شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الشيخ وليد بن إبراهيم آل إبراهيم))
يشرفني اليوم أن أكون بين أصدقاء وزملاء وأساتذة فضلاء.
سعدت بالدعوة الكريمة من الأخ والصديق الشيخ عبد المقصود خوجه، وسعدت أكثر أن أكون ضيف اثنينية، التي ساهمت في إثراء الحركة الثقافية السعودية، فاثنينية عبد المقصود خوجه لها عراقتها وتاريخها الناصع كمنتدى أدبي منذ عام 1982، وتستمد جذورها من حفلات التكريم التي يقيمها والد عبد المقصود خوجه (رحمه الله) في مواسم الحج لكبار الأدباء والشعراء والعلماء الذين يأتون ضمن وفود بلادهم لأداء المناسك.
واستمرت الاثنينية في التطور على يد الأخ الكريم عبد المقصود خوجه، وتوسعت لتشمل رجالات الأدب والثقافة والعلم والفكر وغيرهم من المبدعين من مختلف أنحاء العالم العربي.
لقد كانت الإم بي سي رائدة الإعلام الفضائي في العالم العربي، فكانت أول قناة تظهر في الفضاء العربي.
وهنا أتذكر عند بداية فكرة إنشاء قناة تلفزيونية موجهة للمغتربين شرحت الفكرة حينها إلى خادم الحرمين الملك فهد بن عبد العزيز -رحمه الله-، وأعجب بالفكرة وجمعني بالشيخ صالح كامل الذي سبق وأن بحث فكرة مشابهة مع خادم الحرمين، ومن هناك بدأنا في مشروع إنشاء القناة.
وأحب أن أذكر جهود الشيخ صالح كامل والدكتور محمد عبده يماني، والدكتور فؤاد الفارسي، والدكتور عبد الله المصري، الذين بذلوا جهوداً كبيرة. إضافة إلى دعم وتشجيع معالي وزير الإعلام حينها علي الشاعر.
في الوقت الذي كان فيه البعض في العالم العربي يتحدث عن خطر قادم اسمه البث الفضائي، جاءت إم بي سي كفكرة وليدة لتشكّل حضوراً جديداً ووحيداً في فضاء الإعلام العربي فجذبت كل المشاهدين العرب من المحيط إلى الخليج، وربطنا عرب المهجر ببلدانهم الأم، ونقلنا الشعائر الدينية إلى كل أنحاء المعمورة، وشاركنا المشاهدين أفراحهم وأحزانهم، حينما كان يعاني إخواننا في فلسطين من الويلات والحروب والمذابح، وحين كان الفلسطينيون يتحدثون بصوت واحد وصف واحد.
قمنا بحملات كبرى لجمع التبرعات في كل العالم العربي، في أول جهد ومبادرة غير حكومية.
كما استطعنا أن نسد فراغاً كبيراً خلال سنوات انتشار البث الفضائي، فوصلنا إلى كل ناطق باللغة العربية حول العالم، حيث قدمنا العالم "بعيون عربية"، واستطعنا أن ننوّع في رصيد مشاهدينا العرب من خلال قناة إم بي سي التي نجحت في مخاطبة الجميع في كافة المجالات ولكافة الأعمار، مواصلين رسالة تقديمنا من أكثر القنوات مشاهدة وتأثيراً في السعودية والخليج والعالم العربي وفقاً لدراسات مستقلة وموثقة.
مع ظهور قنوات مشبوهة وذات توجهات مريبة، وغير واضحة الأهداف، سعينا مع وزارة الإعلام في المملكة إلى تقنين البث الفضائي بالمملكة من خلال مشروع الكيبل التلفزيوني في المملكة، واستثمرنا كثيراً في المشروع لنحو ثلاث سنوات، وكان الهدف هو تقنين البث الفضائي عبر الكيبل وتحت إشراف وزارة الإعلام بالتنسيق مع الدكتور فؤاد الفارسي، وهنا أحب أن أشيد ببعد نظره، لما سوف يصبح عليه وضع البث الفضائي لاحقاً.
وقد قمنا حينها بشراء الكثير من المحتوى ووقعنا العديد من الاتفاقات من أجل مشروع الكيبل الذي رصدنا له واستثمرنا فيه الكثير من موارد بشرية وفنية ومادية.
إلاّ أن قراراً صدر عن مجلس الوزراء في حينها سمح ببيع الرسيفرات، هو ما جعلنا نوقف مشروع الكيبل بعد أن أدركنا أنه سيفشل في مواجهة البث الفضائي المفتوح.
ولعلّه ليس سراً إن قلت إن قنوات إم بي سي التالية ظهرت بعد أن وجدنا أن كم المحتوى الذي استثمرنا فيه وأنفقنا عليه الكثير، يساعد على إنشاء قنوات فضائية أخرى، لتظهر عدد من قنوات إم بي سي الحالية بتنوعها.
إم بي سي حين تم تأسيسها، كان الهدف منها تقديم إعلام سعودي جديد يصل إلى العالم العربي، بل العالم كله، خارج السياق التقليدي للتلفزيون الحكومي. وهو ما حققته الإم بي سي كقناة في مرحلة، ثم مجموعة الإم بي سي بعد توسعها في مرحلة لاحقة.
نحن أبناء هذا الوطن ونفخر بأننا كمنبر إعلامي حققنا ما عجزت عنها وسائل أخرى، هل هذا يعني أننا نعمل بلا أخطاء بالتأكيد لا. لكننا استطعنا أن نكون بديلاً عن الإعلام الغربي، وخلال مشوارنا الطويل كنا على الدوام نقرأ ونتفهم ثقافة مجتمعاتنا العربية، وننفق الكثير من الوقت والمال على قياس آراء الناس في مضامين برامجنا وتوجهاتنا، وفي النهاية لن نخذل ثقة الناس بنا.
لنا قيمنا الثابتة، لكن هذه القيم لا تمنعنا من الابتكار والتجديد، مع الاستفادة من النماذج الأجنبية الرائدة في صناعة الإعلام وفنونه على مستوى العالم. نحن منفتحون على كافة الأسواق العالمية، حضرنا مؤتمرات ومعارض عربية ودولية في اليابان والصين وإفريقيا والهند وتركيا، وأمريكا الجنوبية، نبحث بشكل مستمر عن تقديم أعمال ترقى إلى اهتمام مشاهدينا وتجذب اهتمامهم وترقى إلى تطلعاتهم.
نحن في الإم بي سي بحكم وضعنا في السوق وعلاقتنا مع مؤسسات الإنتاج قادرون على الوصول إلى أهم البرامج العالمية وإنتاجها، لذا تجد في مجموعة إم بي سي هذه الحصيلة المتنوعة، وسنواصل انفتاحنا على كل الثقافات.
أيضاً من المهم النظر إلى مجموعة قنواتنا كوحدة متكاملة، وليس التركيز على قناة فقط، لدينا تنوّع في المحتوى والتكوين لا يوجد أو يتوفر في أي شبكة إعلامية عربية.
إخبارياً:
من المهم الإشارة إلى أن قناة الـ (إم بي سي)، وحين انطلقت من العام 1991، وهي تقدم نشرة أخبار وحيدة في فضاء الإعلام العربي، وكانت توحد العرب وتجمعهم ولو مؤقتاً -يومياً عند الساعة السادسة بتوقيت غرينتش. وأخبار إم بي سي هي التي قامت بمتابعة مؤتمر مدريد للسلام ونقله مباشرة للعالم العربي، بل إن سياسة الأخبار في إم بي سي من اليوم الأول ظلت داعمة للحق العربي وللقضية الفلسطينية.
وخلال عشر سنوات قمنا بعمل أضخم 3 حملات تبرعات على مستوى الوطن العربي لصالح القضية الفلسطينية.
وللعلم، فإن فريق الأخبار في "إم بي سي"، هو نفس فريق غرفة الأخبار بقناة العربية اليوم، مع زيادة العدد نتيجة المساحة الزمنية الإخبارية المتاحة. والخط الإخباري للعربية اليوم هو نفسه الخط الإخباري المهني لأخبار "إم بي سي" منذ إنشائها، وظلت ملتزمة بالقضايا العربية وقضية فلسطين، الذي حدث هو التغيرات على الأرض في الواقع السياسي، والانقسام الفلسطيني الفلسطيني، إضافة إلى التجاذبات الإقليمية.
وهو أيضاً ما ينفي الاتهامات الموجهة للأخ عبد الرحمن الراشد، والذي يتمتع بمهنية معروفة، وخلال إدارته لجريدة الشرق الأوسط، كان يجمع فيها آراء مختلفة تكتب وتحلل، بعيداً عن اتجاهاته الشخصية، والحقيقة أن هذه الميزة المهنية هي التي جعلته الشخص المناسب لإدارة قناة العربية بمهنية عالية، يفصل بين إدارته وبين آرائه الخاصة.
إن اختيار عبد الرحمن الراشد من حظ العربية، ونحن الذين كسبناه. فهو صحافي وكاتب سياسي معروف على مستوى عربي وعالمي.
وهناك معلومة لا يعرفها الكثير من المتابعين، وهي أن شهادة عبد الرحمن الراشد الجامعية هي الإعلام التلفزيوني من واحدة من أهم الجامعات الأمريكية، وسبق له أن عمل مع "إم بي سي" في بدايتها في برنامج العين الثالثة، وهو شخص ملتزم بالمعايير المهنية في عمله، واستطاع تشكيل فريق عمل يندر وجوده في مكان آخر.
المنهج المهني الصارم الذي تلتزم به العربية هو سبب سخط البعض عليها، فالإعلام العربي بشكل عام، والفضائيات المهتمة بالشأن السياسي على نحو خاص، تتعامل اليوم مع جمهور عاش وتشكل في ظل إعلام عربي يستعذب الدعاية السياسية.
ثم إن المعيار لأي وسيلة إخبارية هي المصداقية أولاً، وحجم المشاهدة، وعبد الرحمن حقق هذين الهدفين بامتياز، وكنت دائماً أقول للزملاء عبد الرحمن الراشد يشبه مهندساً تسلم عمارة من عشرة أدوار وجعل منها ناطحة سحاب يراها المؤيد والمعارض، والمحب والكاره، فضلاً عن أنها وصلت إلى العالمية.
المفارقة أن الذين يهاجمون عبد الرحمن الراشد يؤكدون على الدوام أنهم أهم مشاهديه، والدليل أنهم يحاجونه بتفاصيل ربما لا يشاهدها من يعملون في العربية، وهذا يختصر كل ما قلت.
سرني أن أكون معكم اليوم لأنقل لكم جانباً من تجربة مجموعة "إم بي سي" الإعلامية، منذ بداياتها الأولى في صناعة الإعلام الفضائي العربي.
أشكر لكم حضوركم، وأشكر الشيخ عبد المقصود الذي أتاح لي هذه الفرصة.
عريف الحفل: شكراً لسعادة الشيخ وليد بن إبراهيم آل إبراهيم الذي حدثنا عن تجربته العملية وهذا الإنجاز الذي يعد إنجازاً إعلامياً نفتخر به كعرب وكمواطنين من هذا البلد المعطاء، والآن أيها الإخوة والأخوات أنقل الميكروفون إلى قسم السيدات والأستاذة نازك الإمام.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :436  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 60 من 223
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأربعون

[( شعر ): 2000]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج