شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الدكتور عبد الله مناع))
أسعد الله مساءكم، أسعد الله مساءكن بكل خير، سعيد حقاً بهذا الجمع الكريم الذي يشرفني حضوره حقيقة ويضع على كاهلي أعباءً أرجو أن أكون قادراً على تحملها، الحقيقة نحن سوف لا نبحر في قراءة الكتاب، لأن الكتاب من الصعب أن تقرأ حوالي ثلاثمائة صفحة في جلسة كهذه، لكننا سنتكلم حول الكتاب، وأعتقد أنه من مزايا الاثنينية فكرة تقديم كتاب أو فكرة الالتقاء حول كتاب، وأعتقد أن هذا الجانب من الاثنينية ربما كان جانباً ساطعاً ومهماً خاصة إذا كانت هناك كتب يمكن تقديمها، في هذه الليلة تحدث الدكتور المغربي وتحدث الشيخ عبد المقصود، وذكرني بأن الاثنينية نعم كانت قد قدمت أمسيات لكتب جديدة، وكان من بينها الخطيئة والتكفير للدكتور الغذامي، كان من بينها (باب السلام)، والحقيقة لا أدري كيف نسيت كل ذلك، حينما كنت في باريس وقد دعيت لحضور أمسية لتقديم كتاب للمؤلف جان بورو، وهو مؤلف فرنسي كبير وكان الكتاب بعنوان: الفن الإسلامي، وقد كتبه عبر رحلة طويلة مع الفن الإسلامي وعن الفن الإسلامي، بدأت من المغرب فتركيا فروسيا فدمشق فالقاهرة فماليزيا، والتقى خلال هذا المشوار الطويل عدداً ممن استطاع اللحاق بهم، لأن الفنانين أيضاً خاصة الكبار منهم، يعجلون بالرحيل أو هكذا الحياة، فالكتاب كان في تلك الليلة، أنا اعتقدت أن هذه الليلة التي حضرتها في باريس وقد كانت قبل عام وشهرين، كانت في ديسمبر 2007م، وكنت أول مرة أحضر مناسبة كهذه، وكان مهندساً بالحق الدكتور معجب الزهراني وهو يدرس في السوربون ويدرس الرواية العربية فيما أظن، وكان هو مهندس هذه الليلة وكان معه أيضاً الأستاذ الروائي الجميل أحمد أبو دهمان وكان يساعدني على فهم بعض الكلمات الفرنسية، لأني لا أجيد الفرنسية، إنما (طشاش) كلمات قليلة، وكان يساعدني على فهم ما يقولون، وقد التقوا بتلك الليلة الكاتب ويسمى الطابع والمحرر ومدير دار النشر، وكل منهم تحدث عن الكتاب، وقد ظهر الكتاب في 2007م ويتحدث عن الفن الإسلامي، وأنا أقول 2007م وأحب أن أذكر بأحداث 11 سبتمبر 2001م كريم وجميل أن يتقدم مؤلف فرنسي كبير بضخامة جان بورو بكتاب كهذا في الفن الإسلامي في وقت كانت صورة الإسلام والمسلمين في حال يعلم بها الله، بل ويقول أنه يتمنى أن يساعد هذا الكتاب على محبة الإسلام وهو رجل مسيحي وليس مسلماً، أنا في تلك الليلة نسيت الكتب التي قدمتها الاثنينية، وأنا الآن أعتذر اعتذاراً ربما يكون متأخراً، ولكن الحقيقة إعتذار واجب، لأنه فعلاً كانت الاثنينية رائدة في تقديم الكتاب، قد نختلف حول الكتاب يستحق أو لا يستحق، وقد يحضر بعض الناس وقد يتغيب بعض الناس، لاعتقادهم أنه لا يستحق فمن حقهم ذلك، لكن الفكرة تظل جميلة ومتوهجة فماذا على منتدى ثقافي كالاثنينية أن يقدم أفضل ما يقدم لكتاب، أو يلقي الأضواء على كتاب، في تلك الليلة تقدمت أنا للكاتب الدكتور بورو وقلت له أنا كاتب عربي مسلم وأحد التعساء الذين لا يجيدون الفرنسية، لكني مع ذلك استمتعت بكلمتك من خلال بعض الإخوة الذين قاموا بترجمة بعض كلماتها، وأنا أشكر لك هذا الجهد الذي بذلته وقضيت خمس سنوات وأنت تبحث عن الفن الإسلامي وتتقصاه وتصدره في هذا الكتاب العظيم، بل وأن تصدره في هذا الوقت بالذات، فنسيت كما قلت أن الاثنينية قامت بهذا الأمر، ولكن على أي حال هذه هي الليلة الثانية التي نجتمع فيها حول كتاب (بعض الأيام بعض الليالي) بعد أن اجتمعنا قبل أسبوعين في جميع الثقافة والفنون لنقدم نفس الكتاب، ولكن مع كل أسف اختلط الأمر، لأنه في المرة الأولى كان بين التكريم وبين التقديم، ونحن اليوم حاذرنا بأن نقع في نفس الشرك ويصبح حفل تكريم وهو ليس تكريمياً بقدر ما هو حفل تقديم كتاب أو إضاءة على كتاب.
كتاب (بعض الأيام بعض الليالي)، ما كان مقدراً له أن يصدر، لكن الحقيقة ولد بالتدريج، أخي وصديقي وزميلي الدكتور خالد باطرفي طلب مني وقد كنت لا أكتب، في إحدى هبات الإعلام على عبد الله مناع وكنت لا أكتب، وكنا نقضي بعض الأوقات مع بعض الزملاء والأصدقاء، ففي تلك اللقاءات مع الزملاء والأصدقاء كنت ألتقي بالدكتور خالد باطرفي في إحدى المقاهي في شارع التحلية اسمه (رانديفو Rendez-vous)، وهذه الكلمة إحدى الكلمات الفرنسية الجميلة، وكما يعلم الجميع أنها موعد غرامي، على أي حال لم يكن موعداً غرامياً، لكن تلك الجلسة كان (يدردش) معي حول الذكريات واقرأ الصحافة والماضي، وعجبته تلك الدردشات وأخذ بعض الزملاء يشارك في تلك الليالي وكانت تعقد كل سبت تحولت فيما بعد إلى سبتية دائمة، أخذ الإخوان يتجمعون ويزدادون وندردش حول بعض القضايا، وقد يكون إلى جانب هذه القضايا قضايا اليوم والساعة، وهذا يحدث كثيراً اقترح الأخ خالد وقد كان مديراً لتحرير جريدة (المدينة) في ذلك الوقت، كأنه أراد أن يقدم باباً جديداً للقراء، فاقترح أن يخصص باباً اسمه (فلان يتذكر)، وهذا ليس جديداً ولكنه معروف في الصحافة وهو أن تستدعي بعض الأدباء أو المفكرين أو الفنانين أو الممثلين أو شخصية لها تاريخ أو لها شيء من تاريخ حتى يتذكر أيامه في ذلك المجال الذي هو فيه، إن كان هو الفن أو الأدب أو الصحافة أو السياسة أيضاً، وقال لي إني أحب أن أبدأ الباب معك، ظناً منه أنني أكثر تجاوباً أو أكثر جرأة أو شيء من هذا، وفعلاً بدأنا تلك الذكريات، الذكريات كان من المفترض أن تكون فقط على شهر رمضان أربع حلقات، لكن انتهى شهر رمضان والناس عجبتهم ونود أن نزيد، فأصبحت ثماني حلقات ثم اثنتا عشرة حلقة، ومضت الأيام والباب تحول وأصبح باباً أساسياً في جريدة (المدينة) ويقدمه الدكتور خالد باطرفي، بعد تلك الأيام كان يسألني بعض الناس عن تلك الذكريات التي نشرتها في المدينة ولم يطلعوا عليها، بعضهم لسبب أو لآخر كان مسافراً كان غائباً، وكنت أحاول أدبر حلقة حلقتين وأرسلها له، لكن بعضهم كان ما قرأها أبداً وكنا نرسلهم إلى جريدة (المدينة)، فجريدة (المدينة) جمعت هذه الحلقات وطبعتها وجلدتها وأصبحت مجلداً وأصبحت تبيعها بمائة ريال، أنا