شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة المحتفي سعادة الأستاذ عبد المقصود خوجه ))
ثم تحدث المحتفي سعادة الأستاذ عبد المقصود خوجه - مرحباً بضيفه وبالحضور - فقال:
- بسم الله الرحمن الرحيم.
- أحمدك اللهم كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، وأصلي وأسلم على خير خلقك وخاتَمِ أنبيائِكَ سيدِنَا محمدٍ، وعلى آله وصحبه وسلم.
- أيها الأحبة:
- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وأرحب بكم أجملَ ترحيبٍ في هذه الأمسيةِ، التي كنا نطمحُ أن نفتتحَ بها نشاطَ اثنينيتِكُمْ، لولا بعضُ الظروف التي أدت إلى تأجيلِهَا لهذا التاريخ، ليكون لنا شرفُ تكريمِ معالي الأخ الدكتور أحمد محمد علي.. هذا العلَمُ الَّذي صالَ وجالَ في كثيرٍ من مجالاتِ العطاءِ كما استمعتم إلى ترجمةِ حياته، وكان له القَدَحُ المعلَّى وقصبُ السبق في مجالٍ ارتادَهُ، ومنصب تسنَّمَهُ عن جدارةٍ واقتدار..؛ لتتحدثَ عنه مناقبُهُ، وأعمالُهُ، ومشاركاتِه، التي ستظل تُذكرُ فتُشكرُ على امتدادِ ساحةِ العطاءِ الَّذي تجاوزَ حدودَ الوطنِ لتنداحَ دائرتُهُ، وتمتدَّ جذورُهُ لتتصلَ بمختلِفِ زوايا الوطنِ الإسلاميِّ الكبير.
- إنَّ أستاذَنَا الدكتور أحمد محمد علي رجلُ مؤسسات بمعنى الكلمة، ذلك أن عملَهُ منذ أن حصل على شهادة البكالوريوس من جامعة القاهرة عام 1957م لم يتضاءلْ بين الكواليس، بل كان على الصدارةِ معطاءاً، ثابتاً للتحدياتِ، ممتشقاً حسامَ الإخلاصِ في العملِ، والصدقَ في التوجُّهِ؛ مما أهَّلَهُ لتولِّي العديدِ من المناصبِ القياديةِ التي استمعتمْ إلى تفاصيلِهَا خلالَ سنواتِ عطائِهِ الحافلةِ بالخير، والتي نتمنى أن تتواصَلَ مع بزوغِ فجرِ كلِّ يومٍ جديد؛ وإذا كان هناك رجالٌ تحمِلُهُمُ المناصبُ، فإنَّ معالِيَ الدكتور أحمد محمد علي من الرجالِ الَّذين يحملون المناصب.. بهم تزدهي وتزدان، وتتألقُ مكانَتُهَا من خلالِهِ، ومن آثارِ سجايَاهُ تنالُ حظاً في الازدهارْ.
 
- لقد ترك معاليه بصماتِهِ في كل مكانٍ عمل به، ليس من ناحيةِ الكفاءةِ الإداريةِ والخبرةِ الوظيفيةِ فحسب، بل من ناحية العلاقاتِ الإنسانيةِ التي ظل حريصاً على أن تكون القاعدةَ الأساسيةَ لكافةِ توجُّهَاتِهِ وأعمالِه؛ لم يُعْرَفُ عنه أنَّه قد شَهَرَ سيفَ السُّلْطَةِ ضدَّ أيٍّ كَان، لذلك اتسمتْ طريقتُهُ في معالجةِ كثيرٍ من المشاكلِ بالحكمةِ. وبُعْدِ النظر، وازدانت قراراتُهُ بالرفق الَّذي لم يُجَانِبِ الحزم، ليس باللَّيِّنِ الَّذي يُعْصَر، ولا بالقويِّ الَّذي يُكسَر..، فجاءت سيرتُهُ على أَلْسُنِ من عرفُوهُ متعطِّرَةً بجلالِ العرفان، سليمةً من كل شبهةٍ وريبةٍ وبهتان.
 
- لقد ظل معاليه طوالَ تاريخه الوظيفيِّ الناصِع نقيَّ القلبِ، واليدِ، واللسان؛ تَعَامَلَ مع الجميعِ بروحِ الإنسانيةِ الرائعة، فاصطبغتْ علاقاتُهُ الرفيعةُ بأدبٍ جمٍّ، ومعرفةٍ دقيقةٍ بأقدارِ الرجال، صان الودَّ، والصداقَةَ، والمحبةَ.. مع كلِّ مَنْ عرفوهُ، فتربَّع على قلوبِهِم بالترحابِ والإكبار؛ لم نَرَهُ إلاَّ هاشاً باشاً حتى في أدقِّ المواقِفِ وأكثرِهَا إِرباكاً، غير أنَّه بما لديهِ مِنْ يقينٍ وإيمانٍ كبير.. استطاع أنْ يتغلَّبَ على ما يَعْتَوِرُ طريقَه من عقابيل، ويهزمُ جحافِلَ الظلام بابتسامةٍ لم تفارقْهُ في أيِّ لحظة، فاستكانَتْ له موجاتٌ كقطعِ الليلِ يظنُّهَا الرائِي بلا نهاية، ولكنه استطاعَ بنور ابتسامتِهِ، وبَرْدِ يقينِهِ، وحصافَتِهِ المعهودة..، أن يتغلَّبَ عليها، ويخرُجَ منها منتصراً بفضل الله - سبحانَهُ وتعالى - ليس انتصارَ الَّذي يفخَرُ لنفسِهِ، ولكن انتصارَ الَّذي يرجِّحُ مصلحَةَ العملِ والمصلَحَة العامَّةَ على كلِّ ما عداها.
 
- إنَّ الحديثَ عن ضيفنا الكبير ليطولُ ويتشعبُ، والحديث ذ وشجون كما تعلمون، ولكني آثرتُ أن تأتِيَ تلك الشجونُ والذكرياتُ ممن عاصروه وعَمِلُوا معه يداً بيد، وشاركوه صناعَةَ تاريخِ الفترةِ التي مَرَّتْ بالأمةِ الإسلامية، والتي اتَّسَمَتْ بالعطاءِ الخيِّرِ، وإرساء فضائِلِ العطاءِ من أجلِ مجتمعٍ إسلاميٍّ يرقى لما وصفها به الحقُّ - سبحانَهُ وتعالى -: كنتم خيرَ أمةٍ أخرجت للناس.
 
- أيها الأحبة.. أتمنى لكم أمسيةً ماتعةً مع ضيفِنَا الكبير، وعلى أملِ أن نلتقي في الاثنينية القادمةِ بسعادة الشاعر المكيِّ الرقيقْ فاروق بنجر، لنحتفِيَ به وبشعرِهِ الجَزْلِ الفخْم..؛ فإلى الملتقى وأنتم بخيرْ.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :798  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 110 من 171
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج