سجـا البحـر وانداحـت ضفـاف ندية |
ولوَّح رضراضُ الحصا والجنادل |
وفكت عُرى عـن موجـة لصـق موجـة |
تماسك فيما بينها كالسلاسل |
وسدت كـوى ظلـت تسـد خصاصهـا |
عيون ظباء أو عيون مطافل |
ولف الدجى في مستجد غلالة |
سوى ما تردى قبلها من غلائل |
سوى ما تردى من مفاتن سحرة |
وما جر تيهاً من ذيول الأصائل |
وما حمل الإصبـاح شـوقاً إلـى الضحـى |
من الورق النديان أشهى الرسائل |
تثاءب أملود، ولمت كمائم |
ودب فتور في عروق الخمائل |
وهيمن صمت فاستكنت حمائم |
وقرَّ على الأغصان شدو البلابل |
كأن الدنا ملت تدنى شخوصها |
بوضح السنا فاستبدلت بالمخائل |
تنفس عميقاً أيُّها الشيخ لم يهن |
بجري على فرط المدى المتطاول |
ولم ينسه التياه من جبروته |
عناق الشواطي واحتضان الجداول |
وما زاده إلاَّ سماحاً وعزة |
تخطى شعوب فوقه وقبائل |
عبدتك صوفياً يدين ضميره |
بما ذر فيه من قرون الدخائل |
ويسرج فيه بالندامة معبداً |
تشكي طويلاً من دخان المشاعل |
وعاطيتك النجوى معطاة راهب |
مصيخ إلى همس من الغيب نازل |
ولونت أحلامي بما لونت به |
مغانيك من كون بسحرك حافل |
وناغاك قيثاري فلم تلف نغمتي |
نشازاً ولا لحني عليك بواغل |
فيا صاحبي لا تنس عيني شدتا |
بطيفك من وجه لشخصك ماثل |
ولا تنسني نفساً هوتك فتية |
وناغاك بقيا جذعها المتآكل |
هوى لم يـمل يومـاً وكـم مـل خافقي |
بأهوائه من مستقيم ومائل |