((كلمة سعادة الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه))
|
يلقيها نيابة عنه اللواء ركن الدكتور أنور ماجد عشقي |
بسم الله الرحمن الرحيم، أحمدك اللهم كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك وأصلّي وأسلّم على خير خلقك حبيبك وصفيك سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. |
السيدات الفضليات. |
الأساتذة الأكارم. |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: |
يسعدني أن أرحب أجمل ترحيب بفضيلة الأستاذ الدكتور الشيخ أحمد عبيد الكبيسي، الأكاديمي، والمفكر، والداعية الإسلامي المعروف، سعداء بقدومه من دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة ليمتعنا بلقائه والاستزادة من علمه وفضله. |
أحدثكم وفي القلب غصة بفقد المربي الفاضل الأستاذ الأديب السيد محسن باروم، سائلاً المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يكرم نزله ويوسع مدخله، ويحسن إليه بقدر ما قدّم لوطنه ومواطنيه، وأن يلهم آله وذويه الصبر وحسن العزاء. |
فضيلة ضيفنا الكريم خاض العديد من التجارب التي صقلته منذ دراسته الجامعية في أرض الكنانة، وتخرجه في الأزهر، فجمع بين الفرات والنيل في تكوينه وطبعه وحسن شمائله ولا أزكيه على الله.. فهو كتاب مفتوح للجميع.. يستطيع كل من يتعامل مع الكلمة والواقع الاجتماعي بأبعاده المختلفة أن يقرأ عناوين عطائه، ومن أراد المزيد فليبحر بين السطور ليرسم الصورة التي تحقق مبتغاه فهماً وإدراكاً لشخصية عامة-شأنه شأن كل من يتعرض للعمل العام- أن ينال حظاً من الرضا، وجانباً من السخط. |
لقد حرص ضيفنا الكريم أن يكون توافقياً قدر الإمكان في كثير من خطوط تعامله التي تتقاطع مع مختلف شرائح المجتمع في وسط شديد التعقيد والحساسيات السياسية والمذهبية، وكما تعلمون فإن "الاثنينية" ليست معنية بهذا الجانب لأنها ومنذ نشأتها اختطت لنفسها منهجاً ينأى بها عن المحاور: السياسية، والدينية، والمذهبية، والعرقية، وتصفية الحسابات.. وعليه فإننا نؤطر احتفاءنا في الجانب العلمي والأدبي لفضيلة ضيفنا الكريم. |
إن المتتبع لمسيرته العلمية يجد أنه قدم للمكتبة الكثير من المؤلفات التي عالج من خلالها مختلف المواضيع ذات العلاقة بتخصصه في الشريعة والقانون.. وسكب عصارة جهده في مؤلفات تناول فيها موضوع المرأة والسياسة في صدر الإسلام، وفلسفة نظام الأسرة في الإسلام، كما تناول مواضيع تتعلق بالمواريث، والغبن والتغرير في عقود البيوع، وغيرها من الدراسات التي تعبر عن تواصل حميم مع قضايا المجتمع ومحاولة جادة للبحث عن حلول تهم المسلم في حياته اليومية. |
ولضيفنا الفاضل مواقف جريئة قد تخالف السائد والمتعارف عليه، غير أنه لا يصدر عن فراغ في كل ما يقول ويكتب، فهو يستند على الكتاب والسنة، ثم لا يألو مجتهداً ومعولاً على ثقافته العالية، واطلاعه الواسع على أمهات المراجع الفقهية والقانونية.. والمعروف عنه أنه لم ينقطع قط في صومعة تتجاذب أطرافها بعداً عن الناس، بل ظل موفور العطاء، متواصلاً مع العامة والخاصة، كما أنه مستمع جيد يوظف الصمت بدرجة مميزة ليستوعب كل شاردة وواردة قبل أن يعمل ذهنه ويدلي بدلوه في أي حوار كان.. بالإضافة إلى تمتعه بروح مرحة، ودعابة مليحة، فمما يحكى عن فضيلته أنه استمع إلى محاضر اكتظ قاموسه بأساليب التهديد والوعيد، والويل والثبور وعظائم الأمور، ولم يترك فرصة للأمل في رحمة الله التي وسعت كل شيء.. وفي النهاية قال ضيفنا الكريم للمحاضر: لقد ذكرتنا يا أخي بالحديث (عسّروا ولا تيسّروا).. فانبرى له المحاضر مصححاً: الحديث يقول يسّروا ولا تعسّروا.. فأدار ضيفنا الدفة قائلاً: إذن يا أخي لماذا لا تعمل به؟؟ وإذا صحت الطرفة أم لا فهي تشير إلى كياسة في التعامل مع مواقف الخلاف وإدارة الحوار.. فهو في مسيرته الطويلة لا ينفي اختلاف وجهات النظر، بل يحبذها باعتبار أنها جزء من طبيعة النفس البشرية التي جبل المولى عز وجل الناس عليها.. فالخلاف قائم ما دامت السماوات والأرض، لكن ينبغي دائماً مراعاة آدابه وشروطه حتى يؤتي ثماره المرغوبة، ومتى ما انحرف عنها فإنه لا يعود حواراً بنّاءاً بقدر ما يتحول إلى فتنة مدمرة ملعونة.. ومما لا شك فيه أن انفتاح فضيلته على كثير من الثقافات مكنته من النظر بعين البصيرة إلى شمولية القضايا التي يتناولها بحس يتفوق على الذات الضيقة ويتنفس فضاءات مختلف الآراء، ولا يبتذل علمه فيكون ليناً فيعصر أو يتأبط كبراً ليصبح يابساً فيكسر.. فهو يبتغي بين ذلك سبيلاً يقوي به الرأيين على الرأي الواحد، والثلاثة على الاثنين.. بعد أن ينهل من الكتاب العزيز، والسنة المطهرة، وأقوال السلف الصالح. |
من ناحية أخرى لا يخفاكم الإطلالة التي يتواصل من خلالها ضيفنا الكريم مع محبيه عبر كثير من الفضائيات العربية، فقد استفاد كثيراً من هذه التقنية، وبذل وقته وجهده ليسهم مشكوراً في إثراء ساحة العلم والحوار مع المتلقين على أوسع نطاق يغطيه البث التلفازي.. ومكنته أدواته من لغة ناصعة، وبيان واضح، وبديهة حاضرة، واستدلال منطقي، من كسب شرائح متعددة تسعى لمتابعة برامجه التي أصبحت تدخل معظم البيوت بكثير من الترحاب والتقدير.. فهو لا يعتسف النصوص ويجتزئها، كما ينظم أفكاره بمهنية عالية، وقد يتراجع في بعض المواقف إذا بدا له ذلك باعتبار أن الرجوع إلى الحق فضيلة.. وتلك من سمات العلماء الأفاضل الذين يطلبون الحكمة ويضعونها فوق كل منفعة ذاتية أو آنية. |
وأبى ضيفنا الكريم إلا أن يزين مواهبه المتعددة بالشعر، فهو شاعر مجيد اطلعت على بعض قصائده التي تترقرق عذوبة، ونداوة، وعاطفة صادقة.. وليس غريباً أن يرفل العلماء في ثياب الشعر بين آونة وأخرى، فقد أتحفنا علاّمتنا الجليل الفقيه الشيخ مصطفى الزرقاء "رحمه الله"، بروائع حظيت "الاثنينية" بنشرها ضمن "سلسلة كتاب الاثنينية" بعنوان (قوس قزح) عام 1416هـ/1996م.. وبينهما قواسم مشتركة في تخصص الشريعة، والقانون، وهواية قرض الشعر.. وسبقهما في ذلك أعلام مثل الإمام الشافعي، والشريف الرضي، وابن قدامة، وصلاح الدين المقدسي، وأبو حيان الأندلسي، وغيرهم من أصحاب الفضل. |
أرجو لجمعكم الكريم أمسية مفعمة بالفائدة بمعية ضيفنا الكريم، التي كنت أتمنى أن أكون في رحابه لأحظى معكم بما تحظون به من سعادة ومتعة اللقاء على أمل أن يكون القادم أحلى متمنياً أن أرى جمعكم الكريم في القريب، معتذراً لعلاّمتنا ولجمعكم الكريم عن الغياب الطارئ لمرضي.. وقبل أن يُنقل لاقط الصوت للأخ اللواء الركن الدكتور السيد أنور ماجد عشقي، المفكر الإسلامي المعروف، ورئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية، ليرعى هذه الأمسية بجميل فضله.. أذكركم أن ضيفنا القادم بمشيئة الله معالي الأستاذ الدكتور خالد عبد العزيز الكركي، رئيس الجامعة الأردنية، ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الإعلام الأسبق، وعضو مجمع اللغة العربية الأردني، وغيرها من المهام الكبيرة، بالإضافة إلى أنه أثرى المكتبة العربية بالعديد من المؤلفات العلمية والأدبية. |
والسلام عليكم ورحمة الله،،،، |
عريف الحفل: أيها السادة بعد أن أنقل لاقط الصوت وأتشرف بذلك لفارس أمسيتنا.. سوف يفتح باب الحوار مع فضيلته ومن له سؤال أو استفسار نرجو أن يوافينا به حتى نقرأه على فضيلته بعد أن ينتهي من كلمته.. أحيل لاقط الصوت إلى راعي "الاثنينية". |
|