((الحوار مع المحتفى به))
|
عريف الحفل: شكراً لسعادة الشيخ صالح عبد الله كامل، والآن أيها الأخوة والأخوات جاء دور الأسئلة وطرح بعض الاستفسارات على ضيفنا المحتفى به الشيخ صالح عبد الله كامل، ولكن دعونا ننتقل الآن إلى قسم السيدات ولنبدأ بطرح الأسئلة والمداخلات هناك. |
الأستاذة نازك الإمام: بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين، أصحاب السعادة أصحاب المعالي، السيدات والسادة، الضيوف الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، سيرته الذاتية والمهنية تغني عن التعريف به، إنه الشيخ صالح عبد الله كامل الذي لا ينافسه في مجاله الإعلامي والفضائي أحد حتى الآن، كونه من أكبر المستثمرين في الفضائيات العربية، عرفه المشاهد السعودي والعربي من خلال تأسيسه لراديو وتلفزيون العرب إي.آر.تي والتي بلغ عدد مشاهديها أكثر من رأسمالها وذلك لما تتمتع به هذه القنوات من برامج شيقة ومواضيع والتي كان للأسرة والطفل والمجتمع المحلي والعربي مكانة، بجانب خوض مجموعة دلة البركة التي يملكها الشيخ صالح كامل بدعم كثير من البرامج والإنجازات الاجتماعية التي خدمت الأسرة السعودية ومن أبرزها تقديم منح دلة التعليمية للطلبة المتميزين لأكثر من أربعين طالب وطالبة، وحقيبة دلة المدرسية التي غطت أرجاء المملكة، وصندوق صالح كامل لدعم رواد الأعمال، وسلسلة المكتبات في مراكز الأحياء بجدة، وإنشاء أكاديمية دلة البركة للعمل التطوعي التي عملت على تأهيل وإعداد الشباب والشابات ليكونوا فاعلين ومسؤولين اتجاه مجتمعهم فمرحباً بسعادة الشيخ صالح عبد الله كامل ضيفاً في محطة اثنينية الشيخ عبد المقصود خوجه. |
ولتسمحوا لنا بداية في طرح الأسئلة، وحقيقة كان عندنا العديد منها وقد أجاب الشيخ صالح كامل عن معظمها، وهناك سؤال من الإعلاميتين سلوى شاكر ومنى مراد، من جريدة البلاد ومجلة إقرأ. |
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الأخت منى تقول: |
شاركت شبكة راديو وتلفزيون العرب إي.آر.تي في ملتقى سوق العمل السعودي والذي يقام حالياً في مركز المنتديات والمؤتمرات التابع للغرفة التجارية الصناعية والذي يهدف لإتاحة الفرصة للمواطنين السعوديين للإلتحاق بمؤسسات القطاع الخاص للتوظيف، كيف ستدعم قنوات الإي.آر.تي في توظيف الشباب والشابات السعوديين مثلما دعمت توظيفهم قنوات إم بي سي السعودية؟ |
وسؤال الأستاذة سلوى شاكر من إذاعة الرياض: |
كيف يُستفاد من الإعلاميات السعوديات ذوات الخبرة الطويلة في قنوات إيه آر تي في طرح القضايا التي تخص المجتمع السعودي؟ وشكراً لكم.
|
الشيخ صالح كامل: بالنسبة لموضوع الاستفادة من الإعلاميات السعوديات، بالنسبة لعمل المرأة والرجل فدلة البركة وأنا شخصياً لا أرى أن هناك فرقاً بين عمل المرأة والرجل وأتحنا العمل للمرأة في مجموعة دلة البركة، منذ أكثر من عشرين عاماً وأكثر، فمن حق المرأة المتعلمة أن نتيح لها العمل ولا أؤيد فكرة أن المرأة لها البيت، لا فالمرأة في أيام الرسول صلى الله عليه وسلم، شاركت في الحروب وكانت أول تاجرة عرفناها هي أمنا خديجة رضي الله عنها وعمل النبي صلى الله عليه وسلم أولاً في مالها كمضارب ثم كشريك، لا يوجد ما يمنع عمل المرأة في أي مجال لا يمس شرفها ولا ينقص من دينها والمجال مفتوح في إيه.آر.تي أو في القنوات التابعة لها والمجال لعمل المرأة السعودية كما هو مفتوح للرجل السعودي، أما أن نقول أن ظهور السعوديات في التلفزيون حرام وظهور غيرهن ليس بحرام، فهذه عنصرية في الدين لا أقرها. |
عريف الحفل: سؤال من الشيخ محمد علي الصابوني يقول: |
هل كنتم من السباقين لإنشاء البنوك الإسلامية أم سبقكم إليها أناس فضلاء فتأسيتم واقتديتم بهم؟ وشكراً.
|
الشيخ صالح كامل: والله سواء تبعت أو بدأت، فإن شاء الله، الله يكتب الثواب للجميع، لكن لا شك أن الأمير محمد الفيصل كان الرائد الأول للبنوك الإسلامية وساهمت معهم في التجربة من بدايتها في بنك فيصل المصري وبنك فيصل السوداني، ثم استقللت ببنوك البركة، وهناك رجل ثالث بدأ معنا المسيرة، هو الشيخ سعيد لوتاه الذي بدأ بنك دبي الإسلامي، فنحن ثلاثة رجال أعمال الذين بدأت مسيرة البنوك الإسلامية بهم، وأكاديميين اثنين رحمهم الله الدكتور سامي حمود والدكتور أحمد النجار. |
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الكاتبة غريد الشيخ تقول: |
ألا يستحق الطفل العربي أن تخصص له قناة تلفزيونية تخصص له البرامج حسب أعمار الطفل المختلفة ويساهم فيها متخصصون بعلم نفس الطفل وأدب الأطفال؟، شكراً لكم.
|
الشيخ صالح كامل: طبعاً الطفل العربي يستحق كل شيء ونحن أول ما بدأنا كانت لنا قناة أطفال في إي.آر.تي ولكن أقفلناها مؤخراً لأسباب ليست مادية محضة، وإنما لأسباب أنانية، يعني تجدين في البيت جهاز ديكودور واحد فقط، أحياناً الزوج يكون أناني ويستأثر به فقط للقنوات الرياضية، ويترك زوجته وأطفاله بدون أن يشاهدوا التلفاز، ووجدنا أن الطفل ضائع في البيت العربي فعلاً لا يوجد أحد يحاول أن يشترك لولده اشتراكاً مخصوصاً مع أنها كانت القناة الوحيدة التي كنا نبيعها منفصلة وبعشر ريال في الشهر، فعندما تستأجر أفلام الكارتون تكون أغلى في السوق، فلم نجد تجاوباً من العائلات وقد صرفنا عليها لسنوات عديدة فاضطررنا إلى أن نغلقها السنة الماضية. |
عريف الحفل: سؤال من خالد المحاميد من جريدة الوطن يقول: |
سعادة الشيخ صالح كامل، كيف ترى مستقبل الاقتصاد العالمي في ظل الأزمة الحالية؟. |
الشيخ صالح كامل: الأزمة الحالية لا يعلم مداها إلا الله سبحانه وتعالى، الذي سيقول لك أنها ستنتهي بعد ستة أشهر أو ستصل للقاع أو بعد سنة، هذه كلها تكهنات، إلى الآن لا نعلم الحقيقة، كل يوم يفاجئوننا بنك كذا أفلس بكذا مليار وبنك كذا أفلس بكذا مليار، طيب أين كنتم؟ يعني هذه الأزمة كلها أشعلت النار، لم تكن هناك شرارة؟ ولم تكن هناك رائحة منبعثة؟ فكانت النتيجة أن كان المحاسبين القانونيين دون المستوى، ووكالات التصريف دون المستوى، والبنك الدولي تعبان، في الحقيقة مصيبة أكبر من الخيال، أين كان كل هؤلاء؟ الله أعلم. |
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الأستاذة نادية العباسي رئيسة تحرير مجلة "اللقاء" تقول: |
هل تؤثر الأزمة الاقتصادية العالمية على الاقتصاد العربي عامة والسعودي خاصة؟ وشكراً.
|
الشيخ صالح كامل: العالم قرية واحدة لا تصدقي أحداً يقول أننا لن نتأثر بالأزمة الاقتصادية العالمية، فهذا كلام غير صحيح، فالأزمة الاقتصادية إذا عمت فستعم كل العالم ولكن تأثيرها يختلف من بلد إلى بلد، ومن مجتمع إلى مجتمع، نحن الله سبحانه وتعالى رزقنا بفوائض مالية كبيرة عندما ارتفع سعر البترول، فعندنا شوية فلوس تمشينا ولن نتأثر مثل البقية، لكن الذي يقول أننا لن نتأثر فهذا كلام غير صحيح، فالبطالة بدأت عندنا وبدأ تسريح موظفين وفي قطاعات كانت مغرية جداً، وبدأ تسريح موظفين من البنوك ومن شركات الإستثمار والذين كانوا يحسدون على رواتبهم العالية، الآن بدأت العملية، فما أحد سينجو من الأزمة أبداً ولكن التأثير يختلف من بلد إلى بلد. |
عريف الحفل: سؤال من مشعل الحارثي من مجلة اليمامة، يقول: |
بحكم أنكم عضواً بمجلس أمناء مؤسسة دار الفكر العربي، ترى كيف استطاعت هذه المؤسسة تكريس مسؤولية الفكر والمال لتحقيق أهدافها في خدمة الحضارة وتنمية الوطن العربي في مختلف مجالاته؟. |
الشيخ صالح كامل: حقيقة مؤسسة الفكر العربي مبادرة حضارية أطلقها الأمير خالد الفيصل وتعاون معه بعض رجال الفكر والمال أمثال الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه وهو عضو في المؤسسة وأنا أيضاً عضو في المؤسسة وغيرنا، ولكن لا أحبذ أن نقول الفكر والمال ونفصل بينهما لأن الذي يملك المال لو لم يكن صاحب فكر لما جنى المال، فقصر الفكر على الأدب والكتابة فهذا مفهوم غير صحيح فالاقتصاد فكر والطب فكر فكل شخص ناجح لو لم يكن صاحب فكر لما نجح، فهي تزاوج بين مجموعة كبيرة من الأدباء وبين مجموعة كبيرة من المفكرين أصحاب رؤوس الأموال حتى نستطيع أن نقوم بنهضة حضارية لأمتنا، ومن المبادرات التي أطلقتها مؤسسة الفكر العربي وكان صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل صاحب المبادرة فيها موضوع الثقة بالنفس والأمل وعدم الإحباط، نحن أحياناً وصلنا إلى درجة من الإحباط بحيث أننا نجلد الذات دائماً وفقدنا الأمل في أي شيء صحيح، السنة الماضية في مؤتمر البحرين أطلق الأمير خالد هذه المبادرة وقد كان لها تأثير عجيب في الشباب الذين حضروا مؤتمر البحرين من مختلف الدول العربية وللمؤسسة مبادرات كثيرة أرجو أن يكتب لها النجاح إن شاء الله وأن تحقق المؤسسة أهداف رئيسها وأمناءها الذين يبذلون الجهد والمال والفكر في هذه المؤسسة. |
سؤال من نازك الإمام تقول: |
حصلت سعادة الشيخ صالح كامل على شهادة تقدير من صاحبة السمو الملكي الأميرة العنود بنت عبد الله بن عبد الرحمن آل سعود بمناسبة تبرع مجموعة دلة البركة بدعم خاص لتزويد مراكز الأحياء النسائية بجدة بمكتبات للأطفال، فهل هذا دليل على اهتمامكم بأهمية القراءة للأطفال في تلك الأحياء؟ شكراً لكم.
|
الشيخ صالح كامل: القراءة مهمة في الأحياء وفي المدارس وفي البيوت ومهمة في كل مكان، ولكن في بعض الأحياء لا بد أن نوفر لغير القادرين هذه الكتب حتى ننمي فيهم عادة القراءة، ولكن للأسف الأجيال الجديدة انشغلت عن الكتاب بأشياء كثيرة ربما قد يكون فيها فائدة وبعضها قد يكون فيه كتب مثل الإنترنت ولكن يظل الكتاب هو خير صديق، أنا شخصياً لا أعرف أن أتعامل مع الإنترنت ولا أستمتع إلا عندما أمسك بالكتاب وأفتحه وأقلب صفحاته وأقرأه. |
عريف الحفل: سؤال من الأستاذ قينان الغامدي يقول: |
لا بد أن نشكر الشيخ صالح كامل على كل الكلام الطيب الذي تفضل به هذه الليلة ولكنه كلام يمكن أن يقوله غيره، الشيخ صالح كامل هو صاحب تجربة غنية في التجارة والمقاولات والإعلام والاقتصاد، ألا يرى أبا عبد الله أن الذين حضروا هذه الليلة كانوا يريدون سماع تجربته في هذه المجالات التي أصبح يشار إليه فيها بالبنان كلها، وهي تجربة لا يستطيع أن يرويها أحد غير الشيخ صالح كامل نفسه؟
|
الشيخ صالح كامل: شكراً الأخ قينان ولكنني ذكرت في بداية حديثي أن الموقف الرئيسي الذي غير حياتي هو موقف التعامل مع الربا وإلا كان هناك فضل لثلاثة الذين ذكرتهم رحمهم الله، أما كيف بنيت نفسي وأنشأت تجارة، فغيري أنشأ تجارة وغيري أنشأ صناعة، ليس هناك شيء أضيع وقتكم فيه، أنا وجدت أن الكلام في الجانب الاقتصادي وفي الأزمة المالية ربما يكون أكثر فائدة لكم، لكن أين ولدت؟ وكيف نجحت؟ وماذا أخذت؟، أعتقد أنها مضيعة لوقتكم فحاولت أن أبعدكم عن حياتي الشخصية التي لا أرى فيها ما يستحق الذكر إلا موضوع الاقتصاد الإسلامي فذكرته. |
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الأستاذة سامية إسماعيل مناع مديرة مكتب اللجنة النسائية لهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية تقول: |
نتمنى أن نتكاتف لإنشاء مراكز تدريب نسائية مهنية مثل السباكة والكهرباء والتجارة لتغطية حاجيات المدارس والجامعات من العمالة النسائية وتحويل الأسر الفقيرة إلى أسر منتجة ومحاولة القضاء على البطالة؟ وشكراً لكم. |
الشيخ صالح كامل: الفكرة جيدة وتنفذ حالياً في الغرفة التجارية بجدة، وقد دعيت لزيارة معهد يدرب السيدات على هذه المهن لأنه حتى لو قامت بها في منزلها واستغنت عن انتظار السباك أو الكهربائي أو لبعضهن من المحتاجات وليس لديهن عمل آخر من المهن المناسبة لهن. |
عريف الحفل: سؤال من الأستاذ والكاتب والصحفي المعروف يحيى باجنيد يقول: |
تعلمون أن الثقافة والتعليم لا توفر بالضرورة خلقاً بدليل أن هذا المجتمع حينما كان بسيطاً كان يطبق مبدأ التكافل كسجية متوارثة وها نحن اليوم نوظف وسائل الإعلام وخطباء المنابر لحث الناس على أداء الزكاة والتكافل، فما هي في رأي معاليكم مصادر هذا التغيير في البنية الأخلاقية والاجتماعية؟
|
الشيخ صالح كامل: جواب هذا السؤال يحتاج لساعات طويلة، فهذا التغيير تكاتفت فيه عوامل كثيرة، أولاً نستورد من الحضارة الغربية الغث ولا نستفيد من حضارتهم الشيء الطيب، ومثل ما ذكرت تجد أن الناس عندهم أكثر صدقاً وأكثر وفاء، لكننا نقلدهم في الأشياء السيئة التي يقومون بها، ثانياً عملية اتساع المدن وزيادة الحضارة دائماً تقود إلى هذا الشيء، وعلى المجتمع أن يتنبه أنه إذا فقد أخلاقياته فقد كل شيء، لا يعوضها لا المال ولا الأبحاث ولا الوصول إلى الفضاء إذا لم تكن هناك قيم، وأنا أنادي أن البيت والروضة والإبتدائي والإعدادي إلى الجامعة، وبعد الجامعة حتى في الغرف التجارية عليها أن تدرس أخلاق المهن حتى نعود إلى أصولنا وجذورنا وعيب أن تكون أخلاقنا بهذا الشكل الذي نحن فيه الآن. |
عريف الحفل: سؤال من عدنان عبد الله عريف من نادي الصم بجدة ويترجمه بلغة الإشارة الأستاذ محمد القحطاني: |
أشكر الشيخ عبد المقصود خوجه على استضافة الشيخ صالح عبد الله كامل ونحن مسرورون بهذا، والقنوات الفضائية في إي.آر.تي مشكورة، لكن لا يوجد برامج لفئة الصم، كان هناك برنامجاً حيث استضافتنا قناة (إقرأ) وعرض عشرين مرة وانبسط الصم في العالم العربي، وعدد الصم في المملكة العربية السعودية 100.000، ونحن الصم الآن لا نجد إلا قناة الجزيرة الإخبارية فقط لا غير ليس لدينا أشياء ثقافية ولا علمية، فهناك أشياء كثيرة تنقصنا، إذاً الاقتراح أن يكون إعادة البرنامج، والبرامج موجودة عندنا، يمكن أن نطرحها على إيه.آر.تي بحيث يراها الصم في المملكة العربية السعودية أو في البلاد العربية وينظرون إلى هذه القنوات، لأننا نحن لا نرى إلا قناة واحدة تعرض لنا الأخبار في فترة معينة وهي الساعة الثامنة مساء للصم في الوطن العربي، طبعاً "اقرأ" الحمد لله أعطتنا شيئاً بسيطاً ويمكن أن نوافيكم ببرنامج كامل؟، وشكراً لسعادتكم وشكراً للشيخ عبد المقصود خوجه.
|
الشيخ صالح كامل: شكراً للأخ عدنان وأعتذر عن، لا أقول عن الإهمال وعدم الاهتمام بهذه الفئة الخاصة، ومن ناحية إدارتنا في "إقرأ" في بعض البرامج ولكن أعدك بالنسبة لـ "إقرأ" أن أقصى شيء ممكن نستطيع عمله في البرامج، ولكن بالنسبة لقنوات الرياضة يمكنكم مشاهدتها فلا تحتاج إلى ترجمة، فالهدف هو الهدف. |
الأستاذة نازك الإمام: سؤالان متشابهان من الشاعرة شهد الوادي ومن الكاتبة سعاد عثمان، تقول شهد الوادي: |
من خلال ممارستكم وخبرتكم الطويلة في العطاء والإنجازات الكبيرة، ما الذي أبكى صالح كامل بالمعاناة، وما الذي أضحكه من الأعماق؟
|
أما سعاد عثمان فتقول: |
رغم كل ما قدمته من أعمال وجهود مبذولة في فعل الخير ومع ذلك هناك، انتقادات أيضاً توجه لسيادتكم الكريمة، ترى هل يؤلمك هذا الجحود أم تقول: (يا جبل ما يهزك ريح)، وعملي لوجه الله تعالى؟ شكراً لكم.
|
الشيخ صالح كامل: حقيقة بالنسبة للسؤال الأخير، فأنا أهتم بالنقد إذا كان نقداً هادفاً، وأستفيد من الكل، لأن الكمال لله وحده وليس هناك إنسان كل تصرفاته كاملة، وفعلاً أحياناً تأتيني انتقادات من الصحف وأحترمها وأعتز بها وأحاول أن أصلح من أخطائي، لكن إذا كان النقد لمجرد الهدم، فهذا كما قلت: يا جبل لا يهزك ريح، فهو لا يعنيني، وكأنهم يتكلمون عن شخص آخر غيري، وبالذات في مصر في عام 1977 إلى الآن وأنا أهاجم في الصحف المصرية، ولا كأنهم يكتبون عني، فأجد أولادي وبناتي "يتنرفزون" بينما أنا لا أكترث بالذي كتب فأعتبره لا يسبني أنا، أما بالنسبة للمواقف التي تضحك وتبكي، فكثير من المواقف تمر على الإنسان تضحكه وتبكيه، فيشعر فيها بحزن شديد، خصوصاً إذا رأيت فيها طفلاً يتيماً، وإذا رأيت أن هذا الطفل محروم وأن مجتمعنا لم ينتبه له، فهذه لحظة قاسية على النفس، وتبكيني فعلاً دون محاولة إظهار أن عندي عطفاً أكثر، الشيء الوحيد الذي يؤثر في أكثر إذا وجدت طفلاً يتيماً محتاجاً وليس عنده من يهتم فيه أكثر، أما ما يضحك، فالحمد لله الحياة جميلة والواحد ينظر إلى الوجود على أن كل شيء فيه جميل، ولكنني أستمتع بالأفلام الكوميدية حتى ولو كانت سطحية وتافهة. |
عريف الحفل: سؤال من سمير خوجه بكه يقول: |
الشيخ صالح انطلاقاً من مبدأ ترحيبك بالنقد الهادف وكل أنواع النقد كما ذكرت قبل قليل، قناة فضائية إسلامية، وبنوك إسلامية، وصاحب نظرية اقتصادية إلى جانب قنوات فضائية تقوم بعرض أفلام دون عرضها على مقص الرقيب، بالله عليك فكيف جمعت بين هذه المتناقضات؟
|
الشيخ صالح كامل: أولاً هي ليست متناقضات، فبنفس الروح التي دخلت بها البنوك الإسلامية دخلت بها الإعلام، أما قولك بدون المرور على مقص الرقيب، فلا أوافقك عليه، لأنه دائماً نحن المحطة الوحيدة التي تفتخر أنه لدينا مقص للرقيب، والآن أقيمت عليّ دعاوى في القاهرة من قبل أكثر من خمسة مخرجين على أنه ليس من حقي أن أقص من الفيلم الذي أنتجوه شيئاً، بينما أنا والقانون من جهتي، يقول أن الرقابة للمنزل غير الرقابة لصالة العرض، فصالة العرض أنت تذهب برجلك، أما في البيت أنت داخل بيتك فلا بد أن أحترم حرمة بيتك، وأفلامنا نحن نقطع منها، والرقيب له دور، وغيرنا يفتخر ويقول لك: بدون المرور على الرقيب، يا فرحتك تخرب بيتي وتري أولادي أشياء لا تجوز، ثم تقول لي بدون المرور على الرقيب، نحن نفتخر أن عندنا رقيباً ومقصاً. |
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الأستاذة بثينة شاكر من الجامعة العربية المفتوحة، تقول: |
ذكرتم في كلمتكم بأنه يوجد قصور إعلامي في التعريف بالغرفة التجارية الإسلامية، أو ماذا تعني بالضبط، أو كيف يمكن تلافي ذلك؟. |
الشيخ صالح كامل: نحن متجهون إلى تنفيذ الخطة التي وضعناها، لكن في الواقع لم نعلم الجمهور عنها، إلا بعض المرات في التلفزيون أو في الجرائد، لكن لم نقم بحملة إعلامية مكثفة لأن أصلاً الغرفة الإسلامية التجارية هي الأخرى ليس عندها أموال، فما عندنا من قليل المال نريد أن ننجز به أعمالاً، وبعد ذلك إذا كبر العمل فإنه سيتبين، مثل ما ذكرته الآن شركة فرص هذه التي أنجزت مشاريع زراعية في السنغال وفي مالي وفي أوغندا وغيرها، فإذا كنت سأصرف الأموال على الإعلانات لكي أبين لهم ما أقوم به، فسأضيع أموالهم، فنحن مركزين على العمل، وبعد ذلك إن شاء الله بعد أن يثمر الحصاد، سنهتم بالإعلام. |
عريف الحفل: سؤال من خالد الأصور باحث في مركز الدراسات والمعلومات بجريدة عكاظ: |
