(( كلمة المحتفي عبد المقصود خوجه ))
|
- وبعد أن قرأ الطالب ماجد الصغير ما تيسر من آي الذكر الحكيم، ألقى المحتفي الأستاذ عبد المقصود خوجه كلمةً مرحباً بها بضيفه بالحضور، فقال: |
- بسم الله الرحمن الرحيم. |
- الحمدُ لِلَّهِ الَّذي عَلَّمَ بالقلم علَّم الإنسانَ ما لم يعلم، هدانا بنورِ اقرأ و نون والقلمِ وما يسطرون .. والصلاةُ والسلامُ على سيدِنا محمدٍ النبيِّ الأمُيّ، خير من عُلِّمَ وعَلَّمْ، وعلى آلِه وصحبهِ أجمعيْن. |
- أيها الأساتذة الأفاضل.. إخواني الأكارم.. أبنائي الطلبة: |
- السلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه. |
- يُسعدني أن أرحبَ باسمِكم أجملَ ترحيبٍ، في هذه الأمسيةِ المتفردةِ، بمشاعلِ العلمِ والنورِ والبيانْ، وعلى رأسِهم سعادةُ الدكتور عبدُ اللهِ الزيد مديرُ عام التعليم بالمنطقةِ الغربية، وسعادةُ الأستاذ سليمان بن عواض الزايدي مديرُ التعليم بمنطقةِ مكةَ المكرمة، ومنسوبو إدارتَيْ التعليمِ بالمنطقةِ الغربيةِ ومنطقةِ مكةَ المكرمة، والأساتذةُ الأفاضلُ بمدارسِ دارِ الفكر، وغيرِها من مدارسِ مكة المكرمة وجِدة وغيرِها..، وأبنائي الطلاب الَّذين شرفوا هذا الحفلَ للاحتفاءِ بالابنِ الطالبِ عصام أمان الله مرزا. |
- وعندما ذكرتُ بأن هذه الأمسيةَ متفردةٌ قصدتُ أن أُشيرَ إلى أنَّ (الاثنينيةَ) قد دأبتْ - منذُ بدايةِ انطلاقِها في عام 1403هـ - على تكريم الرعيلِ الأولِ من الروّاد الَّذين أثروا حياتنا الأدبية والفكرية، سواء من داخل المملكة أو خارجها، باعبتارِ أنَّ الكلمةَ ليس لها وطنٌ، ولا تعترفُ بالحدودِ الجُغرافية، كما أنَّ التكريمَ تمَّ أثناءَ حياتِهم، فكان خيرَ ما نعبِّرُ لهم به عن امتنانِنَا وشكرِنا وتقديرِنا للدورِ الكبيرِ الَّذي قاموا به من أجلِ أُمَّتِهم ووطنِهِم.. ثم تواصل عطاء (الاثنينيةِ)، وحادت استجابةً لظروفٍ موضوعيةٍ عن إطارِها الأساسيِّ.. فكرَّمْنَا من خلالِهَا بعضَ الأساتذةِ الَّذين ليست لهم علاقةٌ مباشرةٌ معَ الأدبِ والشعرْ، ولكنهم صاغُوا إبداعاتِهِمْ بطرقٍ مختلفةٍ فنالوا تكريمَ العالَم من حولِنَا، وجديرٌ بنا أن نكرِّمَهُمْ في هذا الوطنِ الشكورِ لرجالِهِ. |
- فسعدنا بتكريمِ فضيلةِ العلاَّمةِ الداعيةِ الإسلاميِّ المعروفِ الشيخ أحمد ديدات؛ والمهندسِ الأستاذ زياد أحمد زيدان، الَّذي فاز على أكثرِ من عشرينَ متنافساً، من مُخْتَلِفِ دولِ العالم بتصميمِ معهدِ العالَمِ العربيِّ في باريسْ وتَمَّ تكريمُهُ هناكْ.. فكان لنا نصيبٌ في النهوضِ بالواجبِ الَّذي تمليه المواطنةُ نحوَهُ؛ كما كرَّمْنَا الدكتورَ ناصرَ السلوم، وكيلَ وزارةِ المواصلاتِ للطرقْ، والَّذي فاز بجائزةِ رَجُلِ العامْ للطرقِ عن سنة 1990م.. تم تكريمُهُ على نطاقٍ عالميٍّ، فكان لنا أيضاً نصيبٌ في التعبير عن تقدِيرِنا له..