((الحوار مع المحتفى بها))
|
الأستاذة نازك الإمام: شكراً لضيفتنا الكريمة، ملحة بنت عبد الله آل مزهر التي حدثتنا عن حياتها وعن هذه الإضاءة الجميلة وهذه الكلمات التي أفادتنا بها كثيراً، سنبدأ الآن بطرح الأسئلة لضيفتنا الكريمة وسأبدأ سؤالي الأول من قسم الرجال. |
سؤال من الأخ الصحفي "صالح متعب"، يقول: |
اثنان وثلاثون نصاً مسرحياً طُبع خارج الوطن لم نسمع عنها هنا ولم نشاهد مسرحيات محلية من أعمالك هل هو لابتعادك عن هذه الأرض أم لكونك أنثى بدوية أم هناك سبب آخر؟ وأتمنى أن أشاهد في أبها مسرحيات من تأليفك في فترة الصيف، شكراً.
|
الدكتورة ملحة بنت عبد الله آل مزهر: شكراً على سؤالك واهتمامك وحضورك، أعمالي بحمد الله وصلت إلى خمسين نص مسرحي جميعها مطبوعة في الهيئة العامة للكتاب، وفي نادي أبها الأدبي وفي الشارقة وفي الجزائر، وقد سعدت وشرفت كثيراً أن وضعت في مصاف أساتذتي الأفاضل، في موسوعة الأدب السعودي الحديث، وترجمت لي أعمال مسرحية منها مسرحية "سر الطلسم" هذه الموسوعة التي أنا أشكر جميع من قام عليها في وزارة الثقافة والممولين لخروج صوتنا إلى الخارج، لأنه يهمنا جداً أن يطلع علينا الآخر.. من ناحية لم نسمع عن مسرحيات محلية من أعمالك، سعدت كثيراً جداً عندما شاركت في افتتاح مهرجان سوق عكاظ هذه السنة مع الأستاذ الفاضل جريدي المنصوري، وقدمت نص بعنوان "داعية السلام" عن زهير بن أبي سلمى الرافض للحرب وكانت مسرحية تقليدية نستدعي كل شعراء المعلقات على المسرح ونتحاور معهم ويتحاورون معنا، الأستاذ جريدي المنصوري أجرى بعض التعديلات على النص وأضاف إليه، وأعده من جديد وقدم هذا النص الذي أفخر بوجوده في هذا البلد، كانت هناك محاولات كثيرة من مخرجين وسألوني عن إمكانية تقديم عروض مسرحية لي "حالة اختبار" كان فريق الدمام يريد أن يقدمها، و "فنجان قهوة" و "شق المركب" في جدة، ولكن هذا يرجع لطبيعة جمعية الثقافة والفنون أو المخرجين أو التحمس لوجود نص، أما لكوني امرأة بدوية وأكتب ولا أجد أحداً... فهذا شيء مستبعد كل المسرحيين السعوديين يفخرون بي وأنا أفخر بهم، نحن قبيلة واحدة بيننا حبل سري واحد ورضاعة أبدية لا ننفطم منها أبداً، وأنا أجلهم وهم يجلوني، وأنتظرهم كثيراً في المهرجان التجريبي، نتقابل ونتحاور ونقيم الندوات وأنا أشعر إنني أمهم، ويحسون ويشعرون إنهم إخوتي وأتمنى أن أرى مسرحي في بلدي المملكة العربية السعودية.. وشكراً. |
الأستاذة نازك الإمام: في الحقيقة الأسئلة لدينا كثيرة جداً في قسم السيدات أو من الرجال ونتمنى أن تجيبي سعادتك على بعض هذه الأسئلة. |
سؤال من الدكتورة إيمان تونسي عضو مجلس إدارة جمعية المسرحيين السعوديين: |
سيدة المسرح السعودي حباك الله بالموهبة وصقلتيها أنت بالعلم والانكباب على دراسة فن المسرح وفن الكتابة المسرحية، ما هي نصائحك لمن يكتبن النص المسرحي في مملكتنا الحبيبة استفادة من الرأي القائل نبدأ من حيث انتهى الآخرون أو الأصح الأخريات الحاصلات والمختزلات لتجربة ثرية كتجربتك.. شكراً لك؟
|
الدكتورة ملحة بنت عبد الله آل مزهر: شكراً جزيلاً أنا أرحب بأختي وحبيبتي إيمان تونسي التي سمعت عنها كثيراً وأنا أفتخر بها لأنها امرأة في جدار رجالي في المسرح السعودي وحققت شيئاً مما بدأته فأهلاً وسهلاً بها، من ناحية كيف نكتب نصاً مسرحياً فهذه أكاديمية كاملة لدراسة كتابة النص المسرحي، ولكن علينا بعض الخطوات لمن يريد أن يكتب نصاً مسرحياً أن يبدأ بالهم الأول، ما هو الهم أو الرسالة التي يريد أن يقولها للعالم، وهو أهم وأكبر ما في النص المسرحي، لأن هناك نصوصاً مسرحية كثيرة أقرؤها ولا أخرج منها بأي رسالة والمسرح هو رسالة من مرسل إلى متلقٍ عبر وسيط وهو إن كان النص أو العرض.. هذا الهم يمثل أولى الخطوات للكاتب، أنا عن نفسي أبدأ أفكر بالـ frame أو الإطار هل أكتبه تعبيرياً أو كلاسيكياً أو تفكيكياً أو عبثياً أو سريالياً؟ ما هي المدرسة فلا بد أنتقي المدرسة التي أكتب من خلالها فلا أحب الخلط بين المدارس المسرحية، ثم أبدأ بالاختلاء بنفسي، لا بد أن أعمل جلسات مع نفسي، هذه الجلسات سميت "بالزن" فلا بد أن أجلس كثيراً وأسترخي أركّز في صورة أو مجرى نهر مائي، حتى يتلاشى العالم أمامي، هذه الجلسات للمبدعين تدريب نفسي، ثم بعد ذلك أبدأ أكتب وأترك القلم ينساب مع نفسه دون تدخل مني إذا كنت أكتب سريالياً أو تعبيرياً لكن إذا كنت أكتب كلاسيكياً فلا بد أن أكون حاضرة كناقدة ومفكرة داخل النص، وتختلف من مدرسة إلى مدرسة من خلال التداعي الحر للكتابة، ثم أنتهي كناقد بقراءة ما كتبت وأشطب ما أشطبه، لكني لا أخفي عليكم أن ملحة الناقدة تكون قلقاً شديداً لملحة الكاتبة أحياناً أطردها من الجلسة وأستبعدها من الكتابة، لكنها تلح وتفسد ما أفعله في بعض الأحيان، إلى أن أهجر الكتابة أحياناً لأشهر لأنها تتدخل كناقدة وحينما يتدخل الحضور مع الكاتب يفسد فن الصنعة ويفسد الإبداع، في مناطق أحياناً أبكي فيها وأنا أكتب أجد المتلقي يبكي، ولو ضحكت وأنا أكتب أجد المتلقي يضحك في هذه المرحلة، وعن تجربة، لأنه تسرب ذاتي بين الورق ينتقل للمتلقي، تسرب للمبدع ينتقل للمتلقي بكل صدق. وأهم شيء الصدق، ثم لا بد أن يكون هناك بداية ووسط ونهاية إذا كان النص كلاسيكياً، أو إذا كان تعبيرياً يكون عبارة عن قيمة ولا أستطيع أن أفيدك كثيراً لأنه شغل أكاديمي.. وشكراً. |
سؤال من غياث عبد الباقي: |
في ربيع الثاني 1420هـ الموافق عام 1999م صدر كتاب د. علي الراعي وعنوانه المسرح في الوطن العربي، طبعته وزارة الثقافة وعالم المعرفة في الكويت، وكان الكتاب خالياً من اسم السعودية رغم وجود المسرح السعودي قبل صدور الكتاب، فلماذا تجاهل د. الراعي ذلك؟ ثم يوم أمس زرت المكتبة المركزية بجامعة الملك عبد العزيز بجدة ولم أر أي كتاب للدكتورة ملحة؟ شكراً لك.
|
الدكتورة ملحة بنت عبد الله آل مزهر: في ثغرات كثيرة في كتاب المسرح في الوطن العربي، وفيه كثير من الإهمال لبعض المبدعين، وناقشنا هذا الموضوع في ندوة في الأردن واتضح أن أستاذنا الكبير علي الراعي كان يتصل بالتلفون بالإدارات التي فيها مسارح ويأخذ منها المعلومات، وفي السعودية لم يهتد إلى إدارة معينة وكان هذا سبب إغفاله المسرح في السعودية، الذي بدأ مع المسرح في الوطن العربي.. أما عدم وجودي في المكتبة، فأظن لي كتب في مكتبة الملك عبد العزيز لأني شفتها بالنت، وهذا ليس بيدي لأن كتبي تطبع عن طريق مؤسسات عامة وطلبتهم كثيراً رغم إن كتبي قدمتها لوزارة الثقافة وكل النصوص/50 نصاً/حصلت على فسح تام دون شطب أي كلمة وهذا الفسح موجود معي إلى الآن، ولأنها كتب تجارية يحتارون يبيعوها لمن؟! فالمسألة تجارية بحتة. وتعتمد على مجهودات ذاتية فمن يحضر إلى مصر يحصل عليها أو أنا أرسل إلى جهات معينة، وشكراً. |
الأستاذة ثريا زكريا بيلا، عضو اللجنة النسائية بنادي مكة الثقافي الأدبي: |
هل تعد د. ملحة نفسها رائدة في مجال الأدب السعودي مع العلم أن هناك من لا يعرف ملحة؟ كيف توفقين بين ريادتك وعدم ظهورك في ذهن القارئ المسرحي السعودي؟ وتسأل جمعية المسرحيين السعوديين لماذا لم تكن ملحة من أعضائها مع إنها تعد في نظري من أعمالها داعمة للنهوض بالجمعية؟ وشكراً.
|
الدكتورة ملحة بنت عبد الله آل مزهر: أولاً إن شاء الله أكون موجودة في ذهن القارئ، أنا ما أكتب للشهرة، ولو سعيت للشهرة لكنت جندت صحفيين وجندت جحافل ومؤتمرات صحفية ولقاءات وكل يوم تجدوني على حنفية التي تفك من الصنبور، وأنتم تعرفون كيف الواحد ممكن يسوي هذه الأشياء، لكن، والله، أنا لا أسعى للشهرة، بدليل إنني بينكم في ناس كثير ما يعرفوني، أنا أكتب بحب للوطن وللتاريخ وللثقافة، وبكتب بشكل مواضيع إنسانية أتمنى إني أترك بصمة في المكتبة السعودية بعد ما أرحل، كان هذا أملي، وأن يبقى الاسم بين جدران المكتبة الثقافية السعودية، ثانياً أنا عضو في جمعية الفنانين المسرحيين السعوديين، من يوم ما بدأوا يفكرون فيها وأنا معهم كعضو، لكن عضو مجلس إدارة هذا مستحيل لأني موجودة في القاهرة، وكان اسمي من أوائل المرشحين لكن لعدم وجودي وتفرغي لم يعد بالإمكان ذلك، لا بد من وجود إنسانة مثل الأخت الفاضلة لتتابع، وأهم شيء أنا مبدعة ليس بالضرورة أن أكون إدارية لأن الجمعية هي إدارة -جهة إدارية تديرنا نحن كمبدعين- فهل توفيق الحكيم لا بد أن يكون عضواً في الجمعية المصرية التي تنسق لمسرح مصري أو كذا؟ لا.. أو يوسف إدريس أو كذا.. لأني معولة على هذه الجمعية إنها تحتضننا وتحتضن آدابنا وتظهرنا للناس وتؤرخ لنا سواء كنا بعيدين أو قريبين، ثم عندنا الدكتورة إيمان على عاتقها شيء كبير، تنوب عنا كلنا وفيها البركة. وشكراً. |
خالد المحيميد من جريدة الوطن: |
يعاني المسرح السعودي من أزمة يبدو أنها مستعصية، تتعلق بشكل خاص في عزل المسرحيين السعوديين عن بناء حركة مسرحية فاعلة هل توافقين على هذه المقولة؟ وما هو أول قرار تتخذينه لو أتيح لك أن تكوني صاحبة القرار لتجاوز هذه الأزمة؟ شكراً لك.
|
سؤال آخر من نور الدين فاروق: |
هل ترون إدماج الفنون في التخصصات الأكاديمية حلاً لأزمة المسرح السعودي المفتقد للصفة الشرعية والرسمية وما تعليقكم عن منع الجهات الرسمية لمنع عروض مسرحية بحجة قيام الرجال بأدوار نسائية والعكس؟ شكراً جزيلاً.
|
الدكتورة ملحة بنت عبد الله آل مزهر: أولاً المسرحيون السعوديون ليسوا عاجزين، جمعية الثقافة إلى عام 2000م قدمت 500 عرض، يعني في مسرح للرجال، وهناك مسرح نسائي، أسست له حرم الملك فيصل رحمه الله، وافتتح وكُوّن مسرح نسائي وتأسس كتاريخ، وبداية من دعوة الأمير خالد الفيصل والأميرة العنود حرمه وطلبت مني سمو الأميرة أن تكون "العنوسة" مسرحية نسائية من أهل "أبها" ولكن عجزت لأنه لا توجد إضاءة ولا ميكانيزم أو تخصص ديكور أو... أو.... وهذا يحيل بين المسرح النسائي، وأنا ضد المسرح النسائي الذي يأتي من القاهرة فهي ليست منا وعلى جمعية الثقافة والفنون أن تستبعد هذه العروض الخارجية لأنها دخيلة على ثقافتنا، فهي لا تحسب من مسرحنا، ومجرد عمل تجاري أتت لتأخذ دولارات وترحل.. من ناحية ثانية أنا لو كنت اتخذت قراراً أو أنا مسؤولة عن المسرح أكوّن كادراً وظيفياً للمسرح وهذا سبب عجز المسرح في السعودية، لا يوجد كادر وظيفي، لا يوجد موظف تخصصه مسرحي، يتفرغ ويستلم راتباً عن عطائه، هذا لو وجد لتفرغ الناس، كل الناس في المسرح السعودي الآن هواة عليهم العمل طول النهار لجلب الرزق وفي الليل يمكن يكون نعسان في البروفة أو ما يقدر، فلا هناك ورش ولا تدريبات، ولا هناك مقابلات مادية، ولا دعم، فوجود كادر وظيفي وعلى الوزارة تعيين كادر وظيفي على الأقل لتصحيح صورة المسرح في عين المسرحيين السعوديين، وعلى الأقل توعية الشباب من الإرهاب ومن الإدمان ومن الخروج الخ... وليكون منصة للوعي والردع.. هذه رؤيتي.. المبدعون ليس بالضرورة أن يكونوا أكاديميين، لو لم يكونوا مبدعين لما كان شكسبير، فقد كان راعي إسطبل، شكسبير كان من يرعى خيول المشاهدين في المسرح الأودابيسي، الموهبة لا تحتاج إلى أكاديميين، المسرح السعودي يطلب دعماً مادياً وتفرغ، والاهتمام بالفرق والتي تشتكي مر الشكوى سواء من التفرغ أو التدريب والورش، كله على حسابهم، الأستاذ عبد الله باحطاب قال تصوري ميزانية الجمعية كلها كم ألف بما فيها المسرح!! وأنا أرى أن العجز المسرحي في مصر رغم أن المسرح الحكومي تجد مسرحية تتكلف نصف مليون جنيه مصري، والمسرحية في السعودية تتكلف ألفين إلى ثلاثة آلاف ريال والممثل يتقاضى سبعمائة ريال، أنا آسفة للتطرق لهذا ولكن هذه هي أزمة المسرح في السعودية؟ وشكراً. |
سؤال من الإعلامية منى مراد من جريدة البلاد ومجلة اقرأ: |
هل أثر اختلاف البيئة على مؤلفاتك كسعودية تعيش في القاهرة وما مدى هذا التأثير؟
|
الدكتورة ملحة بنت عبد الله آل مزهر: أكيد هناك تأثير كسعودية من أبها إلى القاهرة وإلى سوريا حيث أقمت فيها فترات إلى فرانكفورت وغيرها، لا بد أن تؤثر بالإضافة إلى القراءات في المكتبة حوالي 5000 كتاب أكيد هنالك تأثيرات، هناك رسالة تجريها طالبة اسمها رندا الحربي في جامعة مكة بعنوان (مسرح ملحة عبد الله رواسب واتجاهات)، أنا سأكتشف هذه الرواسب وهذه الاتجاهات لأني ما أقدر أقول كيف تأثرت هذا الكل عبارة عن نكهة خاصة متعددة المصادر الغذائية، وشكراً. |
سؤال من المهندس عبد الغني حاووط: |
النصوص المسرحية والتلفزيونية تنوعت في طرحها لمواضيع المجتمع وهمومه منها ما هو في برج عاجي أقرب إلى التنظير، وبعضها تطرح الواقع بأسلوب أقرب للإسفاف، ما رأي الدكتورة فيمن يقول أن النصوص يجب أن تعرض الواقع بعجره وبجره حتى وصل بعضهم إلى خطوط حمراء، أو تجاوزها، السؤال هل يكون النص منظراً كما تصوره ابن خلدون بالمدينة الفاضلة، أم يكون بحسناته وسيئاته؟
|
الدكتورة ملحة بنت عبد الله آل مزهر: أنا ضد أن يكون النص منظراً، أو مسرحية محكمة الصنع فهي ممجوجة جداً، الكاتب لا بد أن ينغمس في الطين ويخرج بلحمة كمرآة للواقع ولكن هناك محاذير، لدي مثلاً الآن كتاب ينشر في مكتبة مدبولي وليس ذلك دعاية للكتاب، بعنوان "حكايات ليلة الدخلة في السعودية"، بعض المرشدات طلبوا منِّي مسرحية تحث على العفة وكتبت لهم "بنات البيت" لتقدم هنا في الرياض وهيئة الدعوة للإرشاد طلبت هذه المسرحية لأن أصبح على المنابر عجزت عن الفيديو كليب والثقافة المفتوحة، ولم تشبعني هذه المسرحية فكتبت كتاب حكايات ليلة الدخلة وأنا لي سنتان أكتب وأنا مرعوبة كيف أكتب وأنا أكتب تجارب البنت في هذه الليلة لحث البنات على الأخلاق. |
سؤال الأستاذة فوزية السحيمي مشرفة تربوية: |
في ظل الحركة النشطة الآن توقعاتك للمسرح السعودي ودور المرأة فيه هل ستكون بطيئة أو ستأخذ خطوة إيجابية؟
|
سؤال مشابه من الأستاذة آمال بدر سيدة أعمال: |
هل تتصورين أن يكون هناك مسرح خاص بالسيدات فقط؟
|
الدكتورة ملحة بنت عبد الله آل مزهر: دور المرأة في المسرح مثل دوري أنا ليس بالضرورة أن نطلع على الخشبة ومثل د. إيمان يمكن يكون ميكانيزم، تخصصات مما وراء الستارة، لكن ما أتطلع أن تظهر المرأة على الخشبة أو تشييع جسد المرأة من واقع شباك التذاكر، لأنه أصبح الآن تشييع لجسد المرأة وعرضها في الشباك لتكون من الجميلة، أصبح الحاصل الآن وضع المرأة في الوطن العربي تشييع لجسد المرأة وعرضها في فترينة شباك التذاكر، كنت أعرض مسرحية في الإسكندرية باسم الليبو وعاب علي البعض متسائلين أين "الأفيش" بتاعك ليش موش منور للستات، ما راح يجيك فلوس.. هذا شيء كلنا نرفضه، أما إذا كان لا بد من المرأة فيجب أن تتوفر داخل العصب الدرامي، فعلى الكاتب أن يعرض نصه بعيداً عن السعودية، لأني أعتقد أنها لن تقبل وأنا لا أحبذ هذا.. المسرح النسائي يمكن يفيد ويستفيد وفراغ المرأة الذي تقضيه في المولات أو الجلسات، يمكن تسمع مسرحية وتفيد وتستفيد، هذا شيء من ناحية المرأة في المسرح السعودي، وشكراً. |
سؤال الأستاذ هاني جلال: |
كيف أثر المسرح في تعديل بعض السلوكيات الاجتماعية من حولنا؟
|
الدكتورة ملحة بنت عبد الله آل مزهر: "موش" لما يكون عندنا مسرح في الأول، ليس عندنا مسرح ولكن عندنا تاريخ مسرح في السعودية، المسرح يكون حيث يتزاحم النظارة أمام شباك التذاكر.. يكون هناك مسرح ويؤثر. |
سؤال من سميرة الشهراني ابنة د. ملحة عبد الله وباحثة في القسم الإعلامي بالخارجية السعودية: |
لقد تعلمنا منك الكثير نحن أبناءك، ونفتخر بك وبمسيرتك، والآن أنتهز الفرصة لأسألك كوني متلقية ما هو أثر أبنائك الستة على مسيرتك بما لهم من مسؤوليات؟ وشكراً.