أكد الفاتيكان أكبر مؤسسة مسيحية دينية أنه يجب على البنوك الغربية أن تنظر إلى قواعد المعاملات المالية الإسلامية بتمعن من أجل أن يستعيد الثقة وسط عملائها، ذلك ما نقلته وكالات الأنباء العالمية منذ يومين على خلفية البحث عن الحلول لتجاوز الأزمة المالية العالمية، بوصفكم من أبرز رجال المال والأعمال المسلمين، كيف يمكن استثمار هذه الأجواء الإعلامية والاقتصادية للترويج والتوسع في المعاملات المالية الإسلامية على مستوى العالم؟
|
الشيخ صالح كامل: حقيقة بالإضافة إلى كوني رئيساً للغرفة الإسلامية للتجارة والصناعة، فأنا رئيساً للمجلس العام للبنوك والمؤسسات المالية الإسلامية، ومنذ أن بدأت بعض الأصوات العاقلة في الغرب تنادي بالاستفادة من الاقتصاد الإسلامي وآخرها كما ذكرت الفاتيكان الذي طلب أن يستفاد من القواعد التي تتخذ في البنوك الإسلامية والاقتصاد الإسلامي، والآن عندنا مؤتمر سيعقد في لندن يوم 26 مارس 2009م سيحضره عمدة لندن وحوالي 400 مسؤول بنكي بريطاني وأمريكي، وسنتكلم عن الأسس التي يبنى عليها الاقتصاد والذي نسميه الأخلاقي أو الوسطي، ولا نريد أن نسميه إسلامياً، وليس تهرباً من الإسلام، وإنما لو حصل أن أخطأنا يكون الخطأ منا وليس من الإسلام، وهناك جهود كثيرة ونحاول من خلالها أن نوصل هذه المعلومات التي قرأت لكم منها 19 بنداً، هذه فيها دراسة من حوالي 50 صفحة ونحاول توصيلها لمجموعة العشرين والتي ستعقد اجتماعها في شهر إبريل 2009م، وفيه 3 دول إسلامية لحسن الحظ إندونيسيا وتركيا والمملكة العربية السعودية، وكل هذه الدول الثلاث متبنية لهذه القواعد ليس باسم الإسلام وإنما باسم الاقتصاد الأخلاقي القائم على العدل. |
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الدكتورة أفنان أحمد الريس تقول: |
كونكم رائداً في مجال المصارف الإسلامية والأعمال السياحية والعقارية والمصرفية، كيف يمكن استثمار مليارات سيدات الأعمال السعوديات المجمدات في المصارف الإسلامية السعودية؟
|
وسؤال من المعلمة عطية ناشد تقول: |
بأن لديها مبلغاً من المال وتحب أن تضعه في البنك الإسلامي ولكن زوجها يقول لها بأنه لا توجد هناك بنوك إسلامية، فهي تريد النصيحة وتسأل أين تضع هذه الفلوس وتستفيد منها؟ وشكراً.
|
الشيخ صالح كامل: أولاً بالنسبة للسؤال الأول المتعلق بالذين عندهم مليارات ولا يدرون ماذا سيفعلون بها، فعندنا في خطة الغرفة الإسلامية للتجارة مجالاً لاستثمار عشرات المليارات، وعندنا أحد مشاريع الغرفة بإنشاء بنك استثماري ضخم بـ 100 مليار دولار، والمجال موجود لمن رغب، ويمكن أن نزوده بالمعلومات والترخيص صدر في البحرين، وسوف ينشأ خلال هذه السنة إن شاء الله، أما بالنسبة للسيدة التي يمنعها زوجها من وضع أموالها في بنك إسلامي بحجة أنه لا توجد بنوك إسلامية، لا أستطيع أن أعمم، ولكنني أتفق في جزء بسيط مع زوجها، فبعض البنوك لم تأخذ من الإسلام أو من الاقتصاد الإسلامي إلا الألفاظ، فزوجها على حق، لكن بعض البنوك ملتزمة بمقاصد الشريعة بآلياتها وبمآلاتها، بمعنى أن الناس الشرعيين يعرفون بأن في الشريعة مقاصد وآليات ومآلات، فهذه الثلاثة إن لم تكن شرعية، فهذا ليس إسلامياً، لكن الآلية أنه يغير لفظة الفائدة بلفظة مرابحة أو أداء، أو يقوم بتورق غير صحيح، فهذه لا تنحسب على البنوك الإسلامية، وإذا كان زوجها يقصد هذا النوع فهو صحيح، لكن هناك بنوك أخرى تستخدم الأموال طبقاً للشريعة في الآلية والمقاصد والمآل. |
عريف الحفل: سؤال من المستشار الإجتماعي إحسان صالح طيب يقول: |
سعادة الشيخ صالح كامل تضمنت الخطة العشرية للغرفة الإسلامية للتجارة والصناعة والتي تشرف برئاستكم الإهتمام بشباب الأمة واحتضانهم من خلال نقل خلاصة تجارب رجل الأعمال لهم، وقد حدثتم آلية لهذا العمل بإنشاء اتحاد جمعيات عمار الأرض لاحتضان الشباب في دول منظمة المؤتمر الإسلامي، نأمل إلقاء الضوء على هذا البرنامج وخاصة أنه يشبه نادي رجال الأعمال الشباب في الدول الإسلامية؟. |
ويقول: محسن إسلامي: |
لماذا لا تقومون بإنشاء مدارس تعليمية على نمط الإماراتي سعيد لوتاه كي تكون نواة لتطوير التعليم السعودي؟. |
وأيضا الأستاذ ياسر العتيبي يقول: |
بما أن سعادتكم من رواد دنيا المال والأعمال والإعلام، هل هناك برامج أنشأتموها في سبيل مساعدة الشباب السعودي الطموح لإيجاد فرص العمل لديكم في إحدى الشركات والمصارف التي تمتلكونها؟. |
الشيخ صالح كامل: بالنسبة لموضوع عمار الأرض، فخطة الغرفة الإسلامية للتجارة والصناعة تضمنت عدة أهداف لعشر سنوات، هذه الأهداف، وهذه التحديات، وهذه الآليات للوصول إلى الأهداف، من الأهداف احتضان شباب الأمة ونقل الخبرة لهم، ما هي الآلية؟ إنشاء نواد أو جمعيات عمار الأرض، فالشباب لا يحتاج فقط إلى التمويل للمشروعات الصغيرة، ويحتاج كذلك إلى خبرتي كرجل أعمال، وعندنا اتحاد رجال الأعمال في منظمة إتحاد المؤتمر الإسلامي، من أعضاء الإتحاد سوف يتبنى كل واحد منا شاباً أو شابين أو ثلاثة كل حسب قدرته كيف يستطيع أن ينقل إليهم خبرته، واليوم كنت في الرياض في الصباح حيث كنا نراجع في موضوع الترخيص لإنشاء هذه النوادي، نوادي عمار الأرض، لأنها إحدى الآليات التي سنشتغل بموجبها، وأيضاً في الخطة عندنا تطوير مناهج التعليم بما يتلاءم مع سوق العمل، الآلية مثل مدارس سعيد لوتاه نتمنى في كل مدينة أن الغرف التجارية في كل مدينة تتبنى نظام مدارس سعيد لوتاه والوقت لا يكفي لشرحه فالسائل لا بد أنه يعرف ما هو النظام، لكنه نظام بديع من رجل نير البصيرة، ليتخرج الطالب فيه في سن 16 أو 17 سنة مهندساً أو دكتوراً أو صيدلياً فيتخرج وعمره 16 أو 17 سنة فلا ينتظر حتى يكون عمره 22 سنة وهو نموذج ناجح، ومن عام 1993م وهذه المدارس تخرج خريجين في دبي، بعضهم وصل إلى وكيل وزارة، وبعضهم لمدراء عامين لشركاتنا وتجربة ناجحة وفريدة جداً أتمنى أن تعمم على كل الدول الإسلامية. |
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الأخت هوازن باداود من مجلة روتانا تقول: |
هل تجربة الإعلام المدفوع أثبتت نجاحها منذ بداية انطلاقة شبكة إي.آر.تي؟. |
وسؤال من الأخت ماجدة الحارثي: |
متابعة جيدة لقنوات إي.آر.تي، تقول في مقابلة سابقة لحضرتكم قلتم أنتم تأكلون بفلوس، وتشربون بفلوس، إذاً لازم أن تتفرجوا بفلوس، رغم أن هذه النظرة يفترض أن لا تكون في بلاد الخير ولكن أرغمنا على ذلك، وبعد ذلك أصبح الإشتراك في إيه.آر.تي 700 ريال ثم 1000 ريال والآن أصبح الاشتراك 1500 ريال في السنة، وأغلبية الشعب لا يستطيع دفع هذه الأسعار، رغم أن الأسعار نزلت، إلا أن رسوم إيه.أر.تي لا تزال عالية؟ شكراً لكم.
|
وأيضاً سؤال من الجمهور: |
لماذا تستأثر إيه.آر.تي ببث المباريات الرياضية فقط؟
|
الشيخ صالح كامل: تستأثر إيه.آر.تي بالمباريات الرياضية، لأنها تأخذها بمنافسة والذي يدفع أكثر هو الذي يأخذها، بالنسبة لارتفاع السعر وأن أسعار إيه.أر.تي لم تنخفض، تنخفض أسعارها في حالة واحدة وذلك إذا كثر المشاهدون الشرعيون، نحن كنا نتكلم عن القيم والأخلاق، كم مشاهد في السعودية يتابع إيه.أر.تي من خلال الجهاز الذي يشتريه من الإنترنت ويدفع القيمة ثم يسرقها من الإنترنت، هذه سرقة، يقول أن هذا شيء بسيط، فلذلك إذا كثر المشاهدون الشرعيون فإننا سنقوم بتخفيض الأسعار لكن تسألينني لماذا الأسعار مرتفعة، فالدوري السعودي اشتريناه قبل ثلاث سنوات بـ 100 مليون في السنة، وهذه السنة أصبح بـ 150 مليون، إذن من أين سأدفع المبلغ إذا لم يكن هناك مشتركون، فالمسألة كلها تجارة، أما سؤال: هل نجح التلفزيون المدفوع، الحمد لله نحن الآن على أعتاب النجاح وبعد كفاح 15 سنة، فهذه السنة أستطيع أن أقول أننا وصلنا إلى بر الأمان. |
عريف الحفل: سؤال من كايد زاهر يقول: |
سعادة الشيخ صالح كامل، على غرار الغرف التجارية الإسلامية، متى نرى الدينار الإسلامي يتعامل به في جميع الدول الإسلامية؟
|
الشيخ صالح كامل: حقيقة هناك أحلام كثيرة نرجو الله أن يحققها، وموضوع الدينار الإسلامي هو مسألة عاطفية أكثر مما هو مسألة اقتصادية، ومن أسباب الأزمة العالمية التي صارت أن العالم كله توقف عن قاعدة والتي هي وجود الذهب لتغطية العملة، ففي أواخر الستينات، حينما ألغت أمريكا غطاء الذهب، وقالت ليس هناك غطاء لدولار إلا للاقتصاد الأمريكي، خذ ماكينة تعمل على طباعة الدولار، إن نزل الدولار هم الرابحون، وإن ارتفع الدولار فهم الرابحون، مثل المنشار طالع يأكل ونازل يأكل، والعالم كله يعاني الآن بسبب الاقتصاد الأمريكي لكن من شر البلية ما يضحك وهو أننا كلنا ندعو الله أن لا يسقط الدولار، لأنه إذا سقط الدولار ذهب العالم في مصيبة، فالنظرية النقدية تحتاج إلى إعادة النظر وإلى أن يكون هناك غطاء للعملات لا يمكن أن يترك لك دولة الحرية، فالدولة القوية تصعد على كيفها أما الدولة الفقيرة إذا طبعت نزلت عملتها تحت الصفر، وشاهدناه في عملة تركيا عندما كان التضخم يصل إلى 200% في السنة بينما في أمريكا ليس هناك حواجز على طباعة الدولار والعالم كله يطبع قدراً محدوداً، وكلنا الآن ندعو الله أن لا يسقط الدولار، لأننا سنذهب في داهية. |
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الدكتورة هدى عبد الغفور: |
ترجو من سعادة الشيخ بتوجيه وتوظيف مصارف الزكاة في التنمية البشرية واتخاذ الآليات في التنمية من خلال الغرفة التجارية الإسلامية، وشكراً لكم.
|
الشيخ صالح كامل: أحد آليات الخطة التجارية التي شاهدتم هي تعميق روح التكافل الاجتماعي في المجتمعات الإسلامية وفي الآليات إنشاء الهيئة العالمية للزكاة وإنشاء الهيئة العالمية الأهلية للأوقاف، هاتان الحاجتان الزكاة الركن الثالث في الإسلام، ولكن هل تؤدى بشكل صحيح؟ بينت بعض الأخطاء، فهناك أخطاء كثيرة لم أبينها، فالإنسان بينه وبين ربه لأن الزكاة مرتبطة بالنية، قد أشتري سهمين في شركة واحدة وأنا نفس الشخص وزكاتهم تختلف، فسهم أشتريه للتجارة لا بد أن أزكيه من القيمة السوقية له، 2.5% لأنه من عروض التجارة، وسهم أشتريه للاحتفاظ إذا استلمت ربحه وحال عليه الحول، فعليه الزكاة، فبين صفر وبين نسبة عالية 2.5% من القيمة السوقية، لما كانت القيمة السوقية عالية محلقة في السماء، فهل كان الذين يتاجرون في الأسهم يخرجون زكاة السهم، فلذلك سقطت إلى الأرض لأنهم لم يكونوا يخرجون الزكاة، الأراضي بملايين الأمتار المعدة للتجارة، فهل هذه تزكّى؟ لا بد أن تزكّى من قيمتها السوقية، لو جمعت الزكاة بصورة صحيحة وصرفت على الوجه الصحيح لكانت أحسن أداة للتنمية الاجتماعية، ونحن نسعى الآن لإنشاء الهيئة العالمية للزكاة، وقد بدأت بعض الدول الإسلامية تعمل في مصر من خلال المؤسسة المصرية للزكاة، وفي السنغال من خلال المؤسسة السنغالية للزكاة، في بنين وفي موريتانيا وغيرها عندنا مصلحة الزكاة إن شاء الله يأخذون ببعض التنظيمات والآراء التي قدمناها حتى تكون الزكاة أداة للتنمية الاجتماعية. |
عريف الحفل: سؤال من علي الغامدي يقول: |
هل تعتقدون أن الله سبحانه وتعالى سخر لكم البطانة الصالحة في رحلتكم العملية ولو عاد بكم التاريخ إلى الوراء، هل تستبعدون جزءاً منها، وكم نسبتها؟
|
الشيخ صالح كامل: إذا الله سبحانه وتعالى كتب النجاح لأحد يسخر له الأسباب ولا يمكن لأحد أن ينجح لوحده، وكانوا يقولون دائماً أن من عيوب صالح كامل، أن مؤسسته فردية، لو ابتعد عنها، ولو مات، تنتهي، ابتعدت عن (دلة)، وذهبت لبنوك (البركة)، والحمد لله (دلة) لم تسقط، تركت البنوك والآن أنا متقاعد وفي عملي الخاص في الغرفة الإسلامية وفي المجلس العام للبنوك، والمؤسسة مستمرة في أعمالها، هذا يعني أن معي رجالاً، فلست أنا لوحدي الذي بناها، ففعلاً الله سبحانه وتعالى سهل لي البطانة الصالحة ولكن تأتي من حين لآخر شوكة، يعني المشوار طويل ولا بد في بعض الأحيان الأشواك تدمي القدم، وكما ذكر السائل قبل قليل، ما هي المواقف التي تحزنك، ذكرت موقف اليتيم، ولم أذكر هذا الموقف، فأكثر ما يؤلمني إذا فقدت رجلاً كنت أضع فيه ثقتي، وفوجئت بأنه ليس أهلاً لهذه الثقة، فهذه طعنة أظل أعاني منها شهوراً حتى أبرأ من الجرح الذي أصابني من جراء ذلك، لكن في الغالب الحمد لله، فالله سبحانه وتعالى من نعمه الكثيرة التي أحاطني بها هي إحاطتي بالناس الطيبين في العمل. |
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الأستاذة إلهام ملائكة تقول: |
هل تستطيع أن تشرح لنا في عجالة المضاربة الإسلامية؟ وما هي نقطة الاختلاف بين البنوك الربوية والشرعية الإسلامية في تعاملاتها؟ وهل استطاعت ذلك حتى في تعاملها مع غيرها من البنوك، وما عدد هذه المصارف وما أسماؤها؟، أما الأخت حنان العقلة تقول: بماذا تنصح رؤوس الأموال المحدودة في استثمار أموالهم، هل تنصح في الاستثمار بالعملة أم بالذهب أم بالأسهم؟ وشكراً لهم.
|
الشيخ صالح كامل: بالنسبة للسؤال الأول، المضاربة الإسلامية، هي أن يكون المال من طرف والعمل من طرف آخر، ونشتغل ونتفق أن ما يرزق الله من الربح سنوزعه بنسبة كذا في المائة للعمل ونسبة كذا في المائة لرأس المال، هذه في صورتها المبسطة لأن المال لوحده لا ينتج مالاً فلا بد أن يختلط بالعمل حتى يتحقق الربح وهذا هو الفرق بين الربا والبنوك التي هي مفترض أنها إسلامية، في أخذ الأموال من الناس لن أقول له سأعطي 6% في السنة بل سأقول له سأعطيك 80 أو 90% مما يرزق الله به في الربح هذا بالنسبة للمودع، أما بالنسبة للمشتري أو للمستثمر هناك عدة طرق يتعامل بها، إما أن يشتري عدة وأؤجرها له، أو أشتري له مواد خام وأبيعها له، أو أدخل معه في مضاربة وعندها أسلمه المال وهو يكون خبيراً وأميناً في الصنعة التي يشتغلها، فهذه هي المضاربة الإسلامية والبنوك التي نستطيع أن نقول عنها إسلامية هذا بالنسبة للسؤال الثاني، هي البنوك التي تطبق هذا الكلام، أما البنوك التي تطبق مبدأ إذا أردت شراء سيارة أكتب لك وكالة، أنت اذهب واشتري السيارة بوكالة، ثم أنت بع السيارة على نفسك، فهذا يعتبر ضحكاً على الذقون، وهذا ليس أمراً مضبوطاً، ولا يدخل في العمل الاقتصادي الإسلامي. أما بالنسبة للسؤال الثالث أين يضعون أموالهم، هل في الأسهم أم في الذهب أم في العملات؟ أقول إن الثلاثة أشياء هذه كلها من الاقتصاد الطفيلي الذي لا يفيد المجتمع، وتركته عندك حتى ترتفع قيمته، فماذا استفاد المجتمع؟ ونفس الشيء بالنسبة للأسهم تركته عندك حتى ترتفع قيمته، هل أضفت عاملاً للمجتمع؟، وكذلك اشتريت العملة واحتفظت بها حتى ترتفع قيمتها، كلما قل نفعك، أنا لا أستطيع أن أقول إنها حرام، لكن كلما قل نفع نشاطك للمجتمع كلما زادت الزكاة عليك، وكلما قل الثواب يعني عندنا الحلال والحرام وعندنا درجات الأفضلية، فهناك عمل أقوم به وآخذ عليه ثواباً، وهناك عمل أقوم به ولا أؤجر عليه بينما هناك عمل أقوم به فآخذ عليه عقابان فلا بد أن نتنبه في أعمالنا إلى الأعمال التي نحصل منها على ثواب، فالله سبحانه وتعالى يقول: وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً (من آية رقم 32: الزخرف) يعني لتشغل الناس، ففي اللحظة التي تتوقف فيها عن تشغيل الناس، انتهى عامل التفضيل، لا تضع أموالك في البنك وتتفرج عليها، ولا تشتري بأموالك الذهب وتجلس تتفرج عليها، شغل الناس إذا أردت الثواب وإذا أردت أنك تكون من عمار الأرض، وإذا أردت أنك تدخل في العبادة وعملك يدخل في مجال العبادة، فالله سبحانه وتعالى يقول: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ (الذاريات: 56) وفي موضع آخر: هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا (من آية رقم 61: هود) أي أمركم بإعمارها، إذاً إعمار الأرض عبادة، شراء الذهب وبيعه، وشراء الأسهم وبيعها، وشراء العملات وبيعها، ماذا فيها من إعمار للأرض إذا لم تنفذ أمر الله، بإعمار الأرض، ولا أنه رفعك درجة في تشغيل الناس، فالحلال والحرام درجات فهناك شيء مستحب وشيء مكروه يكون عليه ثواب. |
عريف الحفل: سؤال من الدكتور عرفة حلمي عباس يقول: |
هل أنت راضٍ عن أداء المصارف الإسلامية خاصة في دورها التنموي في العالم الإسلامي؟
|
الشيخ صالح كامل: لا لست راضياً أبداً، ولم تقم بالدور المنوط بها في التنمية. |
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الأخت آمال عبد المقصود خوجه، تقول: |
قلتم في حديثكم أن هناك علاقة بين الأزمة الاقتصادية العالمية وبين عدم دفع الزكاة بالطريقة الصحيحة، أو على أتم وجه، بينما ترجع الأزمة الاقتصادية عندنا إلى الأزمة في الدول الأخرى أو إلى الدول العالمية، فما تعليقكم على ذلك؟
|
الشيخ صالح كامل: أنا لم أقل أن الزكاة وعدم إخراجها هي السبب في الأزمة، أنا ذكرت في مجال الأسهم، عندما لم يخرجوا زكاتها نزلت قيمتها، وهذا هو أحد الأسباب وليس كلها. |
عريف الحفل: سؤال من الأستاذ علي مدهش يقول: |
لماذا لا يكون لدينا بنك للفقراء وأنتم الأقدر على تأسيسه، على غرار بنك الإبداع في البحرين وبنك محمد يونس في بنغلادش، وأنتم الأقدر على ذلك في كثير من البلاد العربية والإسلامية، أليس حري بمسؤولي الغرف التجارية الإسلامية تسمية بنك اسمه بنك التكافل؟
|
الشيخ صالح كامل: عندنا بدل بنك الفقراء جمعية عمار الأرض التي تكلمت عنها، وهدفها هو المشاريع الصغيرة والمتناهية الصغر، حتى نعين الشباب على أن يكونوا منتجين وعاملين في هذه الجمعيات بالتعاون مع البنوك الإسلامية وبالتعاون مع اتحاد أصحاب الأعمال مهمتها هي مشابهة لبنك الفقراء بالضبط. |
|