شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((الحوار مع المحتفى به))
معالي الأستاذ الدكتور مدني علاقي: ننتقل الآن إلى الحوارات المفتوحة.
عريف الحفل: شكراً للإخوة الذين تداخلوا بعد أن استمعنا إلى ضيفنا والمحتفى به عاشق فرسان وقد اقتحم بنا احمرار الصمت وتجول بنا في ردهات التاريخ ينبش أسرار المكان والزمان بين الحجر والبشر وموجهاً بوصلة الكلمة عبر العادات والتقاليد قديماً وحديثاً ولم ينس أيضاً أن يوجه عتاباً إلى البحر فشكراً لضيفنا المحتفى به الأستاذ إبراهيم عبد الله مفتاح، أيها السيدات والسادة يسرني أن أنقل الميكروفون الآن إلى الأستاذة في قسم السيدات.
الأستاذة نازك الإمام: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه أجمعين، أصحاب المعالي أصحاب السعادة أيها السيدات والسادة الحضور الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، من أمواج البحر الأحمر في جزر اللؤلؤ والمرجان فرسان إلى غربه في عروس البحر الأحمر جدة، أنا هنا في اثنينية هذه الليلة لؤلؤة مكنونة استطاع الشيخ عبد المقصود خوجه أن يغوص ليستخرجها ويقدمها لنا لكي تضيء الجزر في مدينة جدة، فنحتفل بمفتاح الكلمة ومشاركها إنه المؤرخ الشاعر الأديب إبراهيم عبد الله مفتاح، فأهلاً به بيننا.
عريف الحفل: السؤال موجه من سعادة الشيخ عبد المقصود خوجه.
ما هي الوسيلة الناجعة لحفظ قطع الآثار الموجودة لدى بعض المواطنين لوضعها في المتاحف التي بدأت هيئة السياحة والآثار في إقامتها حول الآثار ومعرفة المواطن بآثارها؟
الأستاذ إبراهيم مفتاح: الحقيقة أنا لمحت في محاضرتي بأن الآثار عبث بها من لا يعرف قيمتها، ولذلك منحت نفسي صلاحية الحفاظ على ما تبقى فأخذت ما عثرت عليه ووضعته في منزلي، طبعاً هذه ناحية، الناحية الثانية عندما زار خادم الحرمين الشريفين منطقة جازان في شهر شوال من عام 1427هـ أصدر أمره الكريم بأن يتحول بيت أحمد المنور الرفاعي وبيت الشيخ حسين بن يحيى الرفاعي، والمنطقة المجاورة لهما إلى متحف وإلى مكتبة عامة، ومنذ ذلك التاريخ لم يحصل شيء كل ما في الأمر جاءت لجنة من بعض المهندسين أو شكلت من بعض المهندسين ولم يتم شيء بصدد ذلك وأسأل الله أن ينفذ هذا الأمر وتنقل هذه القطع سواءً التي عندي أو عند بعض الآخرين إلى بيت الرفاعي.
الشيخ عبد المقصود خوجه: أبشرك يا أستاذ مفتاح والكلام للجميع أن الأمير سلطان بن سلمان رئيس هيئة السياحة والآثار بدأ في خطة لإنشاء متاحف للسياحة في مدن المملكة لتوثيق الآثار الموجودة إن كان على أرض الواقع أو لدى بعض المواطنين لوضعها جميعاً في متاحف في نفس المناطق، فإن شاء الله يزوروكم الآن ويصير فيه مسح.
عريف الحفل: الأستاذ إبراهيم هذا سؤال موجه من الشيخ خادم الكتاب والسنة محمد علي الصابوني الذي يجلس بجواري يقول:
شوقتنا يا ضيفنا العزيز لزيارة فرسان وفتحت قلوبنا بمفتاحك الذهبي الذي كان مصدر اللؤلؤ والمرجان وحسبنا أنك أحد هذه الدرر واللآلئ فجزاك الله خيراً عن هذه المعارف الثمينة التي كان كثير منا لا يعرفها وسؤالي هل كنت في شبابك غواصاً ماهراً واستخرجت شيئاً من اللؤلؤ النفيس؟ والحمد لله على سلامتك من غدر البحر.
الأستاذ إبراهيم مفتاح: أولاً أشكر للشيخ الصابوني حضوره الذي أعتبره شرف لي بطبيعة الحال، الشيء الثاني اسمح لي يا شيخ أن أقول: إن أهلي دلعوني ولم يرسلوني إلى البحر ولكن كل ما في الأمر أنني عرفت أعمامي وأخوالي والآخرين ممن اشتغلوا بالبحر فأخذت عنهم، وأنا أعتبر أن ما قلته جزء كبير منه يعود إلى طفولتي التي كانت تود معرفة هذه الأشياء وذاكرتي عندما كانت بيضاء تحتفظ ببعض الأهازيج التي سمعتموها. فشكراً لك يا شيخ وأنا أتمنى أن تزور فرسان، زيارتك لي، أنا في انتظارك هناك أطال الله أعمارنا جميعاً.
عريف الحفل: سؤال موجه من نبيل عبد الله موسى رجل أعمال يقول:
هل يمكن أن نتوقع قريباً أن تكون جزيرة فرسان وجهة دولية نظراً لما لها من مقومات سياحية إذا توفرت كافة الخدمات؟
الأستاذ إبراهيم مفتاح: نحن في فرسان أهم مشكلة أو بالأحرى أصعب مشكلة المواصلات، بعد زيارة سمو الأمير نايف بن عبد العزيز رعاه الله إلى فرسان في شهر شعبان من عام 1398هـ كان من أكبر الهدايا التي غيرت ملامح جزيرة فرسان العبارات الثلاث التي أهدتها الدولة لفرسان والتي عملت على مدى تسعة وعشرين عاماً تقريباً ثم انتهى عمرها الزمني وعمرها الافتراضي، الآن طبعاً الدولة أجرت أو استأجرت بالأحرى سفينتين حديثتين تزاولان رحلاتهما بمعدل رحلتين كل يوم، ولكن هاتين الرحلتين لم تفيا بالغرض، أنا هنا لا أتكلم باللغة العربية وأتكلم بلهجة عامة أو بلهجة عادية، لم تغط الزحام أو كثافة الركاب الذين يأتون إلى فرسان هناك شيء آخر بعض العقبات من بعض إخواننا الموظفين في النقل هداهم الله، هذه المشكلة ولكي تفتح فرسان يجب أن تهيأ لها وسائل نقل كافية بما يريده السائح من راحة من خدمات سياحية مشروعة عند ذلك ستكون فرسان من أفضل الأماكن خاصة وأنها تتمتع بمقومات سياحية وسواحلها غنية بالأسماك وبالمحار وبالقواقع وبأشياء أخرى بالإضافة إلى ما أشرت إليه من بعض الآثار، فأعطوني مواصلات أعطكم سياحة ممتازة.
عريف الحفل: هذا السؤال وصلنا من قسم السيدات من الأخت سعاد الصابوني تقول:
هل كان لجزيرة فرسان وطبيعتها التي أودعها الله على إنتاجك الشعري؟
الأستاذ إبراهيم مفتاح: بمعدل مليون في المائة أنا طبعاً نشأت في فرسان وإن كانت السواحل بعيدة إلا أني قلت مرة في نادي جدة أنا مما عرفت أن أهل الحجاز الذي يأتي بكلام غير معقول يقولون ركب أنا سأقرأ عليكم بعض هذه الركب إذا قلت لكم أني نشأت وفي عيني بريق اللؤلؤ عندما يأتي والدي وأخوالي وأعمامي في الصباح ويأتي إليهم البحارة كل واحد يحمل مِضراً يعني صرة ويقومون بوزنه على مرأى مني أيضاً في نفس الوقت أنا مرة ذهبت إلى الرياض بعد أن طلب مني الأستاذ علوي طه الصافي، وأغراني بأن أكون كما جاء في ترجمة حياتي أني صرت سكرتيراً لتحرير مجلة الفيصل أذكر أني كتبت له رسالة قلت له إني سمكة لا تعيش إلا في البحر فإني أخاف أن أختنق في الصحراء وهذا ما حصل لم تمر عليّ سنة حتى أصبت بمرض نفسي أجاركم الله وبالتالي عدت إلى زرقة البحر وإلى هسهسات النخيل وإلى خفقان الأشرعة وإلى انسيابات السفن كل هذه الأشياء أثرت في إنتاجي ولم أكن بمفردي وحتى الشعراء من زملائي سواء شعراء اللغة الفصيحة أو الشعراء الشعبيين نفس الطابع طابع البحر ورقة البحر والسفن ورحلات الصيد كل هذه انعكست على إنتاجها الشعري.
عريف الحفل: هذا سؤال من عبد الحميد الدرهلي من جزأين:
جزء أول يقول فيه أنا أعجب جداً بردك المثقف وهل من خلال ما سردت من كتيب لنقرأه ونحتفظ به للأجيال القادمة حول ما قدمت من سرد وأيضاً سؤال آخر هل من حكمة تقودك في الحياة وما الذي يشغلك في المسألة الثقافية هل سنشهد انطلاقة فكر نهضوي جديد؟
الأستاذ إبراهيم مفتاح: أنا قلت في ما أسمعتكم إياه ما قاله المجنون:
قضاها لغيري وابتلاني بحبها
فهلا بأخرى غير ليلى ابتلانيا
أنا كتبت عن فرسان كما جاء في ترجمة سيرتي، كتاباً اسمه "فرسان الناس والبحر والتاريخ" وكتاب آخر اسمه "فرسان بين الجيولوجيا والتاريخ" وكتاب آخر اسمه "أدب الأشجار في فرسان" ولم يتناول الأشجار من ناحيتها العلمية ولكن في تعاملنا مع هذه الأشجار، سواء من ناحية الانتفاع بها أو ورودها في بعض الأساطير الشعبية أو بعض الحكايات إلى آخر هذه الأشياء. وعندي الآن طبعة ثانية "فرسان الناس والبحر والتاريخ" أما "فرسان بين الجيولوجيا والتاريخ" فقد نفذت طبعته ومن المؤسف جداً أن هذه الكتب لا توجد في المكتبات، طبعها نادي جازان الأدبي ثم بعد ذلك طبعت كتاب فرسان الناس والبحر والتاريخ طبعة ثانية وهي الآن في منزلي، كل من زارني لا بد أن يخرج بنسخة أو نسختين من كتبي، ولو استطعت أن تكتب لي رسالة سوف أتكرم بإرسال بعض كتبي إليك وعنواني في فرسان -جازان فرسان- إبراهيم مفتاح صندوق بريد 11، وأنا على أتم استعداد لكل من يطلب مني كتباً من كتبي عن فرسان أن أرسلها له.
الشيخ عبد المقصود خوجه: شكراً يا أستاذ مفتاح أنت أعطيتنا عدداً كبيراً من النسخ فوزعناها.
الأستاذ إبراهيم مفتاح: بالفعل أنا أتيت بأكثر من أربعين نسخة من كتابي فرسان الناس والبحر والتاريخ وأربعين نسخة من كتابي أدب الأشجار، وأربعين نسخة من كتابي مقامات فرسانية، وعشر نسخ من كتابي فرسان بين الجيولوجيا والتاريخ الذي نفذت طبعته. ولعلها وزعت كما يقول شيخنا صاحب هذه الأمسية.
عريف الحفل: سؤال من السيدة زينب غاصب تقول:
ما هي أوجه كتاب خرف مبكر هل هو خرف الحياة أم خرف الأشياء أم خرف الأشخاص أطال الله عمرك؟
الأستاذ إبراهيم مفتاح: هو ربما يكون من باب خداع العناوين يا أستاذة زينب وأنت ابنة جزيرتي بل وجارتي أيضاً وتعرفين الكثير طبعاً هذا الكتاب هو خلاصة عن موضوعاتي الأدبية في زاويتي الأسبوعية في جريدة عكاظ، فكل هذه تعتمد على ذكريات الطفولة على بعض المواقف التي حصلت لي على بعض الأشياء الغريبة في مجتمعنا منها مثلاً أنا كتبت مرة لا أذكر العنوان عن الحموات وقلت ما مؤداه وهذه طبعاً حكاية حكاها لي أحدهم أن شخصاً حدث حريق في بيت حماته وكان صديقه بجانبه فشاهد هذا الرجل صاحب الحماة يدخل إلى المنزل وسط اللهب ويخرج ولكن يخرج على الفاضي، ما في يده شيء، لم ينقذ لم يعمل شيئاً، فقال لزميله أراك تدخل وتخرج لماذا لم تنقذ حماتك ماذا تصنع قال كنت أقلبها على كل الجوانب حتى تستوي. فهذه من ضمن الأشياء التي أوردتها كما أوردت وكما تعرفين عن أيامي في (القصار) وأيام بداياتنا وحكاياتنا مع الراديو أيام المغنيين أحمد قعطبي ومحمد إبراهيم الماس وآخرين من هؤلاء عندما يطبع الكتاب ستشاهدينه إلا أن تكوني قد قرأت شيئاً من هذه النصوص.
عريف الحفل: سؤال من الأستاذ عبد الرزاق الغامدي يقول:
القصيدة المقفاة الموزونة سواء كانت عمودية أم تفعيلية تخضع كما يعلم الجميع للبحور الخليلية سؤالي في أيهما تجد نفسك وما رأيك في ما يسمى بالقصيدة الحرة؟
الأستاذ إبراهيم مفتاح: أنا لعلمك في سيرة حياتي قلت أن مؤهلي العلمي معهد معلمين ابتدائي يعني ثلاث سنوات بعد الابتدائية فقط، أنا لم أدرس العروض ولا أستطيع أن أقول لك وهذا عيب من عيوبي هذا البحر من الكامل أو من الرجز أو من المتدارك أو هذا من إلخ.. أنا أكتب الشعر على السليقة حسب ما كان يكتب امرؤ القيس وعنترة بن شداد وطرفة بن العبد وغيرهم.. أما بالنسبة للسؤال الآخر القصيدة الحرة طبعاً هناك قصيدة التفعيلة وهناك القصيدة الحرة وهناك القصيدة المنثورة أو قصيدة النثر أنا أولاً لا أصادر آراء الآخرين، وللناس فيما يعشقون مذاهب، ولكن أرتاح كثيراً للقصيدة العمودية البيتية أو كما نسميها الخليلية ولكن شريطة أن تأتي في قالب جديد يخرج عن إطار النظم، ربما يعترض البعض هل هناك شعر وهناك نظم، حسب وجهة نظري وربما يشاركني الآخرون أن هناك شعر وهناك نظم، وقديماً قالوا إذا الشعر لم يهززك عند سماعه.. فليس حرياً أن يقال له شعر.
عريف الحفل: سؤال من قسم السيدات من الدكتورة أفنان الريس تقول:
من الغوص في أعماق البحار لاستخراج اللؤلؤ إلى الغوص في أعماق الشعر إلى أين استطاع شاعرنا أن يستخرج الكنوز المكنونة في النفوس الإنسانية.
الأستاذ إبراهيم مفتاح: لا أنكر أن لي شيئاً من هذا الشعر ولكني الآن لا أحمله معي وخاصة أن ذاكرتي أصبحت لا تحفظ ما أكتب، أنا أعتقد في بداياتي كتبت قصيدة وأعترف طبعاً وكل إنسان في بدايته يقلد أنا قلدت إيليا أبو ماضي يمكن في قصيدته الطلاسم وكتبت نصاً لا أذكره طبعاً عندما كنت في الابتدائية قبل ما يزيد عن خمس وأربعين إلى خمسين سنة تقريباً، فالقضية هناك شيء مما تشيرين إليه ولكني لا أحفظه الآن.
عريف الحفل: سؤال من الأستاذ إبراهيم الشهري يقول فيه:
ما هو نصيب المرأة في شعر إبراهيم مفتاح وهل نستطيع أن نقول شعراً في سعاد ونحن لا نراها؟
الأستاذ إبراهيم مفتاح: لا أنكر وكل شاعر تقريباً يبدأ حياته الشعرية بالمرأة وخاصة في مجال الغزل ولكن البعض يتجاوز هذا المفهوم وربما يدمج الغزل بقضايا أخرى، أنا سأسمعكم نصاً من هذا النوع فيه خليط. عنوان النص أحبك عندما ينكسر السؤال.
أزيحي عن شبابيكي الستائر
ولُمِّي في معاطفك الدياجر
وبوحي بالمخبأ في الحنايا
وما دسته طيات الضفائر
وإن كان الدجى نزقاً دعيني
أسافر في دجى الليل المسافر
فإن عصفت رياحي فاطمئني
فإني ذلك القلع المغامر
ألملم في مساءاتي انتظاري
ثوان أخصبت والليل عاقر
فلا قمر رداه يدسّ وجهه
ويلقي من ضياه عليّ ساتر
ولا نجم تتاءب في سمائي
نعاساً يرتدي صحو المشاعر
رويدك هذه ليست حروفي
وليست هذه بعض الدفاتر
ولا لغتي التي كسرت سؤالي
وأخلت من فمي كل الضمائر
أنا ما زلت أفترش المآسي
وتغرس فوق خاصرتي الخناجر
يصارع زورقي الأبعاد ضعفاً
وتغرق في نداءاتي الحناجر
أفاخر في الخطاب بمجد قومي
وأكتب في مؤخرة الأواخر
رويدك في فمي يجثو سؤال
يلح على فمي ألا يغادر
تورم جرحه يدمي شفاهي
سكوتاً أحمر الآهات هادر
رويدك فالسؤال يبيح غدري
ويغمد في دمي أحقاد غادر
فكيف أدس آلامي انتظاراً
ووجه الغدر في الساحات سافر
أجيبي ربما تلد الليالي صباحاً ويرتدي أحلام شاعر
وأنت تلاحظين يا سيدتي أني دمجت أكثر من قضية قضيتي بالمرأة وقضيتي أيضاً بما نعانيه جميعاً وقد لا يحتاج إلى تفصيل.
عريف الحفل: سؤال من آمال عبد المقصود خوجه من جامعة الملك عبد العزيز قسم إدارة الأعمال تقول:
هل كان لجزيرة فرسان سياحة وجلب للناس إليها لما لها من الطبيعة الخلابة.
الأستاذ إبراهيم مفتاح: لا يا سيدتي فرسان بنت الشراع، فرسان يسيجها البحر من جميع الجهات، ومعظم الناس يخافون المغامرة والركوب في البحر، فرسان كانت تعيش حالتين متناقضتين أهلها على صلة بالآخرين أهلها سافروا إلى اليمن أهلها سافروا إلى السودان أهلها سافروا إلى بعض دول الساحل الإفريقي للبحر الأحمر أهلها عن طريق تجارة اللؤلؤ سافروا إلى عدن ومنه إلى الهند وهو ما انعكس على حياتهم فناً وحضارة إلخ.. أما الآخرون فلا يأتون إلى فرسان لم يأت الآخرون إلى فرسان إلاّ بعد أن أتت العبارات.
عريف الحفل: سؤال من أحمد الفضلي من وزارة الثقافة والإعلام:
وكأنما يتهم نفسه ألا ترى أن وسائل الإعلام مقصرة في تسليط الضوء على منطقة جازان وخصوصاً جزيرة فرسان.
الأستاذ إبراهيم مفتاح: هذا الشيء لا يحتاج إلى أن أجيب أو أن أثبته اسمحوا لي أن أقول وربما يكون هنا بعض الإعلاميين، أن إعلاميينا يعيشون في أبراج عاجية، وأضرب لكم مثلاً أنا أشرت في محاضرتي إلى البروفسور فرنسوا فيلانوف جاءنا في أيام الصيف في الساعة الخامسة أو من الساعة الحادية عشرة تقريباً في عز الظهيرة، طبعاً فرنسي أبيض اللون ولبنانية بيضاء اللون تحولت خدودهما إلى حمرة أكثر من حمرة التفاح، وأجسامهما إلى تصبب من العرق الغزير وكنت أنا ابن المنطقة ابن الجو الحار، أخشى على نفسي أن أضيق مما أنا فيه ولكنهم كانوا يبدلون جهدهم ويصورون، الحجر الذي عليه النص الروماني جلسا يصوّران فيه من الساعة الحادية عشرة صباحاً إلى الساعة الخامسة مساءً إلى أن استطاعا فك النص الذي عليه، بينما أعرف أن أحد المسؤولين عن الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية، جاء مرة وكان عندنا منطقة اسمها القندل طبعاً لها اسم علمي يصعب نطقه عليّ، كان من المقرر أن يزور هذا المسؤول غابات القندل التي لا توجد في أي مكان من المملكة بل وحسب علماء الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية، أنها لا توجد إلا في أربعة أماكن في كل العالم، جزيرة في اليابان جزيرة فرسان، جزيرتان على الساحل الغربي من البحر الأحمر على السواحل الأريتيرية، هذه الغابات الآن طبعاً الحديث يجر بعضه، أخذت منها بعض العقل بواسطة خبراء يابانيين ونقلت إلى مدينة جدة لتوضع في الحمراء ونقلت إلى ميناء فرسان الذي يقع في ناحية الشرق ولكن هذه الأشجار لم تنم بل وماتت في مكانها مما يدل بأن لها طبيعة خاصة، هنا المشكلة أن صاحبي الذي كان مقرراً له أن يذهب إلى القندل سأل هل الفلوكة التي ستذهب بي إلى القندل فيها تكييف، قلنا له لا، قال لا داعي، إذاً يأتي بروفسور من السوربون من فرنسا ودكتورة من علماء فرنسا وإن كانت لبنانية الأصل ويذهبون إلى أماكن الكتابات إلى أماكن القرى التراثية والأثرية، ولا يضيقون بالحر بينما نحن نريد حتى الفلوكة أو القارب الصغير به تكييف، هذه علتنا أننا نريد كل شيء براحة تامة. ذات مرة ألقيت خطاباً في طلاب جامعات قلت فرسان كنز ثمين لم يكتشف والأجانب من الخواجات هم الذين يأخذون أسراره، فرسان فيها ظاهرة العنبر حتى الآن لم نعرف العنبر ما هو أصله البعض يقول إنه من الحوت ولكن هذا لم يثبت علمياً، فرسان في أواخر أكتوبر وأوائل نوفمبر تتعرض لجو يشبه بعض الأجواء في أمريكا اللاتينية وتظهر عندنا أشياء نسميها صنفرة واسمها العلمي تورنيدو تبدأ بزوبعة صغيرة ثم تتحول إلى عاصفة من اللهب ولو جاءت في البلد لأحرقت كل من فيها ولكن من لطف الله أيضاً أنها ما تكاد تشتعل حتى تهطل عليها الأمطار هذه ظاهرة تحتاج إلى دراسة، هناك في بحارنا الكثير من القواطع الكثير من الأسماك ظاهرة الحريد السنوي الذي يأتينا في كل عام مرة، حتى الآن لم نعرف هل هو مهاجر هل هو يتجمع من بحار محلية ويأتي إلينا، بالنسبة للطيور أنا عرفت أنها عابرة، الطيور تأتي في أسراب في خط مستقيم قلت لكم أن بعدنا عن قماح اثنين كيلو ولكن الطيور لا تأتي إلينا مما يدل على أن لها خطاً مستقيماً لا تحيد عنه يميناً ولا شمالاً.. الحريد نفس الكلام لا يظهر في سواحل فرسان، يظهر في ساحل معين مما يدل على أنه يسير في خط معين وأن ساعات الطيور والأسماك البيولوجية لا تخونها هذه الأشياء كلها بحاجة إلى دراسة بحاجة إلى أين كلية علوم البحار.. واسمحوا لي أن يكون في حديثي شيء من النرفزة أعتقد أننا من حقنا ومن حقكم أننا نغار على بلدنا ويجب أن نكتشف أشياءها فأنا من هنا أدعو كل أصحاب المؤهلات العلمية والتخصصات العالية أن يأتوا سواء إلى فرسان أو إلى غير فرسان ليستخرجوا منها كنوزها. أنا أذكر دكتورة اسمها شيلا كولند زارت فرسان سبع مرات، هذه كانت تعمل في (السروال) في اندونيسيا ثم جاءت إلى فرسان واكتشفت تسعة أنواع من الأزهار تسعة أنواع لا تجزم بأنها تتفرد بها فرسان ولكن تجزم بأن نوعاً واحداً من هذه الأزهار لا يوجد إلاّ في فرسان وسمّته زهرة (شيلا كوليند) وأرسلته للمتحف الملكي البريطاني، ألسنا بحاجة إلى أن نكتشف كنوزنا، غزال فرسان حسب ما يقول الدكتور عبد الله الوريعي أحد كبار موظفي الهيئة الفطرية أنه يختلف في التشريح من ناحية الأسنان يزيد سناً أو ينقص سناً لا أعرف كل هذه الأشياء بحاجة إلى دراسة، تربة فرسان سواحل فرسان يقول الخبراء أنها ليست تربة ولكنها عبارة عن أصداف تفتت عبر ملايين السنين ولذلك نحن نستورد رمل البناء من جيزان، لأن هذه الأصداف المتفتتة فيها نسبة عالية من الأملاح ولا تصلح للبناء لأنها ليست بتربة.
عريف الحفل: سامحك الله يا أحمد الفضلي تأتي لنا بالكلام الحلو للإعلاميين. على كل حال سنحاول أن نصلح هذا الخطأ إن شاء الله ونهتم إعلامياً بفرسان لما نسمع عنها من جمال. السؤال الأخير لضيق الوقت وأرجو أن يعذرنا من لم نتمكن من طرح أسئلتهم سواء من الإخوة أو الأخوات، نكتفي بآخر سؤال من إيمان الكاف تقول:
من هم الشعراء المؤثرون في مسيرتك أو الذين أحببت طريقة شعره؟
الأستاذ إبراهيم مفتاح: السؤال تقريباً مألوف وما في شك أن أي شخص يتأثر بالشعراء الذين يقرأ لهم لأول مرة إذا كان شعرهم بالفعل شعراً، أنا لا أقول تأثرت ولكن أقول في البدايات كان اتجاهي إلى الشعر قرأت إيليا أبو ماضي وقرأت أبو القاسم الشابي ثم بدأت المسيرة وأعتقد أنني تأثرت في يوم من الأيام بإبراهيم ناجي وأنا كتبت وليعذرني المشايخ وهذه من أيام الشباب وفي القصيدة بعض الأشياء لا أعرفها:
اشتياقي أذيبه في عيونك والأماني تحوم حول جفونك
وهواناً أنفاسه لاهثات في الحنايا تروم فيض حنينك
غادتي أزهر الحنان بقلبي إنما العطر لا يفوح بدونك
كيف ينمو وكيف يكبر لولا رؤية الكأس تزدهي في يمينك؟!
أعشق الليل فوق رأسك فوضى تتحدى على صباح جبينك
يا حبيبي كفى فؤادي اشتياقاً وكفانا بعد التلاقي فراقا
جفت النفس بعد طول ارتواء فاسقني من هواك كأساً دهاقاً
وإذا شئت أن تؤجج قلبي فرويداً أخشى عليك احتراقاً
ما علينا وفي ما نخشى الليالي يجمل الليل عندما نتساقى
هات عينيك أرشف السحر منها أمنيات الغرام أن نتلاقى
ورد اسم الكأس وصدقوني أقسم لكم بالله أني لا أعرف الكأس ولا حتى الخمر لو رأيته الآن.
عريف الحفل: شكراً لك أبا عبد الله شكراً لك لما أتحفتنا به هذه الليلة من درر وأنت قادم من جزيرة الدرر.
الأستاذ إبراهيم مفتاح: خلي دمي يكون ثقيل شوية.. سأقرأ عليكم نصاً بعنوان ما لم تقله المرايا وأعتقد أنه يتناسب مع وقتنا الحاضر.
أشعل مدادك يكفي حبرنا الورم
وما به تتخم الأوراق والقلم
أشعل مدادك وجه الصحو منطفئ
وغادة الشعر ثكلى والحروف دم
أشعل فديتك ركضاً وجه صافنة
تستقدم الصبح ليلاً حين تقتحم
أشعل فديتك جرحاً طعم حرقته
نار تمرد في أحشائها الألم
يا واهب الصخر رعباً طلعه ثمر
وموسماً في ثراه يورق الكلم
اقرأ بربك نص النص مختلفاً
عما روته لنا الهيئات والنظم
لنرتدي أحرفاً ما مسها لغب
ولا ترامى على أطرافها هرم
ها أنت والموت كالصّفوان بينهما
طفل جراحاته أغوارها قمم
دم الكتابة في أقلامنا نشفت
عروقه وامتطى أقلامنا سأم
وماؤنا آسن أقذف به حجراً
فربما يستجيب الغيث والديم
وربما تنجب الفصحى لسان فم
إذا دعا لاءه أصغت له نعم
وانبتت شفتاه حقل أسئلة
بيضاء تعصف في أحشائها الحمم
أشعل جراحك خيل الدمع ما فتئت
تثير في ذلها ركضاً وتنهزم
لا صيفنا ظمئت فينا حرارته
ولا شتانا ارتوى في ليله حلم
تناثرت لغة الأرقام في دمنا
لكن أعدادنا لم يجدها رقم
أشعل حروفك إيذاناً لفاتحة
تشفى إذا قرئت من دائها الهمم
كل التمائم والرقيا التي تليت
على جبينك أردانا بها سقم
أعلامنا ترترات في الفضا سئمت
ألوانها وتلاشى حولها القسم
وخيلنا أسرجت وهماً وأسكتها
عن الصهيل صهيل السوط واللجم
اركض فديتك ركضاً رب مغتسل
تذوب في مائه الآتام والسد
ورب ساعة ميلاد عقاربها
في ساعة الوعد بالميعاد تلتزم
تبدل الزمن الكحلي وجه ضحى
في ثغره ألق للصحو يبتسم
وتمنح الليل أقماراً وأحصنة
على سراها شتات الشمل يلتئم
أوقد لنا في عشيات البكا أملاً
في دفئه نصطلي ناراً ونضطرم
كم خبأتنا المرايا في توهجها
زيفاً وخلف المرايا تهزأ الظلم
وربما في ثرانا ألف باسقة
وجودها مؤرق لكنه عدم
هذا سؤالي جريح فوق طاولتي
وللغرابة في أحشائه وحم
هل يصدق المتنبي في مقولته
يا أمة ضحكت من جهلها الأمم
وهذه صرختي الحمراء مثقلة
بأمة حولها الويلات تزدحم
أشعل فديتك ماء الوجه رب دم
يصغي لنخوته في العقم معتصم
شكراً والسلام عليكم
 
طباعة

تعليق

 القراءات :535  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 69 من 223
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الأستاذة صفية بن زقر

رائدة الفن التشكيلي في المملكة، أول من أسست داراُ للرسم والثقافة والتراث في جدة، شاركت في العديد من المعارض المحلية والإقليمية والدولية .