|
الدكتورة ملحة بنت عبد الله آل مزهر: هذه تمسكني من إيدي اللي توجعني.. أعتبر سميرة ثمرة من ثمرات كفاحي الحمد لله هي الآن من أوائل من اعتمدوا في الخارجية السعودية وشرف لنا أن السعودية تسمح للمرأة في الخارجية شيء كبير كبير كبير جداً لو نظرنا له بمنظار المرأة وتاريخها في المملكة العربية السعودية كيف تتعدى الحدود وتمثل دبلوماسية في طفرة كبيرة بالنسبة للمرأة وتاريخها في المملكة العربية السعودية.. سميرة سألت عن أولادي لأنهم كانوا العقبة الكبيرة بالنسبة لتوفيقي ما بين تربية الأطفال وما بين ملحة المفكرة والكاتبة التي لها مكتب خاص تجلس فيه وتبدع فيه لوحدها، وعندما أدخل المكتب أكون لا أمت للأمومة بصلة، واحدة ثانية في شكلها، أنا ما عندي انفصام في الشخصية لكني أستطيع ما يسمى بالفصل في التمثيل، عندنا الممثل لا بد يفصل ما بين شخصيته والممثل الذي يتقمصه، فأنا أمثل شخصية الكاتبة في مكتبي أقابل ضيوفي وأكتب وأتصرف، وعندما أدخل البيت أخلع عباية الكاتبة أكون الأم التي تحزن وتربي وتكافئ وتعاقب وتواصل المجتمعات، وهذا دور ما أشرنا له في ندوتنا هذه، لا بد أن نشير إلى دور المرأة كأم ودور المرأة كزوجة ولبنة في المجتمع، ربة البيت لا بد أن تضع طاجن تفتخر به لأن هناك تحديات كبيرة، تجبرنا على أن نكون مربيات فضليات تحديات الابن الذي أصبح ابن النت وابن القنوات المفتوحة وأقنعني وأنا أقنعك وأشمعنى وكيف يكون؟ الأم التي تتفرغ لتربية الأطفال لا بد أن نضع طاجناً على رأسها في هذا الزمن، وكنت لما أدخل البيت وأجد ستة أولاد في سن المراهقة وطبعاً أبوهم غائب لأنه مقيم في السعودية، أضع عباءتي كمفكرة وأكون الأم التي لم تقرأ ولا تكتب، أنا أم بالفطرة وأربي أبنائي كما تعودنا في بلادنا وفي الريف، ولم يكونوا عقبة، كانوا يساعدوني ولما كبروا ووصلوا لهذا السن كانوا هم الذين يجهزون لي الجو لأتفرغ لعملي فشكراً لهم وشكراً لكم. |
الأستاذ خالد الحسيني: |
يذكر بأنه كان يوجد في مكة سابقاً في وقت "الخليف" مسرحية يقوم بها نساء كل حي وكانت هذه المسرحية لمدة يوم واحد على الهواء الطلق.
|
سؤال أخير من محمد محمود بكلية المعلمين بجدة: |
كيف تجدين أثر البداوة الآن وقد أصدرت عن هذا الموضوع دراسة عن المسرح بالسعودية؟
|
الدكتورة ملحة بنت عبد الله آل مزهر: أنا افترضت أن التابو الديني هو المعوق الأساسي للمسرح بالسعودية ولكن انتهيت إلى أن العادات، والبداوة ليست هي الخيمة والجمل لكن البداوة وأنتم أساتذتي البداوة هي الأصالة والعادات والتقاليد والعرض والتابو، كانت هي المعوق الأساسي أمام المسرح، دور المسرح الآن الترفيه وليس دوراً توعوياً كما أشار الأستاذ عبد المقصود خوجه.. وهم محقون فمن يذهب إلى القاهرة يجد على "كباريه" الليل مكتوب مسرح وعلى الكباريهات في مصر أو سوريا مكتوب مسرح.. وبالتالي ينظر للمسرح وينظر لنا بأننا نجلس على التربيزات نسلّي الناس، وبالتالي أصبح هناك نوع من العيب، المسرح أصبح عيباً في مهنته أو في ارتياده، هذا في العرف القبلي.. وهذا الكتاب يؤرخ كل شيء عن هذا الموضوع. |
الأستاذة نازك الإمام: نحن نعتذر للأخوة والأخوات الذين لم يسعفنا الوقت لتقديم أسئلتهم ونعدهم بتقديمها للدكتورة ملحة للإجابة عليها في وقت لاحق ومن ثم ضمها لكتاب الاثنينية كما عودناكم دائماً. |
الآن أترك الفرصة لزميلي الأستاذ محسن العتيبي ليختم الأمسية. |
|