شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((الحوار مع المحتفى بها))
الأستاذة نازك الإمام: شكراً للأستاذة الدكتورة هند باغفار على هذه الإضاءة الجميلة وعلى هذه الكلمة التي أفادتنا بها كثيراً، والآن نبدأ بتقديم الأسئلة.
سؤال من الأستاذ الشاهين الجارم: معلم لغة عربية وعضو بجمعية الأدباء والشعراء في الإسكندرية بمصر، يقول:
كيف تأسست الحركة الأدبية عند الدكتورة هند باغفار؟
الدكتورة هند باغفار: كُرِّمت منذ سنتين في مدينة القاهرة، وكنت أشعر بالرغم من حصولي على الكثير من الجوائز والتكريم أن تكريمي يظل ناقصاً ما لم أحصل عليه من مصر-مصر التي في عام 1970 وإلى سنوات طويلة شكلت أعظم الروافد الثقافية والفنية والأدبية- وُجدت في مصر في زمن العمالقة حيث التقيت بعضهم وربطتني ببعضهم بعض الصداقات الكبيرة، وكنت أرضاً لا ترتوي، وكانوا كالبحر مالح كلما شربت منه عطشت. وجدت الحركة النسائية في العام 1970م، وصدمت بالتصنيف القائل: بالأدب النسائي والأدب الرجالي، مع أني لا أؤمن بذلك، فأنا حين أكتب الأدب الوجداني إنما أخاطب الرجل والمرأة وحين أكتب في السياسة أخاطب المرأة والرجل، وحين أكتب عن التربية أخاطب المرأة والرجل، لم أتبع في يوم من الأيام هذه المقولة، إن عملي في الأدب والجمعيات أتاح لي معرفة ملايين الرجال، ولكن ظل الرجل السند الأول لمسيرتي، كان هو أبي وأخي وزوجي وحبيبي وابني وصديقي وزميلي ولا زال، لا زال الرجل هو المحور الحي بالنسبة لي، أتكئ عليه، بالنسبة للأدب الأوروبي ليس هناك شك أننا قرأنا وتتلمذنا على الأدب الأوروبي، الأدب الروسي، الأدب الفرنسي والإنجليزي، درسنا آدابها ودرسنا مسارحها، ولا شك أن هناك الكثير ممن يقلدون بعض الشخصيات الأدبية في كتاباتهم، أنا في الحقيقة أحب وأعشق الكثير من هؤلاء الكتاب العالميين، ولكن يظل ولائي للزقاق السعودي، وأجد نفسي دائماً حين أكتب أعود إلى الزقاق السعودي القديم والذكريات التي لم أرها بعيني ولكني عشتها في وجداني.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الأستاذة مروى الصبحي.
ما هو مفهومك بالنسبة لمسرحية تتناول الطفل وهل توجد لك محاولات لكتابة مسرحيات للطفل؟
الدكتورة هند باغفار: قدمنا من العام 1985م إلى العام 1996م مسرحية قمر الزمان للأطفال في الرياض-حينها كنت رئيسة حفلات جمعية الوفاء- وفي جدة في ملاهي عطا الله ووجدت إقبالاً بالغاً في الحقيقة، ولكن يفتقر مسرح الطفل دائماً إلى المبادرة، أي التمويل أو التبني من جهة رسمية أو خاصة، ولذلك مازال هذا المسرح متخبطاً متعثراً علماً بأنه كما يقال "المسرح هو أقصر لغة بين الشعوب"، وقد لمست من عرض مسرحية قمر الزمان طاقات غير عادية من الأطفال أولاداً وبنات، كما لمست الحماس الكبير، لقد كانت تجربة مفيدة وكبيرة بالنسبة لي أتمنى أن تتكرر لو وجدت المنبت والمشتل الذي يرعاها..
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الأخ خالد الأصور باحث في مركز الدراسات والمعلومات بجريدة "عكاظ".
الدكتورة هند تعددت مؤلفاتك وإبداعاتك سواء أعمالك الأدبية أو المسرحية، وصدر لك العديد من المؤلفات في التراث والأغاني الشعبية والفن الشعبي، ألا تأملين في تجديد أعمالك وتحويلها إلى فن المسرحة والدراما، وكيف يمكن صياغة فن تمثيلي ومسرحي وغنائي يتلاءم مع مجتمعنا؟
الدكتورة هند باغفار: نحن قدمنا الكثير من المسرحيات، حوالي 19 أو 20 مسرحية، وبعد خمسة أيام من هذا اليوم سوف نبدأ في تصوير مسلسل لصالح قناة ART من إعدادي، اسمه (في بيتنا عشنا)، والمراد بهذا الاسم أنه رمزي يمثل كل شرائح المملكة من كل المناطق باللهجات المحلية أيضاً وهو اقتحام جديد في عالم النساء، أقدم فيه الكثير من تقاليد وعادات النساء في المملكة، أنا لا أجد أي تعارض، بل بالعكس، إن أعظم الأعمال العالمية لم تر النور على الصعيد العالمي إلا بعد أن تُرجمت إلى الشاشة الكبيرة، وأنا لا أجد أي إشكال في هذا الشأن، وأتمنى للكثير من الأعمال فعلاً أن تقدم مسلسلات أو أفلام للتلفزيون.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الأستاذة منى مراد من جريدة البلاد.
