شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الأستاذ الدكتور عاصم حمدان))
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، سبقني الأستاذان الكبيران معالي الشيخ عبد المقصود خوجه وسعادة أستاذنا الكبير عبد الله مناع في الحديث عن الماضي، ماضي الحضارة العربية والإسلامية وحاضرها وما يمكن أن يكون ذلك توطئة للحديث عن سعادة الصديق البروفسور سليم الحسني، أريد أن أقف عند ما توقف عنده الدكتور عبد الله مناع وهو أن الأمة العربية والإسلامية أنتجت وأبدعت في العصور الزاهرة لأن مساحة التسامح كانت كبيرة، وكانت متوفرة، فلهذا ظهر عندنا علماء من أمثال ابن الهيثم، وجابر ابن حيان، والرازي، والفارابي، وفي الفلسفة ابن رشد، والغزالي، وغيرهم وكذلك نلاحظ أن حاضرة أخرى وهي الأندلس لولا وجود التسامح لما استطاع العرب أن يصلوا بعلومهم إلى تلك البلاد البعيدة، وأذكر في هذا الصدد أن وزير الخارجية الإسرائيلي السابق يذكر أن الحقبة الذهبية في تاريخ اليهود هي عندما كانوا يعيشون في الأندلس، وفيلسوفهم ابن ميمون إنما هو نتاج الحضارة الإسلامية، وقرأت أيضاً في مصدر آخر أن النحو العبري استفاد من النحو العربي في بيئة الأندلس، إذن المجتمعات الغربية استطاعت أن تحتضن علماء أمثال البروفسور الحسني لأنهم وجدوا فيها مكاناً واسعاً وفسيحاً لتتنفس رئاتهم، وأيضاً وجدوا فيها مجالاَ ليكتبوا ويبدعوا، وهذا مجال يجب أن نعترف به ونحن عندما نقف عند الحضارة الغربية أحياناً نرميها كثيراً بالحجارة، يجب أن نفصل ما بين الجانب السياسي والجانب الحضاري في المجتمعات الغربية، أقول عندما قدمت إلى المملكة المتحدة في نهاية السبعينات الميلادية وبداية الثمانينات كان من الصعب على الطالب العربي أن يجد له مكاناً كدارس في جامعات مثل أكسفورد وكمبردج ولندن وإدنبرة وغيرها من الجامعات، كما كان من الصعب أن يحصل على درجة الدكتوراه من هذه الجامعات، والأصعب من ذلك أن يكون للأستاذ العربي كرسي للتدريس في هذه الجامعات، عندما قدمت إلى بريطانيا كانت أسماء أساتذة عرب كبار مثل وليد عرفات، محمد الطيباوي، محمود الغول، مجموعة حقيقة من العلماء الكبار الذين كانوا في مجال الدراسات الإنسانية، تعرفت على الدكتور سليم الحسني في مانشستر، مانشستر شهدت الثورة الصناعية في أوربا وأتذكر سعادة البروفيسور أن هنالك يوجد في مدينة مانشستر ما يوضح كيف بدأت الثورة الصناعية في العالم الغربي، وكان فيها أيضاً جالية عربية وخصوصاً من بلاد الشام لأن صناعة الحرير كانت موجودة في مدينة مانشستر، وكانت هناك صلات ما بين البلاد العربية ومدينة مانشستر، وهناك جالية عربية وجالية مسلمة وللأسف أنني في بداية الثمانينات وجدت أن بعضاً من العرب حملوا خلافاتهم المذهبية والفقهية إلى هناك وتفرقوا إلى جماعات، لكن أمسك بيدي في يوم من الأيام سعادة البروفسور سليم الحسني يطلب مني ومن بعض الإخوة أن نزور مؤسسة إسلامية أنشأها في هدوء مع بعض رفقائه وفي تلك المؤسسة وجدت الفارق الكبير ما بين هذه المؤسسة وما بين المؤسسات الأخرى التي تضيق على الناس ما وسعه الله عليهم وطلب مني من حسن ظنه أنني ما دمت في تخصص يتصل باللغة العربية وأن إنجليزيتي لا بأس بها فأستطيع أن أسير بها سيراً وإن كان بطيئاً، أن أقوم بواجب في هذه المؤسسة لتعليم الصغار اللغة العربية، وكان من بين هؤلاء الصغار ابن سعادة البروفسور سليم الحسني ولا بد أنه الآن قد تخرج، الدكتور سليم الحسني كان يعمل في هدوء، كنت أحس أنه يحتل بحكم أنه تخرج من جامعة مانشستر التي تخرج منها كثير من الفلاسفة مثل راسل وغيره والمشهورين بعطاءاتهم الفكرية، كنت أحس أنه يحتل مركزاً مرموقاً ليس فقط لدى الجالية العربية المسلمة، ولكن حتى بين الإنجليز لأن أستاذي محرر الموسوعة الإسلامية "إدمون بوقروس" ذكره لي مرة وأثنى عليه ثناءً عاطراً فعلمت أن مكانته تجاوزت الجالية العربية والمسلمة لتستقر في قلوب وعقول الإنجليز، وهذا شيء صعب تحقيقه في المجتمعات الغربية، الحقيقة الكثير يمكن أن يقال عن البروفسور الحسني ولكنني أعود وأقول إن الدكتور الحسني كما قال أستاذنا الدكتور المناع وكما ذكر معالي راعي هذه الاثنينية الأستاذ عبد المقصود خوجه، وضع بين أيدينا حقيقة تراثنا، تراثنا الذي تضمه جامعات الغرب وتحتفي بها مكتباتها، في بريطانيا "شيستربيتي" المتحف البريطاني في مانشستر مليئة بالكم الهائل من المخطوطات في الفلك والجبر والرياضيات وغيرها لكن يبقى السؤال لماذا لم يحمل الأحفاد تراث الآباء والأجداد؟ ودمتم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :489  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 50 من 223
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتورة مها بنت عبد الله المنيف

المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني للوقاية من العنف والإيذاء والمستشارة غير متفرغة في مجلس الشورى والمستشارة الإقليمية للجمعية الدولية للوقاية من إيذاء وإهمال الطفل الخبيرة الدولية في مجال الوقاية من العنف والإصابات لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة الصحة العالمية، كرمها الرئيس أوباما مؤخراً بجائزة أشجع امرأة في العالم لعام 2014م.