شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((الحوار مع المحتفى بها))
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من غياث عبد الباقي الشريقي، يقول:
جاء في سيرتكم الذاتية أنكم عضو في المجلس العالمي للغة العربية، فنأمل التكرم وإلقاء الضوء على هذا المجلس وأهدافه ونشاطاته، وجزاك الله خيراً.
الأستاذة غريد الشيخ: المجلس العالمي للغة العربية، أسس في بيروت منذ فترة قريبة، هناك عدد كبير من العلماء من جميع الدول العربية بينهم من السعودية، ولبنان والأردن، وكلهم من الأساتذة المهمين أيضاً ومركزه في بيت في كلية الدعوة، نقوم كل سنة باجتماعات كثيرة، تصويبات للأزمات التي تمر بها اللغة العربية إعلامياً وأيضاً ككتاب، للأسف الشديد أنا عضو في هذا المجلس وأنا فخورة في هذا المجلس، وكنت أحلم ربما أكثر بكثير مما يقدم هذا المجلس، وأحسست أنه مؤسسة تضم الكثير من الأعضاء ولكن عمل فعلي لا يوجد، أنا لم أر أحداً حتى من هذا المجلس يهتم بالأعمال التي أنا أقدمها مثلاً والتي أقول أنا منذ عشر سنوات، أنا قدمت للغة العربية أكثر بكثير مما يقدمه مجامع اللغة العربية من الممكن لأنه جهد شخصي ولأنني أحب هذا العمل وأريده أن ينجح، والمؤسسات الخاصة دائماً ربما أو أنا أظن أنها تنجح أكثر من المؤسسات الكبيرة التي فيها مهرجانات واحتفالات وتهتم بتفاصيل إعلامية أكثر منها تفاصيل جيدة، أتمنى لهذا المجلس أن يستمر وأن يقوم فعلاً بعمل حقيقي.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الإعلامية منى مراد من جريدة البلاد ومجلة اقرأ، تقول:
رغم غزارة الإنتاج في الأدب النسائي وتخطيها لكثير من الصفوف الذكورية، لكن الرجل لا يزال أكثر بحثاً وحضوراً من المرأة، فما هي الأسباب من رؤية الكاتبة غريد الشيخ؟ شكراً لك.
الأستاذة غريد الشيخ: نعم ربما لأن المرأة تختار الطريق الأسهل والذي هو الرواية، والشعر عادة لأنه طريق أسهل وليس هناك من يراقب والحكم يكون فيها شخصياً، أنا أحب الشعر، وأنا عملت سلسلة جميلة عن الشعراء، وأحببت أن أقدم الشعراء بطريقة جديدة، لكن هناك نساء قمن بأعمال جادة جداً وقمن بأبحاث كبيرة أعمال لغوية وتحقيق، أعرف الكثير منهن.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الأخ خالد الأصور يقول:
من آثار التخلف العلمي في العالم العربي لاسيما في نصف القرن الأخير، تتابع المخترعات الحديثة التي اقتحمت بيوتنا وحياتنا، فكيف يمكن توحيد التعريف لأسماء المخترعات العلمية الحديثة وما يستجد منها ولاسيما من خلال منظمة التربية والعلوم والثقافة بجامعة الدول العربية؟ شكراً لك.
الأستاذة غريد الشيخ: نحن نتكلم أيضاً عن المؤسسات التي تدخل ضمن المكاتب والبيروقراطية والتي لا نستطيع أن نعتمد عليها كثيراً، التعريب مشكلة، ولا أظن أنه ممكن أن نعرب جميع المفردات، لماذا لا نستخدمها بلغتها الأصلية، ما المانع أن أستخدم كلمة الديمقراطية، كما أن اللغات جميعها تأخذ من بعضها، عندما تقرأ المعجم العربي تجد فيه الكثير من الكلمات التي أصلها فارسي أو لاتيني أو غير ذلك، وأيضا اللغات الأخرى أخذت الكثير من اللغة العربية وأدخلتها في لغاتها ما المانع، الحضارات تختلف مع بعضها، طالما هذا لا يؤذي اللغة العربية، فأنا أقول الديمقراطية هي لفظة أجنبية، كيف أترجمها، ماذا أقول كحرف، أن ننتظر أن يتفق العرب، وتتفق المعاجم العربية، كل عشر سنوات أو عشرين سنة يعربون كلمة أو كلمتين ولا نجدها، أنا ذهبت أكثر من مرة إلى دمشق إلى مجمع اللغة العربية، وإلى القاهرة وحاولت أن أحصل على تصويبات المعاجم العربية ولم أجد شيئاً، لا أدري أين تختفي هذه الكتب التي طبعتها المعاجم العربية، بالصدفة قد أجد كلمة من التصويبات، أنا أصر دائماً على الأعمال الفردية على أن تكون هذه الأعمال متقنة، ونتمنى دائماً دعم مؤسسات ثقافية كبيرة، ولكن يجب أن تكون هذه الأعمال في أيد أمينة، نرجو هذا.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الشاعرة شهد الوادي، وترحب بالكاتبة، وتقول:
من خلال كتاباتك ورؤيتك في صنع الكتب المتنوعة، فما أجمل قصة كتبتيها وتشعرين أنها قريبة إلى ذاتك؟ شكراً لك.
الأستاذة غريد الشيخ: أنا لم أكتب قصصاً، ولم أكتب القصة أبداً، وإنما كتبت عن شعراء بطريقة قصصية وهي" أيام معهم" بدأت مع جرير وقد أحببت جريراً عندما كنت أشرح ديوان شعر جرير، أحببته لدرجة إنني عندما ذهبت للديوان مشروحاً إلى دار النشر التي كنت أتعامل معها ليذهب إلى المطبعة، لم أنم ليلتي، بل كان في داخلي هناك الكثير من الاضطرابات، فأحسست بأن هذا الرجل الذي رافقني عدة أشهر وأنا أشرح هذا الديوان، أنه ذهب فجأة، فقمت وكتبت "أيام مع جرير" وكان حواراً ينزل عليّ فجأة حتى الردود الشعرية، حفظت الكثير من شعر جرير، وطبعاً نحن حفظنا في المدرسة، كلنا درسنا عن جرير ودرسنا بيته:
إن العيون التي في طرفها حور
قتلننا ثم لم يحيين قتلانا
حفظنا الكثير من أشعار جرير وأحببناه، ولكن جرير شاعر رائع جداً، فعندما أنهيت الديوان أحسست أنني بحاجة إلى أن أكتب عنه، وخرجت هذه السلسلة "أيام معهم" وهي خمسة شعراء، أحبهم جميعاً، أحب أن هذه السلسلة لست أنا من يحاورهم ولكن اخترعت بطلة، اسمها رغد هي التي تحاورني، هي تشبهني ولكنها لا تحمل أعباء، إلا أعباء أن تناقش الشعراء وتحلم بهم، وتناقشهم في أشعارهم وتذهب معهم إلى أماكنهم الخاصة، لكنها لا تحمل أعباء العصر ولا تعرف ما هي المعاناة التي نعانيها نحن مع دور النشر أو مع الكتاب أو مع الكلمة.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الأخ محمد علي محمد مجموعة رؤيا المالية بجدة:
لاحظت خلو معاجم اللغة العربية من المفردات العلمية الحديثة ولغات الشبكة العنكبوتية، ما مدى اهتمام الأديبة غريد الشيخ، بهذا الجانب العام؟ وهل أولته العناية الكافية في معجمها الذي سيطرح قريباً في الساحة الأدبية والثقافية؟ شكراً.
الأستاذة غريد الشيخ: طبعاً هذا أهم ما يميز المعجم الذي نعده الآن، فجميع المصطلحات الحديثة وردت في هذا المعجم حتى الفقهية والقانونية، كلها وردت، والمتخصصون هم الذين يشرفون عليها، أظن وأحلم أن يكون هذا المعجم، لا ينقصه الكثير، ليس هناك من عمل كامل على الإطلاق، لكن أتمنى وأوجه بأن الذي نبذله ليس قليلاً، ونحاول أن نغطي جميع المصطلحات، وقلت حتى المفردات العادية، الماء والدم والهواء، كله نحلله ونكتبه كأننا نتوجه إلى الطفل الذي في المرحلة الإبتدائية ونعطيه هذا المجال خصيصاً له، وأيضاً عندما نتكلم عن مفهوم فقهي نخاطب الفقيه، وعندما نتكلم عن مصطلح حديث، نخاطب الإعلامي الذي يحتاج هذا المصطلح، إذاً هو المعجم على عدة مستويات ويناسب جميع الأعمار والتخصصات أيضاً.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الأخت سميرة سمرقندي، تقول:
نقلت في كلمتك القيمة نقص الاهتمام والمنشور بثقافة الطفل باللغة العربية، ومفرداتها ومعاجيمها، فلماذا لا تكونين أنت الرائدة في هذا المجال، وتقدمين لأطفالنا وشبابنا ما يسهل لغتنا العربية الصحيحة؟ وشكراً.
الأستاذة غريد الشيخ: بالنسبة لثقافة الطفل هذا الذي لا يهتم به الوطن العربي، بالعكس نحن مجرد متلقين، نتلقى كل شيء، حتى ميكي ماوس الذي نأخذه جاهزاً ونريه لأطفالنا، لو راقبناه ولو راقبه علماء التربية، لرؤوا كم فيه من الآثار السيئة على الطفل العربي، لكن طبعاً أنا أهتم أنا كتبت مجموعة للأطفال، في دار النشر أيضاً عندنا متخصصة في أدب الأطفال تقدم الأعمال المناسبة للطفل، وهي الدكتورة إيمان وهي التي تقدم وتشرف حتى نحن بصدد عمل معجم للمرحلة الإبتدائية، الصغيرة جداً، وهي تشرف عليها، فكل الكلمات التي يحتاجها الطفل إلى الصف السادس الإبتدائي، وهي تشرف على هذه المادة، وأيضاً نحن بصدد طباعة مجموعة قصصية عن البيئة، وكلها بأسلوب بسيط يناسب الطفل، لكن الغزو التكنولوجي الذي نتعرض له والذي نستطيع أن نضع له حداً، لأننا في بيوتنا ليس عندنا رقابة، ودولنا ليس عندها رقابة، هذا خطر كبير، ويبقى أن نقدم للطفل العربي، شيئاً نستطيع من خلاله أن ننافس التكنولوجيا، ولكن للأسف نحن إلى الآن نائمون، وحتى اليوم كنت مع ابنة أختي وكنا نتحدث في الموضوع، وكنا نقلب جميع المحطات التلفزيونية، نحاول أن نبحث عن برنامج واحد، أو محطة واحدة تهتم بتقديم برامج للأطفال متخصصة فلا نجد، ليس هناك مموّل عربي يحاول أن يدفع كل هذه الأموال التي تصرف وليس هناك من أحد يحاول أن يعمل محطة للطفل العربي، يقدم الأشياء الجميلة والمفيدة في نفس الوقت، بدل هذا الغزو الذي يجتاحنا من الخارج، للأسف الشديد نرجو أن يحصل هذا.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من عبد الله فراج الشريف يقول:
الوجع اللبناني الذي لا يزال يوجع محبي لبنان من العرب، وأنا أحد عشاقه، ألا ترين معي أنه قد طال أمده، وكيف ترين أنجع الوسائل لإزالة آثاره؟ وشكراً.
الأستاذة غريد الشيخ: لو كنا نعرف الدواء، لما انتظرنا حتى الآن، الدواء في لبنان بالذات هو بنبذ الطائفية، وللأسف لبنان قائم على الطائفية السياسية، وطالما هي موجودة، فنحن لن نتخلص من هذا الوجع، وكلكم تعرفون وتتابعون أنه وفي مرحلة وفي كل انتخابات وفي كل وظيفة يجب أن يعين فيها إنسان ويجب أن تقوم الدنيا ولا تقعد من أجل منصب بسيط جداً، للأسف الشديد هذا وجع لبنان الذي يوجع العرب منذ عشرات السنين، وأصبحت لدينا أوجاع أخرى، غزة وبغداد وغيرها أيضاً.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الطالبة ميسون عبد الغني حاووط، تقول:
برأيك هل هناك تأثير على لغتنا العربية من قراءة الروايات والقصص التي تكون باللغة العامية بدعوى أنها توصل الفكر للقارئ بصورة أسهل وليس فيها تكلف؟ وشكراً لك.
الأستاذة غريد الشيخ: أنا لا أؤيد الكتابة بالعامية لا بالقصص ولا بالشعر، ولكن هناك خصوصية لكل دولة، كل دولة عندها لهجتها الخاصة التي تكتب بها، وتجد أنها أكثر سهولة في الوصول، ولكن أنا لا أحبذ، أنا أفضل اللغة العربية المبسطة على اللهجة العامية التي يكتب بها، وينشر بها أنا ضد اللهجات العامية، ولا ينقصنا أشياء أخرى تدمر هذه اللغة، وهي أشياء كثيرة، فطالما هناك قرآن كريم وشعر عربي ومكتبة عربية، نريد أن نحافظ عليها، فلا خوف على اللغة العربية، هي باقية ولا نخاف.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الدكتور عرفة حلمي عباس من جامعة الملك عبد العزيز يقول:
لسعادتك العديد من المعاجم، فهل لسعادتك تسليط الضوء على معجم المترادفات، خاصة وأن هناك من ينفي الترادف في اللغة العربية، ويرى أن لكل كلمة في خصوصيتها الدلالية، وهل المثنى في معجم الجموع، والمثنى هو المثنى السماعي أم القياسي؟ وشكراً لكم.
الأستاذة غريد الشيخ: طبعاً معجم الترادف العربي، ليس هناك من كلمة مرادفة 100% في المعاجم العربية، وطبعاً أنا أعرف هذا من خلال عملي الطويل في المعاجم العربية، ولكن معاجم المرادفات التي نصنعها الآن للطلاب الصغار، نصنعها فقط للطلاب ليعرفوا تقريباً الكلمة المرادفة، لأن الطفل عندما نريد أن نفهمه كلمة يجب أن نعطيه كلمة قريبة أكثر شيء منها، ولكن في اللغة العربية حقيقة ليس هناك، فكل كلمة لها معنى مختلف تماماً عن الأخرى، أنا أثناء عملي في المعجم، أشياء كثيرة تلفت نظري، طبعاً دائماً الشواهد من القرآن الكريم، فكلمة المعتدي، أو اعتدى، المعتدي هو الذي يظلم الآخر، يضربه أو يظلمه، القرآن الكريم أعطانا لهذه الكلمة معانٍ أخرى، الشَّهْرُ الحَرَامُ بِالشَّهْرِ الحَرَامِ والحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ (من آية رقم 194: البقرة) الإعتداء الأول هو المحرم في القرآن الكريم، وهو الظلم، لكن الإعتداء الثاني والذي هو رد الإعتداء، وهو المباح، إذا استخدم نفس اللفظ لمعنيين اثنين، الأول هو المحرم وهو الظلم، إذاً عندما أفسر للقارئ (المعتدي) هو الذي يضرب أو هو الذي يعتدي على الآخر، وقد يكون بمعنى الإعتداء المحرم، ولكن الإعتداء الثاني الذي ورد في القرآن وهو مباح وهو أن ترد الإعتداء عن نفسك، وبالنسبة للجموع والمثنى، الجموع السماعية هو جمع التكسير المذكور وليس المثنى، والمثنى عادة هو المنتهي بألف ونون، والجموع جمع التكسير هو المذكور وليس جمع المذكر السالم أو جمع المؤنث السالم في الكتاب.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الأستاذة بثينة شاكر من جامعة الدول العربية المفتوحة، تقول:
كونك كاتبة لبنانية، ما رأيك بالكاتبات السعوديات؟
الأستاذة غريد الشيخ: أنا آسفة جداً أنه لا وقت عندي للقراءة، فقد كنت أقرأ الكثير من القصص في مرحلة من المراحل، والشعر العربي، ولكن الآن منذ عشر سنوات ليس عندي أي وقت للقراءة، للأسف الشديد عملي في المعاجم وعملي في دار النشر يمنعني من القراءة، ولكن أسمع الكثير من التعليق، أنا لا أنتقد أن تكتب المرأة ما تريد، لكن أنا ضد هذا الاستخدام للجنس حتى تنتشر المرأة، أنا أعرف أن في كل الدول العربية أن أية امرأة تريد أن تشتهر، هي تكتب رواية جنسية، وترميها في السوق، وتقول ها أنا جئت، كأنه أي فيلم بورنو، أنا ضد هذا، فالمرأة أسمى وأرقى من هذا، حتى العملية الجنسية التي نقرأها في الكتب، هي أرقى من هذا، حتى ورد في القرآن وفي السنة أشياء تتعلق بالجنس وتتعلق بهذا الشيء ولكن ليس بهذا الشكل الفاضح المستفز، الذي يهين المرأة ولا يرفعها، أنا أعرف أن هذا خاص، فحتى الحيوانات تمارس الجنس، فلماذا أذكر؟ فما فائدة أن أذكر كيف يحصل؟ وأننا مضطهدات، وأننا منبوذات، أظن أننا خلصنا من العصر الذي نقول إنه عصر الحريم، وأننا مضطهدات، فحتى الإسلام أعطى للمرأة الكثير من الحقوق وأعطاها ما لم يعطها العصر الحديث، وأنا أعرف تماماً كيف يعيشون في الغرب، الإسلام أعطى للمرأة أكثر بكثير مما أعطاها الغرب، بالعكس هم يتمنون أن يكونوا مثلنا.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الأستاذ عبد الحميد الدرهلي يقول:
إلى أين يتجه الفكر العربي؟ وهل الفكر العربي مأزوم ومهزوم باتباع سلوك ومفهوم محدد؟ شكراً لك.
الأستاذة غريد الشيخ: الفكر العربي، مثله مثل السياسة العربية، مثل الفن العربي، مثل كل شيء في هذا العالم، ليس فقط الفكر العربي، هناك الكثير من المعاناة التي يعاني منها العرب، طبعاً هناك في السياسة نعاني، وفي الحياة العامة نعاني، معاناة كاملة، وليست المرأة هي التي تعاني، لا يجب أن ندعي أن المرأة العربية هي التي تعاني، فالرجل عندنا يعاني، والكبير يعاني، والصغير يعاني، كلنا نعاني، وهذا طبعاً ينعكس على الفكر، كيف أحصل على فكر راقٍ، أو على فكر جيد طالما أنا في المستوى الأقل، فنحن نعيش حالة مأزومة جداً، وطبعاً كل ما يتعرض له العالم العربي حالياً يدعونا إلى أن نكون مأزومين فكرياً.
الأستاذة نازك الإمام: إنتاجك الفكري متنوع يحتاج إلى وقت طويل وإلى دعم أسري، من هو الداعم لك؟ وكيف تديرين وقتك وتنظمينه؟ وشكراً لك.
الأستاذة غريد الشيخ: أنا وقتي كله مكرس لهذا العمل، وأنا ليس لدي التزامات عائلية، وليس هناك عائلة، مجبورة أن أطبخ، أو أن أقدم الطعام أو أصرف على أحد، لا أنا متفرغة كاملاً لهذه الأعمال، لأعمال الفكر التي وضعت لنفسي هدفاً منذ زمن أنني يجب أن أقدمه بالطريقة التي أجدها مناسبة، أنا عندما أكتب أية كلمة أكتبها بمقال أو بكتاب أو حتى بهدف معين، دائماً عندي هدف، الهدف هو الطفل الإنسان العربي، القارئ الذي يقرأ الكتاب، هل يستفيد من هذا الكتاب، يعني دائماً أعمالي هادفة سواء من قصص الأطفال التي كتبتها مرة، إلى حتى الكتب عن الشعراء، أيضاً أنا أحببت أن أقدم شعراء وأحبب في الشعر العربي، حتى لا نظن أن الشعر قد مات، عندنا شعراء جيدون جداً وأحب أن نضيء عليهم بأسلوب جميلاً جداً يحبه الناس، إذن أعمالي كلها هادفة وليس عندي ما أعمله من شيء إلا هذا العمل.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الدكتور محمد فاروق من جامعة الملك عبد العزيز، يقول:
هل يوجد أعمال من أعمالك ترجم؟ وإلى أي لغة ترجم؟ وما هي أعمالك القادمة؟ وأي أعمال من أعمالك تظنين أنها موجهة نحو العالمين العربي والغربي؟.
الأستاذة غريد الشيخ: من الأعمال التي تترجم الآن بسلسلة "أيام معهم" عن الشاعر الفيتوري، وأنا أخاف من ترجمة الشعر، لأن ترجمة الشعر تحتاج إلى شاعر حتى يترجمها إلى لغة أخرى، ولكن هو يترجم، وقد تعرفت إلى مترجمة وعندها الروح الشاعرية وتترجم الكتاب، أنا أعتبر سلسلة (أيام معهم) يمكن أن تترجم، لأنها تعرف على شعراء بطريقة جميلة جداً، وبطريقة قصصية، لكن أنا بدأت بالفيتوري وهو يترجم الآن.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الإعلامية سلوى شاكر من إذاعة الرياض، تقول:
ماذا تقصدين بسلسلة (أيام معهم)؟، وكيف الحصول عليها هنا حتى تكون مفيدة لنا؟ كذلك هناك الكثير من الإخوان والأخوات الدارسين للغة العربية من الشام عموماً، لا يزالون ينطقون بعض الكلمات في الندوات بشكل عامي.
الأستاذة غريد الشيخ: أنتم تنطقون بشكل أفضل وبصورة محكمة مقارنة بنا في لبنان، في لبنان الأكثر أكثرها ضائعة، فالقاف والضاد لا تلفظان، هناك أحرف كثيرة نأكلها، أنا أشارك في كثير من المعرض ولا أعرف هل الكتب متوفرة اليوم أو لا، لكن أنا أشارك في كل معارض الكتب، وهذا العام هو عام العاصمة العربية للكتاب ببيروت، وستكون السلسلة موجودة، وهي في خمسة أجزاء، وتكلمت في كل كتاب عن شاعر، الأول عن جرير، والثاني نزار قباني، الثالث محمد الفيتوري، ثم عبد العزيز خوجه، وأخيراً هدى ميقاتي، والبطلة متخيلة عندي، وهي جزء مني، ولكن الجزء المرتاح الذي يتعامل مع الشعراء، تناقشهم وتذهب معهم إلى أماكنهم الخاصة، وتتعرف عليهم ويرون أشعارهم، يتكلمون عن الأشياء التي يعانون منها، الكتب موجودة، والآن ستكون موجودة في مكتبات الفيرجون.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من سعادة الشيخ عبد المقصود خوجه يقول:
مؤلفاتك القيمة هل أنت راضية عن عدد توزيعها، وانتشارها؟
الأستاذة غريد الشيخ: لا لست راضية، لأن العمل التجاري عمل جديد علي، وأنا لست تاجرة ولا أبتغي الربح المادي، ولكن أتمنى أن توزع الكتب بشكل جيد، وأتمنى حتى لو كان بربح قليل فقط لأغطي التكلفة، هذا القاموس الذي اليوم سيصدر، أو حتى معجم أشعار العشق، فأنا أسعى أن أجد له سوقاً عربية بأقل سعر ممكن، المؤسسة تتبنى، ربما قد نصحت أيضاً أنه يجب أن أجد في كل دولة عربية أتوجه مباشرة إلى وزارة الثقافة وإلى وزارة التربية، وأعطي هذه الكتب إلى هذه الوزارات بأسعار رخيصة جداً حتى تصل إلى كل إنسان، فأنا أوزع عن طريق الموزعين اللبنانيين، وطبعاً يأخذون الربح كله، وأنا تكلفة الكتاب يأخذون نصف الربح، هم يسعرون الكتاب بأسعار غالية، فأنا لا أعرف كيف يوزعون، وأين يوزعون ومتى وما هي أهدافهم، أنا لا أعلم، حتى كثير من كتبي توزع بدون مقابل، المهم أن تصل إلى الإنسان الذي يقرؤها ويهتم بها ويحبها، ولكن إذا أردت الاستمرار كدار نشر يجب أن أجد طريقة للتسويق، بطريقة جيدة ولو بدون ربح.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من المهندس عبد الغني حاووط، يقول:
كلمة الأدب والأدباء في اللغة العربية لها مدلولات عدة، فهل ترى الأستاذة غريد أن كل ما يكتب وينشر يعتبر أدباً، وهل كل ما يعلم يسمح له أن ينشر على الملأ؟ ويندرج تحت مسمى الأدب؟.
الأستاذة غريد الشيخ: لا وللأسف الشديد، فكثير من الكتب والتي تسمى أدباً وتصنف تحت باب الأدب يمكن أن نطلق عليها قلة الأدب، لأن أشياء كثيرة نخجل أن ندخلها إلى بيوتنا، أنا أخجل إذا كانت عندي بنت في البيت أن أدخل رواية من الروايات التي تشتهر صاحبتها وتصل إلى أعلى المراتب، في الحقيقة أخجل في كل ما يكتب، أتمنى أن أي امرأة أو رجل أن يفكر أن هذا الكتاب سيصل إلى يد ابنه أو ابنته الصغيرة، يكفيهم الغزو التكنولوجي الذي لا نعرف كيف نضبطه.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الطالبة الجامعية صفاء عبد المجيد الزهراء، تقول:
وخير جليس في الزمان كتاب: ما هي أفضل الطرق لتشويق شباب وفتيات الجيل الحاضر على القراءة؟
الأستاذة غريد الشيخ: لا أعرف، حتى جيلنا لم يعد يقرأ، بوجود التكنولوجيا الحديثة، وهذه المسلسلات المكسيكية والتركية وغيرها، نستعيض عن القراءة، ولكن لا زال هناك أناس يقرؤون، وأنا أعرف كثيراً من الشباب الذين يقرؤون، لكن لا أعرف كيف، ويمكن إذا قدمنا لهم مادة مشوقة لكن لست أدري، التكنولوجيا هي التي تقتحم حياتنا اليوم، لكن المهم أن نحافظ على الكتاب الذي يعتبر مرجعاً، وأنا أجد أن هذا هو المهم، دورنا الآن أنه عندما يريد الطالب أن يرجع إلى أي مرجع الآن يجب أن نوفر المرجع الصالح ليرجع إليه ويستمر.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الدكتور ياسر ناصر الصالح من جامعة أم القرى، يقول:
لا يمكن الاستغناء عن التقنية واستخداماتها في ظل التطور والاهتمام المتزايد والوقت وسرعة الخدمة، والتعلم والاتصال، هل حاولت استخدام التقنية الحديثة لنشر المعجم بحيث يمكن استخدام المعجم من قبل المهتمين بالكتب الورقية، والمهتمين بالقراءات الإلكترونية؟ شكراً لك.
الأستاذة غريد الشيخ: أنا ضمن المخطط الذي أعمل عليه، لأنني قلت سابقاً أن المعاجم الموجودة، أو الكتب الموجودة، فنحن نعرف أن هناك عدة تجارب في الوطن العربي، أنا لا أقول أنا لا يحق لي أن أغمطهم حقهم في هذا العمل، أنا أعرف المجمع الثقافي في أبو ظبي قدم الكثير من الموسوعات، ويصرفون الكثير من الأموال، ولكن أنا وللأسف الشديد عندما أرى هذا الجهد وهذا المال المبذول يذهب هباء في عمل فيه الكثير من الأخطاء اللغوية القاتلة للغة العربية، أنا أحزن جداً، وأقول يا ليت هذا العمل لم يكن، هناك الكثير من المؤسسات التي تصنع هذه الموسوعات، ولكن الأخطاء كثيرة ولا رقابة لأنهم تجار، أنا لا أتحدث عن المجمع الثقافي لأن هدفه علمي، لكن أنا رصدت أثناء عملي الكثير من الأخطاء في الشعر وفي القواميس المطبوعة على المعاجم، وأنا في يوم من الأيام هذا المعجم الذي أصنعه سوف أضعه على سي دي، وسأحاول أن يكون منشوراً مع الكتاب، أنا اليوم عندما أريد أبحث عن كلمة أتمنى أن أجدها على سي دي، أو بالتكنولوجيا الحديثة، أنا قلت أعتمد باللغة الأجنبية على موسوعة (grolier) التي هي عبارة عن خمسة وعشرين مجلداً، وهي عندي في قرص واحد وأنا أستخدمها وأترجم منها وآخذ منها، إذاً التكنولوجيا الحديثة هي مهمة جداً، وأنا أعتمد عليها في كل عمل أقوم به، ولكن نريد عملاً للعرب يكون على مستوى المعجم العربي، وعلى مستوى الأعمال وعلى مستوى اللغة العربية، فيجب أن نهتم أكثر بالتكنولوجيا، وأن نحول هذه الأعمال إلى أعمال ناجحة وليست تجارية.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الناشر محمد علي دولة، صاحب دار القلم بدمشق والدار الشامية في بيروت، يقول:
ما هي الضوابط العملية لحمل دور النشر على إخراج تراثنا بصورة صحيحة ومفيدة، ولكف بعض التجار للعبث في تراثنا؟ شكراً لك.
الأستاذة غريد الشيخ: للأسف الشديد لا أعرف كيف يمكن أن نضبط هذا التراث، وأن ننشره بطريقة صحيحة، طالما أن من يملكون دور النشر هم من التجار، ومن الذين يهمهم فقط أن ينشروا بأسرع وقت ممكن هذا العمل التراثي الهام الذي عمل أصحابه، فعلاً العرب كانوا قد سبقونا بخطوات، فأنا عندما أرى (تاج العروس) أو (لسان العرب)، ما زلت حتى الآن أقف احتراماً لهذه الأعمال الجليلة، لكن المشكلة هي في النشر، عندما يأتي صاحب دار النشر ويأخذ الكتاب وينشره بأسرع وقت، هذه مشكلة وهذه مصيبة، فهو يشوه هذا العمل العظيم الذي بقي الزبيدي صاحب تاج العروس أربعة عشر عاماً حتى أنجز هذا العمل الكبير، أربعة عشر عاماً وهو يعمل في هذا العمل الكبير ليأتي ناشر ويطبعه خلال أسبوعين أو ثلاثة أسابيع دون تنقيح أو تدقيق ودون أي اهتمام، إذاً نحن نشوه هذه الأعمال الجليلة التي قام بها، حتى اليوم لبنان معروف بأنه من رواد المعاجم الحديثة، وهناك عدد كبير من المعاجم المعروفة جداً فيها أخطاء إملائية كبيرة جداً وأخطاء لغوية وأخطاء في المعاني، للأسف الشديد ولكن ليس هناك من رقيب للأسف في دور النشر اللبنانية، وأنا أتكلم عن لبنان، في الدول العربية أنا أعرف أن هناك جهود دولة هي التي تقوم أو المجامع العربية لذلك هي تمشي بطيئة جداً، أنا أعرف في مصر أصدروا المعجم الوسيط منذ عشر سنين، ولم يصدروا غيره وهو فعلاً أقل من وسيط لأن فيه نقصاً كبيراً في اللغة، كثير من الجذور غائبة عن المعجم الوسيط أنا أقول أن طالب الجامعة لا يستطيع أن يعتمد على المعجم الوسيط، وقارئ الأدب لا يستطيع أن يعتمده، والذي يقرأ القرآن الكريم لا يستطيع أن يعتمده، هناك نقص كبير، إذا أراد أحدنا أن يرجع، أنا لا أرجع إليه، أنا أعود تاج العروس أو لسان العرب، إذا أردت أن أشرح كلمات قديمة في القرآن أو في الشعر، لكن كمصطلحات حديثة، ليس هناك من المعجم اليوم يغطي هذه المصطلحات أو المعلومات العلمية.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الأخ عبد الرزاق صالح الغامدي يقول:
لماذا نرى أن الأدباء في الساحة اليوم هم غالباً من المتقدمين في السن، أين إبداع الشباب؟ شكراً لك.
الأستاذة غريد الشيخ: أنا أعرف الكثير من الشباب الذين يقدمون إبداعات، الأدباء الكبار في السن، اليوم لم يبق أحد من الأدباء الكبار في السن، في الساحة الأدبية اليوم أظن العدد محدود جداً، حتى من الشباب لم يعد هناك شعراء عظام كما كان منذ عشرة أو خمسة عشر عاماً، أعمالهم باقية، وأظن أنه بعد عصر نزار قباني ومحمد الفيتوري والطيب صالح، قليل حتى نجد نوابغ في الأدب، ربما في الزمن المقبل.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الدكتورة منيرة العكاس تقول:
سجلت سيدتي الفاضلة وألفت في أحلى ما قيل في الجمال، وأحلى ما قيل في الحكمة، وأحلى ما قيل في الحب، هل كان هذا رصداً لمفردات اللغة، أم لكل ما هو موجود في المكتبة العربية؟.
الأستاذة غريد الشيخ: لا، هذه الكتب، ومعظم أشعار العشق هو معجم موسوعي، ومعجم لأنه يعتبر مرجعاً، وأنا أخذت كل الأشعار الواردة في أربعة عشر كتاباً، ولكن هذه الكتب التي سميتها أجمل ما قيل في الحكمة والحب والغزل، هي معتمدة على الذوق الشخصي، يمكن أنا أجد هذا البيت جميلاً في رأيي في وصف العيون بينما أنت تجدينه أبشع بيت، كما كان العرب، أشعر بيت بيت فلان، وأحلى بيت في الكرم هو بيت فلان، ولكن أنا قد لا أوافق، وأنت قد لا توافقينني، فأنا اخترت حسب ذوقي الشخصي، هذه أعمال تجارية مررت بها في مرحلة من المراحل، عندما كنت أعمل لإحدى دور النشر وكان يطلب مني، وكنت أتذوق وأحب هذا العمل، أن أختار مجموعة من شعر العشق وأكتبه، ولكن عندما عملت عملاً خاصاً واعتبرته عملاً موسوعياً ومرجعاً للمكتبة العربية، عملت كتاب معجم أشعار العشق، وغطيت كل هذه الأشعار وعملتها بشكل مصنف، لم أعتمد فيها الذوق الشخصي، أنا كل هذه الأشعار صنفتها، واعتبرتها مرجعاً للمكتبة العربية.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الدكتورة منيرة العكاس تقول:
مؤلفاتك الكثيرة والمتنوعة في جميع المجالات، كلها فيها فراغ كبير، كيف تديرين وقتك سيدتي الفاضلة، نريد أن نتعلم منك كيفية إدارة الوقت؟
الأستاذة غريد الشيخ: أنا كما قلت وقتي كله لهذا العمل، وأنا أستيقظ باكراً، فعند الساعة الخامسة صباحاً أكون على مكتبي في بيتي، حتى الساعة الواحدة، لا أفعل أي شيء بغير العمل الذي أقوم به، وبعد الساعة الواحدة، هناك عدة أوقات ممكن أرجع وأعمل ساعتين أو ثلاثة بعد الظهر، ولكن أنا أعيش حياة طبيعية، فأنا أتنزه وأذهب، وأسافر وأقوم بكل شيء يقوم به أي واحد منكم.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :597  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 76 من 223
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور معراج نواب مرزا

المؤرخ والجغرافي والباحث التراثي المعروف.