؛ كما كرمنا العميدَ الفنان طارق عبدالحكيم، والَّذي اخْتِيرَ رئيساً لمجمع الموسيقى بالقاهرة لدورتين متتاليتين؛ وغيرَهم من الأساتذة الَّذين تركوا علاماتٍ فارقةً في مسيرةِ حياتِنَا في مُخْتلِفِ المجالاتْ.. ذلك لأن (الاثنينيةَ) تمثّلُ كلمةَ شكرٍ نقولُها بكلِّ صدقٍ لهؤلاءِ الأساتذةِ، الَّذين أضاؤوا قناديلَ أيامِنا بإبداعاتِهِمْ وعلمِهِمْ وفضلِهِمْ. |
- وقد ولجتْ (الاثنينيةُ) مدخلاً آخَرَ أحسَبُهُ برصدِ المسيرةِ الصحفيةِ أمراً حَسَناً قُمنا بِه بدءاً بِجريدةِ البلادِ، باعتبارِها أقدَمَ الصحفِ السعوديةِ، وإنْ شاءَ الله مِن بعدِها بقيةُ العقدِ الثمين..؛ وهناك محاولةٌ لرصْدِ مسيرةِ الجامعاتِ أيضاً، ولكنْ كما تعلمون فإن التنسيقَ في مثلِ هذه الأمورِ يستغرقُ وقتاً طويلاً أكثرَ مما كنا نتصوّرْ، ولكننا نأمَلُ أَنْ نتغلّبَ على هذه العقباتِ في المستقبلِ القريبِ بإذنِ الله. |
- وعندما تحتفي (الاثنينيةُ) هذه الأمسيةَ بالشابِ عصام مرزا، فهي تسيرُ مع رافدٍ قد ارتأته منذُ وقتِ ليس بالقصيرْ، فبديهيٌ أنّ الابنَ عِصَاماً ليس من الرعيلِ الأولِ، ولم يقمْ بعملٍ نالَ عليهِ التقديرَ في محفلٍ دَوْلي، ولكنه يمثِّلُ نجماً بدأَ يبزغُ في سمائِنا وبين طلائِعِنا الواعدةِ ويشعُّ نورُهُ بهدوءٍ وثباتْ، ولذلك رأيتُ أنْ تُتاحَ له الفرصةُ للظهورِ، الَّذي يستحقُهُ من على هذه المنصةِ، التي اعتلاها قبلَهُ عباقرةُ الرجالِ وأفذاذُ العلماءِ والمفكرينْ.. تكريماً له، ودافعاً بإذن اللهِ ليأخُذَ طريقَهُ نحو تحقيقِ الهدفِ الَّذي نتوخاه منه، بإبداعٍ - إن شاء الله - أكبر، وعطاءٍ ثَرٍّ يخدُمُ به وطنَهُ وأمَّتهُ. |
- إنَّ (الاثنينيةَ) التي احتفتْ بأستاذِنا الكبيرِ الشاعر محمد مهدي الجواهري قبلَ أسبوعينِ، يسعدُهَا أن تفسحَ المجالَ اليوم لشابٍ غضِّ الإهاب، فالكبارُ قد أعطوْا الكثيرَ الَّذي استحقوا عليهِ الشكرَ العُرفانْ.. وهذا لا يتناقَضُ إطلاقاً مع النهجِ الَّذي اختَطَّتُه (الاثنينيةُ) لتكريمِ الإبداعِ أينما كانْ؛ فضيفُنَا هذه الليلةَ ما زال في ميعةِ الصِّبَا شرخِ الشبابْ، وأمامَهُ دربٌ طويلُ في دنيا الكلمةِ عالَمِ الشعرِ، وقد استطاعَ - بحمدِ اللهِ - أن ينمِّيَ موهبتَهُ في وقتٍ مبكرٍ، ويضعَهَا في مكانِهَا الصحيح نحوَ الانطلاقْ..؛ ودورُ المجتمعِ - في هذه الحالةِ - هو تهيئةُ المناخِ الصحيِّ الملائِمِ للتوجُّهِ نحو آفاقٍ أرحَبْ، ولا يخفى عليكم أن ذلك لن يتأَتّى إلاَّ بتضافُرِ الجهدِ، أو الجهودِ، وتوفيرِ الإمكانَات والمتطلباتِ التي تحفِزُ المبدعَ لمزيدٍ من العطاء. |
- ولعل أُولى ساحاتِ البذلِ في سبيلِ إظهارِ النوابغِ، هي إبداءُ العنايَةِ بِهم وتقديمُ الدعمِ والتوجيهِ للخطِّ الَّذي اختاروه، ويناسب إمكاناتِهِمْ وتوجُّهَاتِهِم العلميّة والأدبيةَ والفكريةَ؛ والعملُ على نشر إنتاجِهِمْ لغرسِ الشعورِ بالمشاركةِ في وجدانِهِم منذ وقتٍ مبكِّرٍ؛ وقد يكون هذا واحداً من أبرزِ العناصرِ التي تساعدُ على نُضْجِ تجارِبِهمْ والاستفادةِ منها عملياً في حياةِ كلِّ مجتمعْ. |
- ويطيب لي بهذه المناسبةِ أن يتبنى (كتابُ الاثنينيةِ) طباعَةَ ديوانِهِ الأولِ الَّذي يُعتبرُ باكورةَ إنتاجِهِ الشِعريْ.. وفي انتظارِ تكملةِ القصائِدِ الموجودةِ بما لديه وما يستجدُّ، ليظهَرَ الديوانُ بصورةٍ مشرِّفةٍ تليقُ بهذا الشعرِ الجميلِ، الَّذي ستستمعون إليه بعد قليل. |
- كما أن لصحافتِنَا ممثلةً في رجالاتِهَا الدورَ الكبيرَ والأثرَ المحمودَ، لتحفيزِ المبدعينَ والنابغيَن والموهوبيَن في مُخْتَلِفِ مجالاتِ العطاءِ، ليزدادوا حرصاً على مواصلةِ المسيرةِ وتقديمِ كلِّ ما لديهم، نظراً لزيادةِ شعورهِم بالانتماءِ إلى هذا الكيانِ الكبيرِ، وخوضِهمْ معتَرَكَ الحياةِ مع أهلهِمْ وذويهِمْ ومواطنيهِمْ، ومشاركتهِم الفاعِلَةِ في عجلةِ الحياةِ الكبيرةِ من حولهِمْ..، دون أن يؤثرَ ذلك على تحصيلِهِم العلميْ، وتمكينِهِم - في ذاتِ الوقتِ - من صيانةِ مواهبهِم وأوقاتِهم من العبثِ والضياعِ، والابتعادِ عن رفاقِ السوءِ ومباذِلِ التهلُكَة. |
- وللنقادِ - أيضاً - دورهُمُ الكبيرُ في هذا الشأنِ، لأنهم أصحابُ تجاربَ وخبرةٍ، ويمتلكون الأدوات اللازمة للتعمق في العمل الأدبي - والنص الشعري - بالتحديد في حالة ضيفنا المحتفى به؛ فهو في حاجة ماسة إلى خبراتهم الواسعة، بتشريح النص وتفكيكه وإبراز محاسنه ومناطق الضعف فيه، ليتم تلافيها في المستقبل..، وبدون ذلك لن يتم التقدم المنشود في الوقت المناسب، لأن الناقد يوفر على المبدع الكثير من الوقت والجهد، ويضع أمامه عالماً من الرؤى المختلفة باختلاف ألوان الطيف، وعلى المبدع أن يتأملها ويختار منها ما يراه مناسباً لتوجهه وفكره ونظرته للأشياء.. |
- وعموماً فإن الدعوة موصولة للأساتذة الصحفيين والنقاد لإلقاء الضوء على شعر الابن عصام مرزا، فهم أقدر من غيرهم على تمهيد الطريق له لمزيد من الإبداع، ولا شك أنهم يقدرون تماماً المهام الملقاة على عاتقهم، وإنها لفرصة طيبة أن يجدوا بين أيديهم هذا القدر المعقول من شعر طالبٍ ما زال في بداية المرحلة الثانوية، وأتمنى عليهم أن نسمع منهم ما يضيف إلى حصيلته ومعرفتنا، وبالتالي تمكينه من تفادي المزالق والاستمرار قدماً إلى الأمام.. وللغد المشرق بإذن الله. |
