أغريب أم الزمان غريب |
كيف تشقى وأنت للمجد طيب؟ |
يا معيداً لكوكب الشعر ضوءاً |
كاد يخبو به الندى واللهيب |
لك قلب فكل يوم جراح |
تتشظى سخينة أم قلوب |
أقنوط وأنت باب الأماني |
وجفاف وأنت نبع سكوب |
كم تعرَّت على يديك المرايا |
واشرأبت إلى خطاك السهوب |
يا مقيماً على ربا الخلد صرحاً |
يتباهى به القرى والشعوب |
ومقيلاً عثارنا حين نكبو |
أنت فينا حكيمنا واللبيب |
يا طبيب القصيد من للقوافي |
حين يشكو من الجراح الطبيب |
القديمان رفقة وصداح |
والجديدان حزنه والندوب |
أنت نبض العراق إن كان قلباً |
أوَ ينسى صداحَه العندليب |
يا أبانا نميرنا من دموع |
والجراحات منذ جيلين كوب |
قسمونا فذا شمال أمين |
بادعاء وذا ذبيح جنوب |
ما لعيد على الفرات شروق |
ألحزنٍ عن الفرات غروب |
بايعتك البحور زهواً مليكاً |
فالوزيران حكمة ونسيب |
القوافي كأنهن الجواري |
طائعات كما تشاء تجيب |
ما عجبنا وقد نسيت دهوراً |
فاحتضان اللبيب فينا العجيب |
كيف أضحى غريب أهل ودار |
من بعينيه تستريح الشعوب |
يا مخيفاً بهمسه ألف طاغ |
بك يسمو عراقنا المستريب |
ما نساك الفرات حين استراحت |
فوق شطيه والحقول الكروب |
شردتنا عن العراق سجون |
وسياط لها علينا دبيب |
ما انخنا ركابنا من زمان |
أين منا بيوتنا يا دروب |