سَكَنْتُمْ جوارَ اللَّهِ في الهالةِ العُظْمَى |
فأَيُّ سماءٍ من (حجازِكُمُ) أَسْمَى! |
وجِئْتُمْ إلى (هَجْرٍ) بريدَ رسائلٍ |
من الغيبِ حُبلَى بالمَوَدَّةِ والرُّحْمَى |
فهل يا تُرَى تكفي (الحجازَ) قصيدةٌ |
إذا هِيَ لم تفرشْ لمقدمِكُمْ نَجْمَا |
يُشِعُّ لِكَيْ يُهدي إليكمْ تحيَّةً |
من الضَّوءِ عرفاناً على هذهِ النُّعْمَى |
* * * |
ويا أيُّها الـ (ـمقصودُ) إِسْماً وشِيمَةً |
فما صاهَرَتْهُ شِيمَةٌ تخذلُ الإِسْمَا! |
رأيتُ (حروفَ العَطْفِ) تختالُ حينما |
(عَطَفْتُ) عليكَ الشِّعرَ والفِكرَ والعِلْمَا |
وصَحْباً بِكَ التفُّوا كأهدابِ محجرٍ |
على صَفَحَاتِ العينِ مرسومةٍ رَسْمَا |
سلاماً عليكُمْ قادمينَ من العُلَى |
تُضيئُونَ في المسرَى ملائكةً عُصْمَا |
هنا سَعَفَاتُ النَّخْلِ عبرَ انحنائِهَا |
تحاولُ من علياءِ هاماتِكُمْ لَثْمَا |
* * * |
سلاماً على ريحٍ سَرَتْ من (تِهامةٍ) |
تُقِلُّ من الأنفاسِ ما يُبْرِئُ السُّقْمَا |
أَطَلَّتْ على (الأحساءِ).. والمِسْكُ خَتْمُها.. |
وأَلْفَتْ رجالَ المِسْكِ فَافْتَضَّتِ الخَتْمَا |
بَنو عبدِ (قيسٍ) مَنْ تآخَوْا على الهوَى |
نِطافاً كأنَّ الرَّحْمَ عاهَدَتِ الرَّحْمَا! |
هنا نحنُ أطيارٌ على هذِهِ الرُّبَى |
سَوَاسِيَةٌ: نُروَى من النبعِ أو نَظْمَى |
جناحٌ يُؤاخيهِ جناحٌ على المدَى |
فيقتسمانِ الريشَ واللحمَ والعَظْما |
نصوغُ بأوتار التعايشِ نغمةً |
على مسمعِ التاريخِ موشومةً وَشْمَا |
إذا الشمسُ مَدَّتْ خنجراً من أشعَّةِ |
نلوذ بِظِلِّ السَّعْفِ كي نطلبَ السِّلْمَا |
هنا العُشْبُ قِدِّيسٌ يُوَزِّعُ بيننا |
تعاليمَهُ الكُبرَى وأخلاقَهُ العُظْمَى |
فما ننحني إلاَّ لزَرْعِ فسيلةٍ.. |
ونبرأُ مِمَّنْ ينحني زارعاً لُغُمَا! |
لنا عَصَبٌ في كلِّ حبَّةِ رملةٍ |
كأنَّا وَهَبْنَا الأرضَ من جِسمِنا جِسْمَا |
إذا حُمَّ في حبَّاتِهِ جَسَدُ الثرَى |
سَرَتْ من حُمَيَّاهُ بأجسادِنا، الحُمَّى |
ولو زارَنا سَهْمٌ فَتَحْنَا قلوبَنا |
لمقدمِهِ هُزءاً بِمَنْ أطلقَ السَّهْمَا! |
* * * |