شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الأستاذ عبد الفتاح أبي مدين ))
ثم أعطيت الكلمة لسعادة الأستاذ عبد الفتاح أبي مدين رئيس النادي الأدبي الثقافي بجدة:
- بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيد المرسلين.. محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد:
- فإن الشاعر الكبير البعيد الصوت.. محمد مهدي الجواهري، من بقية الناس في شعراء العصر الحديث؛ إنه الصوت المجلجلُ القوي، الَّذي يهزُّ كيانَ السامِع ووجدانه، بهذا الشعر المزلزل القوي، كذلك في بنائه وألفاظه الجزلة ومعانيه؛ وليس شعرُ الجواهري رنيناً بلا معنى وبلا مضمون، وإنما قوته تتجلى في إلقاء الشاعر وما يضفيه على شعره من المهابة والرنين، ليملك الأذن العربية، التي ألفت شعر الفحول المبدعين، وهو شعرٌ مجلجل ومدمدم في عنفه، وأبنيته، وأهدافه، ومراميه..؛ تدفعه تلك القوة الظاهرة في ألفاظه ومعانيه، لأنه شعرٌ يندفع كالبراكين من أعماق الشاعر، وقوةِ إرادته، وصلابةِ قناتِه التي لا تلين للطغيان والعنف، وإنما هي تزداد تحدياً إلى حد المجازفة، لأنَّ الشاعر ينطلق من مبادئ التزمت بها نفسُه، واختطها لمسيرة حياته، واتكأ على موهبته المتدفقة لا تلوي على شيء.
- ولأنه رجل حر، فإنه قاوم وتحدى الضيم والذل والهوان، وكأنَّ لسان حاله يردد قول شاعر العروبة، الَّذي لا يجاري ولا يبارى أبي الطيب المتنبي:
ذَلَّ من يحسد الذليل بعيش
رب عيش أخف منه الحمام
- وليس من السهل الحديث عن شاعر عملاق، وقف يصارع الظلم والزمن عقوداً طوالاً من عمره المديد.. في دقائق عجلى، فنحن نظلمه. حين نلقي كلماتٍ عابرات عن شاعرنا المجلّى النابغة، صاحب القصائدِ التي تملأ الأسماع أنغاماً، والنفوس انفعالاً، والحياة قوة وإرادة، لأنَّ الحياة قوةٌ وجهادٌ وصراعٌ، لا محل فيها للضعيف، ولكن رمزها القوة، والحق، والشجاعة، والرأي المنافح ضدَّ الباطل لأنَّه زهوق.
 
- ولستُ في يوم الاحتفاء بالشاعر الفحل، الَّذي لم يرهب، ولم يداج، ولم يضعف في توجهه وإرادته التي لا يفتها الحديد؛ فهو لم يخش الجوع، ولم يخش الموت، لأنَّه يحمل رسالة الحياة القوية، التي لا تخاذل فيها ولا استخذاء؛ فبقي في قوته التي أراد واختار.
 
- وسأبعد عن تلك البراكين من شعره القوي المجلجل الدافق، ولكني لن أنسى تلك الصواعق التي قرأتها، في رثاء عبد الحميد كرامي، وقد أحدثت القصيدة أزمة سياسية، حيث زلزلت بيروت، وأثارت المشاعر، وأخرست الألسن، وامتد لهبها في بقاع لبنان؛ ولن أذكر سوى الشطر الأول من مطلعها، وهي قصيدة نارية، حمل فيها على الطغيان، والظلم، والاستبداد، والقهر، فقال متحدثاً عن والد الرئيس رشيد كرامي:
باقٍ وأعمار الطغاة قصار
 
- ودعونا إلى اليسر، والحُلُم، والمناجاة، والمناغاة، ربما لأنا - أولاً - نؤثر الحلم، فالحياة ثقيلة بأعبائها وهمومها، وأدع ذلك الشعر المتوهج الثائر الغائر.. إلى الدارسين والباحثين، وأقدم لشاعرنا أبياتاً.. فيها لهفة، وحرمان، وتطلع، وقلق، ومعاناة..، والحياة كلُّها معاناة. يقول شاعرنا الجواهري.
لا صدى هاتفٍ يرنُّ
ولا الجرس مؤذناً
وأصادي على الطريق
وجوهاً وأعينا
ظِنة أن تكوني
وحسبي تظننا
أنت يا مُرة الطبا
ع ويا حلوةَ الجنى
بأبي أنت، لا أبي
لك كفؤٌ، ولا أنا
* * *
إنَّ للحب جنةً
كُفؤُها، من تجننا
 
- والسلام عليكم.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :687  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 135 من 171
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج