| أبا سعيد إليك القلبُ ملتفتٌ |
| والشوق ملءَ ضلوع الوجه يستعِرُ |
| تسعى إليك وجوه الناس عاشقةً |
| ففي نديّك يحلو عندها السمر |
| في ندوة الفكر أرباب النُّهى اغترفتْ |
| من بحرها وتساقى كأسها بشر |
| ما بين شعرٍ وآدابٍ وفيضِ ندى |
| وحكمةٍ ومعانٍ كُلها غُررُ |
| في سُنّةٍ لك في الآداب مشرقة |
| روادها صفوةٌ لكنهم كُثر |
| أبا سعيد بكل الحب قد وفدوا |
| لندوة في سماها أشرقت دُرر |
| هذا المساء وللأحباب موعدهم |
| لرائدٍ بعيون الفكر يفتخرُ |
| إليك أنت أبا عبد العزيز وفي |
| لقائك احتفل الأحباب فابتدروا |
| هذا النَدِيُّ وعين الحب مُبصِرةٌ |
| وطيبُ ذكرك قد سارت به خَبَرُ |
| ألست في سمعنا ذكراً يضوع شذىً |
| ورائداً من كروم الفكر يعتصر |
| ونبتة حلوةً بالحب مورقة |
| وعاشقاً وطناً لم ينسه السفر |
| أبا سعيد لئن كرمته فله |
| قلب بحب ثرى الأوطان يأتمر |
| في لندن كان ظلاً وارفاً فنناً |
| للدارسين يشد الأزر إن فتروا |
| يلقونه والداً يرعى شؤونهمو |
| وإن أتُوه أخاً سمحاً متى حضرو |
| فجاء ملء عيون الحب عندهمو |
| وصار أطيب ذكرى كلما اذّكروا |
| وكان بلسم أمال لهم ويداً |
| تمتدُ إنْ ضامهم أمر وإن عثروا |
| وعاد في ثوب عزٍّ يجتلي وطناً |
| يفجر العشق نهراً ما به كدر |
| في صفوة من ذوي رأي وتبصرة |
| شورى بكل أماني أهلهم خُبُرُ |
| أبا سعيد وفي تكريمه عبق |
| وأنت عنوان أهل الفضل ما ذُكروا |
| إليك قافية بالحب ما عمرت |
| موالها الحمد والذكرى لها وتر |
| إليك من شاكر كرمتَه ومضى |
| يضم ذكراك أبهى ما ازدهت صورُ |