استكثرت مبلغ مائة ريال، الأمر لا يستحق مائة ريال، ممكن الجهد الذي بذل في طباعتها تجليدها يمكن عشرين ريال، لكن ليس مائة ريالاً، لكن ليس الهدف من الكتاب (بعض الأيام بعض الليالي)، لا.. ثم جاء في ذهني فكرة أن أحول ذلك الكلام إلى كتاب، لكن الذكريات التي قلناها في (المدينة) التي لا يمكن السماح به في جريدة عامة يقرأها كل الناس، ويمكن اعتبارها جزءاً من الصحافة القومية على طريقة المصريين أصحاب المؤسسات، فقلنا أن نحولها إلى كتاب، ولا بد أن يتوسع الكتاب، ويشمل أطراف (كويسة) أخرى من حياتي، لكني توقفت أيضاً وقلت والله يا أخي كأنه الوقت مبكر، وفي العادة تكتب الذكريات على مشارف آخر العمر، قريباً من شفق المغيب، وقلت أنا (بافول) على نفسي ليه؟!، أنا ما زلت قادراً، ما زلت أكتب ما زلت في غلياني القديم ما زلت بأحلام ما زلت بحماسي، ما زلت بدرجة حرارتي تنخفض، فقلت يعني بلاش.. لا زلت متردداً حتى كتبنا القصة، ثم بعد أن كتبت القصة وأكملناها أو ما يمكن كتابته لأنه أيضاً الكتابة ليست هو ما تستطيع أن تقوله، ولكن هو ما تستطيع أن تمرره للناس، ما تستطيع أن توصله للناس لأنه هناك في الطريق محطات كثيرة، تمنع هذا وتسمح بذلك يعني لا بد أن يضع الكاتب في الاعتبار أنه لا يستطيع كتابة كل أفكاره، وكل ما يريد أن يقوله للناس إنما هناك شيء ممكن وشيء لا يمكن، بعد أن كتب الكتاب، وتجاوزنا مرحلة هل هذا هو وقته؟ أم أنه مبكر؟ تجاوزنا هذه المرحلة، أخذت أفكر في هل يستحق هذا الكتاب الطباعة والقراءة أم المسألة أبسط من كذا؟ وخلاص كتبنا كلمتين وانتهى.. فقرأت الكتاب وقلت الأفضل أن أقرأ الكتاب وأقول بالأمانة هل يستحق الطباعة والنشر والتوزيع ولا لا.. أقول له فيه ما يستحق، ثم أتوقف وتمر الأيام، أنا أعتقد ما بين كتابة الكتاب وصدور الكتاب يمكن مرت حوالي سبع أو ثماني سنين، وفي أي الأحوال صدر الكتاب قبل رمضان الماضي، وأنا في حالة تردد حتى بعد أن طبع الكتاب ما زلت متردداً بين استحقاقه أو عدم استحقاقه، بين ما يصح لي عن قرب وما لا يصح لي وقد أكون تجاوزت.
قبل أن أتفق مع الشركة الوطنية للتوزيع قلت كما أنني أعطيت نفسي حق قراءة الكتاب وتقدير أحقيته في النشر من عدمها بأمانة وموضوعية وانتهيت إلى أنه يستحق، فلا بد أن أبحث عن شخص آخر يقرؤه ويرى رأيه هل يستحق التوزيع وأن ننساه وكأن شيئاً لم يكن.. كان أمامي صديقي الأستاذ قينان الغامدي وهو صحفي لامع وصحفي كبير وعرفناه في جريدة (البلاد) ومن قبل في (عكاظ) وسطع وتألق في جريدة (الوطن)، الأستاذ قينان اليوم أرجوك وأنت صديقي أن تقرأ هذا الكتاب بموضوعية وترى رأيك هل يستحق النشر أو فيه مؤاخذات على كتاب كهذا، ترى أننا تجاوزنا أو نتوقف وننسى الموضوع؟ فقال لي أعطني بعض الوقت، قلت كم يكفيك قال خمسة أيام، سلمته الكتاب وفي يوم من الأيام وبعد خمسة أو ستة أيام، وقال لي ينشر ويطبع ويوزع وأنت قلبك قدك، وسألته أني أوردت بعض الأسماء حتى ولو بالرموز والحروف وليس بأسمائهم الفعلية، قال لي والله ما أحد يقدر أن يقول لي مين هو (م ح) و (أ م).... نشرت الكتاب والحقيقة ما كنت أتوقع هذا القدر من حرارة الاستقبال والحماس له، وانتهى الكتاب وطبع قبل رمضان الماضي وتم توزيعه يمكن في ذي القعدة الماضي منذ ثلاثة أو أربعة شهور، الآن هناك طبعة ثانية، لم أكن أتوقع أن يصادف كل هذا الحماس وهذا الاستقبال، طبعاً لا يراه الإنسان نفسه لكن يراه الآخرون أنا متذكر الأستاذ ثامر الميمان لا أدري هل موجود معنا الليلة أو غير موجود، قال لي هذا الكتاب ينفع لفيلم سينمائي بالكامل، وهو ما قاله لي مرة أخرى معالي الشيخ جميل الحجيلان، قال لي هذا الكتاب حلم من أجمل ما يكون، ونحتاج إلى كتاب سيناريو، نحتاج إلى أناس مخرجين لنبحث له عن ممثل وبطل وبطلة قال لي ممكن، قصدي أنا أنه وجد الحماس ودخلنا في طبعة ثانية من الكتاب لكن لوجه الحق، كما ذكرت الكتاب وفي المقدمة أوضحت الحقيقة كاملة، في مقدمة الكتاب، وقلت أن هذا الكتاب هو (بعض الأيام بعض الليالي) على وجه اليقين، وليست هذه كل الأيام وليس هذه كل الأيام وما كان في إمكاني أن أكتب عن كل الأيام ولا عن كل الليالي، ويمكن بعد المداخلات التي حصلت من قبل أديب جميل وصحفي كبير الأستاذ عبد الله الماجد صاحب دار النشر (المريخ)، قال لي يا أخي لا بد أن تكون لهذه الأيام بقية، وأنا أرى أنك تعود مرة أخرى إلى القاهرة وإلى الإسكندرية وتمر على تلك الأماكن، التي ذكرتها في الكتاب لترى كيف أصبحت بعد خمسين عاماً من كتابتك عنها، وأنا مستعد لتولي نشر هذا الكتاب إذا أنا كتبته على حسابه وعلى حساب الدار، وتعطيني حقي، وكان الأستاذ علي العمير ولا أدري هل هو معنا أم لا، لكنه ليس معنا لأنه لو كان معنا له جلبة، فهو غير موجود بالتأكيد، الأستاذ علي العمير كتب لي وقال لي كل لياليك ليلتان، ليلة زفافك وليلة حضورك لحفل أم كلثوم، لا طبعاً.. هناك ليالٍ كثيرة لكن ما الذي أستطيعه منه وما الذي لا أستطيعه! أيضاً القنصل الروسي كان معترضاً على أنه أنا ما زلت أنا فكرت في كتابة هذا الكتاب، وأن هذا الكتاب بعد عشر سنوات آه ممكن ولكن الآن مبكر جداً، طبعاً الكتاب أيضاً علق عليه وهذه من الأشياء التي تعجبني بعضهم اتصل بي وبعضهم كتب لي وذكر الأخطاء التي وجدت في الكتاب، والكتاب فيه أخطاء.. فيه أخطاء مطبعية وأخطاء لغوية وأخطاء سياسية أيضاً، وسأذكر أمثلة منها: أخطاء مطبعية نعم.. التاء المربوطة ما هي موجودة النقاط، نقطتا الياء غير موجودتين، كما لاحظ الشيخ عبد المقصود من خلال قراءته المتأنية.. الشيخ عبد المقصود قرأ قراءة متأنية جداً وأورد تقريباً حوالي 12 أو 14 ملاحظة، وكلها دقيقة وسننفذها في الطبعة الثالثة، لأن الطبعة الثانية فقد ذهبت.. أيضاً الملاحظة السياسية كانت عن هيوبرت هامفري، هيوبرت هامفري ذكر في الكتاب أنه كان مرشحاً للرئاسة الأمريكية فقط، ولكن الحقيقة لم يكن مرشحاً للرئاسة الأمريكية فقط ولكنه كان إلى جانب ذلك كان نائباً للرئيس جونسون في ولايته التي خلف بها جون كينيدي بعد اغتياله، كما يعلم العارفون أن كينيدي قتل في عام 62 في حادث اغتيال رهيب وشهير وحتى يومنا هذا لا يعرف العارفون من هو القاتل، خلفه ليندن جونسون الديمقراطي أيضاً لبقية ولاية جون كينيدي ثم دخل في انتخابات أخرى وفاز بدورة واحدة وقد كان يحق له أيضاً أن يرث الدورة الثانية لأن الدورة الأولى كانت دورة كينيدي، فكان نائبه هيوبرت هامفري بعد ولاية جونسون رشح نفسه ودخل مرشحاً عن الحزب الديموقراطي وكان أمامه الرئيس ريتشارد نيكسون، وفاز ريتشارد نيكسون وهزم هامفري فكنت في هذا الكتاب كان هناك خطأ في توصيف الحالة السياسية التي كان عليها هيوبرت هامفري وكان هذا كلام المهندس سامي مقبول، ذكرت له أنه ما كان يهمني هامفري أين هو، لأني أنا كنت في الكتاب أعلق على مقالات السيد أحمد عبيد هاجم فيها هيوبرت هامفري كنائب للرئيس، لكن أنا ما كان هذا الذي يهمني، الذي كان يهمني أن أتحدث ولو بسطرين عن أعظم الرئاسات الأمريكية في القرن العشرين وهي رئاسة الرئيس جون كينيدي، قد يقول القائلون أن هناك روزفلت وهو أحد الرؤساء المهمين جداً في التاريخ، وقد يقول ثالث أن هناك ويلسن صاحب النقاط الإحدى عشرة، التي قامت عليها عصبة الأمم في عام 1918 في أعقاب الحرب العالمية الثانية، وقد يقول لكن يرقى كينيدي أحد الرئاسات ذات العلامة الفارقة في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، وبتأثيره على العالم العربي، أنا لا يهمني أن يكون رئيس الولايات المتحدة الأمريكية فقط ولكن يهمني تأثيره على العالم العربي، وقد مات في نوفمبر 1962م، وقد كان يبحث مع القيادات العربية في ذلك الوقت عن حل للقضية الفلسطينية، فكان يهمني أن أذكر تلك السطور عن كينيدي وما كان يهمني لا هيوبرت هامفري أين موقعه وأين مكانه، كما ذكر الأستاذ القشعمي مثلاً ملاحظة مهمة جداً وقد ذكرتها عبوراً، عن حادثة المحمل في منى عام 1926م وهي 1346 هجرية بدل ما أكتب 46 كتبت 64 هجرية، وهذا كان خطأ، أنا أعتقد أن هذه الأخطاء وهذه الملاحظات أرفع قبعتي تقديراً واحتراماً لأصحابها شاكراً ومقدراً لهم هذه الملاحظات وهذا يدل على اهتمامهم بالكتاب وبما جاء فيه، لكن نرجع أيضاً إلى محطة أخرى وأخيرة في الكتاب، هو هناك ليالٍ وأيام تعمدت إغفالها، هي الأيام التي أشار إليها عبوراً الدكتور محمد عبده يماني في كلمته الغائمة، وهناك أيام ضيعها النسيان لا الكتمان، والتي شهدت علاقتي بأصحاب النفوذ من الأمراء تعمدت إغفالها تماماً، وقد كان فيها رصيد كبير ضخم جداً يستحق الوقوف ويستحق التأمل ولو فيه من القفشات والضحكات ما لا يغفل عن بال يعني نذكر مثلاً قفشة لكنها لم تكتب، أني كنت أزور الأمير ماجد في بيته وكنت أسأله أقول له يا سمو الأمير يعني التلفزيون.. وكان ساعتها القنوات التلفزيونية لم تغزنا لكن جمهور المشاهدين كانوا يشاهدون التلفزيون المصري وكانوا يرونه في ساعات وفي جدة بالذات وفي مناطق في الساحل الغربي، وكان التلفزيون يُرى في البلدان الخليجية في المنطقة الشرقية كلها، وسكان نجران وجازان (يشوفون) التلفزيون اليمني، وسكان تبوك (يشوفون) التلفزيون السوري والأردني وحتى الإسرائيلي، إذا كان الجماعة في الوطن ناس يشوفوا التلفزيونات الخليجية وناس (يشوفون) التلفزيون المصري، والتلفزيون اليمني والسوري والعراقي، فقلت لسمو الأمير تلفزيوننا حق مين؟ فأجاب: لمن يهمه الأمر، وهذه من بين القصص وهي كثيرة وجميلة لكن لم نلامسها.. وهناك ليالٍ أيضاً آثرت استبعادها بالكامل وهي أيام وليالي الحب الأول في حياتي، ليس لأي شيء آخر إلاّ تقديراً وتعظيماً وإجلالاً لصاحبته، وليس أكثر، هناك أيام استبعدتها تماماً مثل أيام الرسالة التي كتبت ورفعت المسرحية الأولى أيضاً استبعدت الحديث عنها، لكن يعني الاستبعادات طيبة من جانب ولكنها ليست سليمة من الجانب الآخر، لأنه في الحقيقة إذا أردت أن تكتب تاريخك الحقيقي لا بد أن تكتب الحقيقة كاملة أو الحقيقة التي علمتها، لأن الحقيقة كما قال أحدهم أنها كبيرة، وأن كل إنسان يراها من الزاوية التي أمامه أو الجزء الذي أمامه لا يمكن أن يلم بها من كل جهاتها، الحقيقة كبيرة وأنا أتفق معه أن الحقيقة كبيرة وأن الإنسان لا يرى إلا الجزء الذي أمامه منها، على أي الأحوال هذه الملاحظات والأفكار والتعليقات والتعقيبات تدفعنا إلى طلب الشيخ عبد المقصود في هذه الليلة أن يكون هناك جزء ثانٍ، ويمكن أن يكون هناك جزء ثانٍ اسمه (بقية الأيام بقية الليالي)، قد أستطيع أن أقول فيه ما لم أقله لأنه في الحقيقة وأنا أقرأ أول لقاء تم بين أحد الوزراء الإنجليز الذي اقتحم عليه مكتبه ودخل عليه وتوب تن لم يعرف أنه كان بسيطاً وكانت ملابسه متواضعة.. لكنه كان فيلسوفاً عظيماً، وعندما دخل لرئيس الوزراء قال له من أنت قال أنا توماس وقال له الرئيس أنا فلان، وكانت ملابسه يعني متواضعة جداً مهترئة جداً وشكله جائع وفي جيبه ثلاثون جنيهاً أخذها من جيبه لكي يريها لرئيس الوزراء علشان يقول له أنا (ماني جاي عشان) آخذ صدقة منك، قال له طيب (جاي عشان إيش)؟ قال له (جاي عشان عايز أروح) الولايات المتحدة الأمريكية. هذا الكلام كان قبل الاستقلال الأمريكي من بريطانيا قال له: ما سمعتك، قال أكتب ما لا يستطيع قوله الآخرون فطلب.... أقول أن الكتابة الحقيقة فيها غير قليل من الخطورة وغير قليل من المشاكل وقد عانيت فيها كثيراً، وعانيت منها كثيراً ولذلك أنا أقول أنه ليست مشكلتنا في العالم العربي مثل مشكلة مصطفى الكاتب في العالم الغربي، يقول هرمن هيتز الإحساس بمأساة ككاتب أقف وحيداً على قمم الجبال وحيداً مع الألم والمصائب، الحقيقة وحدة هرمن هيتز تختلف فمعاناته معاناة وحدة، تختلف عن مشاكل ومتاعب ومصاعب الكاتب في عالمنا العربي بصفة عامة، فالكاتب عندنا إن تكلم بما لا يصح فقد لقمة عيشه، وإن صمت فقد دواءه وعليه أن يختار والسلام عليكم.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :457  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 83 من 223
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج