شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه))
الحمد لله الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، خير من تعلم وأعلم بالله عز وجل، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
الأساتذة الأكارم
السيدات الفضليات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
يسعدني أن نحتفي الليلة بالعالم الجليل الأستاذ الدكتور سليم تقي الحسني، أستاذ كرسي هندسة الطاقة السريعة في جامعة مانشستر، والرئيس الشرفي لمؤسسة العلوم والتكنولوجيا والحضارة في المملكة المتحدة.. نقف على محطات مهمة في مسيرته الخيرة، والجهود الكبيرة التي بذلها وصولاً لهذا المستوى العالمي، لينضم إلى قافلة العقول العربية والإسلامية المهاجرة إلى العالم الغربي حيث الحضن الدافئ الذي يرعى المواهب، ويكرس الإمكانات الضخمة لمراكز البحث العلمي، ومتابعة إنجازات العلماء وحفظ حقوقهم المادية والأدبية.
لقد أنجز ضيفنا الكريم العديد من المشاريع العلمية التي نالت استحسان كثير من الفعاليات، وأحسب أن كتابه الأخير (ألف اختراع إسلامي واختراع) الذي ركز على دور التراث الإسلامي في إثراء الحضارة العالمية، خاصة في العصور الوسطى، وأثبت من خلاله حجم العطاء الفكري والجهود المبنية على أسس علمية دقيقة في شتى مجالات العطاء الإنساني.. كان المختبر، والمكتبة، والمرصد، والعلماء القائمين عليها، من أهم ركائز الدولة الإسلامية في تلك العصور، وقد انبهر العالم الغربي بالاختراعات المدهشة التي أنجزها العقل المسلم المنفتح على مختلف الحضارات.. فقد ازدهرت موانئ وطرق العالم الإسلامي، وراجت على جنباتها أهم وأجمل منتجات الشرق آنذاك، في الوقت الذي كانت أوربا تعيش في ظلام مطبق، وتسعى جاهدة للخروج من دائرة صمتها بإرسال نوابغ طلابها إلى الجامعات الإسلامية ليعودوا ويسهموا في تلبية احتياجاتها التنموية.
وقد حصل ضيفنا الكريم على جائزة أحسن عالم ومهندس قام بخدمة المجتمع في بريطانيا، كما إنه عضو في لجنة الإشراف على تحسين مناهج تدريس العلوم في المدارس الحكومية في إنجلترا.
إن الخوض في شأن العلم والعلماء والبيئة التي تشرق فيها إبداعاتهم، يذكرني بكتابين مهمين في هذا الباب، أولهما (شمس العرب تسطع على الغرب) للكاتبة زيغريد هونكة، الذي صدرت طبعته الأولى عام 1963م.. وفيه سرد شامل عن المخترعات الإسلامية والعربية التي أثرت في نمو الحضارة البشرية.. والتقدم العلمي الهائل الذي شمل مجالات الفلك، والطب، والهندسة الميكانيكية، وبناء السفن، وغيرها من العلوم التي مهدت الطريق للنهضة الأوربية في العصور اللاحقة.. والكتاب الآخر (الحضارة العربية الإسلامية في الأندلس) للدكتورة سلمى الخضراء الجيوسي، الذي صدر بدعم "الاثنينية" في طبعتيه الأولى والثانية عامي 98 و 1999م.. وهو كتاب شيق بأقلام أساتذة كراسي من مختلف الجامعات الأوروبية والأمريكية.. اشتمل على عدة محاور من بينها: المدن الأندلسية، والفن والعمارة، والموسيقى، والعلم والتكنولوجيا والزراعة.. وأوضح الأساتذة الكبار الذين أسهموا في تحرير هذا الكتاب الضخم بكل موضوعية وتجرد الدور القيادي الذي أسهمت به الحضارة الإسلامية في رقي وتطور العلوم التطبيقية، والسلوكيات العامة، على مستوى العالم.
الأمر الآخر الذي يفرض نفسه بقوة في هذه المناسبة، موضوع مراكز البحث العلمي في الوطن العربي والعالم الإسلامي.. فما زالت الحقائق على الأرض أقل بكثير من التطلعات والطموحات.. وأصبح من المعروف أن ميزانيات البحث العلمي في الدول العربية مجتمعة أقل مما هو مرصود لهذا البند في إسرائيل وحدها!! مع ملاحظة أن تمويل البحث العلمي في حده الأدنى ينبغي ألا يقل عن 1% من إجمالي الناتج القومي.. ومن ناحية أخرى فإن الجامعات العربية التي تشكل القاعدة الأساسية لمراكز البحث العلمي ما زالت تركز على الجانب النظري في العملية التعليمية، وتهيئ أساتذتها للقيام بالتدريس كعمود فقري لنشاطهم، بينما يقل دور البحث العلمي، بل يتلاشى في كثير من الجامعات، وعذرهم في ذلك تدني الميزانية المخصصة لهذا البند، فالحكومات غالباً لا تولي البحث العلمي حقه من العناية والرعاية، لذا نجد في الدول الغربية أن مراكز البحث العلمي تعتمد في تطورها وميزانياتها الضخمة على القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني غير الربحية، فهي تضخ مبالغ كبيرة لهذه المراكز وترعاها بكل أريحية لأنها تجني منها المزيد من الثمار التي تؤهلها لإنجاز وتطوير مخترعات تدر عليها أرباحاً طائلة بعد عمليات التصنيع والتصدير التي أغرقت السوق بسلع أصبحت تنافس بعضها البعض، ولا تدع مجالاً لمستزيد.
إن أزمات العالم العربي تحتاج إلى حلول غير تقليدية، ومن أبرزها مشكلة المياه التي يشار إليها على أنها شرارة الحروب القادمة، ونحن في قلب الدول التي تعاني من التصحر وشح المياه، خاصة في الاستخدامات الصناعية والزراعية.. وهناك آفاق واسعة لإسهام البحث العلمي في أنجع الطرق لتوفير مياه الري واستنباط فصائل محصولات ومنتجات بستانية لا تستهلك كميات كبيرة من المياه.. وعلى سبيل المثال فإن القمح من السلع الاستراتيجية التي تحتاج إلى بحوث مكثفة لتقليل مياه الري.. بالإضافة إلى تطوير نباتات "أعلاف" تستخدم المياه المالحة مما يقلل الضغط على مخزون المياه الجوفية.
ومن المشاكل العالقة التي تحتاج إلى بحوث مستفيضة ومكلفة، عملية إنتاج قطع الغيار لكثير من السلع المهمة مثل الطائرات، والقطارات، والسيارات، والمضخات العملاقة، ومحطات توليد الكهرباء، والأسلحة، وغيرها من المنتجات التي تشكل عامل ضغط كبير على ميزانيات التشغيل والصيانة.. كما أن توقفها لأي سبب من الأسباب قد يؤدي إلى شلل في قطاعات مهمة لا غنى عنها في حياة كل مواطن.. فهذا الجانب يعني الثورة الحقيقية في المجال العلمي الذي ينبغي النظر إليه بكل جدية، وتمكين الجامعات ومراكز البحث العلمي من التصدي له مهما كلف من أموال.
وبالرغم من إنني متفائل، إلا أن ما يشوب العالم العربي من خلط كثير من الأوراق دون مراعاة للأسبقيات يحتم على وسائل الإعلام المختلفة أخذ زمام المبادرة، وشن حملات مدروسة ومستمرة، لاستنهاض الهمم وتكريس الجهود والإمكانات اللازمة لتجاوز ثغرة البحث العلمي التي ظلت مكان تهميش عبر مختلف الحقب.
أتمنى لكم أمسية مميزة بصحبة ضيفنا الكبير.. وعلى أمل أن نلتقي الأسبوع القادم لنحتفي بسعادة الشيخ وليد بن إبراهيم آل إبراهيم، رئيس مجلس إدارة مجموعة قنوات mbc الفضائية.. والسلام عليكم ورحمة الله،،،
عريف الحفل: الآن الكلمة للدكتور عبد الله مناع، الكاتب والمفكر المعروف.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :445  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 48 من 223
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الجمعية النسائية الخيرية الأولى بجدة

أول جمعية سجلت بوزارة الشئون الاجتماعية، ظلت تعمل لأكثر من نصف قرن في العمل الخيري التطوعي،في مجالات رعاية الطفولة والأمومة، والرعاية الصحية، وتأهيل المرأة وغيرها من أوجه الخير.