في اعترافاتك في كتاب "اعترافات امرأة"، بماذا اعترفت من خلاله كونك المرأة المدافعة؟
الدكتورة هند باغفار: اعترفت بلحظات الضعف كما اعترفت بلحظات القوة، وأحببت ضعفي وقوتي، "اعترافات امرأة" كانت خلاصة تجربة لامرأة عاشت اليوم بسنة والسنة بشهرين بتقلب كل الأحداث التي مرت عليها، فكان هذا الكتاب هو عصارة تجربة حقيقية، قطعاً ليس مما كتبت من أدب وجداني، ولكن من أصدقه.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الأستاذ غياث عبد الباقي:
في عام 1428هـ أخرجت لنا المطابع 45 رواية نسائية سعودية أو أكثر من ذلك فما رأيك في هذا الكم الكبير من روايات نساء المملكة، ثم ما حقيقة القول بأن بعض الأدباء يكتبون هذه الروايات ثم تخرجها المطابع بأسماء نسائية وشكراً..
الدكتورة هند باغفار: لماذا أنا لا أرى هذا الأمر، إن النساء اللواتي يكتبن من المواهب الجديدة فخورات جداً بأنفسهن، ليس هناك أي دلالات على أن هناك تورية في الأسماء، ثم إن الاهتمام يكون بالكيف وليس بالكم، ولكن هي مراحل معينة، يعني أذكركم مثلاً ببداية السبعينات و "بداية تهامة" عندما كانت تطبع بأعداد كبيرة لم يكن يُرتجى فيما تطبعه الكيفية الحقيقية، ولكن لم تلبث هذه الظواهر أن خفَّت واعتدلت وأصبح الإبداع أفضل وأكثر تنقيحاً، وهي دورة طبيعية لحياتنا، كل شيء نجد فيه بعض الإقبال وكل هذه الظواهر إنما في نطاق التبعية؛ ولكنها لن تطول.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الأستاذة سهيلة العطاس للدكتورة هند:
ما هو السر وراء هذا التعلُّق والإبداع في العطاء والحضور الذي نجده في تفوق المرأة السعودية-وأنت إحدى نجمات هذه الكوكبة من الوطن ودون تحيز- على كثير من الرجال رغم ما عانته وعاشته وواجهته من المعوِّقات والمحاربة، فكيف لو فتح لها المجتمع الأبواب على مصراعيها، فماذا يمكن أن تكون؟
الدكتورة هند باغفار: لا شك أننا نجد في مجتمعات الأقليات بروزاً غير عادي وكفاحاً غير طبيعي، ولا شك في أن المرأة السعودية قد حوربت كثيراً وأنا واحدة منهن، وقد دفعت الثمن سنوات من عمري، ظلمت من كثير من الفئات، ولم أسلم سوى من جزء يسير من المجتمع، لا شك في أن هناك قدرات طبيعية في المجتمع السعودي أولها الصبر ثم الجهاد ومحاولة إثبات الذات، وقد قلت في حفل القاهرة منذ عدة سنوات، "إن المرأة السعودية، هذا اللغز الذي راهن عليه العالم، يتساءلون عما يوجد تحت نِقاب هذه المرأة؟ يوجد مطبخ وتربية طفل، أي مصنع لإنجاب الأطفال فقط، في التاريخ عمر الـ 40 سنة لا يُساوي أي شيء-وقطعاً هنا أساتذة كبار يسمعونني- 40 سنة في تاريخ أي دولة-رقم بسيط- خلال 40 سنة، 18 سعودية شغلن مناصب دولية وهناك ألوف مؤلفة من كل التخصُّصات في العلم والتدريس، كل هذا إن دل على شيء فإنما يدل على حقيقة واحدة، بأن المارد خرج من القمقم، ولا يمكن أن يعود إليه مرة أخرى".
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الأستاذ عبد الحميد الدرهلي:
هل العقل العربي السعودي عاجز عن الخلق والإبداع العلمي، وما هو السبب الذي يُحضّ الشباب السعودي من كلا الجنسين للهجرة لأوروبا وأمريكا وبلادنا بحاجة ماسة إليهم في الوقت الذي يأتي إلى بلادنا الملايين للعمل، وهل من علاج؟
الدكتورة هند باغفار: في الثمانينات كنت أعمل على زاوية في جريدة "الشرق الأوسط"، وفي إحدى المرات كتبت متسائلة: لماذا لا تلد نساؤنا النوابغ؟ في الحقيقة تساءلت كثيراً في شتى المنابر التي وقفت عليها للتحدث عن المرأة، هل عقمت أمهاتنا لكي لا يُنجبن النوابغ!! الجزيرة العربية تفخر بأنها كانت المشتل الخصب لنبوغ ملايين المواهب الذين غزوا العالم العربي إبّان العصر الإسلامي. أعود وأقول إننا لا نجد دائماً القدرة على الصمود، اليوم لسنا في العصر الإسلامي الذي يتطلب منا الشهور للانتقال من بلد إلى بلد، هناك اليوم محاولات تبنٍّ لعروض كثيرة من الموهوبين من كل مكان، وهذه في الحقيقة مفخرة تضيفها أي دولة لها، مشكلتنا أننا لا نُكرِّم العلم والعلماء، اليوم مثلاً نقرأ عن شباب وشابات من المخترعين تبنَّت اختراعاتهم شركات سويسرية وأمريكية من دون النظر لهويَّتهم، أنا أعيش تجربة حقيقية ولا أدّعي في هذه الأمور، أنا امرأة أمتلك 15.000 قطعة أصلية من تراث المملكة، وبنصف هذا العدد تدفع لي شركات أجنبية وأمريكية عشرات الملايين من الدولارات، ولم أجد مائة ريال دُفعت لي من داخل وطني، وأنا رفضت أن أبيع ولن أبيع، وحتى الآن لمازلتُ متمسكة بقراري، وقد أبيع في يوم من الأيام، ولكن كم من هؤلاء الشباب الصغار يمكن أن يكون مثلي، ومن يصمد أمام هذه المعطيات والمغريات؟ لذا لا ألوم هجرة العقول المفكرة طالما لم نتدارك احتوائها فعلاً.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الأخت نوره العلي.
هل تتواجد كتبك جميعها في المكتبات؟
الدكتورة هند باغفار: هناك كتب كُتِبَتْ في العام 1972م، نفدتْ من الأسواق منذ فترة طويلة، تليها كتب قديمة نفدتْ أيضاً، وقد أرسلت للاثنينية مجموعة من العناوين، من كل عنوان 50 نسخة؛ ما عدا الكتب التي نفدت مثل الأغاني الشعبية القديمة.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من المهندس عبد العزيز الكريدا والأستاذ إبراهيم شمس.
يصف بعض المفكرين العولمة العالمية بالقرية الصغيرة لسهولة التواصل والتقارب والذي بدوره وحَّد الكثير من الرؤى في كثير من المجالات الثقافية والاجتماعية وإلى غير ذلك، ومن ملامح العولمة التنازل عن بعض القيم والعادات والتقاليد بل والتنازل عن بعض اللهجات واحتمال انخراط بعض اللغات، بماذا أثر ذلك على اهتمامكم بتدوين اللهجات الحجازية؟ وهل فكرتِ في إنشاء مركز مع رجال الأدب والثقافة؟
الدكتورة هند باغفار: الموسوعة التي تقدَّمت بذكرها لي وهي موسوعة التراث، وهي موسوعة اللهجة الحجازية، وقد شاركني بإعدادها الأستاذ الكبير فؤاد عنقاوي، كتبنا فيها كل المفردات ما بين جدة ومكة والمدينة، هناك فروق بسيطة في اللهجات-طبعاً العرض السخي الذي جاء من الشيخ عبد المقصود خوجه، سوف أُبلغ به الأستاذ فؤاد عنقاوي أي بتبني الاثنينية لهذا المعجم- سيدي الفاضل إخواني وأخواتي، ليست اللهجة الحجازية فقط كل اهتماماتي ولكني أدرس كل لهجات المملكة وتخُصُّ أبحاثي كل مناطق المملكة، بما فيها الأزياء الشعبية والزيجات الشعبية والأغاني. فالموسوعة التي تحدثت عنها تشمل العادات والتقاليد، إن الكم الذي قمت به لوحدي وعلى نفقتي الخاصة أجده كماً كبيراً، أنا أتساءل ماذا لو ساعدتني جهات معنية بالتراث في كل المناطق، لقد قمت بحوالي 600 رحلة، معتمدة فقط على علاقاتي الشخصية، وجمعت المقتنيات بهذه الطريقة. ماذا لو كان هناك هيئة عليا للتراث، أو للتجارة، فلا زال التراث في مجتمعنا يدَّعي أبوة ألف أب، ولا يُعلم أباه الحقيقي، التراث يُنسب لوزارة الثقافة، وينسب للهيئة العليا وللسياحة، دون أن تكون لإحداها الحضانة الشرعية الكاملة في هذا المجال، ولهذا نجد المشكلة أكبر من مجرد الاجتماع بأحد الإخوة لنبحث ونكتب، لابد أن تتبنى الدولة فكرة هذا الوجود الكبير (التراث)، حتى نصنع شيئاً، في كل رحلاتي سألت عن صغائر الأمور التي يمكن أن تُدرك، فأنا مثلاً كتبت دراسة أخذت أوروبا فيها كشريحة من كل دول العالم حول: كيف نشأت فكرة مركز التراث في كل الدول الأوروبية؟ فوجدت أنها بدأت من عشاق التراث، أي من أفراد يا أخوتي ويا أخواتي.. مرصودة أسماؤهم كلها، هؤلاء عندما نهضوا بالتراث نهضت كل الدول وتبنَّت هذا التراث، وحوَّلته إلى أكبر المراكز، حتى أصبحت اليوم قِبلة لكل مريدي التراث الأوروبي، نحن ننظر ونتطلع ونأمل أن يكون لهذا الصوت صدى في بلادنا.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الأخ مشعل الحارثي من مجلة اليمامة. في
ماذا أضافت لك تجربة "سوق عكاظ" وما أبرز العوائق التي واجهتك في هذه التجربة، ولو دُعيتِ لتكرار التجربة مرة أخرى هل ستقبلين؟
الدكتورة هند باغفار: عكاظ مات من 1300 عام، "وتدبسنا في المشروع كحقيقة"، هو بعيد عن الطائف 40 كلم، من أقصى شمال جدة إلى أقصى شمال العرصة في صحراء الطائف، الوقت الزمني كان قياسياً، أربعة أشهر لبناء مدينة مساحتها الإجمالية 100.000 متر، كل من استعنّا بهم من شركات من الطائف وجدة، في الحقيقة كان حلماً أمضيت فيه أياماً طويلة، أقود سيارتي في تلك الصحراء، ولم يكن من أحد ليحاسبني، لأن السائق قد مرض، وقال أنه لا يستطيع أن يوصل الليل والنهار معي، فسرت أقود سيارتي، كنا نواصل الـ: 24 ساعة في عمل متتابع حتى انتهينا في وقت قياسي، كانت التجربة متعبة إنما والحقيقة تُقال كلنا- مجموعة العمل بكينا حينما راقبنا عرض المسرحية وكنا في الخيمة المجاورة للمسرح، الذي بنيناه، وشاهدنا نجاح العمل، وأحصينا دخول أكثر من 50.000 شخص في ظرف عشرة أيام في فعاليات سوق عكاظ، إنها دلالة ناجحة على أن "عكاظ" ولدت كبيرة، أنا لا أنسب الفضل لنفسي، صحيح كنت أم المشروع، ولكن كان هناك ألف أب، اليوم لو عُرض عليّ "مسرح عكاظ" أقبله ولكن فعاليات "عكاظ" مرفوضة جداً بالنسبة لي.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الأخت سميرة سمرقندي.
ألم يكن هناك تعارض في عملك الإذاعي ثم الإنساني مع عملك الصحفي وكيف وفّقت بين هذا وذاك؟.
الدكتورة هند باغفار: لم أكن يوماً مذيعة، أنا كنت فقط مُعِدَّة، والإعداد لم تكن له خارطة طريق ولا تضاريس، ولم أجد في عملي أي تعارض.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الأستاذ عبد الرحمن مصطفى، باحث تربوي وإعلامي.
أرجو إلقاء الضوء على تجربتك المسرحية المتنوعة وما هي كيفية الحصول عليها؟
الدكتورة هند باغفار: بدأت المسرح في الصف الأول متوسط في مدرستي، مدرسة دار التربية الحديثة، كنت أشارك في النشاطات المسرحية وقد ركزوا على تدريبي بشكل خاص،-الحمد لله- منذ أن نلت شهادة الثانوية العامة بشكل خاص، كانت تجربتي مع أول مسرحياتي عام 1977م، في ذانك الزمن كنا نسمع كلمة "تمثيلية" ولكن المسرح بمفهوم الفصول الثلاثة، والمسرح بمفهوم الكوميدي والتراجيدي والدراما العادية.. لم نسمع به وهذا ما تعلمته خلال مشواري، وهذا ما كتبته في أولى مسرحياتي الثلاث، بعد عودتي للوطن مباشرة قدمتُ الكثير من المسرحيات عبر مسارح الجمعيات الخيرية، عبر جامعة الملك عبد العزيز وبعدها الكليات، المسرح تجربة ثرية دائماً، يمكننا أن نقول فيه الكثير لذا يمكن أن يساهم المسرح في التوعية، فلو طرحنا فكرة الطلاق، أو التفكك الأسري، أو العنف الأسري أو كل المشاكل الكبيرة التي نعاني منها الأمرَّين، والتي لا نجد لها حلاً والتي لا يمكن أن تُحل بمقال كاتب أو قصيدة شاعر، بل تحتاج إلى مجاميع، هذا لو وُظِّف المسرح لخدمتها، أنا متأكدة أن هناك تأثيراً قد يؤدي إلى تخفيف نسبة الطلاق والمآسي الكثيرة التي نواجهها في مجتمعنا.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الطالبة صفاء عبد المجيد الزهراء.
يفخر مجتمعنا العربي والإسلامي بالكثير من الفنون في المجالات كافة ونشعر بفجوة تزداد اتساعاً بين شباب اليوم، كيف يمكن الاستفادة من هذا التراث العظيم؟
الدكتورة هند باغفار: من أيام "الشرق الأوسط" كنت من الأوائل الذين طالبوا بإيجاد شيء اسمه مادة وطنية، ودعَوْنا إلى ذلك أنا وآخرين، وتحطمت آمالنا بعد صدور منهج التربية الوطنية، تخيلت أنه يتكلم عن التراث ويحفز كل هذا الجيل إلى التراث، وجئنا بالتربية الوطنية.. التراث، للأمانة له أبعاد لا يمكن أن يحصيها إلا إنسان مثلي عاش على مدى خمس وعشرين سنة يأكل ويشرب تراثاً بتراث، يدرس تراثاً ويحلم بالتراث يراه في كل مكان، إلى درجة أنني أدمنت التراث القديم.. هذا الإنسان يدرك مدى ما لدينا من الكنوز، هذه الكنوز لو وُظِّفت لخدمة الجيل الصاعد، أنا متأكدة عند ذلك بأنهم سيعشقونه ويحبونه.. لكن دائماً لا ينبغي أن يزيد التحميل علينا، ولا نقول أن فلاناً يكتب فهذا الكلام كان في السبعينات، كنا ست كاتبات في البداية، التي تكتب هي التي تعمل كل شيء، تُعدُّ وتؤلف وتُلحِّن، هذه كانت البدايات وكانت مقبولة، واليوم هناك- ما شاء الله- الألوف المؤلفة من الباحثين والدارسين والموظفين والصحفيين والكتّاب، هذه الأمور لا بد أن تتوافر فيها جهود كبيرة، وطبعاً لا نريد بعد هذا كله الاستغناء عن رجال الأعمال لأنهم هم الذين يتبنون تمويل هذه الأعمال، يا جماعة طول عمرها جدة مصدر إشعاع، جدة كما هو مذكور في كتاب "مدينة اليسر"، من أقدم مدن الأرض، وأنا أتمنى أن تقوم عزائم هؤلاء الرجال فيها وأن يتبنوا تشجيع الكثير من المواهب وإن لم يحرصوا على ذلك في البدايات، ونترك باقي المناطق تزدهر بتبني التراث بالشكل الأمثل، والذي يعطيها فعلاً الحياة مرة أخرى؛ ليس هناك أي شيء صعب لو نحن فكَّرنا وعملنا بيد واحدة نساءاً ورجالاً.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الأخ إبراهيم عبد الله والأستاذ خالد السلمي.
بما أنك بصدد إصدار معجم عن الألفاظ الحجازية، هل من الممكن أن نستفسر عن هذه المفردات وهل طرأ عليها أي تغيير من قبل اللغة التركية، بما أن الحجاز كانت منطقة مفتوحة لكل البلدان، فهل تأثرت اللهجة وشكراً..؟
الدكتورة هند باغفار: مرحباً إخواني-وهؤلاء من أعز إخواني الأخ إبراهيم عبد الله والأخ خالد السلمي- بالنسبة للهجة طبعاً.. في أول الأمر كنا نجد صعوبة من منطقة إلى منطقة.. فالمفردات لا حصر ولا عدَّ لها، واليوم نجد صعوبة في المنطقة الواحدة من كبار السن والصغار، أصبحت القنوات معدومة، إن حلها في الحقيقة هو في تأسيس منافذ رسمية لحفظ هذه الموروثات التي تنقرض وتذهب، حتى اللهجة هناك فيها جماليات كثيرة فيها، طبعاً دخل تحريف كثير فيها ونحن أسياد التحريف كلهجة حجازية، نُحرِّفُ الأحرف ونُضيف ونُنقِص، سألت عن الكثير من المفردات فوجدت أصولها ترجع إلى المصرية، وبعضها إلى الهندية وبعضها الآخر إلى التركية، ولكن طبعاً أُدخلت عليها الروح الحجازية وأصبحت من صميم لهجتها.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الأستاذة آمال عبد المقصود خوجه، تقول:
لماذا لا تكتبين كتاباً عن عادات الزواج في المملكة، طالما أن دراستك في هذا المجال مروراً بالأزياء التابعة لكل منطقة.
الدكتورة هند باغفار: أنا أعددت أربع حلقات أو أربع ساعات عن الملابس الشعبية في المملكة- وهي موجودة في الأرشيف، إن أردتِ الإطِّلاع على ما عرضت.. أعدَدْت حلقات عن الحلي الشعبية في المملكة، وأعددتُ حلقات من إنتاج قناة "الإي آر تي" عن الفنون الشعبية في المملكة.. وأنا أسجلها لإرسالها لسعادة الشيخ عبد المقصود خوجه ليحتفظ بها عنده.. لو سمح لنا بذلك طبعاً.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الأستاذ عبد الرزاق الغامدي مدير مدرسة:
ذكر الشيخ عبد المقصود خوجه في كلمته أن الوطن يتطلع إلى إنشاء مدن صناعية إلى جانب أخواتها من المدن المقامة حالياً.. نشكره على هذا التلميح الذكي.. ألا ترين أن المسرح والغناء ما هو إلا من باب الترف الثقافي..
الدكتورة هند باغفار: عمر البشرية كله لم يتعارض العمل مع الترويح عن النفس، المسرح اليوم ليس فقط ترويحياً أو فنياً وإنما ثقافياً أيضاً، هو المنبع الذي تستطيع من خلاله بثّ أكثر من عنصر ثقافي بدون أن يأخذ أحد عليك هذا، المهم أن جدة برمَّتها لا يوجد فيها مسرح بالمفهوم المسرحي، وأنا عملت في كل مسارح جدة، عملت سنة في حفل الجنادرية بمسرح الملك فهد الثقافي وهو مسرح عالمي.. يمتاز بميكانيزم عجيب جداً.. نحن لا نريد أن نُميت المسرح.. نحن نريد أن ندعو كل من له قلب ويحب هذه المدينة أن يؤسس مسرحاً لكي نقول الكثير فيه وليُقدِّم هذا المسرح الكثير أيضاً لأبناء الوطن قاطبة، ونعود لتصريح الشيخ عبد المقصود خوجه وننصف المسرح..
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الأستاذ أحمد الفضلي من وزارة الثقافة والإعلام:
هل هناك أيُّ تنسيق بينك وبين دارة الملك عبد العزيز؟
الدكتورة هند باغفار: لا، أنا كمن يغرد خارج السرب، أعمل بمفردي، أما الدارة فأرجع إليها في بعض الأمور حين أكتب.. قاموا مشكورين منذ خمس سنوات بتكريمي على مستوى الدول، وإنما أرجع إليهم في الكتب التي تتعلق بتاريخ الملك عبد العزيز، وفي بعض الأشياء التي أقدمها، لا أكثر ولا أقل.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الأخت خيرية النهاري تسأل:
عن اللهجات والأغاني الشعبية هل هي في الأصل من بلاد الحجاز أو إنها في الأصل من عواصم أخرى أو بلدان جاءت إلى بلاد الحرمين وبقيت هذه الأسماء مثل الفولكلور السعودي؟
الدكتورة هند باغفار: أول شيء يجب الفصل بين الأغاني الشعبية وبين اللهجة.. وأرجو أن لا يكون هناك أيّ خلط.. أما بالنسبة إلى الأغاني الشعبية فهذا موضوع آخر تماماً، هناك بعض النسخ القليلة من الأغاني، هذا الكتاب يحتوي على أكثر من مائة وأربعين لوناً فنياً في المملكة، هناك أصول متجذرة ويفتخر الحجاز بأنه كان مشتلاً للنبوغ الفني في أيام الخلفاء الراشدين وتلتها الدولة الأموية فالعباسية، فكنا نرسل من مكة والمدينة أرباب الطرب والفن الذين شغلوا العالم العربي وأثبتوا أو أدخلوا كل أفانين الفن الحجازي، ومن ضمنها المجس أو الصول كمال يقال له. أدخلوا العود ودخل معه الكثير من فنون الحجاز.. نحن من أدخلناها وعدنا واستعدناها بعد ذلك. هناك بعض الألوان الفنية ليس لها علاقة بمصر أو بتركيا دخلت إبان العصر الفاطمي إلى الحجاز عن طريق الأفارقة الموالي، بعضها انقرض مثل الطمبرة. لكنه ما زال موجوداً بعد أن أدخلت عليه الكلمات الحجازية والألحان الحجازية، نتكلم عن هذا المجهود الذي له تاريخ أكثر من 1000 سنة، نتكلم عن الطمبرة التي انقرضت الآن ونراها في الخليج، ولكنها في الحقيقة ظهرت لأول مرة في مكة. وهناك أيضاً المزمار وألوان أخرى، عزف البوز أو المزمار، وهذا كان أفريقي المصدر. وهناك قاعدة أنثروبولوجية تقول: بأن أي موروث للبلاد ويعيش ضمن ثقافتها لأكثر من ثلاثين سنة، يُصبح جزءاً لا يتجزأ من هذا التراث، فما بالك وأنا أتحدث عن أكثر من 1000 سنة، في حين أن 30 سنة كافية لتصبح جزءاً لا يتجزأ من هذا التراث. فهي فنون شعبية أصيلة سواءً كانت حجازية أو نجدية أو من المنطقة الشرقية أو غيرها..
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من المهندس عبد الغني حاووط:
نجد أن الشعر غزا كل زاوية في إعلامنا المقروء والمسموع وهناك مجلات متخصصة في الشعر غير ما نجده مسطَّراً في الصحف، هل كل ما يُكتب ويُنشر في هذه المجلات والصحف يسمى شعراً.. وما هي ضوابط هذه الأشعار التي تجري بيننا كسيِّدٍ بدون ضوابط؟
الدكتورة هند باغفار: هناك ما يُسمى بتفجير اللغة، ادَّعى الكثير كتابة الأدب الرمزي، والمدرسة الرمزية مدرسة محترمة، وليس كل ما نُسب لها بصحيح، وكذا هو الأمر في الشعر فتجد أن ما يُكتب من الشعر الحديث هو عبارة عن نثر في الواقع.. ليس فيه سجع أو تفاعيل أو غيره.. لكل شيء أصول.. لا يُسمى هذا شعراً لكن نحن في عصر طَفَراتٍ والدليل النجاح الساحق الذي يحققه الكثير من القصائد الهابطة.. هي فترات معيَّنة وتموت ويظهر بعدها الجديد مرة أخرى؛ والبقاء للأقوى.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من المعلمة بدرية عمر:
هل مُنعت بعض كتبك من الصدور في المملكة، لماذا؟ ورجاءً سمِّ لنا بعض هذه الكتب؟
الدكتورة هند باغفار: أنا عملت في الصحافة، وطوال تاريخ عملي، أي منذ عام 1976م إلى الآن، لم أُمنع في يوم من الأيام من الكتابة، لا في صحيفة ولا في جريدة، ولم يُمنع لي كتاب ولم يتخلَّ عني مسؤول في الدولة؛ أنا لا زلت-والحمد لله- الوجه المعتدل للفكر النسائي في المملكة.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الأستاذة نبيهة سنبل:
هل للتراث علاقة مع العادات والتقاليد؟
الدكتورة هند باغفار: مستحيل أن نتقبل نحن الصورة الأولى، لأنها كلها تقاليد، سواء تقاليد أو عادات أصلاً، يعني مثلاً: كانت تتم زفة الخريط، والخريط هو تحميم العروسة من العصر، إذ يُحممون العروسة ظهراً ويزفونها، كل هذه عادات، لا نستطيع اليوم العيش فيها، لكن هناك في تصوري جزءاً من التقاليد نقدمها بالروح نفسها وإن كانت بقالب عصري.. أنا طبعاً ضد الاستمرار في قوالب التراث بأشكالها الأولية، لا بد من إضافة ما عليها، التوثيق شيء وممارسة الحياة شيء آخر.. نحن نادينا كثيراً بإظهار هذا التراث، فمثلاً: لماذا لا يلبس رجالنا ونساؤنا الملابس الشعبية في المحافل التي نستقبل فيها الضيوف الأجانب؟ أنا طورت الكثير من ملابس التراث ووُفِّقت بذلك، تركوا الدنيا كلها وجاؤوا ليسلموا عليّ أنا، يريدون تصوير ملابسي.. طبعاً من المستحيل أن نمشي مع عشرين كيلو من الرصاص.. ومستحيل أن أمشي بخلخال وزنه خمسة كيلو، أنا لا أقول بهذا ولكني أقول بالتطوير الذي يُعطي الروح مع شيء من الإقتباس..
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الأستاذ عبد المؤمن القين:
ما هي ملامح وخصائص أدب المرأة في المملكة العربية السعودية؟
الدكتورة هند باغفار: أيضاً لا أعرف، فأنا أرفض الفصل بين فكر الرجل وفكر المرأة، أرفض أن يُقال أدب المرأة وأدب الرجل، وإنما هناك الأدب السعودي، نحن جزء لا يتجزأ، إن خصائص الفكر السعودي شمولية، طبعاً تحدثنا عن فترة انتقالية كانت محدَّدة بكثير من المعوِّقات، ومن يقرأ القوانين الأولى التي لها أكثر من ثلاثين سنة، كقانون الصحافة مثلاً، يجدها كلها لا تحق ولا تجوز، ولكن تخطينا مراحلَ مختلفة، وأصبحت هناك حرية في التعبير إلى حد كبير، حتى الأدب الوجداني كان محاصَراً، حتى الرمزية كانت محاصَرة وكذلك التورية والواقعية، اليوم والحمد لله، هناك نقلة كبيرة إلى حد ما، هناك خطوات نحو الأمام؛ وإن شاء الله نتمنى المزيد من التقدم للرجل والمرأة.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الأستاذة نعيمة عبد الحكيم تقول:
لماذا لا تتعاونين في إبراز التراث في العروض التي تقام مثل أسابيع الشجرة وغيرها لإبراز التراث وأشكاله وذلك في متحف "أبرق الرغامة" المتواجد والمتكامل في جدة؟
الدكتورة هند باغفار: أتمنى أن أشارك في كل هذا.. ولكن كما ذكرت هو تعدد المسؤوليات، وأنا نوّهت عن خبر مغطى وهو-إن شاء الله- سيكون في هذا العام وسيشكل سابقة غير مسبوقة، وهذا ما أعمل عليه أخيراً، لو طلبت أن أصمم تصميماً لأسبوع الشجرة، يمكنني أن أقدم فيه رقصة الحصاد من الشمال مثلاً.. هناك نماذج لموروثات مرتبطة بحفر الآبار وبالزراعة ولو قُدِّمت هذه الأعمال بشكل فني، فهي أعمال رائعة، قديماً كان يُقدمها الرجال والنساء في مناسبة حفر البئر، أو بناء مزرعة تشترك فيه المرأة وتُسمى الحاشية مع الرجال من خلال إيقاعات أو رقصات أو مُسمَّيات لها علاقات بهذا العمل اليدوي.. نتمنى أن تُقدم حتى في الشوارع من جهة لخدمة التراث ومن جهة أخرى لإعادة إحياء هذه اللوحات المبدعة.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الأستاذ صالح خميس الزهراني:
ألا تعتقدين أن هموم الوطن كالبطالة والغلاء الفاحش أكثر حضوراً وإلحاحاً لإيجاد الحل السريع من بقية الاهتمامات الأخرى؟
الدكتورة هند باغفار: لا يمكن أن ترتبط دولة بجزء واحد، أنا لا أعرف فكرة السعودة والتوجه إلى هذا، لكن قد وضعت لها مخططات لم نر إلى الآن نجاحها لأنها مخالفة لما تعوَّدنا عليه، لا يمكن للسعودية أن تشتغل كخادمة في بيوت الآخرين.. لا يمكن للولد السعودي أن يعمل في الأعمال الأخرى كحارس مثلاً، وهي فكرة غير مقبولة وانتقد فيها وزير العمل، وقيل أنه لن يرتاح ما لم يُشغِّل السعودية خدامة، والسعودي سائقاً.. هذه أهم الدروس، ولكن ألا ترى معي قبل أن نفرض العمل بأنه يجب علينا أن نؤهل الإنسان لهذا العمل، نحن نعاني.. ففي مشروعي الخاص الذي أعمل عليه مثلاً، لا أجد واحداً مناسباً من كل عشرة بسبب افتقارهم للتدريب وعدم الخبرة، فأنت تريد أن تفرض هذه الفكرة.. وهذا واجب علينا أن نتعاطى مع هذا الواقع الذي نعيشه، لكن من يؤهل المواطن؟ وهل يفترض أن يأخذ راتباً ويتدرب أثناء العمل؟ هذا أيضاً خسارة على الجزء الآخر من المواطنين، لكن لو فُتحت معاهد للتدرُّب-وهو موضوع نعاني منه الأمرَّين ونحن نتطلع إلى سعودة كل شيء نقدر عليه- فإذن لا بد من تهيئة التدريب أولاً..
كلمة أخيرة للدكتورة هند باغفار: أستاذي الفاضل عبد المقصود خوجه أخواتي وإخواني وكل من حضر، أنا أثقلت عليكم سامحوني وشكراً لهذا الجمال وهذا الحضور الجميل، شكراً من الأعماق على هذه الأمسية الرائعة، جمعنا الله على كل ما فيه خير لهذا الوطن ولما يحب ويرضاه في خدمة وطننا وأُمَّتنا وألف شكر لكم.
الأستاذة نازك: شكراً للدكتورة هند على إهدائنا الورد والفل للجميع.
سعادة الشيخ عبد المقصود خوجه: الدكتورة هند كنت رائعة اليوم وقد أسعدتنا جميعاً بحضورك وتألُّقك وإجاباتك التي اتَّسمت بكثير من الموضوعية وبكثير من المواضيع التي أثريتِ بها هذه الأمسية، ونأمل-إن شاء الله- أن نلتقي بك دائماً في أمسياتنا كوجه مشرق من السيدات المثقفات الأولَيات التي نعتزُّ بهن.. وأشكر السيدات الكريمات اللاّتي أسهمن معنا في هذه الأمسية، وبهذه المناسبة أحب أن أوضح كلمة لمعالي الأخ الدكتور سهيل قاضي، رئيس نادي مكة الأدبي الثقافي، الذي احتفى الأسبوع الماضي بعشرة من رجال المسرح ممن لم يُكرَّموا العام الماضي في الرياض، منهم الدكتور عصام خوقير والأساتذة صالح إمام وهاني فيروز وغيرهم.. فاحتفاؤنا الليلة بالدكتورة هند باغفار، هو امتداد لما احتفى به النادي من هؤلاء الرواد في عالم المسرح، ولا ننسى دائماً كما أفضل معالي الدكتور سهيل قاضي، دور ضيفتنا الكريمة، وهي دائماً في ذاكرة المسرح ومن روّاده ولها سبق المساهمة. أشير إلى أنه قد وردتنا هدية هذه الليلة من الأستاذ فيصل بن أحمد بن عبد الله الأمير، وهي عبارة عن مصحف مغطى هنا خشية تأثره بالرطوبة، يعود تاريخ صنعه إلى عام 1050 للهجرة، جيَّرتُه للاثنينية، وبهذه المناسبة أحب أن أوضح أننا خصَّصنا قاعة في المبنى الجديد لجميع الهدايا التي سبق أن أُهديت للاثنينية من دروع وما شابه ذلك، للاحتفاظ بها في المؤسسة القادمة-إن شاء الله- عندما يكرمنا الله أن يتحقق مبناها وطلعها وهي دائماً في رعاية رعاتها شاكراً ومقدراً هذا الإهداء، ولا أحتفظ به لنفسي وإنما هو للاثنينية.. ضيفنا من القطيف الأستاذ الشاعر محمد المهدي الحمادي نعطيه الفرصة لقصيدة أو قصيدتين بالكثير.. يتحفنا بها في هذه الأمسية، شاكراً له ولكم حسن إصغائكم.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :845  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 182 من 255
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ محمد عبد الرزاق القشعمي

الكاتب والمحقق والباحث والصحافي المعروف.