة للقارئ العادي أو الدارس المختص. |
المحور الثاني في مؤلفات ضيفنا الكريم يعنى بالجانب العقلي مؤازراً ومكملاً للنص "النقلي".. فهو بحكم خبرته ودراساته المتعمقة لا يقف متهيباً إعمال فكره وعقله في كثير من المسائل الخلافية.. ولا يألو مجتهداً بما يفتح الله عليه من علم وبصيرة نافذة، مع غيره من العلماء الأفاضل، في اجتلاء بعض المعاني واللطائف في علوم التفسير والحديث النبوي الشريف. |
وبطبيعة الحال فإن إعمال العقل في المسائل المذكورة لا يخلو من مادح وقادح، فالاختلاف من سمة العلماء في كل زمان ومكان.. غير أن الأهداف السامية، وابتغاء وجه الله عز وجل في خدمة كتابه العزيز وسنة نبيه تمنح ضيفنا الكريم هالة الضياء والعرفان التي يتمتع بها بين محبيه، ولا أزكيه على الله. |
أما المحور الثالث الذي نال حظاً من اهتمامات ضيفنا الكريم فينصب في تحليل الفكر المعاصر والثقافة الإسلامية بصفة عامة، وما يواكب ذلك من دراسة أنماط مختلفة من الفكر كالعلمانية وغيرها.. كما كرس جانباً من جهوده تجاه الإعجاز في القرآن والسنة، وأفرد بعض مؤلفاته لأعلام كبار كان لهم إسهام مقدر في النهضة الفكرية والثقافية. |
إن شمولية ضيفنا الكريم، واتجاهاته المتعددة، ومساهماته المشكورة في خدمة الثقافة الإسلامية تشكل عملاً موسوعياً يستحق الثناء والتقدير.. فقد كان لسعة أفقه ونظرته الفقهية التي ترى أن المذاهب الثمانية التي نص عليها مؤتمر القمة الإسلامية الاستثنائية الذي عقد بمكة المكرمة بتاريخ 6/11/1426هـ الموافق 7/12/2005م، وهي المذاهب الأربعة لأهل السنة والجماعة (الحنفي، والمالكي، والشافعي، والحنبلي) والمذهبان الشيعيان: (الجعفري، والزيدي) والمذهب الأباضي، والمذهب الظاهري.. وإن كل من يتبع هذه المذاهب فهو مسلم ولا يجوز تكفيره، ويحرم دمه وعرضه وماله، مما يحفظ النسيج المتكامل للأمة الإسلامية. |
إن مسؤولية علمائنا الأفاضل كبيرة بحجم التحديات التي تواجهنا كل يوم.. وهم قادرون إن شاء الله على تجاوزها، وكل الذي نتطلع إليه أن يتم تفعيل ما لديهم من قرارات ودراسات وتوصيات، وصولاً إلى بر الأمان، وتحقيق أمنيات وتطلعات الشعوب التي ملَّت التناوش من مكان قريب أو بعيد.. واستهلكت طاقاتها ومقدراتها ومكتسباتها دون جدوى. |
أتمنى لكم أوقاتاً ماتعةً مع ضيفنا الكبير في هذه الأمسية، وعلى أمل أن نلتقي الأسبوع القادم بمشيئة الله لتكريم الدكتور الكابتن طيار حسن محمد عقيل، الأستاذ المتعاون بقسم الدراسات الإسلامية بجامعة الملك عبد العزيز، والطيار المحترف بالخطوط الجوية العربية السعودية، والذي له أكثر من أربعين عنواناً في مختلف المواضيع التي تهم المسلمين في حياتهم وشؤونهم، بالإضافة إلى كثير من الأشرطة السمعية والإسهامات في البرامج التلفزيونية.. فأهلاً وسهلاً به لنحلق معه في عالم الكلمة. والسلام عليكم ورحمة الله،،،، |
عريف الحفل: أيها الإخوة والأخوات بعد أن استمعنا كلمة سعادة الأستاذ عبد المقصود محمد سعيد خوجه مؤسس هذه الاثنينية، شاكرين له هذه الكلمة الضافية، والآن نستمع جميعاً أيها الإخوة والأخوات إلى الأستاذ الدكتور عدنان محمد زرزور، الضيف المحتفى به هذه الليلة الذي يحدثنا عن تجربته العلمية، ومحطات علمية، ومحطات أخرى في حياته، فليتفضل مشكوراً. |
|