- وأزجي شكري الجزيل لسعادة أخي الكريم الدكتور عبد الله الزيد مدير إدارة التعليم بالمنطقة الغربية، على رعايته الكريمة لهذا الحفل، وعلى ما تفضل به مع رجاله من جهد مشكور لتدعيم هذه الأمسية ورعايتها؛ ولا تفوتني الفرصة - أيضاً - بأن أقدم الشكر - موصولاً - لسعادة أخي الأستاذ عواض الزايدي مدير التعليم بمنطقة مكة المكرمة ورجالاته الأكارم؛ أما أخي الأستاذ هشام أحمد زينل، ومجلس الأمناء، ومجلس الإدارة في مدارس دار الفكر..، فباعتباري أحد أعضاء مجلس أمناء هذه المدارس، لا أستطيع أن أقدم إليهم الشكر بكلماتٍ تليق بهم، لأني أكون بهذا قد أسبغت على نفسي أكثر مما أستحق. |
- ولكن كلمة يجب قولها في موقف كهذا، فبيت زينل - كما تعلمون - لهم أيادٍ بيضاء على التعليم في منطقة الحجاز، لا يستطيع أحدُ أن ينكرها إطلاقاً، وفي الخليج وفي الهند كما يذكرني الأخ عبد الله الزيد، عن طريق مدارس الفلاح المعروفة، والتي لا تزال تؤدي دورها؛ وإن ما قام به الأخ هشام أحمد زينل وهو البادئ بتبني هذه الفكرة، وهو الَّذي - بصراحة - لولا إعانة الله - سبحانه وتعالى - والإمكانيات المادية التي وفرها، لما قامت مدارس دار الفكر، فهي مدينة له بالشيء الكثير؛ فهذا - أيضاً - رافد من روافد بيت زينل، سيظل يذكره التاريخ والكلمة الحق يجب أن تقال، بعيدة إن شاء الله عن أي غرض أو أي مقصد. |
- أيها الأحبة: |
- ستكون أمسيتنا هذه مسك الختام لموسمنا هذا، وعلى أمل أن نلتقي بكم مجدداً، أنتم بخير بمشيئة الله، لمواصلة المشوار مع رجالات الفكر والعلم والأدب، نحتفي بهم وننهل من معينهم السلسبيل وبالله التوفيق. |
- وقبل أن أنهي كلمتي هذه الليلة، تحمل بين طيات الساعتين القادمتين كلمات لم تصل الاثنينية إلى العدد الَّذي تستمعون إليه، فلهذا أرجو منكم الصبر علينا، لنستطيع أن نقدم الواجب كاملاً من ناحية، كما أرجو - من ناحية أخرى - على المتكلمين المتحدثين أن يقتصروا كلماتهم قدر الإمكان، حتى تتاح الفرصة للجميع، لأنني أمام ما لا يقل عن خمس عشرة فقرة أو ست عشرة فقرة، أكرر أن هذا العدد لن يحدث قط في الاثنينية، منذ ثلاثة عشر عاماً حتى اليوم، ولها الفضل فبدأنا بالتعليم ونستمر بالتعليم، وعلى العلم معنا - إن شاء الله - من المهد إلى اللحد. |
- والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. |
|
|