شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة فضيلة الشيخ محمد الدحيم))
بسم الله الرحمن الرحيم.. أحمد الله الذي لا إله إلا هو وأسأله أن يمن علينا بمثل هذه اللقاءات المباركة المثمرة.. وهي في حد ذاتها جميلة ورائعة وستكون نتائجها أفضل فأفضل.. أريد أن أعلق على أربع نقاط أما ثانياً حول التعارف، إن التعارف مرحلة تسبقها مراحل الاعتراف ثم التعرف ثم التعارف وما لم أعترف بك وما أتعرف عليك فلا أتفاعل معك متعارفاً لأن قوله تعالى لتعارفوا: فإن ذلك يقتضي أن يكون ذلك من أكثر من طرف أن أعترف بك أحترمك تحترمني أتعرف عليك على طريقتك في الحياة على منهجك الثقافي على كل ما يمكن أن يوصلني إلى التعارف المتين وأعتقد أن بعد ذلك سيكون تعارفنا قوياً وسيحترم بعضنا بعضاً وسنصل إلى حقائق وإلى منتجات لا تكون في مهب الريح ومخرجات لأن التعارف من أوله ما لم يكن مبنياً على هذه الأشياء سيكون تعارفاً هشاً تنقضه تحديات العصر أو تحولات العالم أو تغير الثقافات والقناعات. التعارف مرحلة تأتي كنتيجة للاعتراف ثم التعرف هذه النقطة الثانية.. النقطة الثالثة فهي تقبل الآخر.. وتقبل الآخر شيء جميل ورائع وله أهدافه وتقبل الآخر يبدأ باحترامه ولا نفهم من تقبل الآخر أن أكون موافقاً لك في كل شيء.. منصهراً فيك في كل شيء وإذا فسرنا التقبل بمثل هذا التفسير فإننا ننتقل من الإكتفاء به إلى الارتماء وإذا كان الاكتفاء مشكلة فالإرتماء مشكلة أخرى.. لي طريقة ولك طريقة ولكن هناك قواسم مشتركة وهناك قواعد توحد بيننا عن المواطنة وإن كنت تريد تفسيراً أوضح للمواطنة التي نلتقي عليها.. لا اكتفاء ولا ارتماء.. ولكنه تقارب وتلاحم حول قضايانا حول مشكلاتنا حول رؤيتنا.. المسألة الرابعة هي إننا نعيش في عصر قدرة السرعة والتحول والتعقيد والمصلحية هذا العصر يحتم علينا أن نتخذ قرارات وأن ننتج برامج ونفعِّلها فنحن في عصر سريع لا يمكن ملاحقته لا سيما ونحن لسنا الذين نصنع قراراته وعلينا أن نتعرف على قدرنا في هذا العصر.. ربما كان في عصر مضى التحدي ثقافي أو صراع ديانات اليوم نحن في عصر تحدٍ هو تحدي الوجود.. إما نوجد وإما لا نوجد وليس هذا فقط في المحيط الثقافي أو الحضاري أو الديني بل وحتى البيئي.. لذلك فنحن رجال فكر وأهل علم علينا أن لا نوغل في التنظير ونهمل حقيقة التفعيل والانتقال.. إن النجاح لا يكون بالوصول إليه ولكن بالاستمرار فيه فأرجو في هذه اللقاءات التي وصلنا إليها أن نستمر عليها وأن تتحول إلى برامج وأنا متفائل وإن كان التفاؤل ينبغي أن يكون جذراً أحياناً ولكنني متفائل إننا نسير على طريق مبارك وجميل فأهلاً بأي إضافة من الإضافات ومن أي فئة من الفئات ومن أي طائفة من الطوائف نرحب بكل الإضافات الجميلة التي تصب في المشروع في الهدف وإننا سوف نحصل على نتائج جيدة.. صحيح إننا في مجتمع تكوّم تكوماً ولم يتراكم تراكماً.. ولكن بدأ الوعي وبدأ الحضور الثقافي يحرك كثيراً من التكوّم ويعيد تشكيله على نحو شكل متراكم متنامي وبدأت الأصوات الواعية تنطلق والبرامج الواعية تنطلق ولكن ذلك يحتاج إلى تقنية ويحتاج إلى استمرارية وإلى إصرار منكم أهل الفكر، أهل الثقافة، أهل الحوار وإني أشكر معالي الشيخ عبد المقصود على هذا الجمع الكريم الذي من خلاله أثنينا معترفين وتعارفنا وتعرفنا وأشكر له هذا الفضل الكبير في جمع هذه الوجوه المباركة وفي جمع هذه الأفكار وجمع هذه الحوارات وجميل أن نختلف لنصل إلى مراحل أعلى وأعلى في حوارنا الثقافي وأكرر الشكر للشيخ عبد المقصود وأكرر الشكر أيضاً لكم وأستميحكم عذراً.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :527  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 216 من 255
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة بديعة كشغري

الأديبة والكاتبة والشاعرة.